الفصل التاسع

110 8 0
                                    

_لا شئ يدمر القلب كخيبة الامل بمن تحب
_انتظرتك طويلا ولم تأتى،  ولكنى سأنتظرك دوما لتأتى
_ انتظرت أمانك ،انتظرت وعودك ، انتظرت حضنك، انتظرت حبك

خواطر بقلمى

**********************
بداية يوماً جديد،  في منزل حازم
استيقظ حازم وأدى  فريضته وإرتدى ملابسه خرج واتجه ناحية باب المنزل حينها خرجت ملك من المطبخ بيدها كوب نسكافيه
حازم / صباح الفل يا ملوكة
ملك / صباح الورد يا ابيه ، نازل الشركة
حازم / ايوا ياقلبي وأكمل وهو ينظر في ساعة يده،  انت مفيش وراكي محضرات ولا ايه
ملك / لا ورايا محاضرة واحدة بس مش هروح هبقى أنقلها من زميلى
حازم باستغراب وقلق / مش هتروحي ليه تعبانة فيكي حاجة
ملك بابتسامة اطمئنان / لا ياحبيبى أنا بخير بس توحة وفوفا جاين عشان نرتب البيت ونروقه
حازم / تروقوه وترتبوه انتوا ليه مش كل فترة بيجي واحدة تنظف
ملك / اه بس هي لسه بدري عن معادها وهما عاوزين نرتبه قبل كتب كتابك عشان العروسة وكدا
وقبل ان يتحدث حازم سمع جرس الباب،  ذهبت ملك تفتح الباب
ملك / مفتحتوش بالمفتاح ليه
وفاء / قولنا طالما انت موجودة تفتحى لنا
دخلوا المنزل وعندما رأوا حازم تحدثت مديحة
مديحة / حازم إنت لسه منزلتش
حازم ببعض الضيق / عاوز أتكلم معاكى شوية
وأشار بعينيه اتجاه ملك فهمت مديحة ووفاء مقصده
وفاء / تعالى يا ملوكة نحضر الحاجة ونشوف هنعمل ايه
ملك / يالا يافوفا
وعندما اختفى أثرهم تحدثت مديحة
مديحة / خير ياحازم
حازم / تعالي اقعدى الأول
وعندما جلسوا بجانب بعضهم أكمل حديثه
أنا مش اتكلمت معاكى فى الموضوع دا قبل كدا ياتوحة واتفقنا خلاص
مديحة / موضوع ايه بالظبط
حازم / موضوع الجوازة دى
مديحة / اتكلمنا وبعدين
حازم / حضرتك هتنفذى اللى انت عوزاه في النهاية بالرغم من اننا اتكلمنا
مديحة / اللى أنا عاوزاه إيه،  انت طلبت ان مفيش حد يدخل في أي قرار تاخده ولا اي تصرف معاها صح
حازم / صح
مديحة / تمام مطلوب ايه تاني،  ايه اللي انا عاوزاه وهنفذه
حازم / حضرتك جاية ترتبى الشقة. وتنضفيها مع انها نظيفة وبالرغم من ان قولت لك انا مش هغير اي حاجة ولا هجدد حاجة
مديحة / وانا ولا هغير ولا هجدد احنا بس بنضف البيت وايه علاقة كلامنا بتنضيف الشقة
حازم / البيت كويس مش ضروري
مديحة / ازاي يعني عروسة تيجي في بيت ميترتبش حتي
حازم بعصبية / أولاً مش عروسة ومش قيمتها انها تبقي كدا ولا انها يتعملها قيمة اصلا
مديحة / انت عاوز ايه بالظبط ياحازم طلبت مني مدخلش في اي حاجة واسيبك تعمل اللي مخطط له ، مطلوب ايه تاني دي شقة هرتبها هو انا هعمل ايه
حازم بهدوء نسبى / مفيش حاجة هتتغير. ولا كأن حد جاى ولا كأنها موجودة أصلاً
مديحة ببعض الضيق / انت ناوى على إيه بالظبط عشان أبقي فاهمة،  لان كلامك مش مريحنى
وقف حازم وتحدث / أخر كلام عندى اللى جاية دي ملهاش أي حقوق عندى ولا ليها علاقة بعيلتى ولا هتقرب منكم ولا تكلمكم، تعاملها معايا انا وبس
وقفت مديحة وتكلمت بغضب / قولتلك قبل كدا حكم عقلك دا متحكمش كدا من البداية متبقاش متسرع اسمع الطرفين وبعدين احكم،  هتتجوزها تحبسها وتمنعها من الكل
حازم بعصبية / عمتو من فضلك انا قلت اللي عندى ولو انت ناوية تدخليها وتوثقى علقتها بالعيلة من البداية كدا هأجر لها شقة بعيد عن هنا
مديحة بعصبية وغضب / والله عال يا حازم كبرت وبتاخد قرارات وبتعصانى،  فعلا أنا زين ما ربيت عموما اخر كلامي انا كمان افتكر ان عندك اخت ها وانت حر
وتركته وذهبت الي شقتها مباشرةً ، وهو كذلك خرج من المنزل وكله غضب.
وبعدها بساعة دق جرس منزل مديحة ، فتحت وفاء الباب وجدت حازم
وفاء باستغراب / حازم،  انت مروحتش الشركة ولا إيه
حازم وهو يدخل المنزل / لاء لفيت شوية بالعربية وبعدين جيت،  معرفتش اسيبها زعلانة منى
وفاء بإبتسامة بشوشة. وهى تربط بحنان أعلى كتفه
ساعة شيطان وراحة لحالها ادخل راضيها ياحبيبى ربنا يهديك وييسر الحال يارب هى فى اوضتها
وبالفعل دخل حازم ، وعادت وفاء مرة اخرى الي المطبخ الذي بداخله ملك لمساعدتها
***********************
فى مستشفي عمر
كان عائداً إلى مكتبهبعدما كان يمر على بعض الحالات في العناية وأثناء وهو يسير فى الممر الذى يحتوى على غرف العناية المركزة سمع ضوضاء عالية جدا فذهب باتجاه الصوت حتى يرى مصدرها ويعاقب الجميع لان من ضمن تنبيهاته الهدوء التام فى هذا الدور خاصة لصعوبة حالات المرضى، وعندما ذهب إلى المكان المحدد وجد الحارس المسؤل عن الدور (السكيورتى) يتحدث مع سيدة وفتاة ويبكون بشدة فاقترب منهم
الحارس / يافندم مينفعش ممنوع والله أنا هتجازا
السيدة ببكاء شديد / والله أنا هقعد هنا بس والله مهعمل صوت بس أبقى جنبه
الحارس / والله مينفع لو مدير المستشفي مر انا هروح في داهية
السيدة بنفس حالتها / طب قولى مكتبه فين وانزل أستسمحه بالله عليكي أنا مليش غيره هروح فين
وقبل أن يتحدث الحارس ظهر عمر
عمر / فى إيه هنا
الحارس / يادكتور عمر حضرتها قاعدة هنا هى وبنتها وأنا بقالى ساعة بفهمها ان ممنوع مفيش فايدة
السيدة ببكاء  / قولى بس مكتب المدير فين وانا والله هبوس ايده ان يسيبنى قاعدة هنا
عمر / روح انت يا فتحي
وأمسك يدها وتحرك يها بإتجاه الكراسى المصفوف بالجانب وإجلسها عليها ، وجلس بجانبها
خير يا أمى،  استريحى بس
السيدة / أنا جوزى فى العناية المركزة واحنا أصلا مش من هنا ومليش حد غيره هو دنيتنا كلها هروح فين بس أنا وبنتى
عمر وهو يقبل يدها / اهدى بس ياست الكل وقوليلى اسمه إيه وأنا بنفسى هدخل أطمن عليه
السيدة / ربنا يباركلك يابنى اسمه (فوزى...........)
عمر / تمام انتظرينى هنا بعد اذنك
وبعد فترة خرج عمر واتجه لها
متقلقيش يا أمي يعدي بس 24 ساعة وحالته هتستقر باذن الله تقدري حضرتك تروحي وتطمني متقلقيش
السيدة / لا مش هينفع احنا مش من هنا ومفيش مكان هروحه وغير كدا احنا عاوزين نفضل جنبه بالله عليكي يابنى كلم بس صاحب المستشفي
عمر / ياست الكل أنا بس عاوز راحتك هتتعبي كدا ولو علي المكان تحت امرك اوصلك لشقة فوراً
السيدة / أنا راحتي جانبه
عمر / وانا تحت امرك ياست الكل حاضر
ونظر فى أول الممر وجد ممرضة
عمر / نيرس ليلى لو سمحتى عاوزك
وعندما أتت له
ليلي / من فضلك خدي الحاجة والانسة لجناح خاص في القسم التانى، والصبح الحاج فوزى أول ميستقر حالته يتنقل القسم التانى
الممرضة ليلى / تحت امرك يا دكتور عمر
السيدة / قسم تاني ايه هو في حاجة
عمر بابتسامة / لا يا ست الكل بس هحوله لقسم الخاص في المستشفي متشليش هم حاجة روحي بس مغاها ومتقلقيش
السيدة / كتر خيرك يابنى ربنا يباركلك يارب
وذهبت من امام وكان يلتفت ليذهب وقعت عيناه على عيون سحرته خطفت قلبه في ثانية رغم بكائها الشديد ولكنه وجد في عيونها صفاء غريب كأنه وجد ملازه ، كأنه غريق في بحر عينيها
ثواني النظرة لم تكمل ثانية ونظرت هى الي الاسفل وذهبت خلف والدتها
وعاد هو إلى مكتبه
***********************
تاني يوم كان عمر يمر مثل عادته وهو في العناية اخبروه انهم نقلوا فوزى الي الجناح الذي يحتوي علي عائلته فذهب بنفسه كى يطمن عليه
( الجناح المخصص في مستشفي عمر بيكون مكون من غرفتين غرفة بداخل غرف واحدة بها انتريه كاستراحة والاخري بها سريرين وحمام مجهز كامل )
دق عمر اول باب فتحت له السيدة ورحبت به ودخلوا الي الغرفة الاخري كان الحاج فوزي يرقد علي السرير وجالس بجانبه ابنته
عمر / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجميع رد السلام
عمر / حمد الله علي سلامة حضرتك ياحاج فوزي
فوزي / الله يسلمك يادكتور
عمر امسك الملف المعلق باخر السرير وكان يقرأه وتحدث وهو ينظر به
عال جداً كل المؤشرات والتقارير نسبها رائعة
تسمحلي اكشف عليك أطمن اكتر
اقترب منه وكشف عليه حينها تحدثت زوجته وتدعي (اعتدال )
اعتدال / أنا نزلت الصبح للحسابات اشوف يعني الحساب لو ادفع جزء منه رفضوا وقالولى دكتور عمر قال الحساب تبعي مفهمتش يقصد ايه
رفع عمر عيونه اليها وتحدث
متشليش هم حاجة ياست الكل المهم بس نطمن علي صحة الحاج فوزى
اعتدال / معلش ريحنى أنا معايا مبلغ صغير خده من تحت الحساب والباقى هيدبر باذن الله انا بس مكنتش عاملة حسابي لاننا كنا في القسم المجاني بس حضرتك لما حولتنا علي الخاص مكنش فيه وقت اتصرف في الفلوس
ومدت يدها بالمال له
نظر عمر الي المال في يدها ووضع يده حول يدها وانحنى وقبل يدها
عمر / يا امي خلى الفلوس معاك يمكن تحتاجيها متشغليش بالك انت ولا قسم مجاني ولا خاص
قاطعه فوزى / بس يابنى إنت كتر خيرك عملت الواجب وزيادة معاهم مينفعش كدا على الأقل انت مجرد دكتور شغال ذنبك ايه تتحمل تكاليف حد
لانهاء الدال في الامر قرر عمر تغير مجرى الحديث لانه يفعل مثل ذلك الامر كثير معروفزعنه أنه يساعد اي شخص يحتاج المساعدة وانه لايفرق بين قسم مجاني وخاص كلهم سواسية في النظام وطريقة العلاج
عمر / طب سيب بس الموضوع دا بعدين نتكلم فيه بس قولى ست الكل كانت قالت لي امبارح انكم لسه مشفتوش شقة
فوزي / ايوا يابني انا اول موصلت تعبت وولاد الحلال وصلوهم بيا هنا
عمر / طب تمام في شقة كويسة جدا وفي مكان كويس تقدر تستلموها من دلوقت لو عايزين
فوزي / ب ايجارها كام يابني
عمر / ملكش دعوة بس بايحارها دلوقت هنتفق بعدين المهم انكم تستقروا في مكان
فوزي / بس يابنى لازم اعر ف عشان
قاطعه عمر / متشلش هم حاجة اعتبرني زي ابنك بس واسمع الكلام
فوزي / وانت ذنبك ايه بس يابني تدخل نفسك في مصاريف لا مستشفي وكمان شقة لا والله ابدا
عمر / عشان اريحك هقولك،  انا دكتور عمر مدير المستشفي وصاحبها وكمان الشقة تبقي ملكي وانا مش محتاجها فتقعدوا فيها ومش هنختلف في الايجار ايه رايك
فوزي / والاه يابني ماعارف اقولك ايه ربنا يوقفلك ولاد الحلال دايما ويباركلك
عمر / تسلم ياحاج هسيبكم انتوا دلوقت وهكمل مرور وان احتجتوا حاجة انا مكتبي في الدور
الخامس
اعتدال / متشكرين جدا ربنا يباركلك يارب
عمر/ تسلمي يا امي ، السلام عليكم
***********************
وأخر ماكنت أتوقعه خيبة املي ولكن ليس في شخص بل بقلب
قلبت عشقته وعشقني
قلب تملكني من اول لحظة رأته عيناي
قلب كان هو بر اماني وسر سعادتي
قلب كنت مستمرة في العيش من اجله رغم كل ما قابلني
قلب تمنيت رؤياه ليالي وسنين وحين اشبعت قلبي برؤياه خيب املي
كان املي الوحيد للنجاة من الغرق كان بالنسبة لي مركب ومرسي كان وطن لتسكن به نفسي بالطمئنينة
واين اجدها ووطني رحل بامنه وامانه
اين القلب الذي وعدني بالكثير من اجل يوما كهذا
اتسائل اين النجاة،  اين حبي الذي سكن قلبه
أحل مكانه الكره ام ماذا؟
ألم يعد يتذكرني ؟

 عشقى وقدرى (بقلم منار جمال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن