عشقى وقدرى (بقلم منار جمال)

الفصل 13

جلس بتعب واضح علي ملامحه أثر كثرة العمليات التي قام بها اليوم فرن هاتفه المحمول نظر اليه بطرف عينه ثم اعتدل في جلسته وأمسك به وأجاب ،كان هشام المتصل
عُمر / السلام عليكم
……………………………
عُمر/ أنا لسه مخلص شغل حالا وكنت بستريح شوية قبل مروح
……………………………
عٌمر/ تمام هاخد شور وأطلع لكم سلام

ثم وقف وأخذ چاكت بدلته علي يده وأمسك حقيبة متوسطة الحجم كحقيبة الهدايا وخرج وكان ذاهب باتجاه حجرة( ملاكه البريئ)
وقبل أن يصل الي الغرفة ببضع خطوات وجد والدتها (اعتدال) تخرج، فعندما رأت عمر
اعتدال / دكتور عُمر اتفضل
عُمر / أخبار الاستاذ فوزي والانسة فرح ايه
اعتدال / الحمد لله أحسن ،  أخدوا الادوية وناموا
عُمر / حضرتك كنت رايحة فين ، محتاجة حاجة وانا ابعت حد يجبهالك
اعتدال ببتسامة / تسلم ، أنا كنت هجيب شاي من الكافتريا
عُمر / تسمحيلي أشرب معاكي في الكافتريا
اعتدال / ياخبر طبعا
عُمر / اتفضلى
*فى الكافتريا *
كانت اعتدال تجلس وعُمر يحضر كوبين الشاي
وضع أمامها ااكوب الخاص بها وجلس مقابلها
عُمر / اتفضلى
اعتدال / شكراً يادكتور
عُمر / انتوا منين
اعتدال / من اسكندرية
عُمر / وفي حد يسيب اسكندرية ببحرها وجوها ويجي القاهرة وسط الزحمة
اعتدال بملامح يظهر عليها الحزن / هنقول ايه حكم القوي والظروف حكمت
عُمر / والظروف دي خاصة بالاستاذ اللي كان هنا من يومين
نظرت له اعتدال ثواني فأكمل عُمر
_ اعذريني علي تطفلي مقصدش حاجة أنا بس كنت حابب أساعد لو في امكاني
اعتدال / لا يادكتور مش تطفل منك بالعكس انا مقدرة جداً اهتمامك بينا من اول مدخلنا هنا ربنا يباركلك بس
أخذن نفس كبير واخرجته ببطء واكملت
_ فوزي مدير بنك متقاعد طلع علي المعاش من سنة واحنا عايشين علي المعاش مكفينا والحمد لله، دا غير في عمارة ورث بينه وبين اخوه والايجار كان بيتقسم بينهم،  فرح بنتى الوحيدة ربنا مرزقنيش بغيرها، متتصورش هى ايه عند فوزى دنيته كلها دايما بيعاملها كأنها حاجة نادرة ويخاف عليها تتكسر وهى كمان عالمها كله أنا وباباها،  كانت شخصية مرحة جداً ومتفائلة تقلب أي قعدة لضحك وهزار كانت نسمة للبيت لحد ما
توقفت عن الكلام وبدأت الدموع تتكون بين جفونها
عُمر. وهو يعطيها منديلًا ورقياً/ أطلبلك عصير لمون
اعتدال وهي تمسح دموعها / لا لا متشكرة جداً
عُمر وهو يحثها على الحديث / ايه اللي حصل بعدين
اعتدال / زي مقولتلك فوزي بيخاف عليها من الهوا الطاير ودايما كان بيرفض عرسان كتير بيتقدموا لها كان عاوز حد يتقي ربما فيها ويعاملها زي ما هو فضل طول عمره يعاملها،  في يوم اخوه طلب ايدها لابنه، هي مكنش ليها اختلاطه بيه كتير لانهم ساكنين بعيد عننا،  بس فوزي قال مش هأمن لحد غريب علي بنتي ابن أخوي من دمي واكيد هيحطها في عينيه والاهم انها هتسكن قريب مننا،  وهي عشان بتوافق علي اي قرار فوزي ياخده لانها عارفة انه لمصلحتها وافقت،  يعني تقدر تقول جواز صالونات، حاولت اتكلم معاها لو عاوزة ترفض تقول وانا اتكلم مع فوزي قالتلي وليه تحرجي بابا مع عمي اكيد هحبه بعد الجواز
واتجوزوا في فترة صغيرة جداً،  كان عمها مجهز كل حاجة استغربنا في الاول بس قلنا يمكن مجهز ابنه من زمان ، بعد الفرح مخلص فوزي وصاه عليها كتيير لو تسمع رده عليه كنت تحس انه هيعيشها ملكة من كلامه أتريه بيعمل لنا من البحر طحينة
روحتلها أطمن عليها في الصباحية،  لقيتها مطفية ووشها متغير حاولت أتكلم معاها رفضت قلت يمكن عشان بطبعها خجولة ودي حياة جديدة عليها وكدا حتي باباها مكنتش بتبص في عينه بتبص في الارض هو كمان قال يمكن مكسوفة ولا حاجة
عدى اسبوع ومكتلمتش خالص ولا مكالمة ولما بتصل أنا ألاقي صوتها فيه بحة عياط أسألها تقولي وحشتوني بس مفيش حاجة عزمناهم عندنا
لقينا واحدة تانية غير فرح بنتي واحدة مطفية حزينة مكسورة،  دي فرح المرحة اللي دايما ضحك وهزار،  فوزي حاول يتكلم معاها علي كلمة مفيش حاجة حاولت أنا نفس الكلمة تقولهالي
عدى شهر وفوزي هيتجنن علي بنته حتي انه اتكلم مع سمير ابن اخوه قاله أبداً ياعمي دي فوق راسي دي مش عارفة ايه وسرح بيه بالكلام
في يوم قررنا نزورهم من غير منعطيهم خبر واقفين ادام الباب ولسه هنضرب الجرس سمعناه بيضربها فوزي اتجنن ضرب الجرس وكان بيخبط علي الباب بجنون فتح له دخل من غير ولا كلمة يدور عليها وأنا وراه دخلنا الاوضة لقيناها متبهدلة
وهنا لم تستطع أن تتحدث وبكت بكاء شديد
فحاول عُمر أن ينهى الحديث مؤقتاً
_ أنا أسف ان فتحت موضوع زي دا معاكي مكنتش اعرف انه هيفتح ذكريات مؤلمة بالنسبالك خلاص مش لازم تكمل بعدين
اعتدال / سيبنى أكمل يمكن لما أتكلم مع حد واخرج اللي جوايا ارتاح شوية
عُمر / اتفضلي سامعك
اعتدال / الهدوم متقطعة عليها وشعرها متبهدل وعلامات الضرب علي وشها وجسمها كلها جريت عليها اخدت الروب من علي الكرسي وسترتها وفوزي من الصدمة واقف مكانه يبصلها ودموعه نازلة واول كلمة قالها جهزيها هناخدها وننزل وخرج وقفل الباب وراه،  لبستها واخدتها وخرجت لقيت سمير قاعد يقلف قصص وحكايات لعمه عشان يصدقه وميخدهاش بس فوزي كان رافض يسمع اي حاجة منه كان عاوز يفهم من بنته اول سندناها ورجعنا البيت وعدي يومين بس من أفظع الايام اللي عدت علينا فرح مبتتكلمش نهائي ومنعت الاكل و تصحي من النوم مفزوعة استشارنا دكتورة نفسية كانت معرفة إجت البيت وحاولت تتكلم معاها في الاول مكنش فيه نتيجة وبعدين بدأت تستجيب واول متكلمت كانت صدمة لينا كلنا
هو طلع عنده مشكلة وكان كل ميحاول ويفشل يضرب فيها وكان بيبهدلها بطرق مقرفة زيه
ولما فوزي واجهه قاله ان فرح مريضة نفسية وبتلهوس وتقول كلام محصلش قاله ازي لسه بنت قاله هي اللي رفضت المسها وانا مرتدش اجبرها ويوم مروحني لهم هي اللي عملت كدا في نفسها
فوزي اتخانق معاه هو وابوه وقاله يطلقها رفضوا فهددهم انه هيرفع قضيةطلاق وبشهادة الجيران هيكسبها لانهم كانوا بيسمعوه بيضربها وببهدلها
خافوا من الفضيحة وان موضوع ابنه يتعرف فطلقها بس بمقابل تتنازل عن كل حقوقها وكمان هو مياخدش نصيبه من الايجار فوزي وافق مقابل ان يخلصها هو ميهموش غيرها وبعد مطلقت وبدأت تتحسن حاول يتكلم ان يرجع وهتعالج وهعمل واعمل فوزي رفض،  بقي يتعرضلها في الشارع ويهددها انه هيشوه وشها، عاوز يرجعها علي الاقل هتسكت لان لو اتجوز احتمال يتفضح ويتعرف حكايته
قرر فوزي ننقل القاهرة وهنا يدور علي اي شغل قصاد المعاش وبعد مجهزنا ونزلين نركب العربية أخوه وابنه نشر خبر في كل الشارع ان فرح مكنتش بنت وهو كان ساتر عليها واننا هربانين من الفضيحة فرح انهارت وفوزي اتخانق مع اخوه وركبنا ومشينا كان طول الطريق مبيتكلمش واول موصلنا هنا وقع من طوله وبقيت الحكاية انت عارفها
عُمر / ومفيش حد كان عارف يوقف الكلب دا عند حده
اعتدال / احنا يابني في حالنا دايما وملناش علاقة بحد، خفنا علي بنتنا ليأذيهابجد
عُمر / متقلقيش ياست الكل هو معتدش هيتعرض لكم وهنا أمان والشقة اللي جبتهالك هو ميعرفش يقرب منها
اعتدال / تسلم يابني ربنا يباركلك،  هو انت عملت فيه ايه
عُمر بشبه ابتسامة بما فعله به / سلمته للشرطة طبعاً
اعتدال / عطلتلك ودوشتك بكلامي وحكايتي
عُمر / أبداً والله متقوليش كدا مش معتبرانى ابنك ولا ايه
اعتدال / يشرفني ياحبيبي انك تعتبرني امك
عُمر بابتسامة وهو يتناول بيده الحقيبة / وبما انك بتعتبريني ابنك وحضرتك أمي ممكن تقبلي مني الهدية البسيطة دي
اعتدال / ايه دا
عُمر / دي بلوزة للانسة فرح بدل اللي اتقطعت
اعتدال / شكرا جدا بس احنا معانا شنط الهدوم ملوش لازمة تتعب نفسك
عمر / يعني هتكسفيني ومش هتقبليها
اعتدال / بس
قاطعها عمر / مبسش بصي ياست الكل انا اترببت ان اراعي ربنا في كل تعاملاتي وان اللي هرضاه علي اخواتي ارضاه علي بنات الناس فدي هدية بسيطة من ابنك وبقدمها لحضرتك وكنت ناوي اقدمها لاستاذ فوزي بس قبلتك انت
اعتدال بابتسامة / هدية مقبولة وتسلم ياحبيبي علي تعبك معانا
عمر / ولا تعب ولا حاجة تعبك راحة صدقيني،  ممكن بس رجاء
اعتدال / اتفضل
عنر / متعرفيش استاذ فوزي والانسة فرح انك حكتيلي حاجة عشان ميكنش في حساسية في التعامل بس والله
اعتدال / تمام وانا مكنتش هقول انا اعتبرتها فضفة لابني
عمر وهو يقبل يدها / تسلمي ياست الكل
اعتدال / عن اذنك هطلع لتكون فرح صحيت وهتتخض من وقت اللي حصل وهي مبتعرفش تتعامل مع حد
عمر / باذن الله هتكون افضل،  اتفضلي حضرتك وانا كمان هروح
*********************
وعند خروجه من المستشفي وجد ثلاثة عربات اسعاف تدخل وبها مصابين في حالة حرجة أثر حادث فعاد مرة أخري للداخل لاستقبالهم وللعمليات الخطيرة
بينما اعتدال عندما دخلت الي الحجرة وجدت فرح وفوزي استيقظوا وعلي وجههم القلق
فرح بلهفة / كنت فين ياماما خضتيني عليكي
اعتدال بابتسامة هادئة / متخافيش ياقلبي كنت في الكافتريا بجيب شاي
فوزي / فرح قلقت وصحتني من خوفها عليكي،
امال فين الشاي مجبتيش
اعتدال / لا الدكتور عمر طلب نشربه هناك فوفقت
ضيق فوزي عينيه باستغراب / ليه هو في حاجة وايه اللي في ايدك دا
اعتدال بابتسامة ونظرها لايفارق فرح وضعت الحقيبة علي طرف سريرها وجلست بجانبها
_ دا ياسيدي هدية صغيرة كدا من دكتور عمر لفرح،  كان عاوز يقدمهالك بس انا قولتله انك نايم قدمهالي أنا
فرح / وايه المناسبة ياماما
فوزي / استني يافرح،  هو مقالكيش جايبلها هدية ليه
مدت اعتدال يدها بداخل الحقيبة وأخذت البلوزة وقلبت فيها لكل الاتجاهات حتي يروها
اعتدال / الله زوقه جميل ، هادية وسمبل
فوزي / اعتدال،  ردي عليا ازاي تقبليها منه
اعتدال / واحد زوق جدا معانا وفي استعداد لاي خدمة لينا، وعمال يقولك اعتبرني ابنك وانت في مقام امي ورفض اننا ندفع حساب المستشفي وهيشوف لنا شقة،  قمة الذوق ارفض انا منه هدية ليه
فوزي / وتقبليها ليه،  كل جمايله دي مسيري هردها بس بنتي عندها هدوم تكفيها وزيادة
اعتدال / انت مكبر الموضوع ليه يافوزي،  هو قالها صريحة (أنا عندي اخوات بنات واللي ارضاه ليهم ارضاه لغيرهم وانه اتربي علي ان يتقي الله في كل معاملاته)  وبعدين لو هو مبيفهمش في الاصول مكنش ناوي يقدمهالك انت ولما قلتله نايم قدمها لي انا لو هو شخص مش كويس كان عطهالها هي بشكل مش مباشر
فوزي / قصد كلامك انه بيعتبرها زي اخته
اعتدال بابتسامة / يمكن مع ان مظنش
كل ذلك تحت متابعة فرح للكلام بدون تدخل منها
جواها مشاعر متضاربة وملاحظة تصرفاته معاهم ونظراته القليلة التي تعد علي اصابع اليد لها ولكن لم توهم نفسها بشئ يكفيها ما حدث لها ليست كاملة داخليا بها شروخ تحمل من صفحات الماضي كثيراً وليست مستعدة لتخوض أي تجربة من أي نوع نفضت ذلك عن رأسها واستأذنت منهم للدخول الي الحمام وعندما اختفت من امام ناظريهم
اعتدال بجدية / في ايه يافوزي،  هو شكله معجب بيها،  ولحد دلوقت بيتعامل بالاصول وهو شكله ابن ناس واخلاق
فوزي / وتفتكري فرح ممكن تدخل في تجربة زي دي تاني دي لسه مفقتش من الاولي
اعتدال وهي تربط علي يده / سيب كل حاجة تمشي زي مهي محدش عارف الخير فين واكيد ربنا كاتب الاحسن
فوزي / ونعمة بالله
********************
كان الوقت تعدي منتصف الليل،  وكان عمر قد انهكه التعب فعلياً حمل الچاكت الخاص به علي ذراعه وخرج من المستشفي باتجاه سيارته فتح باب السائق وانتابه شعور قوى ان ينظر الي نافذة غرفتها قبل أن يذهب
******
حينها اقنعت فرح والدتها أن تتمدت قليلا علي السرير لان نامت كثيراً ولا ترغب في النوم حاليا وعندما غفى والدها ووالزتها فتحت النافذة حتي تستنشق بعض الهواء
كانت تنظر الي القمر وجماله وصفائه وتذكرت كم كانت تشبهه في صفائه ولكن انطفئت كان تتذكر ما كانت عليه وكيف كانت شخصية مرحة وتحب الخياة وكيف أصبحت الأن مر عليها كثيراً من المشاهد التي كفية بجعلها تبكي علي سوء حظها وليست تعلم أن عوض ربنا ليها علي صبرها وما تحمتله قريب ، فليس كل ما نعتقده أنه النهاية بالنسبة لنا يكون بالفعل نعاية المطاف ولكن يأتي الينا العوض المكافأة علي صبرنا وقوة تحملنا فما هو الا اختبار ودرس نتعلم منه الكثير في حياتنا
مدت يدها تمسح دموعها فنظرت الي الاسفل تلقائيا وجدته يقف بجانب سيارته والباب مفتوح كان علي وشك دخولها كان ينظر لها بابتسامة صافية من براه يجزم أنها تبنع من قلبه نظرت اليه وتبدلت احزانها الي شئ أخر لم تدركه حتي الان
ولكن هناك سؤال يحيرها لماذا يفعل معهم كل هذا؟  هي ليست جيدة في قراءة الاخرين ودائما تنخدع بهم ولكن أغداً افضل أم ماذا دقائق مرت عليهم وهما ينظرون الي عيون بعضهم البعض ثم رفع يده أدي لها تحيه من نوع خاص لم تفهمها أو تعمدت ان تتجاهلها
فهو وضع كف يده الايمن علي قلبه وقال
( تصبح أهلي وكل ما أملك يا ملاكى) 
ثم ركب سيارته ورحل وترك قلبه معها يشغل بالها وتفكيرها
قفلت النافذة ودخلت ذهبت باتجاه الاريكة وامسكت بالبلوزة لم تنكر أن أعجبها زوقه كثيراً، ولكن استوقفها رائحة عطر جذابة جداً،  أخذت تستنشق البلوزة فهي أحبت هذا العطر المميز الجذاب ولكن لم تتذكر أين استنشقته ثانياً أخذها التفكير بعيداً حتي غفت وبين أحضانها البلوزة

#للحديث بقية
#عشقي وقدري
بقلم منار جمال