البارت الثاني ج1
وقفت هبة في محطة الحافلات تنتظر الحافلة القادمة ،عندما جاءها صوت اياد جاف وبارد كما عرفته تماما ،قال لها " اين انت ؟" اجفلها الصوت ثم تذكرت انها وضعت الجهاز في اذنها ،فردت بعد ان استعادت هدوءها "اقف في محطة الحافلات " رد "الى اين انت ذاهبة ؟"،ردت "الى مقر شركة جابر " اجابها ببرود اكبر "بدون ان تغيري شكلك اليس كذلك "سالت متفاجاة "ماذا ؟" رد "لا يمكنني تخيل انك غيرت شكلك ووضعت الشعر المستعار والعدسات عقلك اصغر من ان يدقق مع هكذا تفاصيل " انزعجت وقالت "كنت ساذهب لمنزلي اولا " رد وهو يضحك " حقا ستتنكرين هناك وتخرجين اما اختك بشعرك الاشقر وهي لن تقف كثيرا لسؤالك عن لون عينيك وشعرك " ردت بانزعاج "حسنا ماذا تريد الان ؟" رد "انت ستنفدين اوامري فقط ،لا اسمح لك بالتحرك خطوة دون ان اعلم بها " ردت "هل تعتقد اني سافسد المهمة ؟ " رد "لا انا لا اعتقد انا متاكد من هذا " جاءه صوتها منزعج وهو يقول وقد ارتفع "حسن ماهي الاوامر ؟" رد "اخفضي صوتك لا داع ان يعلم احدا انك تخاطبيني" سكتت في انتظار ما سيقول بنفاذ صبر ،قال بعد ان لاحظ صمتها "ستذهبين الى مطعم الجمال ،انه امام محطة الحافلات تماما ،ستدخلين تجلسين لدقائق على الطاولة ،وقبل ان ياتي اليك النادل اذهبي الى الحمام غيري شكلك وغادري مباشرة الى مقر الشركة " ردت "هذا واضح تماما اي اوامر اخرى " رد "عندما تصلين اخبريني "،لم ترد عليه وانطلقت للمطعم .
بعد دقائق طويلة خرجت هبة بشعر مستعار ونظارات ،كانت تبدو مختلفة تماما ،ابتسمت وهي تنظر الى هويتها المزيفة ،انها تشبه الصورة تماما ،عندما جلست في مقعد الباص بدات تفكر ،لولا مكالمة اياد لها لكانت نسيت تماما امر شكلها ،انها ليست بهذا الغباء لكن مشاكل اليوم هي السبب في اغفالها امرا بهذه الاهمية ،اتخذت قرارا انها ستاخذ كل احتياطاتها حتى تثبت للجميع جدارتها ،وقفت امام باب الشركة ،فكرت هل تخبره ،ارادت ان لا تفعل لكنها في اخر لحظة عدلت عن رايها ،قالت بهدوء وبصوت منخفظ جدا "لقد وصلت " كان اياد يقرا في نسخة من ملف جابر سرار ،عندما جاءه صوتها ناعما كما لم يعرفه من قبل ،لفته قشعريرة لم يدر لها سببا ،رد عليها بعد وقت " فكرت انك لن تخبريني " ردت "اردت ان لا افعل " ابتسم وقال " لذلك انا هنا حتى لا تنفذي ما تريدينه " ،لم ترد فقال "اولا عليك ان تقصدي الاستقبال هم سيوجهونك الى مكان المقابلة ،ستقابلين شخصا ما ربما هو المسؤول عن الموارد البشرية "ردت "حسن " قال "عندما يسالك سؤالا تريثي في الرد وكرريه حتى اسمعه ،انا من سيجيب وانت فقط ستعيدين ما ساقوله "قالت بانفعال "انت من سيجيب ؟" رد "بالطبع لن اتركك تفسدي كل شيء ،ان تركتك تجيبين انت لن تنجحي ابدا " ردت "يا الهي الهذه الدرجة لا تثق بامكانياتي " رد "انا اثق في احكامي اكثر " غضبت هبة بشكل كبير وقررت ان تثبت له انها ستنجح بدونه ،لم ترد عليه وانطلقت حسب تعليمات اياد ،عندما وصلت وجدت مجموعة من الفتيات تنتظرن ادوارهن ،جلست على كرسي هناك ،عندما جاء دورها كانت الاخيرة وكانت الساعة تقارب الرابعة ،خرج رجل ناهز الاربعين من المكتب ،وقف ونظر الى ساعته ،تمطى وتثاءب ونظر الى هبة ،وقال "انت الاخيرة كما ارجو " ردت وهي تقف " اجل سيدي " واقتربت منه ومدت يدها تسلمه ملفها ،لكنه لم ياخذه وقال " لا داعي لان اقراه " ردت "لكن سيدي كيف تعلم مؤهلاتي ؟" رد "لقد عينت السكرتيرة وانتهى الامر " ردت بدهشة "ماذا ؟ " قال "عذرا منك " فكرت ماذا ستفعل لو كانت زهية اواياد هنا ما كان سيكون تصرفهما ،لبعض ثواني اصيبت بالياس ،لكن صوت اياد تدخل وقال "ما الامر لقد تاخرت ؟" قالت بصوت مرتفع "لكنك يا سيدي انت لم تقرا ملفي كيف تعين سكرتيرة قبل ان ترى كل المترشحين ،ما ذنبي ان كنت الاخيرة " فهم اياد ما تحاول هبة ان توصله لها ،اخذ نفسا وقال " اهدئي ،يمكنك ان تنجحي ، تصنعي البرود وقولي لا باس لكن صدقني لن يكون السيد سرار سعيدا من تسرعك " كررت على الرجل ما قاله اياد فرد عليها "ماذا تقصدين ؟" "ردت " اقصد انك ستندم " كانت تريد ربح الوقت في انتظار ما سيقوله اياد ،الذي قال " فقط اطلع على رسالة التوصية " ،عندما قالت له هبة هذا الكلام ،اسرع الرجل واخذ الملف منها ،تنهدت هبة ،كانت اعصابها على نار ،نظرت للرجل وهو يقلب الملف امامها وهي تفكر ان اياد هو من اكسبها الفرصة ،لقد فشلت في التحدى ،وقف الرجل وقال "كنت محقة انت فعلا سكرتيرة لا ترفض امكانياتك واضحة انها لا تقارن مع الاخريات ،لذلك ستوظفين " ابتسمت هبة اخيرا وقالت "شكرا سيدي " رد "ستبدئين غدا باذن الله " ردت "اجل سيدي " ،احتفظ الرجل بالملف ،وتركها تغادر ،تمنت من قلبها ان لا يتكلم اياد مفاخرا ،لكن امنيتها لم تتحقق ،اذ جاءها صوته ساخرا " وتعتقدين ان لك فرصة من دوني " ردت "لست مستعدة لسماع صوتك يدوي في اذني سانزع الجهاز " قال لها "اياك ان تفعلي " قالت "اوه حقا ،لكني اتممت مهمتي لليوم وداعا "ونزعت الجهاز ،انزعج اياد وقال " غبية حمقاء " ونزع جهازه وعاد لقراءة الملف امامه ...كانت تسير في الطريق المؤدية الى منزلها ،وهي تفكر ،كيف كانت بهذا الغباء ان قصدت قريبتها سارا بغرض التعلم ستسالها سارا لماذا تريد ذلك ،سارا بفضولها الزائد لن تتوقف حتى تصل للجواب ،حتى ان لم تجبها هبة فهي ستثير الشكوك حولها ،حمدت الله انها لم تذهب ،انها فعلا غبية في بعض الاوقات ،ولا تحسب حسابا لتصرفها ،وصلت لمحل الحلوى اشترت بضع قطع وغادرت ..
عندما فتحت باب منزلها جاءها صوت عمها الياس ،عبست ومع ذلك تقدمت لغرفة الاستقبال ،سلمت على عمها ببهجة غابرة ،وقالت "لعل اختي اتصلت بك بشان السخان " قال وهو يبتسم "اجل يا ابنة اخي ،لقد تم اصلاحه " ردت "هذا جيد نسيت ان اترك المال لاختي صباحا ،كم كلف ؟" رد "لا عليك اننا اهل " ردت " اجل بالتاكيد اننا كذلك ،لكن المال لا علاقة له برابطة الدم ،اليس كذلك اختي " تنحنحت اماني وقالت "ما هذا الكلام ،عمي يعرض مساعدته ، لا تتصرفي برعونة " ردت "اسفة عمي لكنك ساتخذ مالك " تنهد الياس وقال "حسن 150 " قالت "انتظرني " اسرعت لغرفتها واخذت المبلغ من خزانتها واسرعت اليه ،اعطته المال وجلست معهما ،سالته عن اولاده وزوجته وحاله ،منتظرة اي كلمة على المنزل ،لكنه لم يقل شيءا ،وقف بعدها وغادر ،عندما اقفل الباب التفتت هبة الى اختها وقالت "يبدو انه ترك لك مهمة اقناعي ببيع المنزل " كانت هبة منزعجة غاضبة من فشلها في عملها من اياد ،من اختها التى تريد بيع المنزل وذكريات والديها ورميهم للشارع من اجل المال ،من حالها وضعفها ، ومنزعجة من راسها الذي بدا يؤلمها ،قالت اماني بارتباك "وماذا في الامر المنزل كبير علينا نحن الاثنين ،شقة صغيرة ستكفينا " ردت هبة "اه لا ...هل هذا كل ما يزعجك انه كبير ،لست من تتحمل تكاليفه ،انا احذرك انا لن ابيع " ردت اماني "لكني بحاجة للمال من اجل اولادي ،هل تعتقدين ان مرتبك سيكفينا كلنا ،اننا بالكاد ناكل " ،ردت هبة "تتكلمين كما لو انك تموتين من الجوع "ردت اماني "اصغي الي يا هبة ،المنزل من التركة وكان علينا تصفيتها منذ وفاة امي " ردت "هبة "انت لن تقنعيني ابدا "ورمت حلويات زينة وبدر على الاريكة وقصدت غرفتها واقفلت على نفسها ،بحثت في مذكرتها عن رقم محامي والدها ،اجرت اتصالا سريعا واتفقت على مقابلته غدا ،ارتاحت لهذا الامر ،واستقلت على سرير ....
وبسسسس
استنو البارت الجدييد

أنت تقرأ
شرطيه
Mystery / Thriller- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .