فِي صباح أحد أيامي، أستيقظت باكرًا بنشاطٍ لم أعهده، دحرجت قدام سائِرًا حيث حمامي المُلحق، غسلت فمي ثم سرت حيث الأسفل، أعد -ورغم خبرتي الضئيلة- فطورًا، كانت الأرجاء هادئة خالية من الجميع لكونهم نيام
خرجتُ حيث فناء منزلِي لتناول ما صنعت، وقد كان الجو باردًا بقسوة ورغم ذلك أصريت على البقاء حتى أنهيت ففررت للداخِل بجسدٍ يرتجِف
ثم صعدتُ مجددًا حيث غرفتي راغبًا بأخذ حمامٍ يُدفئ أطرافي ولوقتٍ طويل بقيتُ في الداخل، أشهد تلبد الغيوم الواضح في السماء، ولأشعة الشمس الواهنة والتي بالكاد تمد الأرجَاء بشيءٍ من الدفئ، أشهد بوضوحٍ تلك الوحشة الغالبة على الأرجاء وكم كان اكتُوبر قاسي الجو لهذا العَام
وعندما أكتفيت خرجت أستوطن فراشِي بفراغٍ، لا أعلم ما علي أن أفعل أيضًا، قليلًا حتى أفترشتُ موضعي محدقًا بسقف غُرفتي مفكرًا كالشيء الوحيد -والأسهل- لفعله، وأنني لطالما تسائلت عما أن كان لأفكَار المرأ نهاية؟ أظننِي سأُشيب وأشيخ قبل موعدِي لشدة نهم عقلِي في تفكيره
فِي مساء يومي، كنت أقف محدقًا حولي بينما كان معطفي يرتدُ للخلف من حينٍ لآخر بفعل الرياح العابرة، الهدوء يكسو الأرجاء والظُلمة عدى من أنوار المنازل التِي تضيأها ببهُوت
خلسة شعرتُ بيدٍ فوق كتفي وذلك جعل مني أفزع تمامًا "لا بأس هذا أنا" تحدث هادئًا هزلًا ربما في نبرته فستكانت دواخلي عندما التفت أشهده
"أخفتني" حادثته وتبسم برقةٍ لي ثم أمعنت أبصاري حيثه ألحظه، حيث شعره المسدول وملابسه التي طغاها السواد بقماش التويد والقُفاز فوق كفية، عينيه اللامعتان وملمحه البهي الأغر ما جعل منه رقيقًا رغم كل تلك الحلكة التي تكسوه.
بعدها بدأ ليلنا وتلك الأمسية الهادئ لنا والتِي كان يجيف لها خلدِي،
كنا نسِير في الأرجاء، تناولنا الطعام، نحتسي قليلًا من النبيذ، وقد كانت العادية تتساقط في قولِي لكن رغم ذلك خلدي لم يُدرك عادية الأمر"أذًا؟" حادثنِي بعدما أرتدى أحدى القطع حيثما أوقفنِي عند أحدى المحلات التي يحب الأبتياع منها، كان ما يرتديه أبيضًا بل ناصع البياض يخالف ما كان يرتديه سابقًا، تحمل أزاريرًا غُلفت باللون الذهبِي
كان بمظهره هذا هادئًا يغدقنِي بحنينٍ عجيب غير مألوف، أكانت قطعة الثِياب ما حملت بها هذه الطاقة وطغت؟ أم أننِي من يلقي أسباب صخب خلده لليلة بعشوائية على الأمور
"جميل" أقتربتُ حيثما يقف بين تحدثي هذا، وليت بمقدوري أن أفصح له أن لا جمالٌ هنا الا جماله، وأن ما أطري عليه دومًا مايكون باهتًا ذميمًا حتى حين ملاقاته