يتداعى شيءً بي كلما رأيت الحزن يعتليك، يزهق شيءً فيّ كلما سمعت رنة صوتك المخدوشة، تدنف الروح بي كلما شهدت الكدر بك حاضرًا، مشهدك الباكي أمامي هزمي، زعزعني، بددني، قتلني ثُم أماتني
حزنك هو النهاية، الفناء، الموت في أقسى صورة، حزنك كسيلٍ لم يحمني منه منزلي، كحربٍ وهن لها موطني، كأعصارٍ بعثرني وغلبني، حزنك معضلةٍ تفوق الوعيّ لحلها، حزنك محنةٍ تجاوزت حد الاستحمال
شجى الشعور بي لرؤياك حزينٌ لهذا الحد أمامي، أقشعر الذهن فيّ لحقيقة أنني من طرأ لك من في خضم الأحزان بك، أنني كنت المتسع الوحيد في ذهنك، أنني كنت الأوجاء لك
ظللت صامتًا بأسًى لك ولي، للماضي وللحاضر وللمستقبل المجهول، وددت بقسوةٍ هذه المرة أن أسند ثقلك فوق صدري وأروح أمسد على رأسك أبتداءً من شعرك مرورًا بعنقك وحتى ظهرك والذي أحنت هامته سبر الأيام
"سيدي جونغكوك أخيك هنا" قطع صمت الكدر بيننا صوت مساعدي والذي بدى بعيدٌ، فألتفت أراه يشير حيث الأسفل ثم عليك مجددًا حطت عيناي أشهدك تكفك دمعك وبعيدًا عني تحجب ملمحك "أذهب" وعندما بدى التردد بليغًا بي أخبرتني، تشير للساقي حيث كأسك تتصرف بعاديةٍ لا تكاد تدرك طرفًا منها
حملت ثقل حزنك والذي أجس به يضمرني، أسير حيث الأسفل ويتبعني مساعدي والذي ألقى سؤالًا لم أدركه "أيترك المدير ضيوفه راحلًا؟" صافحني أخي حالما أدركت جانبه مشيرًا بيده حيث بعض الضيوف والذين حضروا برفقته، حييتهم جميعًا وظللت واقفًا حيث موضعي، أستمع لأقوالهم وأبادلهم أطراف الحديث، مر الساقي يسقنا، عزفت الألحان بخفوتٍ، وإستمررت بإختلاس النظر حيث الأعلى لكنك لم تنزل ولم تمر من السلالم أبدًا
مر الوقت طويلًا حدما شعرت بأقدامي تكاد تتفطر لطول وقوفي وظلوا يتحدثون دون إنقطاع، كنت لوحدي هنا من أتعبه الوقوف فلشده إنسجامهم لم يحس أحدهم بطول الوقت ولكني أحسست به تمامًا، أثقلني طوله، أقلقني تأخري عنك، أشغلني الوقت البعيد منك
وفي لحظةٍ ما رأيت هيأتك تسند على إحدى العاملين هنا فوق السلالم عينيك مغلقتان وتكاد تخيل لي رائحة الخمر منبثقةً منك، أنقبض خلدي وأنا أراك تسحب بهيأتك الواهية بعيدًا عني، بخلدٍ ظفرت به الأحزان ورميت، بذهنٍ أشغلته الأحيان فخمر مناشدًا النسيان
"سأرحل" همست بخلسةٍ لأخي فأراه يلتفت إلي غروًا "قبل الجميع؟" شجب قولي ناطقًا "متعبٌ" وأنني، فقد قد فاض بي الشعور والفؤاد بين أضلعي حيثك هوى زاحفٌ يصبو قربك
سحبت أقدامي من بينهم برويةٍ أسير حيث الخارج، أراك فوق أحدى المقاعد يدنو إليك العامل محادثًا ولكنك بدوت في كونٍ آخر أبعد مما يمكنه أن يدرك