البارت التاسع

31 2 0
                                    


البارت التاسع ج1



ركب لؤي سيارته مجددا ،وجهته هذه المرة كانت صديقه امجد ،كان لؤي يفكر في كل شيء دفعة واحدة ،وجد ان المعطيات قد تغيرت ،ولم يعد هناك ضرورة لزواج امجد باخته ،فكر بانه عليه اخراج امجد من خطر البارون والا طاله شره .
كانت اماني تحارب فكرة زيارة هبة في شقتها ،رغم ان الامور تبدو طبيعية الا ان اماني شعرت ان هناك خطا ما ،ولم تفهم لما جاء زميلها ليبحث عنها ، تنهدت وامسكت هاتفها ،هل عليها الاتصال اولا ،فكرت هبة لن ترد انها غاضبة منها ،نهضت اخيرا عليها ان تقوم هي بالخطوة الاولى بما انها الاخت الكبرى .

وصل لؤي الى منزل امجد ،دخل الحديقة فراى امجد يعبث بجهاز حاسوبه النقال ،ابتسم واقترب بهدوء ،عندما وقف عند راسه ،شعر امجد به فرفع راسه ،عندما راى لؤي تفاجا واغلق جهاز حاسوبه مباشرة ،ابتسم لؤي مجددا وقال "ماهذا امجد قد اعتقد انك تبيع اسرار شركتي " وضحك ،خفض امجد من توتره وقال ممازحا "لقد افزعتني حقا " ،جلس لؤي على الكرسي المقابل وقال " حسن جدا هل كنت تشاهد شيءا ممنوعا مثلا لتفزع هكذا ؟" رد ضاحكا "هاي توقف الان " ، عبس لؤي وقال "حسن ،دعنا نتحدث في موضوع اهم " رد امجد "خيرا ما الامر ؟" قال لؤي "هناك امر قد طرا ،الواقع اننا مستهدفون من رجل قوي وخطير انه من قتل والدي في اطاليا " بلع امجد ريقه وتابع لؤي بصمت ،الذي تابع قائلا وهو يلاحظ توتره " لذلك فقد غادرنا منزلنا ،بالنسبة لما تكلمنا به امس فقد غيرت رايي" ساله امجد "حقا؟" فكر لؤي "انه لم يقل لماذا ؟" لكنه قال "سانقل اختي لمصحة باسم مستعار وهكذا تصبح هدفا مجهولا واكون اكثر اطمءنانا عليها وليس عليك الزواج منها " وقف وسار قليلا "فكرت في ان اترك لك امر الاهتمام بامورها هناك "قال امجد "اني موافق طبعا " التفت اليه وقال "هل هناك امر ما " ساله امجد "لما تسال ؟" رد لؤي "والدتك اين هي ؟" رد "انها عند خالتي " رد لؤي "حسن هذا افضل " ساله امجد "اين انتم الان " رد "نقيم عند الشرطية الغبية حاليا "ساله "لكن لديك عدة منازل احتياطية " قال لؤي "ليس اكثر امانا من منزلها " ،ابتسم امجد وقال مناغشا "لا تقل انك اعجبت بها " رد لؤي "بما علي ان اعجب بذكاءها الامحدود او بمواهبها الفذة " رد امجد "لا ليس هذا ولا ذاك بل بجمالها ام انك لم تلاحظ مدى جمالها ،اني في الحقيقة ارى فيها جمالا من نوع مختلف " فكر لؤي "لانها نصف اطالية ونصف تركية ،من سيصدق هذا ابنة البارون شديدة الجمال وشدية الغباء ايضا " ،ابتسم لامجد وقال "لا تفكر فيها من هذه الجهة " ضحك امجد وقال "ساتركها لك طبعا " لم يرد عليه ورفع بصره للسماء وفكر "الجو سيء ،لما انا قلق ،هل اغفلت امرا ،هل علي فعل شيء لم افعله بعد " ،وتحرك لسيارته دون ان يلتفت لامجد ، فكر بالخطوة التالية عليه شراء هاتف برقم بدون هوية وعليه الحصول على هوية مزيفة لاخته وامه وعليه سحب مبلغ جيد ،شعر بالتوتر والقلق ، عاد لشقة هبة سريعا ،وجدها تستعد للخروج ، لما راته داخلا الشقة
خفق قلبها ،قالت لنفسها "تمالكي نفسك عليك ان تعتادي على الامر " ،اخذت نفسا عميقا ونظرت اليه ،قال لها "الى اين انت ذاهبة ؟" ردت " علي البحث عن عمل " سالها وهو يجول ببصره "اين هما ؟" ردت وهي تحمل حقيبتها "انهما في الغرفة ،بصعوبة اجبرتهما على تناول طعام الغذاء ثم عادتا الى الغرفة ،وطبعا لم تبخلا علي بالتعليق على مذاق الوجبة وعلى ضرورة تحسين مهاراتي وتكرمتا علي بنصيحة البحث على شقة اوسع " ،تمكن لؤي من كبح ابتسامة حاولت الخروج من شفتيه وقال بدلا من ذلك "اين عمي ؟" ردت "لا اعلم " ،قال "ليس لدي وقت هل تساعديني بدلا منه " ،قال "لكن علي " قاطعها "اعرف ولا تقلقي لا تنسي انك اختي فلا داعي للعمل او البحث عنه يمكنني اعالتك من ثروة والدك " قالت وقد انزعجت " ارجوك لا تذكرني بصعوبة تقبلت الامر " ،فكر لؤي "هل تقبلته حقا ،لما لم تتغير تلك النظرة اذن " ،قالت "ماذا تريد ؟" رد "انتظري قليلا " وتحرك لغرفة والدته ،قرع الباب ودخل ،وجد والدته تغطي اخته التى كانت ترتعش ،قال لامه "لا تسمحي لها بالخروج مهما حصل " ،نهضت واسرعت اليه "لؤي ما بها انها ترتعش منذ وقت ؟" رد "لا تقلقي انه اعراض متوقعة ،اذا تغير تصرفها وصار عنيفا اغلقي عليها باب الغرفة ،احتاج لصورة لك ولفاتن الان" سالته "لماذا " رد "اعطني الصور ولا تسالي كثيرا " تحركت والدته الى حقيبتها واخرجت من وثائقها صورا شمسية " ابتسم لؤي وهو ياخذ الصور وفكر من الجيد انهم دوما يحتاطون لامور كهذه ، قالت له "لا تتاخر ارجوك " رد وهو يضمها اليه برفق " لاتقلقي ابدا " وتركها وعاد لهبة التى وجدها تنتظر بتوتر ،قال لها "هل ننطلق ؟" اومات براسها وغادرت خلفه الشقة .

عندما ركبا السيارة سالها " ان الامر متعلق بحماية اختي وامي ،هل تعرفين شخصا يزور الوثائق الرسمية ؟" رد "اه يا الهي ماذا تقول ؟" رد "لم اطلب منك ان تزوري خديني الى شخص يفعل هذا " سالته "لما تعتقد اني قد اعرف شخصا هكذا ؟" ابتسم وقال "لانك عملت شرطية الم تقبضي مع زملائك على مزورين مثلا " تنهدت وهي تتذكر ايامها كشرطية "اتطلب مني خيانة الامانة " رد "انت لست شرطية الان " سالته "وانت الا تعرف واحدا ،انت مالك اكبر شركة تتاجر بالمخدرات " رد "انه ابي من كان يعمل هذا لست انا تذكري " ابتسمت وقالت " انا في الحقيقة اتذكر شخصا القى اياد القبض عليه لكنه تلقى افراج لنقص الادلة ،كان اياد متاكدا انه مزور وهاكر معلومات
،لكن لانه كان عبقريا فقد تملص من التهم كالشعرة من العجين لا اذكر اسمه او عنوانه لكني اعرف شخصا سيتذكر ذلك " قال لها "ان ذاكرتك جيدة " ابتسمت وهي تخرج هاتفها المحمول وقالت "اتذكر ذلك الشخص لانه الوحيد الذي هرب من اياد ،كان اياد يتفاخر دوما علي رغم انه كان زميلي في المهمات لكنه كان يعاملني بتعجرف " ضحك لؤي وقال "وانت شعرت بالسرور لانه فشل في المهمة لقد شمت به اليس كذلك لذلك تذكرت القضية جيدا
" اجرت اتصالا بزهية وقالت "انت تقلل من قدري فعلا " لم يرد ،ولم تحفل به وقالت تكلم زهية "مرحبا زميلتي القديمة كيف حالك ......انا بخير بافضل حال ....اجل لقد بدات عملا جديدا لذلك اتصل بك .....اريد معلومة صغيرة عن ذلك المزور الذي حصل على الافراج ...... لماذا ؟....انها مهمة خاصة لموكلي ..اجل اعمل متحرية خاصة ..... اجل حسن سانتظر " واقفلت الخط ،قال لؤي "متحرية اذن ،الواقع مهاراتك في الكذب تنافس غباءك " نظرت اليه وقالت "توقف عن هذا " رن هاتف هبة فردت سريعا "اجل اجل ...شكرا جزيلا ساتصل بك كلما احتجت شيءا ...الى اللقاء " قال لؤي "انها مستعدة للمساعدة ،من الواضح انها تحبك " ردت هبة وهي تخرج قلما وورقة "لا انما هو احساسها بالذنب لفصلي من العمل ،عرفت انها مستعدة للمساعدة لذا لم افكر كثيرا " رد لؤي "كانت تهزء منك ايضا " سالته وهي تسلمه ورقة "كيف علمت " رد "في الواقع لا الومها " شعرت بالغضب وسحبت يدها قبل ان ياخذ لؤي الورقة ،ابتسم وقال "هاتها " ردت "كلا اعتذر اولا " ،رد "لن افعل " ومد يده الى يدها وامسكها ،شعرت هبة بقشعريرة تلفها ،ارتعشت ابتسم لؤي وهو يسحب الورقة من يدها المرتخية ،وقال "انك ضعيفة امامي " بينما هي تكورت وقد احمر وجهها خجلا من المشاعر التى اجتاحتها ،فتح الورقة قرا الاسم والعنوان ،وادار مفتاح السيارة وانطلق ،لم تتحرك هبة من سكونها ،وعرف لؤي السبب ،قال متعمدا "لما انت هاذئة اختي ؟" ردت بعنف "لا تقلها " رد "لكنك اختي ،هل تؤلمك حقيقة انك ابنة غير شرعية لهذه الدرجة " ،كان يقود بسرعة وينظر اليها بين الفينة والاخرى ،قالت بصوت مرتعش "لا ليس هذا ،انه كابوس مرعب ،اخبرني هل ستطيل اقامتك في شقتي " رد لؤي "لما القلق السنا عائلة ،سنكون افضل عائلة " همست هبة "عائلة " وادارت راسها للنافذة ،قال لنفسه "انت لن تعرفي الحقيقة ،لا احمل لك نفس مشاعرك ،هذا سيكون الافضل لك " وسكت ولم يقل شيءا ،الى ان وصل الى مستودع قديم ،اوقف السيارة وقال "ابقي هنا " ردت "كلا بالطبع ساتي معك " تنهد وقال " حسن لكن لا تقومي باي شيء غبي " ردت "حسن " ،خرجا من السيارة وسارا معا الى ان وصلا الى المستودع ،كان يحيط به عدة مباني قديمة ،قال لؤي "مكان جيد لعمل كهذا " ،كان الباب مفتوحا فدخل وتقدم ولحقته هبة وجدا هناك رجلا يضع كيس دقيق في مكانه قبل ان يعود الى حجرة لاخراج اخر ،قاطعه لؤي "مرحبا " التفت اليه العامل وقال بملل "ماذا تريد ؟" رد "هل اجد هنا عمر النافد " ساله "لما تبحث عنه " رد "في عمل " ،نظر اليه بتمعن ثم نظر الى هبة وقال "انتظر هنا " غاب الرجل في الحجرة وعاد بعد دقائق يحمل كيسا اخر ويقول "يمكنك الدخول " دخلا معا ،كان يجلس الى حاسوب ثابت ويحرك يديه بسرعة وكان في الحجرة اكياس دقيق اخرى ،ابتسم لؤي وقال "تمويه جيد " رفع عمر بصره ،وحدق في لؤي وكذلك فعل لؤي ،كان عمر شابا في الثلاثين من العمر طويل القامة اسمر ذو شعر اسود طويل ويضع نظارات ،كان بالمجمل وسيما ،حدق عمر في هبة وقال "انها انت تلك الشرطية الغبية التى ترافق ذلك المتعجرف "ابتسم لؤي ساخرا وقال "شهرتك تخطت الافاق " ردت هبة "لؤي توقف " ،رد لؤي "لكنه محق لا تنكري ان اياد متعجرف " لم ترد والتفت لؤي لعمر وقال "انك تتذكر جيدا " رد عمر "كيف انساهما ،كانا اسوء ثنائي هي حادة الغباء وهو حاد الذكاء ،كان اللعب معه اكثر متعة " رد لؤي "واضح انك لا تفتقر للذكاء ،اريد منك عملا من اعمالك " رد "اذن الشرطية عرفتك بي " رد "اجل " قال له "وكيف اتاكد انه ليس فخا غبيا من فخاخها للامساك بي " ردت هبة "لاني لم اعد شرطية " ،ابتسم عمر وقال "هذا اكثر منطقية في الواقع ،بما اخدمك " رد لؤي "اريد هوية مزوة لاختي وامي في اسرع وقت ان جهزتها اليوم سيكون اجرك مضاعفا " ،وقف عمر وسار قليلا ،وتمطى وقال "انك ينبوع مال اذا " رد لؤي "يمكنك قول هذا " ابتسم عمر وقال "حسن احب العمل مع امثالك " ساله "هل ستكون جاهزة " رد عمر "طبعا " اخرج الصور من جيب سترته وسلمها له وقال " هذه هي الصور " اخذ عمر منه الصور وقال "الاسماء " رد "اختر انت ما تريد " ابتسم وهو ينظر لصورة فاتن وقال "انها جميلة كالقمر ،ما رايك باسم قمر " رد "انه مناسب "،قال وهو يعود الى كرسيه "عادة الصور لا تظهر الجمال الحقيقي ،لابد انها فاتنة " قال لؤي "انك تتحدث عن اختي " ابتسم عمر وبدا بالعبث في جهازه "لقد اعجبتني اختك هته " رفع راسه وقال "لا تنزعج هكذا اني صريح كليا ،اسالها انها اكثر من يعرف " عبست وهي تتذكر ما قاله لها " جميلة كالطاووس وغبية كالنعامة " ابتسم لؤي بينما قالت هي " لم اعد استطيع التحمل سانتظر في السيارة " قال لؤي "انتظري سارافقك " والفت لعمر وقال "ساعود خلال ساعتين " اوما عمر براسه ،خرج لؤي يلحق بهبة التى كانت تسرع الخطى ،اخيرا وصلا الى السيارة قال لها "لما كل هذا الغضب " ردت " لا عليك من مشاعري " وركبت ،ركب هو الاخر وانطلق وهو يقول "سنذهب الى المصرف ساخرج كمية من المال " لم ترد هبة ،بينما ابتسم لؤي وقال " انها الحقيقة لا تنزعجي كثيرا " اخذت نفسا وقالت "انك سيء جدا انك تزيد الامر سوءا " رد لؤي "حسن ساسكت " وتابع الطريق صامتا .

شرطيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن