الفصل الحادى عشر

106 8 0
                                    

غابت شمسنا الحبيبة  وأحل مكانها القمر بنوره المنعكس علي النيل في اروع منظر ممكن ان تراه عيناك 
كانت نور تجلس في البراند الخاصة بحجرتها
[البراندا الخاصة بنور يحيط بسورها أوانى زرع وورود وسلك رفيع من النور الخافت وكذلك حول باب البراندا الزجاجي وبها أرجيحة رتان الحديثة المعلقة  ]
كانت تجلس بداخل الأرجيحة وتشغل سماعات البلوتوث علي أغنية بدون موسيقي هي عندما تحب اغنية وتريد سماعها تدخل علي برنامج وتعدلها بدون موسيقي
كان بيدها الأيباد الخاص بها وترسم عليه قلب مكسور ومتفتت بداخله كقطع الزجاج وتسمع أغنية
{ يسألنى الليل أيا قمرى أتغيب حبيبى عن ناظرى
يسألنى فتفيض دموعى فى فجرى ونسيم السحرى ، يسألني فتفيض دموعي }
وقاطعها رنين هاتفها تركت الأيباد ونظرت اليه وجدتها ملك
_السلام عليكم ، ايوا الناس اللي اتمشت علي الكورنيش واكلت أيس كريم ودرة، رجعتي امتي
ملك / لسه يدوب غيرت هدومي،  بتعملى إيه
نور / قاعدة في البراندا برسم،
ملك / طب انا هعمل اتنين هوت شوكلت وتعالي براندا الريسبشن عاوزاكي
نور / في حاجة حصلت
ملك / مينفعش في التلفون
نور / تمام هخرج اهوه
وبالفعل خرجت نور لبراندا الريسبشن وماهي الا دقائق ودخلت ملك للبراندا الخاصة بشقتهم وبيدها كوبين أعطتها واحد
نور / ها،  مالك حصل حاجة
ملك / مش حاجة تقلق،  بس حاجة غريبة
نور بتساؤل / ايه
ملك / انا لما دخلت اغير هدومي عشان انزل مع أبيه دخلت علي اوضتي علي طول وبعدين وانا خارجة كنت راحة لاوضة ابيه حازم اقوله اني جهزت سمعت صوت في المطبخ قولت يمكن هو رجعت وكنت راحة للمطبخ لقيت الأوضة الصغيرة مفتوحة ببص لقيتها متنظفة ومترتبة ومنظمة وبعدين كملت للمطبخ ، شوفتها واقفة بتعمل قهوة في ماكينة الاسبريسوا
نور باستغراب / وهي تعرف تشغل الاسبريسوا
ملك / مش عارفة انا استغربت بردوا،  بس لما لجي ابيه ولفت عشان تعطيه القهوة لقيت وشها احمر وعليه علامة صوابع إيد
نور بصدمة / معقول اخوكي مد ايده عليها
ملك / مش عارفة،  بس كانت بتبص للارض ومرفعتش وشها غير لما عرفها عليا بصت لي وابتسمت ورجعت لوضعها تاني
نور / وبتنام علي ايه في الاوضة
ملك / فاكرة السرير بتاعي الصغير اللي غيرته علي دخول الكلية
نور / أه
ملك / هي بتنام عليه ظبطت مكانه وكمان الچيزلونج القديم
نور / وهو مقعدهاش في اوضة الضيوف ليه علي الاقل ليها حمامها الخاص
ملك / مش عارفة
نور / لو عايزة تاخد شاور هتعمل ايه،  دا الحمام الخارجي مجهز للضيوف مينفعش
ملك / معرفش بقي
نور / اخوكي ليه قاسي كدا وبيعمل فيها كل دا ليه،  اللي زي دا بتصرفاته ميعرفش يعني ايه حب لو هي حب عمره فعلا كان غفرلها اي حاجة او علي الاقل اتعامل معاها افضل من كدا
ملك بنرفزة / لا يا نور حازم مش قاسي هو بيظهر كدا للناس لكن هو حنية الدنيا فيه،  واه كان بيعشقها انت لو كنت شوفتي حالته كانت ازاي بعد معرف انها اتجوزت واللي حصل يوم جوازها هو مفرقش معاه الفلوس اللي دفعها قد صدمته فيهاكان اول مرة اشوفه كدا بس حسيت بيه حطي نفسك مكانه حب عمرك اللي عيشتي عمرك كله علي ذكراه وحبه ووفية ليه فجأة يبقي كدا صعب يانور عنده حق يكرها ويعاملها كدا وبعد البلاوي اللي سمعناها عنها كمان
نظرت لها نور قليلا ولم تتحدث ومسكت مج الهوت شوكلت وظلت تحتسيه وكانت تنظر لنجوم السما والقمر
شعرت ملك بذلة لسانها لنور
ملك / نور أنا أنا أسفة مقصدش. والله بس
نور بهدوء / مفيش حاجة ياقلبي وعارفة انك بتتكلمي عن حازم وريم متقصديش حاجة تانية بس هقولك نصيحة ان بعض الظن اثم،  هي لو كانت وحشة مكنتش سكتت علي معاملته دي وخصوصا انك بتقولي شبه مد ايده عليها، ايه يخليها تسكت…  الله اعلم الحقيقة فين
ملك / كلام صح بس ……… الله أعلم بلاش نتكلم احسن في الموضوع دا
نور / انما انت واقفة تحكي وتتكلمي بقلب جامد مش خايفة اخوكي يدخل البراندا فجأة
ملك / لاء هو مش هنا،  واحنا طالعين لقى عمر وهشام نازلين بسرعة،  كان في مشكلة عند عمر في المستشفى وراح معاهم
نور / مشكلة ايه
ملك / مش عارفة نبقي نعرف منهم
*****************
أوقف عمر سيارته أمام باب المستشفي بشكل فوضوى ودخل من الباب الرئيسي وكان خلفه ببعض خطوات هشام وحازم،  أتوا معه للاطمئنان علي الأوضاع من بعد ما جائه هاتف بضرورة حضوره المستشفي لوجود مشكلة وشخص بحوذته سلاح
دخل الي الاستقبال وكله غضب،  وجد حاجة من الفوضي في المستشفي وجاءت اليه ممرضة مسرعة، كان حينها وصل هشام وحازم بجانبه
الممرضة / الحق يا دكتور عمر
عمر / ايه اللي حصل
الممرضة / في واحد تبع ناس فوق اجي واتهجم عليهم
عمر بزعيق / وعرف رقم الغرفة منين
الممرضة / من الاستقبال
عمر بعصبية وبعلو صوته/ نعم،  فين الموظفين المسؤلين في الاستقبال 
جاء اليه رجل وامرأة وواضح علي ملامحهم الخوف
نظر لهم عمر نظرة ارعبتهم / أي حد معدي من الشارع يقول انا قريبهم ندخله،  هو مفيش نظام وقوانين
الرجل / والله يادكتور عمر قال انه ابن اخو وشفت البطاقة واتاكدت من كلامه فبلغته برقم الجناح بناءاً على دا
عمر / آه وايه اللي حصل بقي
الممرضة / طلع فوق يا دكتور واتهجم عليهم ولما بنت المريض استنجدت بحد في الممر طلع سلاح أبيض (مطوة)  وحطه علي رقبتها وهدد الكل
عمر / بتقول ايه وفين الأمن انتوا بتعملوا ايه هنا بتلعبوا، الجناح رقم كام
قالها وهو يدخل الي الاسانسير هو والممرضة وحازم وهشام
الممرضة / جناح رقم 311
نظر لها عمر بصدمة بعدما ضغط علي رقم الدور وجحظت عيناه تكاد تخرج من مكانها
_ قولتي كام
الممرضة بخوف وتردد / 311
عمر بعصبية شديدة / انتوا ليلتكم سودا
والتف الي هشام وحازم
_ حد فيكم معاه سلاح
هشام / لاء انا متصورتش ان المشكلة كدا
حازم /وانا كنت مع ملك بس معايا واخد في العربية، وبعدين فين الأمن
هشام/ ازاي كل دا يحصل والامن مدخلش
الممرضة / بيهدد يقتل البنت
وصل الاسانسير الي الدور ، خرج عمر مسرعا ثم جري باتجاه الجناح وخلفه الباقى
وعندما اقترب وجد الأمن يقفون وامام باب الجناح يقف شخص يحمل سلاح ويضعه علي رقبة فرح ويحيطها بيده الاخرى والأمن يتفاوض معه
الشخص ويدعي اسماعيل / قولتلكم هنزل وهي معايا
اعتدال والدتها ببكاء  / يابني حرام عليك  سيبنا في حالنا بقي،  عاوزة منها ايه، مكفاية اللي عملته فيها
اسماعيل / هنزل بيها يعني هنزل بيها وهكتب الكتاب ومفيش مخلوق هيقدر يمنعني
تدخل عمر ووقف أمامه بهيبته المعهودة
_ انا همنعك ووريني بقي هتنزل بيها ازاي
اسماعيل بفظاظة ويشهر بيده السلاح باتجاه عمر
_ ومين دا كمان واحد نفسه امه تترحم عليه
عمر / لا واحد نفسه امك انت تترحم عليك المس شعره منها وهندمك الباقي من حياتك
وهنا ظهر الحاج فوزي ممسكا بباب الجناح وياخذ نفسه بصعوبة
فوزي. وهو يتحدث بصعوبة / ياا ك لب اابعد عنها
اسماعيل باستفزاز / ههههه وريني هتعمل ايه،  اقولك، أهو
وقام بجرح فرح في يدها اليمني من اسفل الكتف حتي الكوع بشق طولي
حينها لم يتمالك عمر اعصابه الا يكفي دموعها التي تشعل في قلبه نارُ
كانت صراخاتها ودموعها تجعل في حالة الا يري غيرها تجعله يريد ان يحتضنها ويخبئها من العالم بأسره
نظر خلف المدعى اسماعيل وجد حازم يسير ببطء وفي نفس اللحظة أخذ هشام المسدس الناري من احد افراد الأمن ويصوبه ناحية رأس اسماعيل
كانوا يتمهلون في التصرف حتي لايؤذيها ولكن عند هذه النقطة وفاض الامر صبراً لم يتمهل عمر ثانية واحدة وفي اقل من غمضة عين كان جري خطوتين ونط باحدي قدميه علي الحائط وضربه في راسه بالقدم الاخري،  حينما وقع انقض عليه حازم يمنع حركته وتحرك عمر ناحية فرح حتي يري اصابتها،  وجدها منهارة وتبكي بشدة وتنظر الي والدها الفاقد للوعي ووالدتها بجانبه تبكي
أمر هشام الامن بالتحفظ علي اسماعيل
وامر عمر فريق طبي بالاهتمام بوالدها فوزي،  وحملها وذهب بها الي غرفة الكشف الخاصة به وترافقه ممرضة
وضعه برفق علي سرير الكشف وهي في حالة انهيار
فرح بانهيار وبكاء وصراخ وتتحرك بشكل فوضوى
_ سيبوني انا عاوزة أشوف بابا،  سيبوني
بابا … باااباااا
كان عمر يحاول أن يؤيد حركتها فتكلم مع الممرضة بصراخ
_هاتى لي حقنة مهدئ(……………) بسرعة
الممرضة / حاضر يادكتور
احضرتك له الحقنة من دولاب الادوات الطبية والادوية و أعطته الحقنة
لم تكن في استطاعت الممرضة ان تتحكم في حركة وتثبت يدها،  فاضطر عمر أنا يثبتها حتي تقوم الممرضة باعطائها المهدئ
وعندما هدئت وشبه نامت كانت بين اليقظة والنوم وعمر ينظر اليها بقلب يتقطع الي أشلاء وكلما نظر الي جرحها يريد ان يفتك بذلك الشخص المدعوا اسماعيل تحدث الي الممرضة وهو ما زال ينظر اليها
عمر / حضرلي ادوات الخياطة بسرعة
ثم قطع كم البلوزة حتي يري الجرح بوضوح وطهر الجرح وقام بخياطته
نظر اليها قليلا وهو ينزع القفازات الطبية ثم تحدث الي الممرضة
عمر / بلغيهم عاوز سرير يكون في جناح الاستاذ فوزي حالا جنب سريره
الممرضة / حاضر يادكتور
وذهبت الممرضة
نظر الي ملابسه كان لونها احمر بسبب دم الذي نزفته وهو حاملها ذهب الي غرفة المكتب حتي يبدلها بالاحتياط الذي يضعه دائما في مكتبه لضرورة القصوي والطوارئ ان أمكن
وقف أمام دولاب صغير في جانب الغرفة
خلع قميص وأصبح ببنطاله فقط وجد الباب يفتح وكان حازم وهشام
هشام ممازحا / عم الحبيب
وكاد ان يكمل كلامه أطلق شهقة بشكل كوميدي
_ ايه دا أنا جيت في وقت مش مناسب ولا إيه
عمر متأففا ويغلق ازار قميصه ويذهب حتي يجلس علي الاريكة
_ مش فايق لاستظرافك،  خف ياعم
جلس هشام بجانبه وتحدث بنبره مرح
_ ليه كدا بس مش اطمنت علي المزة ، مكتش جرح دا
قاطعه حازم / هشام سيبك من الهزار دلوقت
ثم وجه حديثة لعمر
_ هتبلغ قسم الشرطة ياعمر،  الامن متحفظ عليه
رفع عمر انظاره له وبكل غضب
_ مش قبل مربيه
حازم. بخبث/ وتربيه ليه،  إن كان علي دخوله المستشفي بالهمجية دي فقدم فيه بلاغ والموضوع انتهي
هشام ممازحا /  لا ياعم مستشفي ايه،  مشفتوش وهو بيقول نعم للممرضة وهي بتبلغه برقم الجناح
حازم بابتسامة / ولا لما شافه حاطط السكينة علي رقبتها وبيقوله المس شعره منها وهندمك الباقي من عمرك
هشام بضحك ويغمز بعيناه / ايه الحوار ليكون الصنارة غمزت واجت اللي وقعت علي جدور رقبتك
عمر بتمثيل العصبية ووقف / لا بقولكوا ايه هتحفلوا عليا مفيش حاجة من اللي في دماغكم دي،  دا بس عشان ملهمش حد وبعدين جوا المستشفي بتاعتي فمسؤليتي
طرق الباب فسمح عمر بالدخول وكانت الممرضة
_ دكتور عمر دخلنا سرير في جناح استاذ فوزي وجيبنا ترولي عشان ننقلها للجناح
عمر / مش عاوز أي ممرض يدخل،  دخلي انت الترولي وانا داخل جوا
الممرضة / حاضر يا دكتور
هشام بضحك / قال ايه مفيش حاجة من اللي في دماغنا،  دا بيغير ياعم
ضحك حازم بصوت عالي وكذلك هشام اما عمر ذهب متأفأفاً منهم دخل الي غرفة الكشف مرة أخري نظر اليها بضع دقائق ، دخلت الممرضة بالترولي،  حملها عمر ووضعها عليه برفق وقام بتغطيتها بالملاءة حتي لايري أحد كتفعا العاري
ثم قام بتوصيلها الي الجناح المخصص لوالدها ووضعها برفق علي السرير أمر الممرضة بتركيب المحلول لها
اعتدال بلهفة / طمني عليها بالله عليك يا دكتور
عمر بابتسامة / متقلقيش ياست الكل هي بخير الحند لله عطيها بس مهدئ وعلي الصبح هتفوق ممكن اطمن علي استاذ فوزي
وعندما كشف عليه تحدث اليها وهو يعطيها كارد
عمر بابتسامة / دا كارد فيه كل تلفوناتي وتلفون المحمول الخاص بيا ان احتجتي اي حاجة اطلبيني في اي وقت تحت امرك، وانا اتعمدت انها تكون هنا عشان تبقي مطمنة اكتر عليها
اعتدال / ربنا يباركلك تسلم يارب
عمر / عن اذنك اسيبك تستريحي ومتقلقيش في حراسة هتكون برا للامن وتحت خدمتكم
شكرته اعتدال وذهب عمر

 عشقى وقدرى (بقلم منار جمال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن