كان يومٌ آخر، ظننته في بادئه يومٌ آخر حقًا، أعيشه فأدركه ليمضي فأنساه لكني لم أدرك أنني سأمكث به كثيرًا، لم أكن أدرك بعد معنى أن يَعلق الشخص في يومٍ، لم أعي قطًا معنى أن يتعلّق المرأ بذكرى ويعيش بها طويلًا
لم أرك ليومان متتاليان، وقد مسني السوء في غيابك المُريب ظللت قلقًا وظل ديميتري يسخط مبالغتي، لكني كنت أجس السوء بعينه يتشكل أمامي، لم أكن غافلًا كآخر مره ولربما بدت الأقدار شديدة الوضوح في نبواتها
وفي ليل أحدى الأيام قدت حيث منزلك عازمًا رؤياك، وقد فاض غضبي أثناء ذلك لأكتظاظ الطُرق بالمركبات والأُناس، كنتُ أشتم بغيضٍ أحتفالاتهم وأعوامهم المنقضية والآتية
بدى ليّ الزمن في حينٍ ندًا لي وأن جميع من على الأرض عونًا له، بدى وفي حينٍ العالم بأسره عشوائيًا أكثر من اللازم مزدحمًا لا يملك حيزًا نجتمع به مجددًا، وقد كنتُ بحالٍ يفيض منه الصبر لتوافه الأمُور
شعرتُ بي أتعرق رغمًا عن البروده الطافحه، رغمًا عن تقهقر الثلوج الشديد، أنتفض عندما صدحت الصافره لعدم أجابتك على أتصالي الوارد مُجددًا وأعود لأسخط طول المسافات بيننا
وفي حينٍ أدركت به منزلك ترجلت عجلًا لا أملك أدنى فكرة بعد عما سأفعل تحديدًا؛ عن من سأحادث لألقاك ومن منهم قد يستمع حتى، فعندما حادثت الحُراس أمام البوابة ألقوا أبصارًا حازمة تأبى التزحزح فأدركت حينها أن لقائنا إن كُتب سيشيد بالصعاب
ظللت في بادء الأمر أتساوم في القول متملقًا لوقتٍ طويل حتى أكتهلني أمر حديثٍ يشابه الحديث مع أحدى الجُدران هنا، شعرت بالغضب يقتاتني تمامًا آنها والنزق في وجيدي يغدقني لذا رحت أفتعل شجارًا بطيشٍ بالغ حيث أني لم أفكر بشيءٍ آخر حينها، كنت أود رؤياك رغمًا عن كل شيءٍ لأعود مطمئنًا بعدها
"ما هذا؟" ألتفت بقوة عندما علمت لمن تنتمي هذه الرنه "أنت" بسخريه بالغه كان يبصرني ناثانيل عندما تعرف علي، ميّاسٌ لا يُطاق وأظن أنه وأن نطق حرفًا آخر ليس له خلاصٌ من حرداني
"أخبرهم أن يبتعدوا حالًا" تبسم آنها بحماسٍ لقولي "وإلا؟" تقدمت إليه بينما أميل رأسي عجبًا موقفه؛ آبدو له كشخصٍ سيجاري هوجانه؟ "لنتعارك، سأخبرك أن أطرحتني أرضًا بمن تبحث عنه" حادثني مجددًا بينما يخلع معطفه يلقه بعشوائية حيث أحدى الحراس بجانبي
وقد بدى في هذه اللحظة كمن أنتظر ذلك طويلًا، كمن ظل يحيك في كل منامٍ له عراكًا كهذا، وفي لحظةٍ سريعه أقدم الي يركل معدتي بقسوةٍ لم أدركها، عدت للخلف سريعًا بعدها أتحاشى قبضته فحاول بيده الأخرى وقبضت آنها عليها بقسوةٍ أسدد لكمه أسفل عينيه جعلت منه يترنح للخلف