مبتُورٌ أنا

22 1 0
                                    

تتشكل الهيبة عندما تصيب أفكارك العابرة عن مخاوفك
أن تُقام أمامك بكل تفصيلةٍ ظننتها عابرة وكنت في واقع الأمر العابرة التي تُسيّرها المحيطات حيث منشدها، وتظن في سبيلك هذا أن الرياح بأمواجها التي تدفعك كذبةٌ وأن العقبات والتقلُّبات أكهومةٍ تحتاج مُبطلًا لها، لكنك لا تعي أنك تغرق والرياح في حينك هذا قاسية لا يمكنك أن تجاريها

وأن لا كابوسًا أو كذبةٌ تلك التي تفصل بين وبين واقعك وأنها الحقيقة الوحيده التي ستُشيّد وتعيش بعدها مرغمًا على محاولة أن تلُوك واقعك.

كنتُ أقود مُستمعًا لصوت المذياع الذي يُخبر عن طقسٍ سيءٍ سيحل لليوم، أقود بعدما مضى يومان أفتقدتك بهما بما يكفي لأن أتوجه أليك

أوقفتُ مركبتي عند أحدى الأشارات وقد ومض هاتفي لأتصالٍ يرد "جونغكُوك؟" أستمعت لرنه أخي "مرّحـ" "أين أنت؟ لما لا تجب على أبي" برنة غاضبة لم أعهدها عليه قبلًا يسألني، وأن ذلك ليس هو تلك الطاقة به لا تصدر منه فهو مُتزن تمامًا؛ تلك الطاقة محيطة

"ماخطبك؟" غروًا أخبره معاودًا القيادة "عُد للمنزل" عقدت حاجباي "لما قد أعود؟ لدي ما أفعله" منزعجًا أخبره وشعرت به يزفر ممتعضًا "عُد" أغلق الأتصال ولم يجب حتى عندما أعدت الأتصال به، ولذلك أنحرفتُ عن مساري حثيثةً أستمع لأبواق المركبات جانبي تنقد فعلي

وظللتُ أثناء طريقي أُفكر عن أسباب هذا الأتصال المُريب للتو، وفي كل حينٍ لحين ظلت الثلوج تشتد رويدًا فرويدًا ولذلك أسعرت في قيادتي قبل أن تغمر الطُرقات تمامًا.

وحيثما كنت أنزع حذائي عند المدخل أنبعثت الي رائحة المدفئة المُشتعله "ماذا هُناك؟" عندما رأيتُ أخي بجانب والدتي بخيّرٍ نطقت، أرى كم كان الغضب فوق محيا أخي بينًا

"ماخطبك هل أنت طفلٌ يتوجب علينا توجيهه دومًا؟ الا تفكر لمرتين قبل أقدامك لأمرٌ أيها الأهوج" غاضبًا مُندفعًا بقسوةٍ حيثي يدفع كتفي لمراتٍ عديدة وقد كنت أحمل عناوين أسئلةٍ عديدة لما به، ولا يبدو لي هو كمُجيب

"أصعد أبيك يُريدك" أمسكت والدتي بذارع أخي تجبره على التوقف وكتفيت بأن أبصر حيث ملمح أخي والذي أراه عليه بسببي لأول مرةٍ "أياك أن تردّ عليه" توقفتُ عندما أردت الصعود لرنه صوته المُحذرة، أقلب بين ذهني عن أسبابٍ لهذا

طرقت بابه لمرتيّن أنتظر منه أن يجيب لكنه لم يفعل، ولذلك دلفت حيث مضجعه أراه جالسًا كمن ينتظرني منذُ دهورٍ عديدة، يحمل فوق ملمحه عضبٍ بليغ يكاد أن مال قليلًا أن ينساب من محياه

أبعدت عيناي منه حيث هاتفه الذي يضيء بمحاولات أتصاله بي "أتعلم أنني لم أشعر بالحياء من أحدهم قبلًا مثلما أفعل منك الأن" نهض من موضعه يقف قبالي "لما؟" رفعت حاجبي عجبًا لقوله فجأةً

سكُون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن