كما تهز الرياح الأغصان
كانت عينيك تهزني
عينيك التي لا أنساها ما حييت، التي لا تمسها رتابةٌ والتي لا يعويها بهتانٌ، عينيك والتي علقت بين أهدابها منذ أول لقاءٍ لنا، عينيك معضلتي الغلّابه، عينيك فاتنتي السلّابه، عينيك بحوري الآثمةأقسم بإله أيام فراقنا الضائعة أنني قد لمحتها خلسةً بين الأُناس، بعيدةً خاوية، ساحرةً خلّابة، عينيك وشامتها اليسرى لا أخطئها، لا أشابهها مدى ما بلغ الجنون بي ذروته، لا أجهلها مدى ما مضت القرون بنا
"أتبحث عن أحدهم؟" خاطبتني أحدى أخوتي برنةٍ هادئة عندما سار الجميع للداخل وبقيت شاردًا بعينيك "لا، سأذهب قليلًا" بغفلةٍ أحادثها عندما لم أعد ألمح طيفك بين الحشود لتفاوتهم للداخل "الأن؟ سيلقي أبي قول أمسيته" أبصرت كفيها الممسكان بي
"سآتي" ورحلت بعكس الأجساد القادمة، بخلدٍ لا يهدأ بمهجةٍ فقدت مناط الركود بها، وأني قد ظننتك قد أنتهيت فيّ حقًا فما بال طيف عينٍ لك بعد هذه الأعوام يعيدني حيث مضنتي مجددًا؟
"أنت" أمسكت بكتفك بكفاي المرتعشان أبصر لشعرك والذي يدفعه الرياح حيثما حطت، وعندها شعرت بالوقت يبيت ثقيلًا زاحفًا يكاد لا يمضي، بالأحيان أكهومةً وبالتخطي وهمٌ لا صحة له
وألتفت إلي آنها ودق بي النبض حتى فنى فإذى به ليس أنت "عفوًا" بأحراجٍ أبعدت كفي عنه، وأني لست محرجًا منه بقدر أحراج الوعي في ذهني الأن؛ فكيف لك أن تتطرأ لي بعد مضي الأعوام وتهالكها، بعد دنف الوقت وذهابه
عدت أدراجي بذهنٍ عدت تقطنه -كما لو أنك قد هجرته قبلًا- بفؤادٍ أشغلته فضمرته وبين كفيك كنت قد رميته، بين أفعالك كنت قد أعويته ومن الركود غربته
أستمع للأصوات ولا أكاد أدركها، أقف كما الجميع وعيني بين الأناس تبحث عن عينيك المخادعتان وتنهدت بتثاقلٍ أرفع كأس خمري نخبةً مع الجميع وأعود بقدماي للخلف بعد ذلك منسحبًا
حتى أصطدم ظهري بصدر أحدهم "أمسكت بك أيها السليل" حادثني أخي هزلًا فزال تفاجئي "بت مديرًا وما زلت تتحاشى الأنخراط في الأمسيات" وقف بجانبي نبصر حيث الجميع
"ألا تضجرك أحاديثهم؟" رفعت كأسي أحتسيه أستمع لهمهماته "لكن عليك أن تفكر بهم جميعًا كسبيل نجاحٍ" أشار بكأسه حيث نخبة الرجال بعيدًا عنا "أنا في سبيلي بالفعل" قهقه لقولي وصمتنا بعدها نستمع للضجة البليغه في الأرجاء
حتى شدني قول أحداهم أمامنا "لم تحضر عائلة براندن للأمسية لازال الفضول قائمًا عن ما حصل بينهم" ثقل الخمر في جوفي حتى كاد يخنقني فسعلت وحثيثًا مت أدرك أخي حالي فلا بد من أنه أستمع لما ذكر