ذلِك الندَم

361 5 0
                                    

وقفتُ بسكون خلفَك، أُراقب هيئتك التِي تتوارَى عني  شيءً فشيء حتى خُفيت، فسِرت بهوانٍ لطُول هذا اليَوم، اقود مركبتِي مبتعدًا كُل البعد -وكم تمنيتُ- وفي كثيرٍ من المناسبَات لو كان بمقدُوري الابتعاد دومًا عندما اشعُر بأذيه الاركان والامَاكن لي، لو كان بمقدورِي أن اعكف نفسِي وأُدير ظهري عندمَا تدير لي الحياة ظهرهَا، ان يكُون في يداي قوةً انشُدُ بها صمودًا أو عذر القيه راحلًا

ثم اوليسَ ذلك مُحبطًا؟ ذلِك العجز العظيم والمستَمر، وان يصل المرأ لحدٍ كان أِعافة نفسه وصونهَا مما يجيش بشعُوره صعبًا لذلِك الحد، وان اعتزال الآلام كان مُحالًا بشدَة

وان هربت وفررتُ بعيدًا عن ذكرياتِي والأوقاع، وان قدرتُ في حينٍ أن اختلي بنفسي بعيدًا عن الانَاس، فأين اختبأ من نفسِي؟ ماذا ان كان اقسَى الذكريات بصُنعٍ من يداي؟ وان كفاي كانت من تصفعنِي بدلًا من ان تكفكِف دمعي؟ ففِي اي القمم وفي ايِ الجبال والاماكِن يختلي المرأ عن نفسَه؟ واين يسترِيح من تعب من نفسه دهورًا؟

فِي مساء يومي، استيقضتُ خملًا بالكاد تحمل جفنَاي عيناي، رمشتُ بعينِي احرك حدقتاي مرارًا، ارمش تكرارًا لعلي ازيح نعاسِي، نهظتُ منهكًا وساخِطًا رُبما، وكم تمنيتُ -مرةً أُخرى- لو اعتزِل الايام المتشابِهات، أو ان انسحِب وانام طويلًا عندما لا اودُ ان امضي قُدمًا في يومي

نزلتُ السلالِم ابتغِي ماءً يروِي جفاف ما بِي، وقد رايتُ تلك الحانيه الدافئَه تقف قبالِي، وحين احساسِها بي في الجوار التفتَت اليَّ تحمل الحياه باطرافِ شفاههَا "بني جونغكُوك، استيقضت؟" همهمتُ املئ كأسِي استمع لما تُلقي عليّ "اتود شيءً لتاكله؟" واومأتُ احتسِي ما بيداي هادئًا.

فِي وقتٍ اخر من ليلِي، حيثما كُنت اقلِب بصفحات كتابِي وقلمِي بين يداي افكِر مرارًا باليوم وغدٍ والذي يلِيه، افكر كمن ولِد لا يجيد شيءً سوى التفكير -واظُن اننِي كذلِك- أعد كم من مرةٍ أخطأتُ حديثًا في قولي، وأعاتب نفسي لأمورٍ أخرى قضَى عليها الزمَان وبالَت، واننِي هُنا ما زلت أقيمهَا بعتابِي الذِي لا ينقضِي

قليلًا حتى قطع تفكِيري وميض هاتفِي الخافت "لابُد مِن انني نسيتُ معطفي معك اوليس؟" ابعدتُ حدقتاي عنه اُحدق لحقيبتِي الملقيَه وبجانبهَا معطفِه فاجبتَه، وعندما عدتُ مُجددًا لما كنت افعل سابقًا، ادركتُ تِلك الابتسامَه على فاهِي.

فِي ضحى يومِي التالي، سِرت بارجاء جامعتِي الواسعه اتثاوب بخمولٍ، أراهُ يُجالس احدهم الأراضِي فتقدَمت ناحيته، أرى كم تبدد خمولة ما بِي لنقيضٍ، ارى كم كان رؤياه مُبهجًا للروح "صباح الخير" تحدث مبتسمًا ناهِظًا من موضِعه يقترب الي، أشهد بذلك كيف للعَالم أن يقف بأكملة لوقوفه، كيف للخير الذِي تُلقيه لي ان لا يتجسد سوَى في أمورٍ حمِّلت بها، احاط بذراعيه هيأتِي وأحيطه بجسدِي بأكمله، اضغطُ عليه ضِد خاصتي الحظ برودة هيأَته ضدِي 

سكُون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن