البارت الخامس

37 2 0
                                    


البارت الخامس ج1


عندما كانت هبة تغير شكلها بهدوء ،كان لؤي في غرفة والده في الفندق ،نسي امر هبة تماما ،تاخر البارون على اللقاء واتصل مدير مكتبه يبلغهم بتاجيل اللقاء لوقت غير معلوم ، على عكس والده الذي اكتفى بالجلوس واحتساء شاي بالنعناع ،كانت اعصاب لؤي تحترق من الغضب ،قال منفعلا
" علينا الغاء الصفقة ،لايهم مدى حاجتنا للبارون دعنا نرجع ابي "
قال له سرار "تمالك نفسك ،ما جعلني اصل لهذه النقطة هي اعصابي الباردة ،هذا الانفعال يبعد عنك التفكير السليم "،
جلس لؤي مقابل والده وقال "ارجوك انه يهيننا اكره الاهانات " وضع سرار الفنجان وقال " لانك لم تبدا من الصفر ،لو مررت بنصف ما مررت به لادركت ان كل شيء يهون في سبيل مصلحتك ،تذكر يا بني المصلحة هي الاساس ،والمال يشتري الكبرياء والبقية لا اهمية لها " ،وقف لؤي وقال "تتصرف بجبن احيانا " ترك والده وغادر الغرفة ، ونزل للكافتريا اجرى اتصالات مع مقر شركة والده ،وخرج يروح عن نفسه ،بينما بقيت هبة في غرفتها بعد ان وضعت شعرها المستعار ،لم يزرها لؤي شعرت بغرابة ما يحدث ،وادركت ان هناك امرا غير طبيعي يحصل حول هذه الصفقة ،لكنها عزفت عن مغادرة غرفتها دون ان يطلبها احد .
بخلاف لؤي كان سرار جامد الاحاسيس لا يترك مشاعره تطفو الى السطح وكان هذا سبب قوته ،ادرك ان البارون لم يرفض الصفقة الا لان عرضا اكبر قدم له، كان متوجسا لذلك لم يغادر غرفته ، في انتظار ما سيحدث لم يرغب ان يزيد في توتر لؤي لذلك لم يخبره بواقع الامر ، عاد لؤي الى غرفة والده وتناول عشاءه معه حرص ان لا يفتح ابدا موضوع الصفقة في انتظار تحرك والده ،ساله والده على طاولة العشاء " لما لم تدعو السكرتيرة لتتناول العشاء " مضغ لؤي لقمته وهو يفكر لقد نسي تماما امرها مع مشاكل الصفقة ،تلك الحرباء قال بعد وقت " دعنا منها " لم يفتح موضوعها مع والده اراد ان يحل مشاكله بنفسه وهذا ما سيفعله ،عندما انهى طعامه قصد غرفتها ،بعد دقائق الانتظار على الباب فتحت له ، تحركت بكل برودة متعمدة ازعاجه ،وقف في وسط الغرفة حدق في ارجاءها وتوقف بنظراته امام الفتاة بالشعر الاشعت ،نظر الى ساعة يدها ،قال بعد دقائق " انزعي ساعتك " رفعت بصرها اليه بحيرة وقالت "اي ساعة ماذا تقصد ؟" اقترب منها واخذ يدها نظر الى الساعة والى الوقت الذي كانت تشير اليه وقال "انها لا تنفع عليك تغييرها على التوقيت الاطالي " سحبت يدها بقوة وقالت "مابك ؟" لم يضيع لؤي وقته خاصةمع انزعاجه من الصفقة ،اراد معرفة دور هذه المراة هنا ،لذلك بسرعة نزع شعرها المستعار ، ونزع نظاراتها قال لها "هذه انت هبة او اي كان اسمك ،هل اعتقدت انه قد تفوتني التفاصيل ؟" ابتعدت وهي ترتعد خوفا وقالت "لقد عرفتني " حرك الشعر المستعار بيده وقال "مثل هذه الالاعيب لا تنطلي علي من انت ؟ " قالت "انا هبة كما اخبرتك " رد وهو يرمي الشعر المستعار "اجل وانت سائحة هنا ،لاتلعبي معي ايتها المتطفلة ما هدفك " عندما هم بامساك ياقة قميصها رن هاتف الغرفة ،تبادل مع هبة نظرات قوية غاضبة وقال " من سيتصل الى هنا ؟ هل معك اخرون ؟" ابتعدت عنه تاركة مساحة اطمئنان بينهما وقالت "ليس معي احد " ظل هاتف الغرفة يرن بازعاج ،فقال لؤي باصرار " من سيطلبك هنا من غيري وغير ابي يعرف انك هنا في هذه الغرفة " واقترب خطوة منها ،قالت "لا تلح لا احد هنا يعرفني لا ادري من المتصل لما لا ترد وتتاكد " ، لم يرد لؤي وتوقف الهاتف عن الرنين ،سالها "اذن مع من انت ؟" ردت " انا مجرد فتاة ارادت العمل ..." قاطعها وهو يجدبها من يدها ، ،قال "لا تكذبي ،انا لا ارحم انت تتنفسين الان لاني اريد ان اعرف خلفيتك " تنهدت وقالت وهي تسحب يدها بقوة "ان كنت تعتقد اني ضعيفة فانت مخطء " تحرك لؤي مبتعدا وقال " ستبقين هنا محبوسة الى ان اقرر امرا اخر الا اذا اردت ان تتحدثي " ،وتركها وغادر الغرفة ،سقطت هبة على الاريكة ترتعش من الخوف ،عليها الاتصال باياد حالا ،هذا ما دار في خلدها ،اسرعت للهاتف وطلبت خطا دوليا و اجرت اتصالها الى مركز الشرطة ،لم تعلم كم كانت الساعة هناك ،لكنها املت ان تجد احدا في المركز اي احد يربطها باياد ، رن الهاتف مرتين ورد اياد على الجانب الاخر ،قال "نعم " قالت وقد وصله صوت نفسها المرتاح عندما سمعت صوته "انها انا " عرف اياد صوتها فقال بهدوء هو بعيدكل البعد عنه "هبة " ردت "اجل " قال "اخبرتك ان لا تتصلي الى هنا " ردت "لا تكن احمق ،الامر طارئ ،اعتقدت اني لن اجدك هناك اظن ان الوقت متاخر على الدوام اليس كذلك ،فرق التوقيت لا اعرفه لكني لا اظن انه مبكر هناك " قال "ما الامر ما الذي طرا " تنهدت وقالت "لقد كشف تنكري " رد اياد "ماذا ؟ بهذه السرعة ؟ هذا امر لم اتوقعه حتى في اسوء الاحتمالات " ردت "كفاك تهكما ،ان لؤي ذكي بشكل كبير " رد " اعتقد واثقا انك من ارتكب الخطا ليكشفك هو " ردت " اتريد تضييع وقتي ،اخبرني ماذا علي ان افعل ؟" فكر اياد وقال " ان كان كشفك فالافضل ان تتركي المكان وتعودي " ردت " والمهمة ؟" رد "ستكون حياتك هي الاهم قد يقتلك " ردت "لا املك مالا " عند هذا الحد هجم لؤي على الغرفة مسرعا ،فزعت هبة واقفلت الخط ،من لجهة الاخرى كان اياد يردد في الهاتف "هبة اين ذهبت هبة ردي علي " لم يجد اجابة " اقفل الخط واسرع للرئيس ،كان اياد قابعا في المركز منتظرا بقلق اي اتصال من هبة ، منذ ان سافرت هبة لم يترك المركز ،كان في انتظار اي خبر عنها ،ولم ينتظر طويلا ،رغم ان الامر كان متوقعا بالنسبة له لكنه كان اسرع مما اعتقد سريعا بطريقة مرعبة ، عليه ان يمنع حدوث الاسوء ، كان الرئيس جالسا باسترخاء مغمضا عينيه ،عندما دخل اياد المكتب دون ان يقرع الباب ،قال "سيدي " فتح الرئيس عينيه و عدل جلسه وقال "نعم اياد " وقف اياد امام مكتبه وقال "هبة لقد كشفت " جمدت نظرات الرئيس لثواني وقال "بهذه السرعة " رد اياد "انها هبة وليست احدا اخر سيدي " جمع الرئيس يديه بقوة وقال "كيف.... لماذا ؟" رد "لقد قطع اتصالها لم اعرف التفاصيل " قال الرئيس "اهدا اياد كان هذا محتملا اليس كذلك " كاد قلب اياد يتوقف وهو يتوقع نتيجة هذا الكلام ،تابع الرئيس " ان كانت اعترفت علينا انكار كل ذلك ،هبة غادرت المركز في اجازة ولا نعلم حقيقة ما فعلته " رد اياد "لكن سيدي هل سنتخلى عنها ؟" رد "ان لم نفعل سيسقط الجميع اي الحلين تفضل ؟" رد اياد "انها واحدة من الفريق كيف نتخلى عنها هل ندعها تموت سيدي " رد الرئيس "هكذا هو العمل في الامن والجيش ،موت احدنا متوقع ونسبي كنسبية عيشه وهبة ايضا تدرك هذا ،لن تلومنا ،اعلن ايقاف عملية الحوت الازرق قم باتلاف كل ما يتعلق بالامر وابلغ زهية بالتطورات " رد اياد مبهورا ومنزعجا "سيدي ماذا تقول ؟" رد الرئيس وهو يقف بغضب "انت تعلم كم اهتممت بهبة كانت كابنتي ،انا ايضا متالم لكن اياد احتفظ برباطة جاشك ، لا حل اخر ان حاولنا مساعدتها فكل من في المركز سينتهي سرار لا يرحم ابدا لذا فلحاول الخروج من هذا باخف الاضرار " رد اياد "كان هذا خطؤك من البداية اخبرتك انها لا تصلح ،كانت فكرتك عليك تحمل المسؤولية معها " قال الرئيس "اياد ساتجاوز عما قلته لما اعلمه بما يدور داخلك الان ،انت من الغد في اجازة بغير راتب ،لكن ان كررت كلامك فسيكون لي كلام اخر معك " تركه اياد بغضب واضح ،كان يفكر في امر اخر ،اتصل بزهية وطلب منها ان تحضر للمركز ،كانت وهية هي امله ،وعليه التحرك سريعا ،عندما حضرت طلب منها تتبع مكالمة هبة ليعرف العنوان ،لم يتطلب الامر من زهية الا دقائق عبث بالحاسوب ،وبعدها سلمته ورقة تحوي العنوان ،وبدون ان يخبر زهية بالتفاصيل تركها غارقة في بحر من التساؤلات .

شرطيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن