في غدوه يومٍ لي، كنت أقف قبال أحد الأسوار التِي تفصل بيني وبين الحرم الخارجي للجامعة، وحيدًا تلاعب الرياح خُصلات شعري ويتأرجح بها معطفي، قليلًا حتى شعرتُ بطرقاتٍ فوق حديد السور الباهت وفوق المقاعد والنوافذ والأراضي
شاهدت ذلك المشهد الهادئ لقطرات الغيث وهي تتحشد كل الأرجاء برويه، كيف جعلت من كل البهتان في الأرجاء أشد وضوحًا في لونه، شهدت كيف فرّ من كان خارجًا مختبأً منها عندما قست وشتدت
رأيت كم تلبدت الغيوم بوضوحٍ وكيف أبرقت السماء وأرعدت، وأحسست بمعطفي كذلك يبتل لوقوفي دون حاجزٍ تحتها، شهدت غضبك كاملًا دُبلن أيتها المئقه التئقه
ومن بين خلوتِي هذه شعرت بهيئه تستوطن جانبي، وقد كنت غير آبهٍ حتى أحسست بشيءٍ حنون أعرفه تمامًا فلتفتُ مبتسمًا حيثك، وقعت أبصاري عليك أبصرك من بين كل تلك المياة التي تغمر كليّنا، حيث سواد شعرك المبتل ورمش عينيك الذِي غزاه الغيث
واهٍ يال رقه حضورك ووقعك فأنني لم أخطئ في أن أحزرك يومًا لكوني أحفظك تمامًا كما أحفظ أسمي، وهل حفظ الأنسان اسمه يومًا؟ الم نكن منذ صغرنا وقبل الوعي والأدراك نلتفت حين نداهنا؟ وكأننا خلقنا ونحن نعي ذلك
فأنني أشعر بالمشابهه في ذلك، أشعر أنني خُلقت وحُبك يتحشد أضلعي تمامًا، فلا! ليس ما بي لك كان شيءً يُبنى في ليلةٍ وضحاها، أو في سنينٍ وشهورها، ما بي كان شيءً تجثو الأبدية له تشكوا ضيق الوقت عليها لصُنعه، كان شيءً عجزت السماء بضخامتها حمله ولا الأرض أو حتى الكون لشده عظمته، كان ما بي شيءٌ معجز لحدٍ كان مُهلك
"ليت الأيام جميعها مُمطره" وليت الدهر يمضي يا عزيزي ونحنُ لا نبرح الأرض مكانًا الا معًا، ليت الأمطار تجمعنا في حينٍ آخر تايهيُونغ، حينٍ نُرنم به حُبًا بين كل قطرةٍ لأُخرى
"أتحبه لذلك الحد؟" حادثتك وألتفت الي بهيأتك التي زدت بها الغيث جمالًا لا الغيث زادك جمالًا، ويا ليتك تخُبرني لأي حدٍ كنت أنت تحبه؟ وعن كيفيه حُبك وأسبابك، أخبرني عنك طويلًا تايهيُونغ؛ فأنني أعلم بِك كل الأمور الا في الحُب كنت أجهلك
"أُحب رائحته على الرصيف وكيف تبيت الأرجاء أكثر حياةً من سابقها بعده" أذًا كنت ممن يُحب التفاصيل في الحُب، وكيف لي أن لا أحزر ذلك سابقًا؟ الم يكن ذلك واضحًا؟ شخصٌ ببهائك هذا تايهيُونغ لا يليق به سوى الهواده واللين حتى في أبسط التفاصيل
"أودُ الذهاب للمقهى، آنهيت ما لديك؟" همهمت لقوله "فعلت" ولا لم أفعل في الواقع ولكن؟ أي أهوجٍ ذلك الذي سيفرط بعرضٍ كهذا لدروسٍ بالية؟
القهوة والغيَّث وأنت؟
أي حُلمٍ ذلكفسرنا، أسفل ندي المطر وبين جرفه الرياح، نسير أنا وأنت تحت مظلةٍ واحده، واهٍ يا حبيبي وأن لم أكن أخشى مرضًا يعويك لما فتحت المظلة فوق كلينا؛ لوددت أن تبتل أرواحنا وأكشف عراء ما بي في خُلدي لك