كانت روزا تجلس وتنظر الي القمر والنجوم التي تحاوطه
(كان مكان جلوسها في الروف مقابل لباب حجرتها)
كان تفكر كثيراً في تصرفات هشام معها، اهو حقاً رجل محترم وشهم مثلما يتضح من أفعاله وكلام الموظفين عنه أم انه وجه لصورة أخرى مثله مثل بعض الرجال الغير شرفاء، انشالها من بوئرة افكارها رنين هاتفها مكالمة فيديو كول
**********************
بعد تفكير دام لساعات وتحليل كثير للامر لم يتوصل لشئ بعد لانه يفتقد الكثير من الادلة والبراهين حتي يحدد خطوات السير فيها ، قرر العودة الي المنزل
دخل من باب الشقة وقفله ثم التفت ليذهب باتجاه غرفته، وجدها ممدة علي الاريكة في الليفنج وتحتضن ذاتها بايديها لشعورها بالبرد، ظل واقف ينظر اليها كثيراً، هل من المعقول ان تكون طعم من جليلة له لتحقيق هدف ما، أم تكون مثلما يتضح من تصرفاتها انها ورائها ما يدينها بشدة ويورطها، ظل واقفاً يتملك منه الضيق، فهو لاول مرة يفشل في قرائة شخص ومعرفة ما يفكر به وما اذا كان كاذب ام صادق، امن المعقول ان يكون حبها الحبيس في قلبه تغلب علي فطنته وانتصر، انفض تلك الفكرة من رأسه، فليس من الممكن مجرد احتمال ان يفوز قلبه هكذا اقنع ذاته
انحني قليلاً وحملها بين يديه، وعندما مالت رأسها علي موضع قلبه وكأن هناك ڤولت كهرباء لمس قلبه وايقظ به مشاعر كان قد دفنها من سنين، ظل ينظر الي كل تفصيلة صغيرة بوجهها وكأن الحنين يريد تذكيره بالماضى
سار باتجاه غرفتها دخل ووضعها علي السرير ثم خرج وعاد بعد دقائق معدودة وفي يده غطاء (لحاف) وقام بتغطيتها، والقي عليها نظرة أخيرة ثم خرج وذهب الي غرفته
***********************
بس هو دا كل اللي حصل من أول اليوم لأخره
صوت يأتي من هاتفها وكان صديقتها / انت متخلفة صح
روزا/ ليه طيب ومتزعقيش
امنية/ هعدي موقف الصبح رغم انه غلط، هقول غلطة وتسرع منك تمام، انما اذاى تسمحي لنفسك تركبى عربية مع واحد غريب وكمان يوصلك لحد البيت، مفكرتيش لو حد شافك من البواب ولا الجيران هيقولوا عنك ايه وانت ساكنة لوحدك
روزا/ انا والله رفضت بس هنا احرجتني وشدت ايدي ودخلتني العربية، وركبت ورا وبصيت من الشباك ومنتبهتش ليهم، وبالصدفة هنا بيتها قبلى فنزلت، جيت انزل معاها واكمل الباقي، لقيته لف وشه وبصلى وقالي عاوزة تنزلي ليه قولتله شكرا جدا لحضرتك تعبتك انا هكمل، وميصحش اركب معاك لوحدي، قالي اعتبرينى تاكسي مش بتركبي ورا بردوا، اعتبري نفسك راكبة تاكسي ولفت وشه وساق العربية مبصش من المراية ولا اتكلم خالص حتي الكاست قفله لحد موصلنا، وانا نازلة قالي في رعاية الله ومشي علي طول معطانيش فرصة اني حتي اشكره، ووقف كمان قبل العمارة بشوية
امنية / آااه وحضرتك مدايقة ليه بقي
روزا / يا مونه أنا خفت ليكون زعل مني
امنية / وهيزعل من ايه
روزا / من تصرفي، ممكن يكون فهمني غلط، ان انا مبثقش فيه او شوفته بصورة مختلفة، هو من وقت ماشوفته وهو بيساعدني ومواقفه معايا تثبت حسن نيته
امنية بخبث / وانت عاوزة تعملي ايه دلوقت
روزا / بفكر اني بكرا اعتذر منه علي سوء التفاهم وكدا ولا ايه رايك
امنية بابتسامة / رأي انك حبتيه بس بتكابري، بصي هو من وقت ماشافك وهو بيحاول يساعدك بكل الطرق الممكنة ومشوفتيش منه أي تجاوز والكل بيشهد في حقه بانه زوق ومحترم
روزا / وبعدين يعني
امنية / وبعدين لو هو نيته خير وبيحبك كدا هتلاقيه بيفاتحك في الموضوع وبيتقدملك
روزا بشبه صدمة / ايه
امنية / ايه مالك اتصدمتي ليه، وايه نهاية الاعجاب مثلا المتبادل بينكم
روزا / بس
قاطعتها امنية / ما بسش فكري كويس هو شخص محترم وكويس وابن ناس ولو في حاجة قلقاكي لما يفاتحك في الموضوع اتكلمي معاه ووضحي الامور
روزا/ اللي عاوزه ربنا هيكون، المهم سيبك مني اخبار الولاد ايه
امنية / ياسين في التدريب واحمد في الكلية
روزا / سلميلي عليهم كتير، هروح انام بقي اتاخرت وورايا شغل بدري
امنية / تصبحي علي فرحة وراحة بال
روزا / انا وانت يااااااارب
*********************
وحل صباح جديد، في منزل حازم
رنين هاتف متكرر كان مزعج جداً بالنسبالة لها مدت يدها لتاخذه من الكمود وضغطت علي الايحاب ووضعته علي أذنها
ملك/ السلام عليكم
منى / وعليكم السلام، انت فين ياملك
ملك بصوعت ناعس / أنا في البيت
مني / انت نايمة، والامتحان ياملك انت متأخرة
انتفضت ملك وجلست/ إيه الساعة كام، راحت عليا نومة اقفلي اقفلي سلااااام
وذهب سريعا الي الحمام الخاص بغرفتها وارتدت ملابس بسرعة شديدة وخرجت مسرعة باتجاه باب الشقة اوقفها حازم حينما نادي عليها
حازم/ ملك
التفت له ملك/ نعم يا ابيه
حازم / مالك بتجري ومستعجلة ليه كدا
ملك/ ورايا امتحان وراحة عليا نومة لولا منى رنت عليا مكنتش صحيت
حازم باستغراب نظر الي السفرة لم يجد عليها شئ نظر الي المطبخ وجده فرغاً
_ والهانم فين لا تصحيكي ولا تحضرلك الفطار هي صدقت نفسها
ملك باستعجال / معلش يا ابيه مش وقته مستعجلة جداً سلام
قام حازم بضمها وقبل رأسها
_ طيب اهدى ومتتوتريش هتلحقي باذن الله، اكلملك الاستاذ عبد الجليل
ملك / لا ياحبيبي مفيش داعى
حازم / خلي بالك من نفسك، وعلي ماتنزلي هكلمك الحراسة يجهزوا العربية بالسواق
وقفت ملك علي اطراف قدمها وقبلته
ملك / حاضر مع السلامة ياحبيبي
حازم / سلام
واخرج هاتفه وبلغ الحراسة بنزول ملك، ثم تملك منه الغضب، التف وذهب باتجاه غرفة ريم وفتح الباب بكل عصبية وجدها ممدة علي السرير في نفس وضعها عندما تركها ومغمضة العينين
حازم بعصبية وصوت عالى / الهانم نموسيتها كحلي ولا حاجة ونايمة لدلوقت ومستنية نجهزلها الفطار لحد عندها
لم يجد منها رد ولا حركة نهائي، زادت عصبيته
وذهب اليها مسك معصمها وفي نيته جذبها بقوة ولكن لمسه يدها جعلته يتراجع وجحظت عيناه بشدة ترك يدها واخذ يتحسس جبينها وجد حرارة جسمها عالية جداً
ذهب الي الخارج وعاد بعد قليل ومعه شنطة الاسعافات الاولية اخرج منها ترمومتر، ثم فتح فمها وحاول وضعه
وانتظر دقائق ثم سحبه ونظر فيه وجد درجة حرارتها 40° بحث في محتوى الحقيبة حتي وجد غايته، وهي حقنة طبية لخفض الحرارة قام بتجهيزها ثم تناول يدها وبحث عن الوريد واعطاها لها، ثم خرج الي الريسبشن وقام بالاتصال على شخص ما، لم يجد رد فعقد العزم وخرج من المنزل، وعاد بعد فترة ومعه أدوية وحقن ومحلول
قام بتجهيز المحلول ووضع به الحقن اللازمة وحقن وريدها به، ثم جلس علي طرف فراشها ينظر اليها والي ملامحها بدقة واخذ يتحسس تفاصيل وجهها بيده
كانت من شدة درجة السخونية تتحدث بشكل فوضوى، بعض كلماتها مفهومة والبعض الاخر لاء
ريم / مااماا، بااابااا لاااااا كررريم،
وكانت تبكي، الذي استوقف حازم كان اسم يعتبر جديداً عليه ويبقي السؤال بداخله
_ من كريم؟ وماصلتها به؟
اخرجه من شروده نطقها لاسمه
_ حااااازم، متسبنيش تعالى خدنى حااازم بحبك
ظل ينظر اليها بعض الوقت ثم اقترب منها ووضع الترمومتر بفمها ليتاكد من نزول الحرارة
اخذا هاتفه من جيب سترته وقام بالاتصال علي رقم وانتظر الرد
حازم / سلام عليكم، عاطف اجل اي مواعيد عندي انهارد ، انا مش جاى وبلغ الفريق يدربوا نفس تدريبات امبارح ولو في اي حاجة كلمني
استمع رد الطرف المقابل ثم قفل الخط والتف لها اخذ الترمومتر ونظر اليه وجدها 39.30° ذهب الي المطبخ واحضر طبق به ماء وثلج وفوطة صغيرة وعاد الي حجرتها، قام بخلع سترته ثم اخذ الفوطة ووضعها علي جبينها، وظل يتحسس جانب وجهها وينظر اليها باشتياق عاشق انحرم من النظر الي معشوقته عدة سنين،
حازم / لو اعرف مخبية ايه عنى، انا شاكك في اللي اكتشفته عنك وكنت مستنيكي تتكلمي وتبرأي نفسك، بس سكوتك وتصرفاتك تثبت عكس دا، ليه ساكته ومين كريم ياريت تتكلمي تريحيني وتريحي نفسك
أخذ يتناول الفوطة ويقوم ببلها بالماء والثلج ويكرر فعلته ويقيس حرارتها الي ان وصلت للمعدل الطبيعي، قبل جبينها ثم ذهب الي غرفته ومنه الي الحمام الخاص به
*************************
في منزل مديحة
كانت تجلس هي ووفاء
مديحة/أنا ناوية إخد ريم واشتري لها كل حاجة نقصاها انهاردا.
وفاء / مش هتاخدي حد من البنات معاكي
مديحة / هعرض عليهم لو حبوا يجوا، يجوا ولو وراهم حاجة كفاية انا وانت وخلاص
وفاء / ملك عندها امتحانات ممكن متعرفش بس ناخد نور ، هما بنات وهي هترتاح في الكلام والاختيار معاها اكتر، فهماني
مديحة/ اكيد ياحبيتي، هقوم اروح اقولها علي اخر النهار تجهز نفسها
وفاء / تمام
ذهبت مديحة باتجاه شقتهم واخذت ترن جرس الباب ولكن لم يفتح لها احد القلق ملأ قلبها علي ريم فعادت الي منزلها وإخذت تبحث عن شئ في درج صغيير بالمكتبة
وفاء / مالك يامديحة بتدوري علي ايه
مديحة/ مفتاح شقة حازم اللي كان سيبهولي عشان لو ملك نسيت مفتاحها
وفاء باستغراب / وعاوزاه ليه
مديحة / برن الجرس مفيش حد بيرد
وفاء / يمكن نزلت مع حازم
مديحة / هتنزل معاه ليه قوليلي كدا
وفاء / يمكن نايمة
وجدت مديحة المفتاح نظرت الي وفاء وتنهدت
_ نايمة لدلوقت يمكن لكن متصحاش علي رن الجرس دا كله مش ممكن قلقانة قلبي بيقولي ان في حاجة
وفاء وهي تحاول ان تبث الطمئنينة بداخلها
_ خير باذن الله هتلاقيها في البراندا ولا حاجة
مديحة وهي تتجه للخروج
_ ربنا يستر، خليكي انت وانا هطمن واجي اطمنك
*****************
فتحت مديحة الباب ودخلت ونادت عليها
مديحة / ريم …… ياريم انت فين ياحبيبتي
سارت باتجاه غرفتها وقبل ان تمد يدها وتفتح الباب وجدت حازم يخرج من غرفته
مديحة باستغراب / حازم انت هنا
حازم / ايوا ياحبيبتي، مالك كنت محتاجة حاجة
مديحة / انا ضربت الجرس كتير مفيش حد رد قلقت علي ريم وافتكرت انك روحت الشغل
حازم / كنت باخد شور ومسمعتش، حقك عليا ياحبيبتي
مديحة/ وريم فين
حازم / تعبانة شوية
مديحة / تعبانة مالها، سلامتها،
ثم فتحت الباب ودخلت واقترب من ريم
حازم / اخدت دور برد وكانت حرارتها عالية
تحسست مديحة جبين ريم ثم نظرت الي حازم
_ ومين ركب لها المحلول دا
حازم / عمر، اتصلت بيه واجي كشف عليها وركبهولها
مديحة / مقاليش ليه
حازم/ كان مستعجل عنده عمليات، وبعدين محبتش اقلقك انا معاها أهو
مديحة / ربنا يخليكوا لبعض
واتجهت للخروج، أنا هروح اعملها شوربه خضار تغذيها
حازم / متتعبيش نفسك
مديحة / فين التعب ها
وعند خروجها من باب المنزل وجدت عمر يخرج من الاسانسير
مديحة / ازاي متقوليش ان ريم تعبانة ها
ضيق عمر عيناه باستغراب ونظر اليها قليلا ثم نظر خلفها الي حازم وجده يؤشر له برأسه ففهمه علي الفور
عمر / معلش حقك عليا كان ورايا عملية مستعجلة ونزلت بسرعة
مديحة / ماشي هعديهالك، داخلة اطمن وفاء واعملها الشوربة
انتظر عمر دخولها وغلق الباب ثم تحدث الي حازم
عمر / في ايه ومالها ريم
حازم / كانت حرارتها 40مبتنزلش جبت لها محلول وحقن ولما توحة سألت قولتلها انت اللي ركبته، انت عارفها هتسأل بتعرف منين تركبه وتعرف الادوية ازاي واسئلة ملهاش اول من اخر، وانا كلمتك مردتش عرفت انك مشغول
عمر/ فعلا كان الموبايل في المكتذ وكنت بمر علي كام حالة، وريم عاملة ايه دلوقت
حازم / الحرارة بدأت ترجع، تعالي اكشف عليها
دخلوا الي المنزل
حازم لعمر
_ لحظة بس ياعمر
عمر / براحتك
دخل حازم الي غرفة ريم وخرج بعد قليل اتفضل ياعمر ، دخل عمر وقام بالكشف عليها
بعد قليل من الوقت
عمر / حازم انت جبتلها حقن ايه في المحلول
حازم / (………………………………………)
عمر / تمام كويس، ثم بدأ يكتب شئ في ورقة
هتاخد الادوية دي كمان وهتاخد محلول عشان يهدي الوضع شوية وهتبقي زي الفل باذن الله
حازم / هي عندها ايه بالظبط
عمر / التهاب رئوي بس متخافش في بدايته لولا المحلول اللي انت ركبتهولها كانت حالتها بقت أشد
ألف سلامة عليها
حازم / تسلم ياعمر، هات ورقة العلاج
عمر / سيبها هنزل اجيبه بسرعة وخليك انت معاها
حازم / متتعبش نفسك هبعت حد من الحرس
عمر/ تمام، عن اذنك انا بقي هروح اخد شور وانزل
حازم / رايح فين راجع المستشفي
عمر/ لا، انت ناسي ان في اجتماع مهم بخصوص الموضوع اياه، وبالمرة اكون بدالك
حازم / تمام، ابقي بلغني بالجديد
عمر/ تمام باذن، سلام عليكم
حازم / عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اوصله حازم الي الباب، ثم قام بالاتصال علي رئيس الحرس
حازم / أيوا ياحسان طلع لي واحد من الحرس
وبعد قليل أتي احد افراد الحراسة وطلب منه حازم احضار الادوية
********************
في منزل مديحة
دخلت الي المنزل وجدت وفاء في المطبخ ذهبت اليها
وفاء/ عملتي ايه يامديحة، كانت نايمة ولا ايه
مديحة / تعبانة من امبارح ونايمة
وفاء بخضة / مالها
مديحة / شكله دور برد وعمر ركب لها محلول والله من استعجالي مسالتوش عندها ايه بالظبط
جيت بسرعة اعملها شوية شوربه يغذوها
وفاء / ياحبيبتي ربنا يشفيها يارب، هطلع لها فرخة نعملهالها ونعمل لسان عصفور
مديحة / ماشي وبكرا نبقي نعمل شوربة الخضار
شردت لثانية ثم تحدثت
وفاء بقولك ايه
وفاء باستغراب / ايه
مديحة/ سبيني اجهز الغذا وروحي خليكي جنب الباب اول متسمعي الاسانسير افتحي بسرعة الباب ولو ملك هتيها هنا علي طول اوعي تدخل شقتهم
وفاء باستغراب / ليه
مديحة / دي فرصة انهم يتقربوا من بعض شوية فا مش عاوزة حد يكون يكون حوليهم انت عارفة حازم مهيصدق يتلكك وهيسيب ملك تهتم بريم ويمشي فهمتيني
وفاء بابتسامة/ فهمتك، تسلم الدماغ اللي شغالة
مديحة/ مهو انا هفضل وراه لحد ميحن لها زي زمان
وفاء / ربنا يهديه يارب
*************************
عند هشام في الشركة
كان يجلس علي طاولة الاجتماعات كلا من هشام وهنا وروزا وعميل يدعي نبيل
هشام / كدا انا فهمت حضرتك كل نظم التعامل معانا واهم البنود اللي بتكون في العقد
كان نبيل ينظر الي روزا ويبتسم
نظر له هشام وجده ينظر مقابله، نظر هشام الي روزا وجد الضيق علي ملاحها و تتنهد من حين الي الاخر
طرق هشام بكف يده علي الطاولة وتكلم بعصبية
_استاذ نبيل، ياريت نركز في شغلنا ولا ايه
انتبه له نبيل
_ها كنت بتقول حاجة يا باشمهندس هشام
هشام/ كنت بقول ايه رايك في بنود العقد
نبيل / تمام جدا، ممكن نمضي العقود امتي
هشام/ دلوقتي
نبيل وهو يتصنع النظر في ساعة يده/ طيب ممكن ناجله ليوم تاني اجيلك لان ورايا معاد
هشام / وليه نأجل نمضي دلوقت وهتلحق معادك
هنا اطلبيلي الورق والعقود من الشئون القانونية
ذهبت هنا وعادت قبل قليل ومعها اوراق
تم امضة العقود وودع هشام المدعو نبيل، وعند خروجه جلس علي مكتب روزا،وكان المكتب فارغ وهنا في الكافتريا
نبيل بابتسامة / الجميل اسمها ايه
روزا بضيق/ وحضرتك بتسأل ليه
نبيل / كنوع تعارف يعني
روزا / وحضرتك تتعرف عليا بمناسبة ايه
نبيل بغمزة / بمناسبة هعزمك علي الغذا في افخم مكان في مصر
روزا/ بمناسبة ايه
نبيل / من غير مناسبة، ثم مد يده محاولة منه للمس يدها فسحبت يدها سريعا قبل ان يصل اليها ووقفت وتكلمت بعصبية
روزا/ لو سمحت الزم حدودك ميصحش كدا
نبيل وقف وعلي صوته/ هو ايه دا، انت هترمي بلاكي عليا ، فين هشام يشوف الاشكال اللي مشغلها عنده
قاطعه صوت يعلم صاحبه جيداً
_ لا عارفها كويس
التف وجد هشام يقف يده بجيب بنطاله وينظر له بقوة
نبيل / عارف ايه
هشام بغضب اقترب منه / عارف اشكالك كويس اوي ، ولحد دلوقت بتعامل باحترام مع ان اشكالك مينفعش معاهم احترام، ثم قام بالنداء علي هنا
هشام بكل غضب / هناااااا
جاءت هنا مسرعة
_ تحت امرك ياباشمهندس
هشام ومازال عيونه لم تفارق عيون نبيل
_ عقود الاستاذ فين
هنا / علي مكتبي
هشام / هاتيهم
أتت بهم وقدمتها له، أخذ وهو علي نفس وضعه ومزقها جميعها أمام اعين نبيل وهذه الحركة عصبت نبيل جداً
نبيل/ بتقطع العقود عشان واحدة زي دي ياهشام
هشام/ احترم نفسك ولسانك دا مينطقش كلمة عليها ولاحتي تلميح بدل مقطعهولك
نبيل / خد بالك من كلامك ياهشام واعرف بتكلم مين بدل متندم
هشام/ مش هشام السيوفي اللي يتهدد واطلع برا بدل ما السكيورتي يقوموا بالمهمة دي
التف نبيل وذهب باتجاه الباب فاوقفه هشام بكلامه
هشام/ خليك فاكر ان الكاميرات مسجلة صوت وصوره كل اللي حصل بداية من دخولك الشركة لخروجك دلوقت، بوزك شيطانك تعمل حاجة هتلاقي محضر محترم مستنيك متنساش ابويا مين واهلي مين وبتلفون مني اخلي كل اسهمك في البورصة في الارض
خرج نبيل سريع ، ودخل هشام الي مكتبه وقفل الباب
اقتربت هنا من روزا / ايه اللي حصل
حكت لها روزا كل ما حدث
روزا/ تفتكرى ممكن يكون ادايق ان لغي العقد بسببي
هنا / معتقدش باشمهندس هشام مبيفكرش كدا هو شخص مبيبقبلش الغلط
روزا بحيرة / مش عارفة، مش مرتاحة
هنا / روزا متفرضيش حاجة محصلتش، دخلي القهوة لمستر هشام
أخذت روزا القهوة وذهبت طرقت الباب وانتظرت حتي يأذن بالدخول ثم دخلت، اقترب من المكتب ووضعت القهوة عليه وجدته يقف امام الحائك الزجاجي المطل علي الشارع الرئيسي، فاحبت أن تعير انتباهه
روزا / مستر هشام القهوة
التف وجلس علي كرسي مكتبه، كان يظهر عليها التوتر الشديد وتفرك يدها بشدة
بدون ان ينظر لها
هشام/ عاوزة تقولي حاجة
روزا/ بصراحة أه
نظر لها هشام/ اتفضلي اقعدي الاول
جلست ريم مقابل المكتب، انتظرها هشام حتي تتحدث ولكن طال صمتها قليلا
هشام/ الموضوع صعب للدرجة دي
روزا نظرت له/ ها لاء مش صعب بس مش عارفة ابدأ منين
هشام/ اتكلمي علي طول مش محتاجة مقدمات
روزا / أنا بعتذر لحضرتك جدا
هشام/ بتعتذري عن ايه
روزا/ بعتذر عن اللي حصل من شوية حضرتك خسرت عميل مهم بسببى
هشام / متشليش نفسك ذنب حاجة، وانا مقبلش ان يبقي في بيني وبين واحد زي دا اي تعاملواي واحدة في الشركة لو حصل معاها اللي حصل معاك كان هيبقي ليا نفس التصرف
نظرت له روزا قليلا وتكلمت بتردد واضح/ آااا، احم وبعتذر عن امبارح
هشام/ حصل ايه امبارح
روزا / يعني موقف العربية انا خفت تكون حضرتك فهمت قصدي غلط فحبيت اوضح سوء التفاهم واعتذر من حضرتك
نظر اليها هشام قليلا ثم ضغط علي زر جهاز صغير وتكمل
هشام/ هنا من فضلك واحد عصير لمون وابعتيه مع الفراش
ثم وقف ولف حول المكتب وجلس امامها
هشام/ في الحقيقة انا حابب اتكلم معاكي في موضوع مهم واعتقد ان دي فرصة مناسبة
روزا/ اتفضل
هشام/ بصي ياروزا انا شخص دوغري زي مبيقولوا مليش في اللف والدوران وقت الهزار بهزر ووقت جد جد اتربيت ان اتقي الله في اي تصرف اعمله بخصوص امبارح انا عارف ومدرك الموقف وفاهم وجهة نظرك ومش زعلان منك يمكن الكلام اللي هقوله مينفعش اقوله دلوقت بس ضروري اقوله
انا معجب بيك ان مكنتش حبيتك، من اول يوم شفتك فيه في القسم سحرتيني ،اعجبت بيكي وكنت واثق من برائتك وحاولت اقنعك انك تشتغلي هنا عشان تكونى أأمن وكنت مستني الوقت المناسب اللي افاتحك فيه وملقتش انسب من دلوقت، كنت مستني كل المدة دي انك تكوني ارتحتيلي،او علي الاقل الاعجاب متبادل
انت ليك حرية القرار لو الاعجاب متبادل فممكن نعطي لبعض فرصة يبقي فيه خطوبة واهي فرصة نتعرف علي بعض اكتر ولو لاء صدقيني انت هتكوني اكتر من اخت ومعاملتي مش هتختلف معاكي ابدا
قاطع حديثهم طرق الباب فسمح هشام للطارق بالدخول وكان عامل الكافتريا وضع العصير امام روزا أعلي الطاولة الصغيرة التي تفصل بينهم وخرج مرة اخري ، فأكمل هشام حديثه
_ ساكته ليه، عاوزة أعرف رأيك
كانت روزا علي يقين باعجابه بها، وهي كذلك احبته فمن الذي لايحب رجل مثله بشخصيته وتصرفاته معها، حينما سمعت منه ذلك الكلام زاد توترها كان تشعر بداخلها بفرح شديد لاعترافه بذلك وكأنها ارتاحت من تفكير طال لايام وليالي وساعات ولكن زاد ارتباكها وتوترها تريد ان تهرب من امامه حاليا لقد فاجأها فعلا ولم تعلم بماذا تجيب وكيف تتصرف
ولكنه اخرجها من عمق افكارها
_ في مثل بيقول ( علامة السكوت الرضى) وأنا متأكد من خدودك الحمرا دي
روزا وما زالت تنظر الي الاسفل وتفرك يدها بشدة
_ احم ووآاا انا كمان
احب هشام ان يشاكسها
_ وانت كمان ايه
فهمت ريم الي ماذا يريد الوصول بحديثه فقامت بمثل ما يفعل ولكن بحياء
_ زي انت ما قولت
هشام بابتسامة ومراوغة بالحديث للضغط عليها
_ انا قولت كلام كتير، حددي
حاربت ذاتها لترفع وجهها وتنظر اليه جمعت شجاعتها ونظرت في عيونه وكان يبتسم ابتسامة سحرتها من نوع خاص
_ انت قولت كلام كتير كشرح، بس قولت صفتين
مَنْ أنت أيها الفتاة لتلعبي مع شخص مثله هذه اللعبة فإنه الملقب (بالچينيز) وأيضا ( الدنچوان)
هشام/ وانت كمان ايه بقي، حددي صفة من الصفتين
وصلت الي قمت خجلها وقفت
_ عن اذنك ورايا شغل كتير
وذهبت سريعا باتجاه الباب وقبل ان تتخطاه أوقفها حديثة
_ اهربي براحتك سيبك بمزاجي بس هتيجي وتقوليها بمزاجك
أكملت طريقها للخارج وذهبت مباشرة الي دورة المياه ، نظرت الي حالها في المرأة وجدت بالفعل وجهها لونه احمر فتحت صنبور المياه وغسلت وجهها ونظرت الي ذاتها والابتسامة تملأ وجهها وكانت في قمة سعادتها، وبعد قليل خرجت وجلست علي مكتبها لتكمل عملها
***********************
في المستشفي الخاصة بعمر
كان في طريقه الي الكافتريا ليحتسي قهوته، فمن المعروف عنه انه شخص متواضع ولا يحب الشكليات، بعد ان طلب قهوته اخذها والتف ليعود الي مكتبه وجدها جالسة بمفردها فغير طريقه وذهب باتجاه الطاولة التي تجلس عليها وقف امامها
عمر/ ممكن أقعد معاكي لو مكنش يدايقك
رفعت فرح وجهها ونظرت له / اتفضل يادكتور
جلس عمر مقابلها / ليه دايما بتقعدي لوحدك
فرح/ عادي
عمر/ هو ايه اللي عادى ، يعني انت ليكي اصدقاء دراسة مثلا
فرح/ أكيد كان ليا
عمر/ وليه كان
فرح/ تنهدت مطولا، بعدنا عن بعض حصل ظروف بعدتنا عن بعض وبعدين جينا هنا فانقطعت علقتنا بكل اللي نعرفهم في اسكندرية
عمر/ طيب وهنا مكونتيش صداقة ليه في ناس كتير هنا محترمة وكويسة
فرح بشئ من الحزن لمسه عمر، وبعد تفكيير وصمت دام دقائق
_ مبقتش بحب ادخل في علاقات جديدة
عمر/ ليه
فرح/ لان بقيت مبثقش في الناس
عمر/ وايه خلاكي متثقيش في الناس، ليه بتفضلي الوحده والانعزال كدا، ودايما بتكوني قاعدة في المخازن وقليل لما بتيجي هنا
شردت فرح فنادي عليها عمر
عمر/ انسة فرح، فررح
فرح/ ها
عمر/ ايه روحتي فين
فرح/ لا ولا حاجة عن اذنك ورايا شغل في المخازن
عمر /اتفضلي
وبعد ذهابها
_ هتتعبيني يافرح، بس عمري مهيأس ولا أمل
******************
سمع حازم جرس ذهب لفتح الباب وجدها وفاء تحمل صنية الطعام
وفاء / اتفضل ياحبيبي والف سلامة علي ريم
حازم/ ليه بس تعبتوا نفسكم
وفاء / احنا عملنا ايه يعني ياحبيبي، لو احتحت حاجة قولي
حازم/ تسلميلي ياحبيبتي
ذهبت عائدة وقفل حازم الباب، ولكن قبل ان تدخل وفاء الشقة وجدت باب الأسانسير يفتح وكانت ملك
ملك/ فوفا، عاملة ايه
وفاء/ الحمد لله ياقلبي، تعالي اتغدي معانا
ملك/ حاضر هغير بس هدومي واجي
مسك وفاء معصمها وسحبتها معهابداخل الشقة وقفلت الباب
_تعالى بس والبسي اي حاجة من عند نور
********************
عودة الي حازم
دهل غرفة ريم وجدها كما هي حاول افاقتها وجدها بين الوعي واللاوعى
فرفع جزعها العلوي قليل وجلس خلفها وأسند ظهرها علي صدره وحاوطها بذراعيه
يد ممسك بطبق الشوربه واليد الاخري يطعمها بفمها وكانت تهلوس من الحين والاخر ولا تريد ان تأكل
عندما مالت رأسها علي كتفه وكانت بين احضانه عادت ذكريات طفولته معها وكيف كان يعشق ضحكتها كم كان ينتظر هذا الوقت المحدد ليذهب الي البلد ليراها ويشبع نظره برؤياها
أفاق من ذكرياته علي همهماتها المعتادة من وقت مرضها ولكن الذي فاجأه انها كانت تاخذ نفسها بصعوبة ،قلق بشدة عليها، فقام بالتصال علي عمر وبلغه بحالتها وقال له انه في الطريق اليه
بعد وقت ليس بقصير اتي عمر، وفتح له حازم الباب
عمر/ ريم مالها ياحازم
حازم/ مش عارف فجأة كدا قعدت تقول كلام مش مفهوم ولقيتها بتنهج بشكل غريب وشبه مش عارفة تاخد نفسها خالص
عمر/ خيير باذن الله ممكن اشوفها
حازم / اتفضل
بعد قليل
عمر/ متقلقش احنا بس ممكن نعطيها استنشاق مرتين يوميا هتبقي كويسة باذن الله ، انا هروح اجيب لك الجهاز اللي عندي
حازم / تمام تسلم ياغالي
عمر/ علي ايه ريم اختي وانت اخويا مش هتأخر
*******************
في مكان بعيداً نسبياً فيقارة أسيا وتحديداً في دولة روسيا شمال اردسيا
بداخل قصر علي الطراز القديم نسبياً يشبه قصور الملوك قديماً التي تعتمد في بنائها علي الاحجار الكبيرة والممرات الكثيرة به
بداخل غرفة مكتب مظلمة بها ضوء بسيط يشوبها دخان السجار. يجلس علي كرسي المكتب شخص مجهول لايظهر من ملامحه الكثير بسبب عتمة الغرفة يحمل بيده كأس نبيذ واليد الاخري سجار من النوع الفخم
ويقف امام شخص وينظر الي الاسفل ويخبره بشئ، فينفعل هذا الشخص ويقف ويتكلم بعصبية شديدة
**(الحوار مترجم )
انطونيو/ ماذا. ،كيف حدث ذلك
الخادم/ ليس لدي معلومات سيدى
انطونيو بغضب / انصرف
فرااانكووووووووو
فرانكو/ مسيو انطونيو
انطونيو/ ماذا يحدث، من وراء ذلك
فرانكو/ مسيو لقد فشلت كل عمليات التسليم والتوزيع في[ ميلانو- فلورنسا- شيكاغو- لوس أنجلوس- أباتو -أستلى]
انطونيو/ ماذا من الذي يجرأ علي محاربتي كيف يحدث ذلك في اهم ثلاث مدن نتعامل معهم
(ايطاليا - امريكا-فرنسا)
ابحث لي عن الفاعل وانا سوف اتابع ما يحدث في (مصر) بذاتي
فرانكو/ تأمر مسيو#يتبع
#عشقي وقدري
بقلم منار جمال
أنت تقرأ
عشقى وقدرى (بقلم منار جمال)
Romanceكنت مابين خيارين اما عشقى او قدرى ففاز قلبى على عقلى واخترت عشقى الابدى