الرتابه، كانت كأحدى الأوصاف التي قد أصف بها لأحدهم عن حياتي، التكرار حد الضجر، وأن تعيد الأيام بناء نفسِها بذات أحاديثها وبمواقفٍ شديدة الملل كشيءٍ من اللاشيء تبدو حياتي
وفي مراحلٍ منتظمه من حياتي كنت أشعر بتلك الملولة العارمة، والتي تدعوني عميقًا للأختلاف والتجدد ولكني؟ وفي حيني الأخر أجد نفسي تفر بعيدًا، وكأننِي أهاب التجديد، أهاب أن أزاول أمورًا مختلفة وأن أُدرك في ما بعد أنها لم تكُن تناسبني
وأنني كُنت كمن يحيك لنفسه ملبسًا لوقتٍ طويل، وتبين له في ما بعدٍ أن مقاساته قد أخطأت، وقد أخبرني أخي مرارًا أن التجارب ما تجعل من حياتنا تحمل معنى، ولكني كنت أيضًا كمن تحل فوقه غمام جهلٍ فلا أُدرك قوله
ثم ها أنَا هُنا، أقف في منتصف كُل شيءٍ، أعيق كُل شيءٍ، لا أفقه شيء، أرى أيامِي تُقلب ليلها ثم نهارها، أرى الأُناس يرحلُون ويأتون وأنني أسير معهم دون وجهةٍ واضحة
أشعر مرارًا وكأنني نصف شيءٍ آخر، لم أشعر بكمالية ما بي يومًا، فحتى في أثناء نومي كنت أشعر بجزءٍ بي يظل واقفًا يأبى النوم، وحتى في تلك اللحظات الأشدُ ضحِكًا لي كان هناك جزء مني لا يتجزء يخالجه نقيضًا، وفي زحامٍ من كل شيء كنت أرى النقصان بكل الأُمور؛ وكأن العالم بأكمله يفتقر الكمال، وخُلقنا نحن ناقصين لنبحث عن ما قد يكمل فراغاتنا
ولربما كان ما بنا يفتقر للأيجَاد فحسب، وأن كل الأجابات تكمن بنا، قريبة جدًا عميقة بشده يكسوها البُهتان لحدٍ كان أيجادها صعبًا، فبتنا نشكو النقصان.
تدفقت بي الأيامُ تمضي، أستيقظ في صباحِي خملًا حتى حينٍ أُلاقيك به، فيفر خملِي ويتحشدني ما ظللتُ ازاوله طويلًا في كل مرةٍ ألقاك بها
ظللتُ انا كما كُنت لك، وظلت ايامي تسير لا يحدث بها شيءً يدعو لأن يُذكر عدى من أختبارات النصف الأول والذِي أقتربت، وذلك الفتى والذي يجالسك كثيرًا، كنتُ اراه يبتسم ويتودد اليك كثيرًا، وقد كنت تسايره كثيرًا في ذلك، كنت تضحك له وتحتضنه في كل مرةٍ يلقاك بها او تودعه بها
وكان ذلك يشغلنِي كثيرًا أكثر من أختباراتِي حتى، لستُ غيورًا لكني فحسب لم أعتد أن أراك طويلًا مع أحدهم، لم أعتد ان ارى شخصًا ينظر أليك بكل هذه اللمعة بعينيه من قبلٍ، لم أعتد أن ارى شخص يلاطفك حديثًا ويُغازلك غيري، وأنك تُجاريه وتبتسم اليه أمام مرآي
كان ذلك جديدًا فحسب ..
"آتيت أخيرًا؟" تحدثتُ اليه بعدما أستوطن جانبي فقد ظللتُ أنتظره طويلًا حتى رحل الرفاق وبقيت وحيدًا بعدها، كنت منزعجًا رُبما وقد بدى هو قبالي مُتعبًا