البارت التاسع الجزء الثاني
وصلت اماني الى شقة هبة اخيرا ،نظرت الى الباب القديم المتشقق فخمنت حال الشقة بالداخل ،تساءلت هل قامت بفعل جيد عندما باعت منزل عائلتها، ستحاول اقناع هبة بالعدول عن قرارها لذلك اصطحبت التوام معها ،القت عليهما نظرة وهما يقفان مع والدتهما ،فكرت لقد اشتاقا الى هبة مثلها تماما ،دقت على الباب ووقفت منتظرة لبعض الوقت ،اخيرا فتح الباب ،كانت اماني واقفة امام امراة حسنة المظهر حسنة الهندام ،,تساءلت هل اخطات العنوان ،سالتها المراة "نعم ماذا تريدين ؟" ردت "عذرا لعلي اخطات العنوان " سالتها "عمن تبحثين ؟" ردت "عن هبة ،اختي هبة من المفروض انها تعيش هنا " نظرت المراة الى التوام فقالت اماني "هذان ولداي بدر وزينة " قالت المراة "انت لم تخطئي العنوان انها شقة اختك لكنها ليست هنا "سالتها اماني بجراة "وانت من تكونين ؟" ردت "زوجة عمها " تفاجات اماني وقالت "زوجة من ؟" عند هذه اللحظة سمعا صراخا قادما من الداخل قالت المراة "انها فاتن " واسرعت للداخل ،لم تقف اماني كثيرا ودخلت مع الصغيرين الى الشقة ،اقفلت الباب ولحقت بالمراة ،تهافتت ت عليها افكار وافكار عندما رات الفتاة التى كانت ترتعش وتصرخ وتتلوى ،رات مثل هذه المناظر من قبل ،انها حتما مدمنة مخدرات ،كانت والدتها تحاول ايقاف عنفها وهي تضمها اليها ،بعنف ضربت فاتن والدتها واسقطتها ارضا ،اسرعت اماني اليها وقالت "انها تعاني بسبب المخدرات ستصبح اعنف عليك مغادرة الغرفة والا اذتك ،هي لا تعرف احدا الان " قالت والدة فاتن لها " ماذا تقولين من اين تعرفين ابنتي " لم ترد اماني وسحبت المراة بصعوبة لخارج الغرفة واقفلت الباب وهي تقول "من الجيد وجود المفتاح في الباب " سقطت السيدة ارضا ،بينما اخذت اماني هاتفها واجرت اتصالا سريعا بهبة ،رن هاتف هبة وهي في السيارة بمفردها اذ تركها لؤي وقصد البنك نظرت هبة الى المتصل وارادت ان لا ترد ،لكنها في اخر لحظة ردت وقالت ببرود "نعم ماذا تريدين " ردت اماني " انا في شقتك الفتاة المدمنة في حال سيئة يجب ان تاتي حالا لقد ضربت والدتها " تفاجات هبة وقالت "انت في شقتي الان ؟ ردت "انت متفاجئة صدقيني لست مثلي لم اتوقع ان اجد بدلا منك زوجة عمك وابنتها " ، لم ترد هبة واقفلت الخط عندما رات لؤي قادما يحمل حقيبة سوداء ،انتظرت ركوبه وانطلاقه بالسيارة ثم قالت "هل اختك مدمنة مخدرات ؟" التفت اليها وقال "من اخبرك ؟" ردت "لقد احدثت بعض الفوضى في الشقة " سالها "هل اتصلت بك امي لكنها لا تملك رقمك وهي لم تتصل بي " ردت وهي تنظر الى وجهه الذي علته معالم القلق " اختي في شقتي الان لقد رات والدتك واختك" رد "اذن تازمت حالها " زاد سرعة السيارة فقالت هبة "لا تقلق اختي يمكن الاعتماد عليها انها واعية اكثر مما تظن "لم يحفل بكلامها واستمر بالتركيز على القيادة ،عندما وصلا الى الشقة وجد لؤي والدته في حالة صعبة ،كانت معها اماني وعلى الطاولة وضع كاس من مشروب ما ،بينما كان التوام بدر وزينة جالسين بهدوء على اريكة ، اسرع الى والدته يطمئن على حالها بينما ابتعدت اماني عن السيدة واقتربت من اختها ،تجنبت هبة نظرات اماني اليها ،واستمرت بالتحديق في لؤي الذي بدا مرتبكا ،كانت اول مرة تراه قلقا ،بينما كان يسمع طرق عنيف على الباب المقفل ،وقف لؤي وقال "امي علينا نقل اختي الى مصحة " سالته "لماذا ؟" رد قائلا " اختي مدمنة مخدرات " شحب وجه والدته اكثر بينما تبادلت هبة واماني نظرات ،سحبت بعدها اماني هبة من يدها وقصدت حجرة المطبخ ،اقفلت الباب وقالت "ما هذه الفوضى اريد شرحا الان ؟" ردت هبة "لماذا تهتمين الان ؟" ردت اماني "انك اختي ساهتم حتى وان لم ترغبي بذلك " ردت هبة بالم "هل انت متاكدة ؟" ردت اماني بحيرة "ماذا تقصدين ؟" ردت هبة بحدة "انك لست اختي والدك ليس ابي ولا امك امي " شعرت اماني بالغضب فضربت هبة بكفها على وجهها وبقوة ،وقالت "لا تكرري هذا ابدا هل تسمعين " ردت هبة "انها الحقيقة انا بنت غير شرعية ،لما تعتقدين تركتك انت لست اختي " ردت اماني "اتقولين ان اولئك الاشخاص الغرباء عائلتك " ردت هبة "بكل اسف اجل " قالت اماني "انا لا اصدق ما تقولين " ردت هبة "ليس عليك ان تصدقي ان كانت الحقيقة صعبة ابقي في وهمك اما انا فالامر اختلف كثيرا ،لا تعرفين كم اختلف " وضعفت هبة وسقطت بركبتيها على الارض ،لم تدر اماني ماذا عليها ان تفعل وكيف تتصرف وقفت عاجزة امام اختها الجاثية على ركبتيها وامام الحقيقة المروعة التى سمعتها منها ،كانت لا تقوى على تصديق هذا الامر ولا تريد حتى ذلك ،في غرفة المعيشة في الشقة كان لؤي يشرح وضع اخته لوالدته،عندما تلقى اتصالا من صديقه امجد ،رن كثيرا حتى رد عليه بملل قائلا "نعم ما الامر امجد " رد امجد "اسف صديقي " توقع لؤي سريعا الامر وقال "هل بعتني يا صديقي ؟" رد " لم يكن لدي حل اخر لقد هددوني بامي ،لكنهم انهو حياتها والان حياتي " ساله "ماذا تقصد ؟" رد امجد بضعف "لقد قتلوها امام عيني واصابوني برصاصتين تنخران جسمي نخرا " رد لؤي "انت تمزح اليس كذلك " رد امجد "اهرب ارجوك انجو بحياتك وسامحني في يوم ما " ساله "اين انت اخبرني " لكن الاتصال انقطع ،نادى بكل قوته هبة ، وسط ذهولها بنطق اسمها على لسانه وقفت كالالة واسرعت لا تلوي على شيء امام اعين اختها اماني المذهولة ، قالت وهي مفزوعة " ما الامر ؟" رد " اسرعي احملي ما خف حملة وثقل ثمنه سنغادر " ردت "هل كشف مكانك ؟" قال "اسرعي" واجرى اتصالا بعمر قال له "هل يمكنك معرفة عنوان ما من الهاتف النقال ؟" رد عمر من جهةاخرى "هذا اسهل من اعداد البيض المسلوق " قال لؤي " ساعطيك رقما جد مكانه واطلب الاسعاف فورا ،سيكون اجرك مضاعفا ان ذهبت انت ايضا ،اما ان انقذته فسيكون دينا مدى الحياة " رد عمر بدون مزاح مدركا خطورة الوضع "حالا ،لقد جهزت الوثائق " رد لؤي "خذها معك ساتصل بك لاحقا " ،عاد لؤي لوالدته "اسرعي امي ارجوك الوقت ينفذ " نظر للصغيرين الجالسين بفزع وهدوء ،وقال "الحمولة ثقيلة " لم تستغرق هبة طويلا اخذت وثائقها فقط واسرعت لاختها التى كانت في المطبخ كما تركتها ،قالت لها "سنغادر اختي سيكون افضل لو غادرت معنا انت والولدين " سالت اماني "لما مالامر ما الذي يحدث ؟" ردت هبة "لا تسالي " فكرت هبة بما انهم كشفوا مكانها هذا يعني ان العصابة هنا ، هناك اختى والتوام ووالدته واخته وانا وهو وعمي لا اثر له ،اخذت هاتفها واتصلت باياد ،كانت فكرة جريئة ،لكنها قررت ان تحدث فرقا ما عليها ان تكون شرطية حقيقية ، رد اياد بسرعة ،قالت له قبل ان تسمع تهكمه وتغير رايها وهي تشير لاختها بالخروج " اياد هذه انا "' رد اياد "عرفتك تكملي اعرف ان الامر خطير والا ما اتصلت "ردت "العصابة الاطالية التى قتلت سرار هنا في البلد وهي تريد لؤي وعائلته انهم كما رايت في شقتي ،المعلومات التى وصلتنا اننا كشفنا لست اضمن اننا سنهرب سريعا خاصة وان اختي وولديها هنا ايضا واخت لؤي في حال سيئة " رد اياد "فهمت سابذل جهدي تحركوا بسرعة من هناك " ردت هبة "اجل شكرا " رد اياد " اجلي الشكر الى ان نلتقي " واقفل الخط ،كان في مكتبة حرك الكرسي المتحرك في مكتبه وبدا يفكر في طريقة لاطالة وصول العصابة ،بعدها رفع السماعة واجرى اتصالا مع صديقه في جهاز الامن الداخلي ،كان صديقه من ايام الدراسة طلب منه ايقاف السير ربع ساعة في محيط شقة هبة ،رغم ان صديقه حكيم تذمر من طلبه لكنه وافق على مضض ،واجرى اتصالاته ،اتصل اياد بهبة عندما كانت هبة مع الجميع في غرفة المعيشة ،ردت سريعا عندما رات رقم "نعم اياد ،اجل ......افهم ...شكرا لك ....لا تقلق ساخبرك بالعنوان عندما نصل " اقفلت الخط ورات الجميع ينظر اليها بنظرات سائلة وخاصة نظرات لؤي قال " هل اخبرته ؟" ردت "وجدت ان بامكانه المساعدة " هاجمها "اخبرتك ان لا تفعلي ...." قاطعته "لدينا ربع ساعة سيتوقف فيها السير في الطرق المؤدية الى شقتي هل تستغلها ام تفضل الاستمرار في عتابك السخيف " فكر لؤي "ايقاف السير "سالها "ايتها الذكية كيف سنغادر والطرق مقفلة " ردت هبة "نذهب الى شقة اماني انها لا تبعد كثيرا عن هنا نسير بالسيارة قدر المستطاع ثم نكمل سيرا " نظر الى الولدين وقال "اه يا الهي انت اكثر غباءا مما اعتقدت هناك صغيرين معنا واختي في حالة سيئة الا تستعملين عقلك ولو قليلا " جرحها كلامها في الصميم وكذلك اماني ،فقالت اماني "مضت خمس دقائق لدينا فقط عشر دقائق الان " نظر الى ساعته وقال لهبة "ستقودينني الى الهلاك بعقلك الفذ " وقصد الغرفة المقفلة فتحها فراى اخته في حال سيئة ،تساءل "ما العمل مع هذه ؟" امسكها من يدها واوقفها وقال لها "اختي تماسكي قليلا هل انت معي " فتحت عينيها بصعوبة ،فرات طيف اخوها فقات "اخي " رد "لا تقلقي ستخرجين من هذه الحال تحملي قليلا فقط " ،غادر الجميع الشقة عل عجالة ركبوا في السيارة كان لؤي قد حمل اخته بينما حملت هبة بدر واماني زينة ، انطلق بالسيارةوخرج بها من الطريق الفرعي الى الطريق الرئيسي ،اين كانت جميع السيارات متوقفة ،فكر لؤي "لقد فعلها فعلا ،كيف يفكر الا يعلم ان هذا يمنعنا من الخروج ايضا " رن هاتفه اخرجه من جيبه ورد ،كان عمر "لقد وجدت العنوان واتصلت بالاسعاف وانا في طريقي هل من امر اخر ؟" رد لؤي "هل هو بعيد كم يبعد ؟" رد عمر "انه في حدود الولاية الشرقية عندما نظرت الى الخريطة تبين انه مكان منعزل لا توجد فيه مجمعات سكانية فيه مصنع قديم مقفل من سنوات " ساله كم يبعد عن موقعك ؟" رد مسافة خمس واربعون دقيقة بالسيارة باقصى سرعة " رد لؤي "شكرا لك " واقفل الخط ،نظر الى اتصال امجد كان من ربع ساعة بعملية حسابية قدر انهم لن يصلوا الا بعد خمس واربعون دقيقة سيكون لديه نصف ساعة للهروب بعد ان يتحرر السير ،فكر سيكون الوقت اكثر من كاف ،نظر الى المراة التى عكست وجوها قلقة ،كانت هبة جالسة الى جانبه بصمت ،قال بعد دقائق " لن نغادر السيارة ،عندما يتحرر السير ننطلق من جديد " سالت هبة "لكنهم سيصلون " رد "لا حساباتي تقول ان ليدنا نصف ساعة كاملة للهرب " سالتها "ماذا لو كانت حساباتك خاطئة " رد لؤي "لا توجد كلمة لو في قاموسي "ردت "انك مغرور انا لن اغامر " والتفتت الى اختها وقالت "اماني سنغادر الى شقتك انها لا تبعد عن هنا كثيرا اليس كذلك ؟" ردت "اجل مسافة ربع ساعة سيرا " رد لؤي "من قال اني ساسمح لكم " ردت هبة "ومن قال اني انتظر رايك ساغادر واختي وولديها وانت حر بعائلتك " رد لؤي بغضب "انك فرد منها يمكن لاختك والصغيرين المغادرة اما انت فلا " امسكت مقبض الباب وقالت "عذرا لاني اوقعتك في ورطة لكني لن اتابع معك ،ولست افخر حقا باني من عائلتك " زاد غضب لؤي مع توتره وقال "لن تفعلي الا ما اقوله هل هذا واضح؟" قالت اماني توقف الجدال " حسنا اوقفا هذا "نظرت للخارج وقالت "هبة لن يمكننا السير وسط الفوضى في الخارج انظري " نظرت هبة للطريق وجدتها تعج بالسيارت والرجال الواقفين في الارصفة ،قالت اماني تضيف "لو كما بمفردنا كان الامر معقولا لكن الصغيرين سيعطلان سيرنا " نظر من المراة الى اماني وقال "اختك تفكر افضل منك " ارادت هبة ان تضيف شيءا لكنها احجمت ،اوقف لؤي محرك السيارة ونظر لساعته تبقى فقط خمس دقائق تقريبا ،سننتظر " ،لم ترد هبة عليه وبدات تفكر بجدية في الخروج من هذا الامر والابتعاد عن لؤي قدر الامكان .
أنت تقرأ
شرطيه
Gizem / Gerilim- المقدمة - لن تعرف ما تواجهه في عملك وحياتك ،حتى بالرغم من اعتقادك انك اخترت العمل والوظيفة المناسبة ،لن تعرف انك ربما لن تتقنه وانه حقا ليس مجال اختصاصك الا بعد فوات الاون ،لم تعرف هبة انها لا تصلح كشرطية الا بعد ان واجهت صعوبات هذا العمل .