رفوف الذكريات المنسيّة

16 2 0
                                    

أن نعود واقفين في مراتع وحشتنا فاردين الأذرع وفي وجه الأقدار صارخين، أن يوقض الفجر سبات المدن نائمات الأزل بنا، أن تقصد الشموس ظلمه ليالينا أخيرًا

كنت أنت يا عزيزي بزوغ الفجر لمُدني، ضوء الشمس للياليّ الخالدة، صبوة أيامي لمقبره العمر بي، السناء لمظنه الحلكة بي

قبلَّتي يا حبيبي فقبلَّتك
قبلِّتني فمضيت العمر لا أقبل سواك
لا أعرف من الإتجاهات الا السبل المنتهيات بك
لا يعنيني من الحياة شيءً لا يحويك به

قبلَّتي يا حبيبي فقبلَّتك
قبلِّتني فبات العمر قبلك محظ إقفار
والدهر في عوزتك سحيقٌ أجدب

وواهٍ فلكم أدركت السعي ولكم وعيت خيبه مقاصده، لكم أدركت وهن الكون وبئسه، ولكم وعيت شقيه الحياة بي، فقبلني يا حبيبي، قبلني طويلًا حدما يهطل كل ما يشقيني، كل ما خاب مقاصده وخبت أنا به، قبلني حدما ينقضي ذلك البؤس ويهوي

قبلني حدما أَنسى، حدما أُنسى
قبلني للغد والذي يليه
للأبد معك لا أشكو شيءً!

فإنك مالكي، أنت من بيده حلولي ومثوى جنتي، أنت يا حبيبي مغيّري؛ فإني وكلما نظرت إليك وجدت بك الوصول والنجاه، وجدت بك ما يعوزني فعلمت بعدها أن ما لإحد ما تملك، وأنني ما كنت لأنظر لشخصٍ بهذه الطريقة معك أبدًا .

أتى بنا صبحٌ، صباحٌ أشرقت به روحي وراحت تلوح في الأفق تنثر الندى وتحيي ما ذُبل، وإنك الندى يا حبيبي وإني الزهر التائق الذابل، وواهٍ فأي صباحٍ هذا الذي أشهد به ملمحك الوضّاء آن إستيقاظي؟ أنعيمٍ كان أقرب في الوصف أم حلمٌ جميل؟

فرحت بكفي أمرر يداي مشتاقٌ لملمسك، أعيد خصل شعرك الناعم حيث موضعها، أمشط حاجبيك المرتخيان، أمسد بخفةٍ فوق رمش عينيك الكثيف، وواهٍ فكم أستوحشت عينيك الواسعتان لأغرق بها لا أعترف بالعظه!

فبقيت أتلمس أسفل عينيك المزهر مرارًا أستشعر فتحك البطيء لقمريك بعد حينٍ، تبصرني بخمولٍ يكاد يقطر منك فرحت مفكرًا بهل يعقل حتى؟ أن يحمل ملمحٍ واحدٌ كهذا كل ذلك الحسن به؟ أن تختصر مرادفات جمال في وجهه بهذا القدر؟

"صباح الخير" حادثته وعاد يغلق عينيه بخدرٍ عندما ضمرت كف يدي في شعره يهمهم بخفوتٍ متقطع، يسلب الوعيّ بي خدر ملمحه، فرحت أحرك كفاي جيدًا له أمشط شعره بين أصابعي بإتقانٍ ليجازيني حسنه، ليرضني ميل رأسه حيث كف يدي لشدة ارتياحه

عاد يحدق بي يزيد الصبح وهجًا بضياء عينيه، يبصرني طويلًا بعينيه الغائرتان، فقربت إليه ممعنًا النظر حيث شفتيه، وصعودًا حيث عينيه ضائعًا ضالًا في العدل بين تقاسيم حسنه، ملت إليه عندما بت قريبًا لا يكاد الصبر بي يطيق نفسه، وفي آنٍ حثيث أدار وجهه بعيدًا يحرمني

سكُون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن