مر يومان علي جميع أبطالنا
هشام يشاكس في روزا، عمر يحاول ان يتقرب من فرح ، وملك كانت لم تفارق شقة مديحة وكانت مديحة تختلق لها الحجج، نور كانت وما زالت تشغل ذاتها في عالمها الموازي للواقع الحالي
وريم كانت لا تستيقظ كثير وعندما تفيق كانت بين الوعي واللا وعي بسبب االادوية، وحازم كان يحارب ذاته ما بين الماضي والحاضر ويحاول جاهدا ان يقبع مشاعره ولا تستيقظ حتي لا تظهر للعلن
*******************
في صباح يوم جديد مليئ بالاحداث
استيقظت ريم
حركت جفنيها وفتحت عيونها نظرت في انحاء الغرفة محاولة تذكر أي شئ مضي، وقعت عيناها علي حازم نائم وهو جالس علي الكرسي
ظلت تنظر له وتتذكر كيف كان يهتم بها أثناء مرضها ويطعمها، رغم انها كانت في حالة يرثي لها ولكن مواقفه معها حفرت في ذاكرتها، أفاقت من شرودها علي استيقاظه وعندما رأها استيقظت
وقف واقترب منها، وتحسس جبينها ليرى درجة حرارتها ثم وبدون ان يتفوه بأي كلمة خرج من الغرفة، وذلك لانه لايريد ان يوصل اليها اي شعور بالاستحسان من ناحيته او أن قلبه حن لها، فهو يريد ان يُظهر لها وجهه القاسي ليصل الي مبتغاه
*********************
في شركة هشام
كان في اجتماع مغلق ، وكانت روزا في الخارج تتحرك ذهاباً وإياباً من شدة عصبيتها
هنا/ يابنتي اقعدي بقي خيلتيني
روزا/ هي اللي جوا دي بتعمل ايه كل دا
هنا/ في اجتماع واوقات كتير الاجتماعات بتتأخر
ثم أكملت بخبث
وبعدين مالك كدا، ايه معصبك ومديقك، واول مرة تسألي مدة الاجتماع ومين جوا
روزا بتوتر / آاااا لا أبداً بس بسأل، وبعدين آاااا
أه وبعدين كنت عاوزة أستأذن من مستر هشام واخرج بدري انهاردا بس
هنا بضحكة خبث/ قولتيلي أه مااشي
في أثناء حديثهم دخل عامل البوڤيه بقهوة وعصير، فوجدت روزا ان هذه فرصة مناسبة حتي تدخل وتري الوضع
روزا/ هات انت الصنية هدخلها وروح انت
العامل/ تمام يا انسة روزا
روزا لهنا / هدخلها وبالمرة استأذن هو انا هقعد استني لامتي
وبعدما ذهبت الي الداخل ضحكت هنا لانها تفهمت الوضع جيداً
طرقت الباب وعندما سمعت صوته بالسماح بالدخول، دخلت، وضعت القهوة امامه و العصير أمام العَميلة وكانت تودعي (نانسي) كانت ترتدي جيب يصل الي منتصف فخذها وبضي بحمالة رفيع جداً ووجها مطلي بالكثير من مساحيق التجميل، فعندما وضعت روزا العصير امامها استغفرت كثيراً وتعمدت ان يكون صوتها مسموعاً
روزا/ استغفر الله العظيم من كل ذنباً عظيم
اخذت تردد
نظرت نانسي اليها من الاعلي الي الاسفل وجدتها ترتدي دريس محتشم وحجاب ليس بقصير ما يطلق عليه (خمار ماليزي) ولا تضع مساحيق تجميل ولكن ملامحها تخطف اي أحد ينظر اليها
فأحبت ان تستفزها وان تقلل من شأنها
نانسي/ في حاجة
روزا/ لا ليه
نانسي/ بتستغفري كتير يعني، جبتي العصير وشيفاكي واخده راحتك يعني ولا كأنك عَاملة
روزا/ اولا انا مش عَاملة، اسمها موظفة واني اجيب العصير والقهوة اسمها تفضيل مني او اني بساعد الراجل الغلبان عامل البوڤيه
ثانياً الاستغفار دا سمة جميلة جداً و له فضل عظيم عند ربنا سبحانه وتعالي وبتؤخذ عليه حسنات والحسنة ب10امثالها
نانسي / استغفري بس مش بصوت عالي احنا بنشتغل وانت قطعتينا ، متعرفيش اننا في اجتماع مغلق ولا ايه
روزا / عن أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ( من رأي منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الايمان ) فأنا بقي بحاول بالاستغفار يمكن الناس تحس وتفهم
نانسي بنرفزة/ والله وانت بقي شيفاني منكر
روزا/ والله كل واحد يقدر يقيم نفسه هو منكر فعلاً للغير ولا لاء علي حسب أنا شايفة نفسي ايه ولابسه ايه وبعدين الاستغفار فوائده كتير جدا يكفي ان ربنا امرنا بيه في ايات كتير جدا مثلا قوله تعالي ( أَّّستّغٌفِّروِأّ أّلَلَهِ إنِ أّلَلَهِ غٌفِّوِر رحٌيِّمَ )
نانسي/ انت ازاي تتكلمي معايا كدا ، هشام انت عجبك موظفينك يتكلموا معايا كدا
كل تلك المحادثة كان هشام ينظر الي روزا فعندما تحدثت نانسي اليه نظر اليها
هشام/ معلش يا انسة نانسي سوء تفاهم من حضرتك بس، احنا ممكن ناجل اجتماعنا لاي يوم تاني
نانسي / ok، حدد معاد وبلغني والاجتماع الجاي حضرتك هتيجي عندي
هشام لانهاء الحديث / هنا السكرتيرة هتكلم حضرتك وتظبط معاد باذن الله، مع السلامة شرفتي
وعندما ذهبت، تكلمت روزا بعصبية خفيفة بدون الشعور بذاتها
روزا/ ازاى تسمح ان يبقي في بينك وبينها اجتماع مغلق لوحدكم والباب مقفول عليكم وهي لابسه بالمنظر دا ها
هشام وهو يحاول جاهداً ان لا يضحك
_ مكنتش ببص ليها اصلا كانت عيني علي اللاب توب
روزا/ والله، ولو، الباب مقفول مسمعتش مقولة اتقوا الشبهات ولا ايه مش واخد بالك
ابتسم هشام ووقف واقترب منها وقف امامها واسند كف يده اعلي مكتبه
_ انا مش واخد بالي غير من حاجة واحدة بس ولو العالم كله حصل فيه ايه هفضل مركز في الحاجة دي
روزا/ ايه هي
هشام/ غيرتك وعصبيتك اللي مخلياكي بقيتي قمر
توترت روزا وكأنها أفاقها حديث، ارتبكت
_ آااااااا، احم لاااا انا م مش غيرانة وهغير ليه آاا لا انا بس بتكلم عشان حرام
هشام/ مهما تقولي مش هصدقك، عيونك قالتلها واعترفت بيها، ليه مش عاوزة تقوليها انت بقي ولا غاوية تعذبيني معاكي
لم يجد منها رد فأكمل حديثه
قولتلك المرة اللي فاتت لو أنا ملقتش منك حتي اعجاب متبادل فانا بسحب كلامي وهتكوني اكتر من اخت بس اللي انا لاحظته ان اللي عيونك بيوصلهولي انه حب متبادل مش اعجاب، محتاج اي اشارة عشان ابني عليها هدف ونبدأ اول خطوة في مشوارنا
نظرت روزا إلي الاسفل وحركت رأسها بالايجاب
هشام بمشاكسه/ افهم انا ايه من الحركة دي
رفعت روزا رأسها وتكلمت بغيظ / والله ، طيب انا ماشية
هشام / لاء خلاص خلاص، بس يعني كلمة تلميح اي حاجة مرة تقوليلي وانا كمان ومرة تحركي راسك
روزا بابتسامة ساحرة / لما يبقي دبلتك في ايدي وفي بينا ارتباط رسمي تبقي تسمعها
تحرك هشام باتجاه استاند. الذي يحمل الچاكت الخاص به، لبسه وهو يتحدث معها
_ حيث كدا بقي أعزمك علي الغدا ونتكلم شوية
روزا/ لاء
قاطعها هشام
روزا احنا هنقعد في مكان عام وهنتكلم شوية نتعرف علي بعض ونشوف خطواتنا الجاية مش هنقعد نحب في بعض
روزا/ مش هينفع اتغدي معاك، طنط سيدة بتستناني نتغدي سوا
هشام / مين دي
روزا/ انا ساكنة معاها
هشام/ طيب نشرب حاجة ونتكلم شوية ممكن
روزا بعد صمت دام دقائق / طيب بس هنخرج سوا ازاي، والموظفين
هشام/ روزا متفكريش كتير اغلب اللي في الشركة محترمين وفي حالهم وبعدين فرضاً انت هتحضري معايا اجتماع ، يالا بينا
خرج هشام وهي خلفه وركب الاسانسير ونزل الي الجراچ ركب عربيته ووجدها تحاول فتح الباب الخلفي ضغط علي زر بجانبه لفتحه ركبت
نظر اليها في المرأة الامامية
روزا/ معلش هبقي مرتاحة اكتر
هشام بابتسامة / زي متحبي المهم تكوني مرتاحة
******************
رجعت ملك من الامتحان وذهبت مباشرةً الي منزل مديحة، وعندما فتحت مديحة الباب سألت عن نور
ملك/ السلام عليكم ياتوحة
مديحة/ وعليكم السلام ياقلبي، عملتي ايه في الامتحان
ملك/ تمام الحمد لله
مديحة/ الحمد لله ياقلبي ربنا يوفقك يارب
ملك/ يارب، فين نور
مديحة/ في اوضتها
ملك / تمام انا داخلة لها
دخلت ملك لها وجدتها تجلس في ركن الصلاة تلبس اسدال الصلاة وتقرأ قرأن ، جلست ملك بجانبها
ملك/ فينك يانور مختفية ومحدش بيشوفك
نور بابتسامة باهته/ انا موجودة اهو ياقلبي
ملك/ موجودة فين يانور،انت عارفة بقالي كام يوم مشوفتكيش ولا قعدت معاكي، رغم اننا في نفس الشقة ، بس دايما حابسة نفسك في اوضتك
نور/ يا قلبي ما انت كان عندك امتحانات هشغلك يعني اكتر ما انت مشغولة
ملك/ تشغليني! تشغليني في ايه متهربيش من السؤال
نور/ مبهربش ولاحاجة، انا بس زود ورد القرأن بشغل وقتي
نظرت لها ملك قليلا / بتهربي من ايه
نور/ مبهربش من حاجة قولتلك ، بقرأ قرأن فيها ايه يعني
ملك/ نور، محدش فاهمك قدي
قفلت نور المصحف ووضعته جانباً
_ عاوزة أشغل نفسي، اشغل تفكيري، مش عاوزة افكر في اي حاجة نهائي ملقتش ليا ملجأ غير القرأن يريح قلبي ويهدي فكري
ملك/ وانا يانور
نور/ وانت ايه
ملك/ اشغل فكري ازاي، حتي المذاكرة فشلت ان تشغل فكري عنه ، مهو كان كبير كفاية عشان نقول تاه ومعرفش يرجع، ولو عمل حادثة ومات كان وقتها عرفوا من الاخبار، أو المستشفيات، ماهما بلغوا عن اختفائه، يبقي ايه حصله ومرجعش ليه، اتخطف ما اكيد اللي خطفه هيطلب فدية مثلا انما دا اختفي كأنه مكنش موجود أصلا
نور/ هنفضل نفكر لحد امتي ياملك، لازم نخرج من التفكير دا، لان مجرد بس تفكيرنا غلط قومي نصلي، ربنا يريح قلوبنا ويهدينا ويردنا اليه رداً جميلاً
******************
في الكافتريا
هشام/ اسمي هشام محسن السيوفي، بابا كان لواء في المخابرات العامة، امي ألفت الاسيوطي بنت عم بابا، بابا توفي في حادثة وامي كان عندها القلب مستحملتش فراقه توفت بعده ب10شهور بعد معاناة مع المرض، اللي ربيتني عمتي مديحة ،عندي اخ اكبر مني بسنة، حسام طيار دايما مسافر مبيرجعش كتير ، عندي 29سنة مهندس الكترونيات وبرمجيات ، يعني بحب شغل الكمبيوتر واني اعمل برامج تحل اغلب المشاكل اللي كانت بتواجه المجتمع والقضايا
صمت قليلا لم يجد منها رد
_ سمعك
روزا/ عاوز تسمع ايه
هشام/ عرفيني بنفسك، زي معرفتك
روزا/ انا كمان بابا وماما متوفين
هشام/ ملكيش اخوات قرايب ،عم، خال
روزا/ يهمك تعرفهم
هشام/ يهمني لان عاوز اعرف هطلب ايدك من مين
روزا/ مش مهم، مش كفاية عليك انا
هشام/ كفاية طبعا، بس انا حاسس ان جواك حاجة ومش عاوزة تخرجيها، عاوزك تشاركيني كل حاجة عنك زي ما انا هشاركلك كل حاجة
روزا بتردد واضح / انا من الشرقية عندي اخ واحد اسمه متولى ، كان عندي صاحبة انتيمتي نعتبر جيران واهلي عارفين اهلها مكنتش اعرف غيرها وكنت عارفة انها بتحب متولي جدا حاولت اقربهم من بعض وقعدت ألمح لماما وبابا لحد متجوزوا وكنت فرحانة جدا انهم اتجوزوا رغم ان بابا كان رافض
هشام / باباكي كان رافض ليه
روزا/ عشان كان عاوز يجوزني الاول وانا اتقدم لي كتير وكنت برفض وبابا مكنش بيحب يغصب عليا، عارف دايما زمان كانوا يقولوا. البنت دلوعة ابوها، فعلاً انا مش بس بابا كان مدلعني، بابا كان روحي النفس اللي بتنفس بيه ، كان كل حاجة في حياتي ، معرفش اعيش ولا اعرف طعم الحياة من غيره، حضنه بينسيني اي هم او حزن في الدنيا بينسيني اي حاجة زعلتني، كنت بحس انه الشخص الوحيد اللي بيحبني في الدنيا، بيعمل كل حاجة عوزاها وبحبها من قبل ما اطلب منه ، لو حد اتكلم عليا وحش بيدافع عني بدون حتي ما يسألني عن اي حاجة، كانت ماما دايما تقولي بنت ابوكي اطباعنا واحدة وشخصيتنا واحدة انا شبهه في كل حاجة شكل وطبع وكل حاجة حتي اتفه الامور انا شبهه فيها وبحب اللي بيحبه وبكره اللي بيكرهه ، انا عمري محسيت ببرد الشتا في وجوده هو دايما كان محاوطني مدفيني بطلته عليا، وقت ما تعب انا كنت عارفة ومتأكدة من إن الوقت قرب
(بدأت تبكي بانهيار وهي بتحكى)
كنت كل يوم بدعي ربنا وانا بصلي، يارب خد من عمري واعطيله يارب اقبض روحي قبله، انا مش هقدر. مش هقدر اشوفه بيروح انا مش هعرف اعيش من غيره ولا هكمل، هو كل حاجة انا يومي مبيحلاش غير بيه وبصوته اللي مالى دنيتي هو الضحكة اللي بتطلع من جوا قلبي ، كنت بقعد تحت رجله وهو نايم علي السرير ابكي وابوس رجله وادعي ربنا انه يقوم، لحد ما جه اليوم اللي قلبي وقف فيه روحي راحت معاه، كنت بعيط واخداه في حضني مش عاوزة اصدق، لحد ما اجوا عمامي واخويا اخدوه، حسيت اني تايهه قعدت اقنع نفسي انه كبوس وهفوق منه، كنت ماشية في جنازته جسد من غير روح، كأني ماشية علي جمر من نار، كأن في سكينه بتقطع في قلبي قبل جسمي، واول مدفنوه ومشوا، مكنتش قادرة اقف علي رجلي خلاص وقعت من طولي قدام قبره قعدت انادي عليه بيتهيألي انه هيرد، قعدت اقول افتح ودخلني معاك، خدني سيبتني ليه
لم تستطع ان تكمل الكلام وانهارت تماما في البكاء
اخذ هشام منديل من جيب الچاكت الداخلي وأعطاه لها
هشام/ ممكن تهدي انا اسف لو كنت فكرتك بحاجة مؤلمة مش عاوز اعرف حاجة خلاص
روزا وهي تقوم بمسح دموعها / لا لازم تعرف كل حاجة عني طالما هترتبط بيا
هشام/ طيب اشربي بس العصير يهديكي شوية
ارتشفت روزا رشفة واحدة من العصير ووضعته امامها ثم أكملت
كنت عارفة ومتاكدة ان من بعده الدنيا هتلطش فيا يمين وشمال وهدوس عليا كمان، في غيابه كنت ببقي بردانه حتي في عز الصيف تخيل، اوقات كتير كنت بفكر في الانتحار وفي اخر لحظة كنت استغفر ربنا، كانت ماما تعبانة وقعيدة في السرير من قبل بابا، فقررت ان اعيش اخدمها وفي نفس الوقت اطلب من ربنا الرحمة، يرحمني وياخدني، وقتها ظهر كل شخص علي حقيقته
صاحبتي انتيمتي بان وشها الحقيقي، بقت تقولي رتبي البيت اصل انا تعبانة اصل مش عارفة ايه طيب اطبخي انهاردا كنت اقول لماما تقولي معلش يمكن تعبانة، مش صاحبتك وحبيبتك ساعديها وكلام من دا
واخويا بعد ما كنا زي التوأم من كتر ما احنا بنشارك بعض كل حاجة حتي ابسط الامور كان بياخد رأي فيها، فجاة انقلب عليا وبيخانقني عشانها بقي يبهدلني ويهزأني ادامها، وامي كانت منحازة له كانت بتفضله وبتحبه عني وبتغفر له اي حاجة يعملها، لحد مماتت هي كمان بعد 8شهور من وفاة بابا، وقتها الدنيا اسودت في وشي اكتر من الاول وتصرفاتهم زادت، كنت بهرب من خناقهم واروح اقعد عند قبر بابا وماما مرجعش غير بالليل، سخنت متولي عليا وطلعت في دماغه اني بروح اقابل حد. اصل بختفي فين كل دا مش معقولة، ضربني اول مرة يمد ايده عليا ،وحبسني وقالي ممنوع تخرجي نهائي، لزمت اوضتي وقررت اني اتجاهلهم بقيت بقعد في اوضتي أقرأ قراءن ومبخرجش ولا اكلمها ،كان يبيع المحصول وميعطنيش نصيبي، طلبت منه الفلوس قالي عاوزة الفلوس ليه، اكل وشرب وموجود محتاجة ايه يعني، ورفض، قررت اني اشتغل واصرف علي نفسي وبما اني في بلد فلاحين مفيش شغل شركات ولا وظايف زي هنا، بدأت ابحث علي النت عن أي حاجة، اتعرفت علي واحدة اسمها أمنية وبدأت شغل اون لاين ملابس ، واحدة واحدة اتصحبت عليها وبقت اقرب حد ليا ، لقيتها بقت تاني شخص مهم في حياتي
في يوم كان متولى في السوق بيبيع المحصول كنت خارجة اسلم اوردر لناس، سمعتها بالصدفة بتكلم اخوها وبتقوله
انا همضيه علي ورق بيع وشرا من غير مياخد باله وانت مهمتك اخته اطلبها للجواز وانا هخليه يوافق وتمضيها، اتصدمت صدمة عمري، ملقتش غير امنية أخد رأيها، قالت لي نبهيه وعرفيه بكل اللي سمعتيه
سمعت كلامها وقولت له ، واجهني بيها ومكنش مصدقني، هي كذبتني وقالت اني بعمل كدا عشان ارفض اخوها ، متولي قالي هتتجوزيه غصب عنك
مكنش ادامي غير حل واحد
هشام/ هو ايه
روزا/ اسيب البلد واجي هنا
هشام/ وبعدين
روزا/ كلمت امنية وعرفتها، وفي يوم كنت اخدت شنطتي وخبيتها في مكان ،وتاني يوم قلت اني راحة ازور بابا وماما ولبست تحت العباية هدوم كنت شرياها جديد مفيش حد شافهم قبل كدا وروحت محطت القطر وركبت القطر
هشام/ ولبستي هدوم جديدة تحت العباية ليه
روزا/ قلعتها قبل المحطة، وعملت كدا عشان ميتعرفوش عليا في اي كاميرات
هشام/ وبعدين قعدتي فين
روزا/ عند أمنية
هشام بغضب / نعم عندها فين
ضحكت روزا / ههههههههه فاهمة قصدك، متقلقش أمنية مطلقة
هشام/ أاااااه
روزا / عارف ياهشام حكاية امنية واللي حصل معاها + اللي حصل معايا ، كنت مقررة ان لو انت اتقدمت لي هرفض
هشام غامزاً باحدي عيناه / ليه كنت مش معجبة بيا ولا ايه
روزا مبتسمة/ مش كدا، بس انا زي متقول اتعقدت من الرجالة او من فكرة ان ابقي تحت حكم راجل بعد اللي شوفته وسمعته فقد الامل ان يبقي فيه شخص كويس
هشام/ ليه ياروزا، المثل بيقول صوابعك مش زي بعضها وكل واحد وشخصيته وتربيته وأصله
روزا/ نفس كلمة أمنية أول ماقولت لها اني عاوزة ارفض الشغل معاك وابعد عنك عشان خايفة ………
صمتت قليلا
هشام ممازحاً/ خايفة ايه متقولي
روزا/ خليني اكمل كلامي يابشمهندس
هشام مؤشراً بيده/ اتفضلي
روزا/ هرد عليك نفس ردي عليها، وهو متولي مكنش عنده اصل، مكنش متربي
هشام/ روزا في ناس كتير بيستعملوا حب الطرف التاني ليهم بشكل غلط ودا اللي مرات اخوكي عملته، هو حبها باخلاص هي تمادت وقابلت الحب دا باستغلال، مش كل الناس كدا
روزا/ فعلا، عندك حق
هشام / وبعدين، بعد ما جيتي هنا عملتي ايه
روزا/ انا وصلت المحطة هنا لقيت أمنية مستنياني، اخدتني أعيش معاها ودورت لي علي شغل، ورفضت اني أساعدها في ايجار الشقة واتخنقت معايا خناقة كبيرة ،هي معاها ولدين وبصراحة قمة في الادب والاحترام مكنوش بيرفعوا عينيهم يبصولي حتي ، وبعدين ياسين كان بيلعب كورة اجاله عقد احتراف برا، واحمد كان في الجامعة اجاله منحة دراسية لانه متوفق جدا وللصدفة في نفس البلد اللي اخوه هيحترف فيها عرضت عليا أسافر معاها رفضت، سابت لي الشقة ودفعت ايجارها مقدم لمدة وبعدين صاحب العمارة باعها والمشتري الجديد كان هيزود الايجار ، انا وواحدة كمان كانت ساكنة جنبي رفضنا فكان عاوز يطلعنا وعرض علينا اوضتين فوق في الروف بسعر مخفض وكل اوضة فيها حمامها كمان، وافقنا ومن يومها انا وطنط سيدة نعتبر عايشين مع بعض وامنية بتتصل بيا فون وفيديو اغلب الوقت
هشام/ ومفيش امل انك ترجعي تكلمي اخوكي
روزا/ انا لما بيوحشني، اوقات كتير بروح سنترال، اطلب رقمه أسمع صوته وأقفل
هشام/ طيب انا عاوز اعرفك علي اهلي
نظرت روزا في ساعة يدها
_ ممكن يوم تاني لاني اتأخرت علي طنط سيدة وكمان معرفتهاش اني اتأخرت
ادخل هشام يده في جيب سترته واخذ المحفظة، وطلع منها فلوس وتركهم علي الطاولة
_ تمام يالا بينا اوصلك البيت، ومفيش اعتراض
ابتسمت روزا/ ههه حاضر
********************
قرر حازم انه يذهب الي شركته لينهي بعض المور بما انها استيقظ واطمئن عليها، ارتدي ملابسه
في نفس الوقت، خرجت ريم من اوضتها مستندة باحدي يديها علي الحائط وتسير ببطء وذلك لشعورها بعدم الاتزان، لانها لم تتعافي تماماً
وفجاة شعرت كأن كل شئ يدور حولها وفي لحظة كادت ان تقع ارضاً ولكن وجدت يد تحاوطها من خصرها ويحملها بين يديه وبدون شعور منها وبسبب حالتها، مالت رأسها علي كتفه
حازم/ ايه اللي خرجك، انت لسه تعبانة
ريم / ك كنت عاوزة أشرب
تحرك بها باتجاه غرفتها
_ ومنادتيش عليا ليه
ريم بوهن/ محبتش ازعجك
وضعها حازم علي السرير وحينما كان يضع رأسها اعلي المخدة، كان وجهه قريب جداً من وجهها تفصلهم بضع سنتيمترات ظل شارد في سحر عيناها وهي كذلك وكانهم يتحدثون بلغت العيون
اخيراً تحرك خارج الغرفة الي المطبخ، احضر كوب ماء وذهب اليها مرة أخري، اقترب منها وحاوط جذعها العلوى بيده رفعها قليلاً وساعدها، ثم وضع الكوب اعلي الكمود
حازم/ خليكي مستريحة ، انا هروح الشركة هخلص شوية حاجات واحتمال أتأخر وكلمت ملك هتيجي تقعد معاكي
حركت رأسها ايجاباً وذهب حازم
******************
كان عمر في مكتبه يضع الهاند. المتصل بهاتفه في أذنه وشارد، ولكنه انتبه الي طرق الباب وهو علي وضعه أذن للطارق بالدخول، وجدها فرح
عمر/ اتفضلي يا فرح
للحظة انتبهت لنطق اسمها منه، فهو دائما ما ينادي عليها بلقب قبل اسمها وتلك اول مرة ينطقه بدون اي لقب مثل ( أنسة) ولكنها اكملت ما أتت من أجله
فرح/ حضرتك دا كشف بجرد الادوية الموجودة بعدد كل نوع ودا كشف بالنواقص ، ودا كشف بالادوية والحاجة اللي بتطلب وبتخرج من المخزن
عمر/ اتفضلي اقعدى الاول
جلست امامه، فنظر اليها ولم يتحدث
فرح/ حضرتك معايا، ولا انا جيت في وقت مش مناسب اجي لحضرتك وقت تاني
عمر/ لا أبداً بالعكس انت جيتي في وقتك، بصي في حاجة بسمعها ومش حابب أقفل دلوقت اسمعيها معايا وبعدين نشتغل تمام
لم يعطيها فرصة للرد ووضع الهاند جانبا، ووضع التلفون علي سطح المكتب وظل ينظر لها، كانت اغنية ولكن كان يقصد كل كلمة منها وكأنه يوجهها اليها وكأنه ينبهها لعشقه لها، ويبعث لها برسالة وانه لايستطيع الان العيش بدون النظر بعيونها
مع كل كلمة كانت عيناهم تتلاقي ولم يرمش لهم جفن هما الاثنين وكأنهم تركوا لغة العيون تنقل المشاعر التي بداخلهم
( بات الامل فى عيني يروي الجفن صبراً والعشق في جسدى يجعلني أذوب وألام الشوق تروى فؤادي عطشاً وما أدراكى وما عطش القلوب
يا اميرتي ياجميلتي ياسيدة كل النساء لا تتركيني في وحدتي فالابتعاد عنكِ ابتلاء يصعب على تحملى وحان وقت الانتهاء سأكون معكي برغبتى وكما مولاتى تشاء، ياحور عين قد اكتفيت من العذاب الله رحيم فكيف أنتِ لا ترحمى سؤالي أنتِ وانتِ الرد والجواب، حنى علي قلبى قد بات مغرمُ)
ومع انتهاء كلمات الاغنية ردد أخر جملة بصوت مسموع
عمر/ حنى علي قلبي قد بات مغرمُ
واكمل ممازحاً
وربنا عاشق ولهان
فاقت فرح من شرودها وشعرت بالخجل والارتباك وكان ذلك واضحاً عليها، فغير عمر الموضوع حتي تتعامل بطبيعتها معه
عمر/ ها ياستي أأمريني
فرح استغربت كثيراً لكلمته، فمَنْ الذي يامر مَنْ،
_ حضرتك انا عملت قائمة بسجل فيها اسم اي ممرضة بتاخد حاجة وبكتب نوع الدوا اللي اخدته والكمية، عشان لو حصل حاجة غلط ألاحظ ودا جرد الموجود والناقص
وقفت واستأذنت لتخرج
فرح/ عن اذن حضرتك
عمر / اتفضلى يا أميرة قلبي
نظرت له فرح قليلاً وهو كان يبتسم، ثم خرجت
وبعد أن خرجت ابتسمت
********************
اوصل هشام روزا، واتجه مباشرةً الي منزل مديحة،
فتحت له نور الباب، دخل وجد مديحة ووفاء جالسون في الليفنج، قبل رأس وفاء ومديحة ثم جلس بجانبهم ، حبت نور ان تشاكسه
نور/ مزاجك شكله حلو والڤولت عالى
هشام/ أه حلو ، وجداً كمان
وفاء / ربنا يحلي أيامك ياحبيبي
هشام/ يارب يافوفا
مديحة بابتسامة/ وياتري بقي مزاجك حلو ليه
هشام/ ما أنا جاى عشان كدا
مديحة/ خيير
هشام/ أنا معجب بواحدة وعاوز اتقدم لها
وفاء بفرحة/ يانهار أبيض الف مبروك ياحبيبي
مديحة/ وعرفتها ازاي
هشام/ شغالة في الشركة عندي
مديحة/ محجبة ولا
هشام/ محجبة ولبسها محتشم ومحترمة جدا جدا
مديحة/ وأهلها
هشام/ هحكيلك ظروفها سريعاً كداً
وبعد وقت
وفاء/ ياحبيبتي، والله قلبي وجعني عليها
هشام /سلامة قلبك يافوفا
مديحة/ طيب وانت هتتقدم لمين
هشام/ لسه هتكلم معاها واشوف أحاول أقنعها اروح لاخوها بس قلت اعرفكم اول لان هجبها أعرفها عليكم
مديحة/ تنور ياحبيبي
وفاء/ اسمها ايه
هشام/ روزا
نور بمشاكسة / آاااااه، تكونش البنت اللي شفتها في المكتبة
هشام/ نور بلاش انت
نور/ ياعم أنا كلمتك
وفاء/ هتجبها امتي ياهشام
هشام / يومين كدا ولا حاجة، عن اذنكم أصل ورايا شغل ضروري واحتمال أتأخر
مديحة/ في رعاية الله ياحبيبي
*********************
في الصعيد وتحديد في دوار جليلة
جليلة/ فزاع
فزاع/ ايوه يا أما
جليلة/ خد الرجالة وروح سلم التجار البضاعة وقولهم ان أخر مهلة للفلوس بكرا الصبح
جليلة/ ماشي كلامك يا أما
وفي صباح اليوم الاخر
كانت جليلة تجلس وتمسك النرجيلة في يدها (الشيشة) ووجدت فزاع يدخل مسرعاً
فزاع / الحقي يا أما
جليلة/ في ايه ياواد
فزاع/ كلمت التجار عشان الفلوس رجالتهم ردوا علياوقالوا انهم مرجعوش من عشية هما ورجالتهم
وقفت جليلة بصدمة / يعني ايه، اسأل الراجل اللي تبعنا في الداخلية يكونوا اتقبض عليهم
فزاع/ مع ان مش معقول ان كلياتهم يتقبض عليهم بس اتصلت بيه قالي مفيش خبر عنهم، دول اختفوا يا أما هما ورجالتهم والبضاعة
جليلة/ دي نصيبة، أقول ايه للكبير#يتبع
#عشقي وقدري
بقلم منار جمال
أنت تقرأ
عشقى وقدرى (بقلم منار جمال)
Romanceكنت مابين خيارين اما عشقى او قدرى ففاز قلبى على عقلى واخترت عشقى الابدى