في صباح أحدى أيامي والتي تسير بوتيرةٍ يغلبها الفراغ والنقصان البالغ من دونك، دحرجتُ قدماي أسير حيث حمامي المُلحق برغبةٍ غدقت بي من الفراغ بأن أغدو رجلًا مُختلفًا عما عهدتني عليه في قروني المنقضية تلك
وفعلت، فقد ظللتُ أسفل المياة لوقتٍ طويل لأن تُغلغلني المياه عميقًا؛ لعل صفوتها تُصيبني فتُجردني من كُل ذلك السواد البليغ والذي عرف لي مقاصدًا في خلوتك الطويلة بعيدًا عني
وعند عشيَّه يومي، أرتديتُ ملابسي شامخًا أنفض من فوق كتفيّ أيُ بثٍ أو هزلٍ قد يُلاحظ، تهندمتُ مرارًا أمام المرآه وحرصتُ أنني لا أحمل من وهانتي تلك شيءً في ملمحي
وكذلك اليوم يا حبيبي، كنت أقف على أعتاب مهيع ذلك المكان والذي ستقام به أمسية سألقاك بها مُجددًا، ويال الرقة والحُسن، يال الجمال البالغ! ولم أعني في الواقع المكان بعينه بل قصدت من يحمل في مكنونه ورغمًا عن ذلك لم أكف عيناي عن الأمعان بكل الأركان والزوايا هُنا
ويال زخارة الأناس داخلًا أعلي أن أُخبر عن غيرتي حتى؟؛ لكونهم يحطون بذات البُقعة التي تحملك ولكونهم أجمع سيرونك اليوم، وقد بديت بديعًا آخذًا تلبد أدراك الناظرين في وعد الزواج فكيف ستبدو في ليلة الزواج؟
مرت الأمسية بوتيرة دافئة تمامًا، ظللت أستمع لشجاء المعازف الصادحة وأحتسي من أنواع الخمُور كؤوسًا عديدة، ظللت أنحني بنُبلٍ وأبتسم مرارًا كما لم أفعل في أيامي الراحلة
وكأن مريضي الذي قنط البرؤ بي قد برء مما به، أو وكأنما ذلك السجين الذي عاش هلعًا من أعدامه بي وجد نجاته وخلاصه، وكأن تلك العشيقة بي قد رأت عشيقها ضمن الأسرى المُتبادلون حين الصُلح بين الدولتين، وكأنك يا حبيبي كُنت كُل أسباب أحيائي ولفكره رؤياك فحسب قد طابت نفسي
وأنني أحمل بي لك شوقٌ عظيمٌ يكاد يطرح الجبال لعظمته، أشتاقُ اليك بشدة وبأكثر مما ظننت أنني قد أحمل من الشوق لك يومًا بمراحلٍ وبأضعاف الأضعافِ أضعافًا! فهلا لك أن تُطفئ ضرام شوقي البليغ بلقياك اليوم؟
ثم وفي الدقائق التي تليها، كان الجميعُ صامتًا يستمع بهدوء لقداسة الوعد الذي يُتلى من أختك ورجلها، وأنسحبتُ بهدوءٍ بعدها -عندما أنهيا- من جانب أخي أسير بعيدًا من كل تلك الضوضاء البالغة التي عمت الأرجاء مُجددًا
وقد كنت أبحث عنك في أثناء سيري، أدور في مهيع المكان مرارًا، رأيتُ أبويك وأخوتك وحتى جدتك في أثناء سيري ولكنك لم تكُن بجوارها لهذه المره
وعندما أدرك التعب نواصي قدماي همدتُ واقفًا لا أدري أين علي أن أبحث عنك أكثر، ولذلك الفرار البالغ الذي شعرتُ به منك أستوطنني من ثُقل الكون أو لربما الكون بأكمله شيءً في أيسري