"كيف حالك لليوم؟"
"حالكٌ حقًا"
تردد في ذهني ذات المواقف وعين المشاعر، في كل مرةٍ يسألني بعينيه النعسه، بمعطفه الأبيض والقلم بين يديه، شعره المنسدل والذي كساه الشيب يذكرني بوالدي كثيرًا"ألا يبلج الضياء في حلكتك؟" ضجر قولي "لا أعتقد أنها تعرف السبيل حتى" ضجرٌ من حالي أيضًا أخبره، نتبادل الصمت لوقتٍ طويل
يبصر حيث عيناي هادئًا كمن نفذت منه الحلول، كمن يرى أن الحديث بات محض عدم "هناك شيءٌ ناقص" شيءٌ فحسب؟ ألم تدركني بعد أيه الطبيب الداهي؟ ألم ترى طوال تلك السنين فجواتي ومناط النقصان بي؟ ألم تعي كم كنت ناقصًا حقًا في كل شيء؛ أحضر إليك في كل جلسةٍ بنصف ذهنٍ، بنصفٍ قولٍ أخاطبك، بنصف وعيٍ لقولك أناقشك، بنصف روحٍ ظللت أزاولك
وبحصةٍ من الحُزن كامله كنت أعيش، لقد أدركت حقًا الأن معنى أن تبلغ الحياة ذروتها في أذهاننا، لقد نضج الوعي بي، لقد أثمرت الآلام وأدركت العثرات مقاصدها
أدرك الآن تمامًا معنى أن تقلبنا الحياة بين كفوفها ثم حيث مراتع الجرفه تلقينا، أدرك كيف لبعض الأيام أن تصنع منا نسخًا قاسيات، أعي الآن أن العمر لا ينصف الوعي فينا، وأن الزمن قد يمر كحينٍ أو كدهرٍ بنا، أدرك معنى أن تنضج قلوبنا في ليلةٍ، ومعنى أن تستوي الرغبات فينا بموقفٍ واحدٍ
أدرك تمامًا معنى العيش والمفارقه بينه وبين قولنا بأننا على قيد الحياة فحسب، أدرك أخيرًا كيف للمهاجه بنا أن تبلغ منتهاها وكيف يكون الشعور عندما تموت الروح فينا
"لا تجدي محاولات الخلاص إن كان الذهن بنا لا يود النجاه، عليك أن تبحث عن شيءٍ بك يدعوك للنجاه، لشيءٍ بك يود حقًا الخلاص، عليك أن تجد ما ينقصك لتجدي جلساتنا والأدوية نفعًا يا تايهيُونغ" وبعد خمسة أعوامٍ باليه كان قولك كأدراك السراب بعد أميالٍ طويله من الركض
وأنني أعلم، أعي حقًا، ولكن ما بيدي شيءً وذلك يؤلمني
فكيف لك أن تُخبر مريضًا بأن لا دواء لدائه قد وُجد؟سرتُ بعدها برويةٍ بين الأروقه بالكاد حملتني أقدامي حيث سائقي، صعدت المركبه بروحٍ تعزوها أمورٍ عديدة فكيف لي أن أنجو حقًا؟ كيف أرغم الخلاص لأن يلقاني؟ وكيف لي أن أعيش مرةً أخرى؟
وأنني وعندما أعود حيث واقعي مرةً أخرى، عندما أبصر حيث حالي بدقةٍ أولست أعيش تلك الحياة التي تراءت لي في كُل منامٍ؟ حياةٌ لا يتعين علي فيها الركض خلف رضى أحدهم، حياةً لا يتوجب علي فعل أمرًا بها، حياةً أولد بها حرًا دون قيودٍ، حياةٌ إن دق الوصف خاليةً من عائلتي
وآهٍ يا حبيبي
فأنني أدرك الحياة حقًا الأن
الحياة هي أن نحيا!
بالحُب والحرية نحن نحيا ..