البارت السابع عشر

32 1 0
                                    

البارت السابع عشر

بهدوء سارق متسلل دخلت هبة قصر البارون ، دعكت يديها لم تكن تشعر بالبرد بقدر شعورها بالرعب ،كان يتاكلها من الداخل شعور بخوف لم تعرفه حتى في احلك ايامها سوءا ، صعدت درجتين قبل ان يفاجاها البارون وهو يخرج من مكتيه ،منحها ابتسامة ابوية ،بعثت لهبة شعورا بالنفور ،فكرت انه واثق من انتصاره ،هل لدى لؤي اي فرصة ،قال لها وهو يدني منها " هل فكرت جيدا ؟ " علمت هبة انه يعرف الى اين ذهبت ،ردت وهي تهبط الدرجتين لتصير على نفس مستوى والدها مع فارق الطول الذي اكسبها هي بعض الثقة " مارايك يا والدي ؟" ابتسم وقال "مع انك تنظرين الي بهذين العينين القويتين القاسيتين الا اني اعلم ان داخلك اجوف " رفع يده وقال وهو يضم اصابعه ببطا "اان قلبك يذوب ببطا كالجليد " ردت "اوه حقا " رد "انا متاكد ،تعلمين يا صغيرتي ان الجليد لايذوب الا بسبب الشمس والدفء ،لا تخافي كل شيء سيكون بخير اصدقائك من العالم المتخلف سيكونون بخير وانت ستكونين بافضل حال "سالت "وانت ؟" رد "ساقود ابنتي بفخر الى المذبح لاسلم يدها الى زوجها " ردت "ستكون اقوى رجل في العالم " رد" ستكونين ابنة اقوى رجل " اخرجت نفسا حارا وقالت "افهم انك اخذت قرارك بدلا مني " رد "لاني علمته قبل حتى ان تقريره انت " فكرت هذه الثقة هذه القوة هذا الغرور ياقتلعه بيدي ، قالت " ساصعد لغرفتي " قال "سياتي خطيبك بعد وقت جهزي نفسك " لم ترد وصعدت الى غرفتها ،بينما واصل البارون خطواته الى الخارج .

وقف لؤي امام قصر البارون ،تحسس المسدس شعر بان هبة معه تدعمه ،وكانها تقف معه الان ،غمره شعور بالثقة ،خطته درسها جيدا انها لن تفشل ، فكر من معرفته للبارون لاشك انه اعطى موافقته للوزير ، كلمة البارون للوزير تعني اكثر من طلب زواج وموافقة انها تعني صفقات اموال سمعة ،ابتسم وهو ينظر للبارون وهو يخرج وحيدا دون حراسة ،فكر انك لست هدفي الان ،لكن ليتك كنت ،اختبا حتى لا يراه ،عندما ابتعد البارون تسلل لؤي الى القصر ،كان واسعا وكبيرا لدرجة انه شعر بالضياع ،الى ان جاءه صوت هبة " لؤي ماذا تفعل هنا ؟" التفت فراها ترتدي ثوبا منزليا زهري اللون ،تاركة شعرها الطويل خلفها كشلال ،كانت نظراتها له كلها رعب ،ابتسم لها فنزلت بسرعة ،اقتربت منه وقالت "مابك ماذا تفعل هنا ،الن تنفد خطتك ،اليس عليه انقاذ اياد ،انت لم تغير رايك ام ....." ليوقف سيل الاسئلة وضع يده على فمها بهدوء وبطا وكانه يتحسس كل خطوة ،لم يبقى في هبة شعور لم يثر الغضب الانزعاج القلق التوتر الحب الشوق الدفء ،عينيها عكست فوضى مشاعرها ،قال لها "انا لا ادري ان كنت املك عينين حقا ،انت كنت امامي طول الوقت كان قلبك ينبض لي ،كيف لم يتسنى لي رؤية هذا الجمال ،انا كنت اعمى حقا " لم تتحرك هبة وهي تسمع كلمات لؤي ،قال "اعرف ان الوقت ليس ملائما لا ،حياة اياد على المحك ،حياتي ايضا ومستقبلي ،سعادتك ، لكن ...." سكت اخذ نفسا وتركها وقال "سامنح نفسي العذر " سالت "مابك ماذا اصابك اهذه خطتك الفذة ؟" قال "لا ....استعدي انا ساخطفك الان " ردت "لقد جننت ،تاكدت الان " ضحك وقال "انها خطتي وستنجح " قالت "ابن الوزير قادم ،انه ابنه اتدري كم الحراسة التى ستصحبه " ابتسم لؤي لسذاجتها وقال "اننا في اطاليا ،رجال السياسة وعائلاتهم ليسوا كرجال السياسة عندنا ،لن يرافقه احد "سالت "هل انت واثق ؟ " رد وهو يخرج مسدسه "كل الثقة ،بما ان ابن الوزير في الطريق سانتظر قدومه " سالت "هل ستخطفه ايضا ؟" رد "لا احتاجه ،كل ما اريده هو ايقاع البارون في شر اعماله " فكرت هبة وقالت "انها مغامرة ،اني تقريبا لا اعني شيءا لوالدي لن تستفيد من خطفي سوى انك ستغضبه وقد يقتل اياد لهذا " رد "اعرف والدك اكثر لا تقلقي " نظرت لثوبها وقالت "هذا لن يساعد ساغيره " امسك يدها وقال "لا افضل ان تبقي هكذا " ترك يدها وقال "هل سيتاخر ؟" ردت "لا قال والدي انه لن يتاخر " عند هذا سمع صوت سيارة تقترب ،قالا معا "لقد وصل " سالها "هل معك مفتاح السيارة ؟" نظرت الى الطاولة اين وضعته وقالت "انه هناك " اخذه و امسكها من رقبتها بيده واضعا مسدسا على رقبتها وقال "تقدمي ببطا " قالت "اشعر انها تمثيلية فاشلة "رد "اذن عليك ان تبدلي جهدا " قالت "والدي يعلم انك لن تؤذيني ويعلم اني اعلم ،ان اظهرت الخوف سيكون الامر مبتذلا جدا " قال "اننا سنمثل امام ابن الوزير " اقتربا من الباب الذي فتح على البارون وابن الوزير ،التقت العيون الاربعة في مشهد مربك للجميع ،بذلت هبة جهدا وهي تدعي الخوف ،انفجر البارون غاضبا "ماهذا ؟ " قال لؤي "مارايك ؟" قال ابن الوزير "ما الذي يحدث هنا الى اين ياخذها " نظر اليه البارون وقال "لا تقلق لن يؤذها " قال "دعها اعلم انك تمزح ،مزاحك سخيف جدا " قالت هبة "قلت له هذا لكن " ضغط لؤي على رقبة هبة بقوة حتى تالمت وقال"ان كنتما تعتقدان اني امزح هل تريدان التاكد "واطلق رصاصة في الهواء ،اخرج البارون نفسا وقال "دعها " رد "ستترك صديقي اولا " تكلم ابن الوزير "ماالذي يقصده ماذا عن صديقه " قال لؤي ابتعدا والا افرغت الرصاصات عليكم ،دقق البارون في المسدس ،عرفه كان مسدسه ،فكر وقال "انت من اعطاه السلاح " ضرب لؤي رصاصة في كتف ابن الوزير سقط على ركبته ،صرخت هبة "مادا فعلت " قال لؤي "انه انت التالي ايها البارون ابتعد والا افرغت مسدسي فيك " ابتعد البارون ،كان يعلم مبلغ حقد لؤي عليه ،لذلك لم يغامر ،نظر الى ابن الوزير الاصابة في الكتف مجرد خدش حتى ان الرصاصة لم تدخل ،فكر انه ممتاز في التصويب لكنه لن يرحمه هو ،تركه البارون يخرج ،ركب سيارة هبة ،كانت هبة من قادتها ،عندما ابتعدا ترك المسدس ،قالت "كانت خطتك مبهرة " رد على تهكم هبة "لا تقلقي ستؤتي ثمارها قريبا " ردت "لا ارى هذا "استمرت في القيادة بصمت بينما فكر لؤي في خطوته التالية ،سالت وهي تنظر الى الوقود "الى اين تريدني ان اخذك الوقود لن يبقى للابد " رد "نحتاج اولا لملىء الخزان " ،قصدت هبة اقرب محطة ملات البنزين وعادت ،سالته "الى اين الان " قال "لانقاذ اياد " سالته "كيف الست انا الرهينة " رد "هذا ما يعتقده البارون وابن الوزير " سالته "اذن " رد " قبل ان اتي الى هنا عرفت مكان اياد " ساله كيف ؟" رد "الامر لم يكن صعبا ،ترك لي والدك تلميحا "سالت "لا افهم ؟" رد بينما كانت هي تقود " تم العبث بكمرات الفندق صحيح لكن عندما اخبرتني ان حراس والدك كلهم مع اياد عرفت انه يريدني ان اجده ترك لي تلميحا سهلا ،كامرا الطريق وصلت اليها تم اختطافه بسيارة تحمل ارقاما ،كان من السهل تتبع سيرها ،اتخذت الطريق العام "سالته "اذن " رد "والدك ارادني ان اسرع لاياد لاقع سريعا " سالته "الم يكن اياد كاف ثم لو اراد خطفكما معا لفعل " رد "انه لا يحب الالعاب السهلة ، يريد ان يوقعني يريد هزيمتي يريد ان يثبت لنفسه انه الاقوى والاذكى ايضا ،احيانا كان يبقي على اعدائه ليمنحهم الفرصة للنهوض من جديد وتحديه ،اراد ان يثبت لي انه الاذكى واني ساقع في فخه بسهولة ،لذا عكست خطته قصدت منزله ،ومع هذا لم اضيع الفرصة السهلة لانقاذ اياد "سالت "تعتقدها سهلة وماذا عن رجاله " رد "لماذا في رايك قصدت قصره اولا "سالته "لماذا ؟ " رد "الان هو من سيقع في فخي سيعتقد اني اخذتك رهينة لاني لم اجد اياد او اني اكتفيت بكمرا الفندق في البحث ،سيستدعي رجاله لان وجودهم هناك جميعا لا معنى له ،سيبقي رجلا او اثنين ،خطفك واصابة ابن الوزير سيفقده حماية الوزير وثقته سيحتاج لترتيب اوراقه ،في هذا الوقت يحتاج ان لا يفكر في امنه لذلك سيستدعي رجاله " فكرت هبة بكل ما قاله ثم قالت "اي ان خدعة خطفي المكشوفة لوالدي كان خدعة "رد "الان لا يهمه عودتك او الحفاظ على الرهينة هذا اخر امر يفكر فيه " ردت "تبدو كانك دمرت عالمه " رد "هذا ما سيفكر فيه ،لذلك قبل ان يستعيد رباطة جاشه علينا الاسراع لاياد " اعطاها ورقة وقال "هاذا هو العنوان " قراته وزادت سرعتها.

كما توقع لؤي كان مكان خطف اياد في منزل يبعد عن الطريق الرئيسي بضع خطوات ،بقيت هبة في السيارة بينما قصد لؤي المنزل ،كان الباب مقفل ،قام لؤي بتفجير القفل برصاصة،لم يجد فيه احد ،حتى شعر بالخوف ان يكون مخطا ،بدا بالصراخ ومناداة اياد اصغى جيدا ،هل اخطا فكر لا كل شيء يبدو منطقيا ،عاد ينادي ،بحث في كل الغرف لم يجد احدا ،لما تاخر لؤي شعرت هبة بالقلق فقصدت المنزل ،وقفت لثواني امام القفل المضروب برصاصة وهي تفكر بقي ثلاث رصاصات ، نادت عليه لؤي ظهر فجاة من غرفة قال "ماذا تفعلين هنا ؟" ردت "قلقت عليك هل وجدته ؟" رد "لا ليس بعد "سالت "هل بحثت في كل مكان ؟" رد "اجل ....انا لا افهم " شعر لؤي بالارتباك هناك خطا ما ،نادت هبة بصوت مرتفع "اياد اين انت " كررت مرارا حتى سمعا معا صوتا ،قالت "هل سمعت ؟" رد "اجل " قالا معا "القبو " اسرعا الى اليه ،وجداه مقفلا ،حطم لؤي الباب ودخلا ،كان اياد هناك ،وكان الكرسي على الارض ،قالت هبة "كان صوت سقوط الكرسي " اسرع لؤي لفك اياد وقال "احسنت كدت ان اشك في عقلي " قال وهو ينظر اليهما معا "كيف وجدتني ؟" رد "فلنخرج اولا " ،تمكنوا من الخروج من هناك بخير وقصدوا السيارة ،ركب لؤي من الامام ،انطلقت هبة بهم ،قال اياد "انا مندهش كيف تعملان معا " فكر لؤي الغيرة ،بينما قالت هبة "لانقاذك هل اعتقدت اننا لن نفعل ؟" رد اياد "جيد ،كيف تمكنتم من البارون " قالت هبة "اننا بامان الان وهذا هو المهم " فكر لؤي هل هم بامان حقا ،سكت لؤي سالته هبة "مابك ؟" رد "انا قلق ،في الحقيقة انا قلق جدا من رد البارون "اخرج هاتفه واتصل بعمر وطلب منه الاختباء هو وعائلته لبعض الوقت ، نظر اليه كل من هبة واياد فسالته "هل الامر خطير لهذه الدرجة ؟" قال "ان غضب البارون مرعب " قال اياد "علينا ان نجد مكان للاقامة فيه " قال لؤي "لدي المكان " سالته هبة "الن يتمكن والدي من ايجادنا " رد "لا انه منزل غير موجود نظريا ،اننا نسميه منزل الحالات الطارئة " عادت هبة بذاكرتها الى البعيد وتذكرت كل ما حصل هناك ،نظر اليها والتقت نظراتهما معا ،لاحظ اياد الامر فسال "ما الامر ؟" ردت هبة "لا شيء فقط لؤي نقل خوفه لي " قال اياد "ان كنا سنقيم هناك علينا التبضع وشراء بعض الثياب " وافقت هبة ،بينما غاص لؤي في افكاره .


يتبع

شرطيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن