عشقى وقدرى (بقلم منار جمال)

الجزء الثاني الفصل 2

تم نقل هشام وحازم وفزاع الي المستشفي العسكري
كانت اصابة فزاع خطيرة ولذلك بعد اجراء عملية جراحية له تم وضعه تحت المراقبة في العناية المركزة
وكانت اصابة هشام في كتفه ليست بخطيرة، ولكن كان وضع حازم مقلق بعض الشئ
كان عمر وحسام يقفون في الطرقة الفاصلة بين حجراتهم في المستشفي
عمر/ توحة هتلاحظ غيابنا كلنا، لو بررنا غيابنا هنبرر بايه اصابتهم
حسام/ دي خطتنا من البداية اجي الوقت اللي نعلن فيه شغلنا
عمر/ مش بالسهولة دي
حسام/ عارف بس مواجهه لابد منها
عمر/ انا هطلب نقل حازم وهشام المستشفي بتاعتي هيبقي أفضل ، توحة والبنات لو عرفوا هيجوا هنا ، وكمان المستشفي اتصلوا بيا نور فاقت
حسام/ بجد هي كويسة
عمر/ دكتور محمد طمني عليها ولما ارجع هتتاكد حسام/ تمام،  أنا هروح الجهاز أقدم تقرير مفصل وبعدين هجيلكم علي المستشفي
عمر/ تمام
بالفعل تم نقل هشام وحازم الي مستشفي عمر
*******************
في غرفة نور
لما فاقت اتنقلت لجناح، وكان حولها مديحة ووفاء،وملك وريم وروزا وفرح
نور/ ملك معلش ممكن تلبسيني طرحة لان رقبتي باينة ومدايقة جدا كدا
ملك/ عيوني تأمري ياقلبي
نور/ الامر لله وحده ياقلبي تسلمي
سمع طرق علي الباب ويليه صوت عمر ينبههم أنه هو فسمحوا له بالدخول
اقترب عمر من نور وقبل جبينها ويدها
_ حبيبة قلبي عاملة ايه دلوقت
نور/ الحمد لله بخير
عمر/ حاسة بحاجة او اي وجع
نور/ وجع شديد في دماغي اشد من الصداع
اخذ عمر من طرف السرير لوحة تسجيل حالة المرضي وقرأها
_ هكتب لك مسكن قوي هيريحك
ثم اقترب منها واخذ من الكمود بجانب السرير كشاف صغير، رفع اصبع السبابة امامها وانا الكشاف
عمر/ بصي لصبعي و حتي لو حركته متنزليش عينك من عليه
فعلت ما قاله لها وكان هو ينير الكشاف في عيونها وينظر اليها ،بعد ثواني
عمر / نور امسكي ايدي وحاولي تضمي صوابعك عليها
فعلت ما قاله بيدها الشمال لان اليمين في الجبس
وفاء/ في حاجة ياعمر
عمر بابتسامة / لا الحمد لله كله تمام
مديحة/ الوجع سببه ايه
عمر/ اولا الجرح هيسبب وجع ثانيا الارتجاج توابعه كتير ممكن فقدان في الذاكرة او مشاكل بصرية او في خلل عصبي لاتصال الجسم بالمخ
بس الحمد لله، الكشف المبدأي لدكتور محمد كويس ودلوقت بردوا تمام
ثم حول نظره لنور
ملك / هي عاوزاني البس الطرحة في مشكلة عشان الجرح
عمر/ لا براحتها ولما تيجي الممرضه تغير علي الجرح تفكها، ولو عاوزة تقعدي كدا عشان تكوني مرتاحة اكتر براحتك انا منبه عليهم مفيش حد يجي الجناح دا غير الممرضات فقط
نور/ لا بردوا هكون مرتاحة وانا لبساه
عمر/ براحتك ياقلبي
صمت قليلا ثم اكمل
المهم في خبر لازم تعرفوه
وفاء/ خيير
عمر/  بدون الدخول في اي تفاصيل، حازم وهشام هنا في المستشفي
ملك / طيب وايه المشكلة ممكن يكونوا جاين يطمنوا علينا
عمر/ هما هنا مش عشانكم هما هنا عشان وصمت 
مديحة / عشان ايه ياعمر مالك
عمر/ هشام أخد رصاصة في كتفه وحازم في بطنه
كلهم في نفس الوقت وبذعر
_ ايه
ملك ببكاء/ أبيه ماله ياعمر هو كويس
روزا وضعها لا يقل عن ملك  /وهشام كويس
عمر/ اطمنوا الاتنين كويسين  ،جنبكم كل واخد في جناح
مديحة بشك / اضرب عليهم نار ازاي ياعمر وفين
عمر/ هتعرفي كل حاجة بس نطمن عليهم
ملك ببكاء وهي تفتح الباب وعلي استعداد للخروج
_ أنا مش هستني اعرف عاوزة اشوف أبيه
وورائها روزا وريم
وفاء/ مديحة مش وقته الكلام دا تعالي نطمن عليهم وبعدين نفهم حصل ايه
خرجت مديحة مع وفاء وعمر خلفهم و فرح  طلبوها في أمر بخصوص العمل
ظلت نور وحدها، كانت تحاول ان تحكم لفة الحجاب علي رأسها ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل وذلك لان يدها اليمني في الجبس وتستعمل اليسري فقط
نور / يا الله منك ياملك كنت لفيهالي قبل ماتروحي أعمل ايه دلوقت
اوقفها طرق الباب
نور/ أيوا لحظة
حاولت جاهدة أن تغطي شعرها، وتمنت بداخلها ان يكون الطارق ممرضة لتساعدها
سمعت طرق الباب مرة اخري، فسمحت بالدخول
نور/ اتفضل
وجدت حسام يدخل
حسام/ السلام عليكم
نور/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حسام/ عاملة ايه
نور/ الحمد لله
كانت نور تنظر الي الاسفل وتحاول احكام الطرحة علي قدر المستطاع، تفاجأت به يقترب منها
عندما وجدها علي هذا الوضع شعر بغيرة قاتلة بداخله من احتمالية ان يدخل عليها احداً غيره ويراها كذلك، اقترب منها و لف وجهه الي الجانب الاخر لم ينظر اليها وحاول ان يلف الحجاب
ثم جلس علي الكرسي المجاور للسرير، كانت هي في قمة خجلها وظهر ذلك من توترها وارتباكها والحمرة التي كست وجنتيها
حسام بغضب طفيف / ازاي تقعدي كدا انت في مستشفي مش البيت افرضي حد دخل
نور وهي ما زالت تنظر الي الاسفل
_ملك كانت بتعملهالي واول ما عرفت عن حازم جرت تطمن عليه،  وبعدين عمر قالي ان منبه ان مفيش حد يقرب من هنا غير الممرضات
حسام/ واقةفرضي في حد اجي يزورك زي ما أنا جيت
نظرت له / مش متعودة ان شخص مش متوقع زيارته يجي
حسام/ انا دخلت لك وانت في العناية واتكلمت معاكي شوية مسمعتيش اي حاجة من اللي قولتها
توترها زاد أكتر وقررت تلجأ الي المراوغة، ولكنه فهم ذلك من حركة صوابع يدها
نور/ يعني هسمع ازاي وانا في شبه غيبوبه مثلا
حسام / بس ارتباكك وحركة صوابع ايدك اللي دايما بتعمليها لما تحاولي تكذبي بتدل علي غير كدا
صمت قليلاً ثم أكمل
يانور متنسيش اني حافظك أكتر من نفسك
نور/ ليه
حسام/ ليه ايه
نور / مهتم أوي كدا بأدق التفاصيل
حسام/ عشان بحبك وبعشقك وبموت فيكي، ولا يوم ولا ساعة روحتي عن بالي ولا لحظة قل حبك في قلبي بالعكس كان بيزيد،  البعد كان بيقتلني أكتر مابيعذبك صدقيني
نظرت له وكأن السؤال التالي لم يحتاج مجهود لتنطق به، ففهم هو
حسام/ عارف هتقولي ايه بس كل حاجة في وقتها هتبان زي ما انا جاي أعرفك حاجة مهمة جدا وقررت اقولهالك قبل الكل ما يعرف عشان انت أغلي شخص في حياتي
نور/ حاجة ايه ، وبعدين ايه مبهدلك كدا وحازم وهشام حصل لهم ايه
حسام/ أنا مقدم في المخابرات العامة فرقة خاصة وحازم وهشام وعمر نفس رتبتي وكل واحد عنده فريق بيدربه وبيشتغل تحت ايده
نور/ نعم وشغلك، مش انت متخرج من كلية وبقيت كابتن طيران
حسام/ كل واحد فينا ابتدا شغل ظاهري لكن الباطن والاساسي اللي مكنش في حد يعرفه ودا لاننا بنفذ رغبة توحة ومحبناش انها تقلق علينا
نور/ حققت حلمك في النهاية
   **********      flash back **********
كانت نور تقف في البراندا الخاصة وبها وكذلك حسام في البراندا الخاصة بغرفته ويتحدثون
نور/ يعني أفهم بقي اخره الكلية الحربية واللي انت بتعمله دا ايه
حسام/ عاوز أبقي زي بابا وعمي، هما وصلوا لرتب عظيمة في سن صغير دا انجاز اتمني أوصله
نور/ مش عوزاك تبقي زيهم اختار اي شغل تاني بعيد عن دا من فضلك
حسام/ نور أنا حابب دا مش عشان هما كدا لاء عشان أنا حابب أكون كدا ودا يبقي كياني
بدأت تبكي
_ بابا كل يوم لما بينزل قلبي بيوجعني وبياخد روحي معاه لحد لما يرجع عاوزني أبقي كدا لما نتجوز
حسام بابتسامة / طيب يارب بس نتجوز بسرعة وملكيش دعوة بالباقي هنسيكي اي حاجة
نور/ بتكلم بجد ها
حسام/ عارف ياروحي انك بتخافي عليا، بس انا لو حاولت أشتغل اي حاجة مش هنجح، أنا عاوز كريري يبقي دا ومستقبل رسمه بالشكل دا ،بصي سيبي كل حاجة لوقتها واتأكدي مهما غبت وبعت هرجع تاني ،هرجع لاني هكون سايب روحي هنا وقلبي ومفيش حد بيمشي من غير روحه ولا ايه
           *************back*************
كانت تنظر له وهما يتذكرون سوياً
حسام/ مهما بعدت هرجع لقلبي وروحي
نظرت للاسفل ولم تستطع أن تمنع بكائها فابكت
حسام/ دموعك بتقتلني، وخصوصا اني مش عارف أمحيهم
اخد منديل من علبة المناديل الموضوعة أعلي الكمود واقترب منها وحاول أن يزيل دموعها وأكمل
_ مسك تلفونه واخذ يقلب في شئ ثم وضعه امام نظرها،  وجدت صورتها وهي بتضحك استغربت جدا فانظرت له
حسام/ شوفي كل الصور
أخذت تقلب في الصور
اكمل حسام كلامه / كنت بطلب من هشام يصور لي العيلة من غير مايخدوا بالهم لانهم وحشوني بس هو فهم أنا أقصد ايه فابقي يصورك من غير ماتعرفي، وانت بتاكلي وانت بترسمي وانت بتهزري مع عمر وفي تخرجك من ثانوي وفي تكريمك عندك صور كتير، لسه زي ما انت يانوري ماتغيرتيش، مكنتش بعرف أكنل غير بصورك دي
وهتلاقي كمان تسجيل صوتي افتحيه، فتحته وجدتت صوتها وهي بتقول
( نعم يافوفا) نظرت له باستغراب
حسام/ كنت بكلم توحة في يوم وسمعت فوفا بتنادي عليكي عملت تسجيل للمكالمة وبعدين قطعتها واحتفظت بصوتك انت بس عشان أسمعه دايما
زاد بكائها وضمت كفوف يدها الي وجهها
حسام/ ممكن متعيطيش، مش هعرف اشوفك كدا ومأخدكيش في حضني،  والله اطلب مأذون واتجوزك حالا عشان بس اعزف أحضنك
مسحت دموعها بالمنديل الورقي، ثم نظرت له
نور/ بعدت ليه، كان ممكن تحقق اللي عاوزة وانت هنا
حسام/ بعدت لاسباب كتير هتعرفيها مع الوقت لان صعب اقولها دلوقت، زي ما اجي الوقت المناسب عشان نكشف شغلنا الحقيقي هيجي الوقت المناسب واقولك كل حاجة
نور/ وامتي الوقت دا
حسام/ قريب جدا، تنهد ثم أكمل،  نور عايزك تثقي فيا وانا اوعدك هتعرفي كل حاجة بس شوية وقت بس ممكن
حركت رأسها بالموافقة
نور/ طيب وااايه احم يعني
حسام/ مترددة ليه ياقلبي قولي اللي انت عوزاه
نور/ ونيفين
حسام/ قولتلك قبل كدا انه شغل،  ابوها لوا في الداخليه وكان مشترك مع ناس بدخول وخروج أسلحة ومخدرات وحاجات تانية منها تجارة اعضاء كان طرف خيط لناس تانية، خطوبتي ليها عشان للهدف دا
نور/ ودا يخليها تبات عندك وتكون بالمنظر اللي شوفته دا
حسام/ هما شكوا فيا بسبب موقف فكانت عاوزة تدخل بيتي تفتش فيه وتتأكد ،وأقسم بالله ماحصل حاجة مستحيل أغضب ربنا يانور
نور بتريقة/ أه كنتم بتتفرجوا علي التلفزيون وهي بتفتش البيت وبس ظلماك انا
ضحك بسعادة لغيريتها عليه
_ لا ياقلبي، تنهد واكمل،  في حاجة كدا بنعملها في المواقف اللي زي دي حطيت لها منوم في العصير وأوهمتها ان حصل بينا حاجة بس، وبعدين أنا كنت هقتلها حازم وهشام منعوني بالعافية
نور/ ليه
حسام/ حاولت تأذيكي، ودي غلطة انا مستحيل اسامح فيها
نور/ الحادثة دي مدبرة
حسام/ عشان أنشغل فيكي ومروحش المهمة، وأول مخلصت المهمة هي لقت قوة محترمة عند بيتها بتقبض عليها،  لولا اني مابمدش ايدي علي واحدة ست كنت قتلتها
نور. وكانها محتاجة تسمع أكتر / كنت قتلتها ليه
حسام/ عشان حاولت تأذيكي،  انت متعرفيش لما كنت بين ايديا وشايفك بتنزفي كنت حاسس بايه روحي كانت بتطلع يانور
لم يجد منها رد، فأكمل
_ نور بالله عليكي انسي اللي فات وتعالي نتجوز ونعيش اللي فات مننا، ونعوضه بحاجات جميلة ماتتنسيش
نور بمرواغة/ أفكر
حسام بابتسامة/ براحتك، بس مش براحتك أوي يعني اخرك لما تخفي فاهمة
ابتسمت ولم تتحدث
حسام/ مسمحاني يانور
نور/ مش عارفة
حسام/ عارف ومتأكد ان قلبك دا عمره ما يعرف يقسي انت بس محتاجة وقت وكل حاجة هترجع واحسن من الاول
نور/ باذن الله،  هشام وحازم كويسين
حسام/ الحمد لله متقلقيش
ظلوا يتحدثون قليلا بعد
*********************
في غرفة حازم بعدما اطمئن عليه الجميع تركوه ليذهبوا الي هشام وظلت ريم معه
ريم ببكاء/ انت كويس
حازم/ واقفة بعيد ليه قربي
اقتربت منه، مسك يدها وجعلها تجلس امامه علي السرير، مسح دموعها باصبع الابهام
حازم/ ليه الدموع، انا كويس الحمد لله أهو
ظلت تبكي ،ضمها الي صدره
وكان الحال ذاته مع هشام وروزا مع. بعض المعاتبات
بعد قليل سمع حازم طرق الباب، فا ابتعدت ريم عنه ووقفت بجانب السرير
حازم/ بعدتي ليه
ريم/ الباب بيخبط
حازم/ وايه يعني هيكون مين يعني اكيد ملك
ثم اذن بالدخول
_اتفضل
دخل 2من اصدقائه في العمل  وائل وسمير
وائل / ايه يابطل كدا تقلقنا عليك
حازم/ الحمد لله عدت علي خير
حول نظره الي سمير وجده يقف وينظر الي الي ريم
حازم بغضب / في حاجة ياسمير
انتبه له / ها لا ابداً خمد الله علي سلامتك عامل ايه
حازم بنفس وتيرة غضبه/ الحمد لله اتفضل اقعد
ثم نظر لريم / خدي ملك والباقين وروحوا
حركت راسها بالايجاب خوفاً من نظراته، خرجت ولم تعرف مكان توحة والبقية كانت في حيرة من امرها فقررت أن تذهب لدكاورة منال حتي تطمئن علي الحمل بما انها متواجدة
*******************
بعد وقت في غرفة كشف
عمر كان يضمد جراح سمير
_ ياجبروتك يا اخي، عملت ايه خليت واحد عامل عملية زي دي يقوم يدشدشك كدا ها
سمير بوجع/ والله ماعملتله حاجة، كل الحكاية طلبت منه ايد اخته حتي اسأل وائل ،عمل فيا كدا خدني علي خوانة والله
حسام/ ملك ، عاوز تخطب ملك
سمير/ لاء التانية
حسام / تانية مين حازم معندوش اخوات غير ملك
سمير/ كانت معاه في الاوضة وقت ما دخلنا
عمر/ يخرب عقلك ياسمير، ومستغرب دشدشك ليه
سمير/ في ايه