البارت السابع ج1
جلس امجد على الكرسي متجمدا ،بالكاد نطق بالكلمات الثلاث التى قالها له لؤي قائلا "اتزوج اختك فاتن ؟" ،كان لؤي واقفا متكا على حرف المكتب ،واضعا يديه في جيب سرواله ،ابتسم لجمود ملامح امجد ،وقال "تبدو كمن سيزوج بارملة بشعة ،انها اختي يا امجد وهي شابة يافعة جميلة " رفع راسه ببطا وقال "لانها اختك وابنة السيد سرار ،لم انظر اليها ابدا كزوجة محتملة " رد لؤي "اعلم ،اعلم تماما انك لا تحبها ولا اختي ايضا ،انها لا تحب احدا ،تمضي كل وقتها بالتبضع ومتابعة الموضة واخبار الفنانين ،انها كاي فتاة ولدت وفي فمها معلقة من الذهب ،ولكنها شريفة وفاضلة " رد امجد "اعرف كل هذا ،ولكن " رد لؤي "انا لن انتظر رفضك ،واعتبرك موافقا من الان ،لاني اعلم انه لا توجد فتاة في حياتك " فكر امجد "ولكن هذا لا يمنحك الحق في تقرير شريكة حياتي " ،ابتسم لؤي وقال "تعتقدها فتاة تافهة ، انها فقط لم تنضج بعد " رد امجد "هل تعتقد اني ساوافق " سار لؤي بضع خطوات وقال "لست من النوع السهل فانت لا تجري وراء المال ولست جشعا ولديك مبادئ لا تغيرها لايمكن رشوتك انك مثالي كزوج وصديق ،لكني الان اكلم صديقا " رد امجد "لكن هذا الامر متعلق بحياتي " قاطعه لؤي "لا تتصور ان اختي ستكون ام اولادك ،فلنعقد اتفاقا تتزوجها مؤقتا " قال امجد "كم تحتاج من الوقت " ابتسم لؤي " اجل علي ان اعرف ان عائلتي بخير قبل ان اتركها ،لن اجد شخصا مثلك "ساله امجد "الى اين ستذهب ؟" رد لؤي "سانتقم لوالدي ،اذا عدت يمكنك تطليقها ،وان لم اعد طلقها بعد ثلاث سنوات ستكون نضجت قليلا " وقف امجد وقال "هل جننت كيف ستواجههم وحدك ّ؟" رد "ساكون بخير اذا كنت مطمئنا على عائلتي " تنهد امجد "لا توجد وسيلة لمنعك " رد لؤي "لا " رد امجد "حسن اتفقنا لكن عليك ان تعود حيا " رد لؤي "بالتاكيد سارجع " ابتسم لؤي وقال "انها في الحديقة عليك ان تدخل حياتها بثبات وسرعة "قال له "حسن " وغادر المكتب ،جلس على كرسي هناك وغمض عينيه مفكرا ،في الخطوة التالية .تجمدت يد هبة وهي تمد تقرير المهمة ،عندما قال لها "انت مفصولة " قالت "ماذا تقول سيدي ؟" رد وهو ياخد التقرير من يدها "ما سمعت خدي اغراضك واتركي المركز " سالت "لكن سيدي هل اخطات ؟ "رد "القرار لم اكن انا من اصدره انها الجهات العليا ،تم تقييم عملك وحسب القرار انت لا تصلحين للعمل كشرطية ،منحت لك مكافاة نهاية الخدمة تم ايداعها في حسابك " قالت "لكن هذا فصل تعسفي ،انا اعارض " رد " اذا كنت انتهيت غادري " نكست راسها وغادرت دون ان تلتفت ،وقفت عند مكتبها جمعت اغراضها الشخصية ،تنبهت الى ان زهية واياد لم يكونا في المركز ،تساءلت عن السبب ،ولكن احساسا تسرب اليها انهما تعمدا عدم الظهور اثناء رحيلها ،تنهدت وسارت مغادرة ،وكانها ستطوي عهدها كشرطية التفت الى المركز وهي في الشارع وقالت "لا احتفظ بكثير من الاحداث الجميلة هنا على كل حال " وتابعت سيرها وهي تحمل صندوق جمعت فيه اغراضها ،عندما وصلت للبناية التى تحوي الشقة التى اجرتها ،رات المتشرد زيرو عند برميل النفايات ،فكرت وراء هذا الرجل سر ،سارت واقتربت منه راته يعبث بشيء في البرميل ،ولما راها ترك ما كان بيده واخرج يده من البرميل ،حدقت هبة في تلك اليد ،ونبضت كلمة لؤي "السر في التفاصيل " عادت بنظراتها الى وجهه انها تعرف الان انها رات هذه الملامح ،خفق قلبها وهي تتخيل زيرو بدون تلك اللحية الكثة ،تماسكت وقالت بصوت مبحوح " مرحبا زيرو " رد "تذكرينني ؟" ردت بدون ابتسامة "بل اعرفك ما رايك ان ادعوك لشرب شاي دافئ مع كعك لذيذ " رد "لا شكرا " قالت "انا مصرة ،لقد انتقلت هنا حديثا لا اعرف احدا ،سررت عندما رايت وجها مالوفا " لم يجد زرو ما يقوله وقال "حسن " ،سارت ولحقها .
جلست وهي تعطيه كوب شاي ووضعت صحن الكعك على الطاولة الصغيرة في المطبخ الذي جهزته بقدر ما استطاعت ، وضع يديه على الكوب الساحن فسرى اليه الدفئ وقال "شكرا لك " ردت وهي تحتسي الشاي "ساكون انا شاكرة لك ان اخبرتني من تكون " رد "ماذا تقصدين ؟" ابتسمت وهي تنظر الى يديه النظيفتين من كل وسخ وقالت "هذه اليد وهذه الاصابع لا يمكن ان تكون لمتشرد عاش حياته في الشارع ياكل من النفايات ويفترش الارض " انحنت ونظرت لملابسه وقالت " والملابس ،عندما ادقق الان اتذكر انها نفسها بنفس بقع الوسخ ذاتها " رد "انت " قاطعته "لا لا تحاول الكذب ،ثم ماذا جلبك الى هنا هل انت تلاحقني " رد "هل انت خائفة مني ؟" ردت "لو كنت خائفة لما دعوتك لمنزلي لشرب الشاي " رد "اذن " وضعت الكوب وقالت "ماذا وراءك ، انتهى الامر لقد فضحت " تنهد وقال "انت ذكية ما اعتقدت انك قد تكشفيني يوما " ردت "السر في التفاصيل ،اهم درس تعلمته ،انا فقط احسن التطبيق " قال "حسن انا شرطي مدني متخف ،وانا لا الاحقك انا اقوم بعملي ،عندما علمت انك انتقلت قلقت عليك تعرفين كنت اعيش تقريبا في حيك واعتدت عليك " قالت "هذا كل ما في الامر ؟" رد "اجل " قالت "كنت لاصدقك لو لم ارى صورة ما " سالها "ماذا تقصدين ؟" وقفت غاردت المطبخ لثواني وعادت وبيدها صورة ،اعطتها له وقالت " انه انت الرجل الثالث مع والدي والمحامي ،عندما رايت الصورة شعرت اني رايت ذلك الرجل في مكان ما ،اتذكر الان اني تخيلتك من قبل من دون لحية ،لذلك لم استطع تذكر اين رايتك فقد تخيلتك في عقلي " ابتسم وهو يحدق في تلك الصورة ،كان يتسعيد ذكرياته مع صديقه ،قال "اذن لم يعد هناك اي داع للكذب " اومات براسها ،فقال "صحيح انا عادل سرار ،كنت صديق وزميل والدك ، بعد ان مات والدك شعرت ان علي حماية عائلته الصغيرة " قالت "تقول انه لحمايتنا من خطر ما تنكرت كمتشرد كل هذه السنوات " رد "اجل " ابتسمت وهي تحرك راسها يمينا ويسارا وقالت "انك لا تزال تكذب ،هل الحقيقة صعبة لدرجة انك تكذب كلما قلت جزء من الحقيقة " قال "انت لا تصدقيني " ردت "لا ،لاننا لم نواجه اي خطر من اي نوع ،ولانه كان بامكانك فقط البقاء معنا كصديق والدي ما من داع للتنكر فلست مجرما مطلوبا ،الا اقول الحقيقة " لم يرد وتابعت هبة "كذلك انت لا تزور عائلتك ابدا ،حتى اني صدمت عندما علمت ان اخ سرار مالك الشركة التى كنت تعمل لها ثم هناك امر اكبر اعتقد لهذا تترد في القول " قال "لست سهلة ابدا " ردت "اذا تفضلت سيد عادل اخبرني " رد "بماذا ؟" سالت "من اكون ،ابنة من انا" " انت ابنة صديقي " ردت وقد بدات تغضب من تلاعب عادل بها " هلا اخبرتني الان بدون لف ولا دوران ،المحامي رشيد يعرف ولا يريدني ان اعرف وانت بالمثل ،لكني يجب ان اعلم ابي لم يكن ابي انا متاكدة تماما " سكت عادل وطال صمته ،لوما لم يرد قالت "الن ترد ؟" قال "عليك ان تحفظي ما ساقوله سرا " ردت "ان لم تخدعني " قال "لا لن افعل ،القصة قديمة عمرها 24 سنة ،عندما كنت اعمل في شركة اخي تعرفت على مهندس بارع وباخلاق عالية نكان والدك " سكت وارتشف الشاي وتابع " عملنا معا في نفس المكتب وتحولنا الى افضل صديقين كان كاتم اسراري وكنت بالمثل ،جاء الي اخي جابر ذلت ليلة وهو يحمل رضيعة بين يديه وكلفني باجاد ماوى امن لها وبعيد عن عائلة سرار قدر الامكان ، وكان صديقي من خطر ببالي ،اعطيته الطفلة واعطاه اخي مبلغا من المال وترك الشركة وابتعد عن عائلة سرار ،عهد الي جابر ان احرسك واطلعه بكل شيء عنك وهذا ما فعلته " صدمت هبة وتوقف تفكيرها للحظات لم تتحرك هي ،وعم هدوء كلي المطبخ ،سالته بعد وقت "هل تقول اني ابنة غير شرعية لجابر سرار " لم يرد عادل ،قالت وهي في حالة ذهول "لا عجب ان زوجته كانت تشك به " سالها "هل تعرفينهم ؟" لم ترد ،كان اكثر ما دمرها حقيقة واحدة انها اخت لؤي الرجل الوحيد الذى يسكن قلبها و عقلها ،تركت عادل في المطبخ وسارت مترنحة الى غرفتها .كان اياد ينظر الى المكتب الفارغ ،المكتب الذي شغلته هبة ،كان يفكر ساهما ،عندما قاطعته زهية " لقد اشتقت اليها " التفت اليها وقال "لقد تركت العمل بهدوء غريب ،اعتقدت بشخصيتها تلك ان تحدث ضجة " ردت زهية "وانا كذلك لذلك لم استطع المجيء وتوديعها " جلس على كرسي المكتب وقال "لقد غادرت وحيدة دون ان يحفل احد بوداعها ،امر محزن" قالت زهية "فعلا ،اتمنى لها الافضل ،ربما لن نراها مجددا " فكر اياد انه لن يبتعد عنها ابدا ،لانه عرف اخيرا انها تعني له الكثير ....
أنت تقرأ
شرطيه
غموض / إثارة- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .