فِي مساء يومِي كانت الساعة تشير للحادية عشر، ظللت أفترش فراشي منذ حين طويل لا أبرحه، لا أفتعل امرًا عدى من أن أُراقب عقرب الثواني أنتظر انقضاء ليلي أو ضجر الأرق من كآبه ذهني ليرحل، كنتُ صامتٌ أنتظر طويلًا ضحى يومي لألقاك مُجددًا
كنت أفكر مرارًا ما إن كان علي أن أُخبرك عن شيءٍ مما يدور بي؟ وكيف لي حتى أن أبدأ الأمر وأُناجيك به؟ أفكر عن كيفما ستشعر حينها؟ أسيكون وقع حديثي لك أشد قسوةً من جعلك تجابه الأمر بنفسك أم سيكُون أقل شدةً؟
يشغلني أمر كيف ستمضي حياتك بعدها؟ أي القرارت تلك التي ستخوضها وأيها التي ستعدل عنها؟ أي المشاعر تلك التي ستستوطن خُلدك حين رحيلي؟ وكم من الوقت ستحتاج يا تُرى لتتعافى من حُزنك؟ كم من الأيام ستستغرق لتدرك أن حُبك لي كان من أكبر هفواتك
كم من الأيام ستحتاج لتعي أنني ميؤوسٌ منه وأنت يا حبيبي قد خاطرت بقربك مني، خاطرت تحديدًا بجعلي قريبًا لذلك الحد وهاقد مسك يأسي، هاقد تلبدتك خصالي وبت تحمل من شقوتي فيك شيءً، ها قد بت تعرف أن الحُب مع شخص لا يصح لا يصنع سوى مآسي لا تنقضي، دموع لا تجف، وأسباب كدرٍ لا تنتهِي.
نهضتُ بغتةً من فراشي بعدما فارقني الهواء لشدة بُكائي والذي وكلمَا وددت أن أكتفي منه وجدتُ بي أجزاءً تشكو إجحافي بها، تنشد لبكاء يُناسب ظلمة ما بها
دحرجتُ قدماي أود أن أرتوي فلم يمس فمي شيءً بعد تلك الوجبة لنا، نزلتُ السلالم أشهد كآبه المكان والتي تُجاري بمهارة كآبه من يقطنون به، أرتويت ماءً بينما أفكر بياليت صفوته كانت قادرة بأن تينع بي شيءً منها، حركتُ مقلتاي عندما شعرت بجرسٍ لحركه أحدهم من حولي ولمحتُك آنها أبي في الأرجاء تود الصعُود للأعلى
ولسببٍ ما قادتني أقدامي حيثك أوقفك عندما وضعت قدمك حيثُ الدرجه الأولى "أبي" نطقتُ بذلك وشعرتُ برجفةٍ قاسية تسير على كامل جسدي، وعندما ألتفت الي بهيأتك تلك بعينيك القاسيتين والتِي لم تلن منذ حين ولادتي، شعرك والذي اشتعل شيبًا، بنيتك والتِي لم تتأثر بكبر سنك تلبد لساني حينها وثقلت أحرفي، شعرتُ بعديدٍ من المشاعر والتي تُخبرني بأركض! بعيدًا تايهيونغ أركض ولا تنظر خلفك، عليك الرحيل، النفور يصرخ بي وكل الأركان أصبحت تحكي أسبابًا لي لأن ارحل سريعًا
ورأيتك بعدها تود الألتفات مجددًا عندما شهدت صمتي الطويل وزوال لغتي وهوان مقدرة أحرفي لأحادثك بها "لا أود الرحِيل" أخبرتك أوقفك في درجتك الثالثة، وبقيت لحينٍ طويل لا تُبصرني تجعلني بذلك أنهار لمراتٍ لا تعد خلف هامتك وأنك لم تدرك من ذلك طرفًا أبي
"لا يتعلق الأمر بما تود، ولم يتعلق يومًا" أخبرتني بشدة جعلت من ادمعي والتي تناشد التحرر أن تبتغي تمردًا فوق وجنتي، ولما أبي؟ لما كنت غرو لقولك تحديدًا؟ لما أُخذل ولما أبكي لك ولقسوة نبرتك وأحاديثك؟