مُنذ أن أدركتُ حُبك

26 1 0
                                    

في أحدى لياليّ الباردة، وحيثما كنت أقف خلف نافذتي مبصرًا حيث فناء منزلِي خارجًا، وحيثما كانت ثلوج دُبلن قد فاضت وطمرت الآفاق

ومنذ ذلك اللقاء الأخير بيننا ظلت أيامي تسير بصخبٍ بالغ في وجيدي، بمشاعرٍ لا تعرف الركُود مضيت، كنت وفي كُل حينٍ وكأحيانٍ عديدةٍ هكذه التي أنا بها مثلًا

أقف أو أفترش فراشي وأُفكر مرارًا، أصيغ في مخيلتي مواقفٌ لا تعد، طرائقٌ لا تُدرك أُخبرك بها، كلماتٌ وجُمل، أصفافًا من الحديث، أجمع في جوفي أرق المعاني والأوصاف لأُخبرك بها عما يجُول بي مرارًا

كنتُ في أيامِي المنقضية تلك أبدو كمن يقف خلف نوافذ أيامه مترصدًا، أبحث عن حينٍ رقيقٌ يناسب ما أود أن أتلي عليك، أُفكر لمراتٍ عديدةً عن أي شعورٍ ذلك الذي سيتحشدني بعدها؟ وكيف قد ينتهي الأمر بيننا؟ وبأي حالٍ قد أكون! حالٍ سأعود به مثلما أتيتُك قبلًا؟ أم فارغًا تعزوني أمورًا لا تعد؟ أم مبتهجًا يفُوح مني عطر الهوى؟.

في مطالع غروب أحد أيامي وحيثما بلغ الغسق أقاصي السماء، كنت أبصر بصمتٍ حيث الأُناس داخلًا، حيث كل هذا الجمال البالغ في النقوش على الجدران، أنصت لعذوبة الألحان الصادحة

كنت أنحني وأحيي مرارًا، أُحادث وأصمت بوجيدٍ جَزوع لا يعرف الركُود، كنت أقلب عيناي بين الأركان والأشخاص باحثًا عن مقصدي ولكن عيناي رغم ذلك لم تدركه، فبقيت ولحينٍ طويل أُجالس أيسر أخي والذي لا يفتك حديثًا

حتى حينٍ وجل به من صمت الجميع لحضورهم من عقدت هذه الأمسية الحانية تحديدًا لوعد زواجٍ بينهم سيُتلى، كان المشهد رقيق تمامًا يلين له الفؤاد

ثم في الدقائق التالية، أبتعدت رويدًا أسير بلا وجهة واضحة بين الجميع، أبحث عنه من بين كل هذه الجموع حتى لحظته أخيرًا، حيثما كان يجالس جوار جدته منحنيًا لها يلتقط أحاديثًا تنطقها ويبتسم

ويال تلك العذُوبة في أبتسامة شفَّتك، يال بديع طلتك ويال وجافة فؤادي بعدها! فأنها تلك القطعة الحانية والتي أبتعناها معًا، وهاهي الذكريات يا حبيبي تدفعني عن الأدراك بعيدًا، حيث تلك الليلة ولذلك القرب تحديدًا بيننا، كان اللاوعي في حيني هذا يفوق وعيي وكأن الحياة تعيدني لأعيش مجددًا حقيقة ذلك الموقف بيننا

وفي حينٍ أدركني به الوعي مجددًا ونفضت تفاقم ذكراك تلك بي، سرتُ برويةً اليك مبتغيًا أن أرى كيف كُنت تزداد حسنًا أيها البهي الأغر كلما قربت منك، ولا لم تدرك قُربي قبل أدراكي لك ككل حينٍ؛ كنت منغمسًا تمامًا برؤية أختك من كل هذا البُعد

"تبدين بهيةً حد شكي بمن هي الشابة الحسناء صاحبة الأحتفال" بأبتذال بالغ ضحكت هي له أُخبرها، أنحني لمستوى مقعدها أُقبل ظاهر كفها والذي طغاه الكُبر

سكُون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن