المدنية الأنسان، أحدى الكلمات التي تدور في ذهني مرارًا والتي أرى في مناسباتٍ عديدة براهينًا لها حتى ظننت أنه ومن أحد أسباب خوفي المستمر من الفراغ بعد الأزدحام هو مدى حقيقة المدنيه بنا
قرأت في نصٍ أنه وأن بقينا ننشد للوحدة ونتلوا سعيًا لها، فأننا وإن لاقينا من أطرافها شيءً لهلع المرأ لهول وحشتها، فأن الوحده لطالما حملت معنًا قاسٍ في وقعها
فكم من البؤس هذا الذي ستتشكل به الحياة عندما يبدو المرأ وحيدًا، يال البؤس أن بات حضنٌ من أحدهم أو يدٍ حانية تمسد من على الظهور شقاق أيامها وعجافتها شيءً من الأماني، لأن يضحي حديثًا عابرًا مع أحدٍ يخالجه ضحكاتٍ ساذجة شيءً تأمله روحه، لأن تكون وحده المرأ في من أحب تحديدًا، لأوقن الأنسان في حينها أن مميتته تضاهِي نعيمًا على العيش مُغربًا عن الجميع وعن نفسه ايضًا.
مددتُ يداي أفتح للرياح خارجًا منفذًا للدخول حيثي، حيث المكان الرتيب الفارغ تمامًا عدى من ذرات الغُبار المتراكمة في كل شيءٍ هنا، والمقاعد القليلة التي وضعت بعشوائية في كل ركن
نفضتُ الهواء من جوفي مللًا، أحدق خارجًا حيث الجميع بالأسفل، حيث المقاعد البالية وأغصان الأشجار الفارغة من أوراقها، أبصر لكوب قهوتي والذي برد حدّ تعكُر طعمه
ثم وضعته جانبًا مقررًا التخلي عنه، أميل بهامتي فيمضي الوقت بعدها بوتيره تدعوا للضجر، وقد كان علي أن أقوم بأمورٍ أخرى كأن أستذكر ما عليّ أو حتى بأن أكتب بعضًا من الفروض لكنني لم أفعل، وظللت أُتعب ذهني الواهن بكُل ما لايقع في الأدراك.
في حينٍ طردت به سهوي ونفضت ركام أفكاري، ومن بين تقلبات عيناي فوق الأرجاء لحظت هيئة حسُنه تستوطن أسفل أحدى الأشجار الذابلة
حينٍ من الزمان يكاد يُذكر جعل من بدني في خلاله يطرد خمولَة وضجر ما به بعيدًا، أبصر حيثما كان هُو يُبصرني، راكدٌ وديع يُضاهي بل يفوق الكون ومن عليه بهاءً، يغلبُ الأرجاء وهجًا حد ما لم أرى شيءً بعدها، كانت الأرجاء في عيناي من بعده خالية لا يزورها أحدٌ غيره، لا يفد لها مرأٌ عداه
فتبسمَ، لحظتُ أرتفاع شفتيه الضئيل رغم كل هذه المسافات بيننا وكيف أمال برأسه برويةٍ ورقه بالغه وويحك! فأنني بالكاد أحكمُ زمامي أن لا أُلقي بنفسي متبعًا هوا وجيدِي وخُلدي الذي فر أليك
وحثيثًا وبعجلة بالغة ظننتُ أنني جيدٌ بأخفائها حملتُ ما لي من الأرجاء أسير بضرامًا في مشاعري لظت وبلغت حدها، أسير أليه بتوقٍ بالغ يرجو الأمتلاء كمن بقي من الأعوام قرونًا يأنس بطيف عزيزٍ راحل
وفي سيري العجول اليك كنت أجابه حروبًا من الأحاسيس، وغًا بالغة من الأوقاع، أُجابه رياح غليظة قاسية وكأنها علمت عن جُرح يبتغي لقياه ليخيطه فودت منه أن يلتهب