في مساء يومي، وقفت قبال نافذتي أحدق حيث الثلُوج والتي تتساقط بخفةٍ فوق البنايات، الأشجار والطُرقات، أفكر بكم هي خفيفة لهذا الحد؟ كيف كانت تلوح بهدوءٍ وتسقط بهدوءٍ
وكل ذلك جعلني أُفكر كيف كانت كُل الأمور تملك ما لا أملك، فحتى ثلوجٍ واهنه كتلك أكثر حريةً مني، أكثر هدوءً، وأكثر خفة، أُفكر كم أنني وبهيئتي هذه لا أصح لأكون شيءً سخيفًا كثلجٍ في شتاء مدينة
أبتعدت بثقلي من موضعي أسير حيث خزانتي باحثًا عن شيءٍ ما لأرتديه، أنزع من فوقي رداء أستحمامي وأرى كم كانت بنيتي ترتعدُ بردًا
خرجتُ من أدراجي بعدها قاصدًا لُقيا والدي؛ لأن أرجوه ويلقي علي هولًا من الجراح ثم لأعود باكيًا حيث غرفتي مُجددًا
وفي كثيرًا من الأحيان، وكلما تلبدني ذلك الكره الفضيع حيثهم ظللت أُفكر لربما كان منبع المُشكله تُصدر مني أنا؟ لربما كنت ناقصًا لهم، لربما لم أكن طفلًا يكفيهم فلم يكونوا هم آباءً يسدون فراغاتي، كرد فعلٍ لفعلتي هم أصبحوا ماهم عليه
ولكني؟ ومجددًا؟ أولست أنسانًا في آخر الأمر؟ أليس من المُجهد أن أعيش حياةً لا أقيم بها أخطاء لأن لا تلقى كلمات عتابٍ، لأن لا أوبخ أو حتى أضرب بقسوةٍ
أليس من المجهد أن يصبح المرأ مثاليًا، أن يكون سويًا لا يعرف الهفوات، أن أعيش وجل همي هو عينيكما علي، أن تكون مخاوفي هي أن لا أكون على المستوى المطلُوب، أن أكون أقل مما تودان
وأنني أعتقد أنني ولدت وأنا أقل مما يود أحدهما من الأساس، ولربما المستوى اللذان يطلبانه هو أختفائي أو موتي بمعنى آخر، وأنه ومهما جردت نفسي وسلختها مرارًا، مهمها غيرت مضموني وكونتني فالمشكلة تكمن بكوني 'أنا' وأن محاولاتي لا تُجدي نفعًا مهما شيدتُها وغيرت طُرقها.
طرقتُ بخفة الباب بخلدٍ لا يهدأ، قليلًا حتى سمعت صوتك أبي من خلفه، وفي حيني هذا كنت قد أدركت هول الأمر؛ ترددتُ وخشيت غضبك عندما تتوارى إليك هيئتي من خلفه
حركت مقبض الباب بهيبةٍ واضحة، وبشكلٍ سريع وقبل أن أدلف حيث مقصدي شعرتُ بهيأتي تسحب وبالباب يوصد، وبرعشة قاسية سرت بي، بهيعة بالغه كنت أدركت يدان أخي التي تسحباني خلفه
وبلا وعيٍ يدركني كنتُ أقاومه بعشوائية شديده، أخبره مرارًا بأن يفلتني لكنه لم يفعل حتى دفعني بقسوة عندما أدركنا غرفته
حدقت بخشية اليه عندما بتنا نقف معًا لوحدنا داخل غرفته، أحدق حيثه ولعينيه الغاضبه "الم تعي مقصدي حينما أُخبرك بأن لا تحادث أبي؟" ممسكًا بعضدي بشدة بين كفيه، أقف على نواصيّ لشده يديه التي تلتف حولي، يصر في قوله بغليلٍ وكره لا يحاول أن يخفيه أبدًا