الفصل 30

194 10 4
                                    

هل ما يُكسر يعود كما كان؟  وخصوصاً لو كان قلب! 
قلب ، عشق وأحب وتمني،  قلب كان يحركه مشاعر وأحاسيس
هل من الممكن ان يعود هذا القلب بعد كسره؟ 
ويا ليتها مرة. ولكنه كُسر مئات المرات
أصبح غارقً في بحور الظلام المهلك ، عندما لم يجد مأوى له وسط النور
****************
كانت لحظة ولكن تساوي عدة سنين، سنين من الذكريات والقهر والظلم، سنين صبر وحرمان
كانت لحظة حطمت أخر شعاع نور بداخل ريم
هي لم تراهم حينها ولكن رأت سنين مرت بها تحت جبروت جليلة، تحملت لاجل سبب لا يعلمه الا هي
وأخيراً وجدت إجابة سؤالها، كانت دائما تسأل ذاتها لما هذه المعاملة الجافة المصاحبة بشئ من الكره؟ 
الأن عرفت السبب، ولكن هل صدق عنها ذلك ؟
هل حبيب القلب والفؤاد صدق؟
**************
استسلمت للظلام الذي حاوطها وقبل أن تفقد وعيها نهائي رأت طيفه يحاوطها ويتلهف عليها من طريقة منادته لها
حاوط خصرها بيده حتي لا ترتطم علي الارض وتتأذي وظل ينادي عليها
حازم بلهفة/ ريم، فوقي متغمضيش عينك ريم ردي عليا
اقترب سريعاً عمر منه أمسك يدها ليري نبضها وفتح عينيها
عمر/ حازم نزلها الاوضة بسرعة وأنا هجيب أدوية والسماعة وجهاز الضغط وجاي حالا
حملها حازم سريعا ونزل بيها لحجرتهم وخلفه مديحة ووفاء ونور وروزا وفرح بينما حسام وهشام وقفوا جانباً لانتظارهم
وظلت ملك واقفة مكانها لم يتحرك إنشاً واحد منها ولا حتي رمش عينها تنظر إلي مكان وقوع ريم بصدمة، دموعها تنزل علي وجنتها بغزارة
اقترب منها هشام وكأنه شعر بها
_ملوكة
نظرت له بشرود ، فأكمل
_ ليه واقفة كدا، تعالي انزلي معاهم تحت اطمني عليها
ظلت تنظر له وتبكي بصمت
_هي هتبقي كويسة باذن الله، تعالي يالا انزلي معاهم
تحركت أخيراً، وفعلت ما قاله لها
*****************
كان عمر في المكان الذي خصصه كصيدلية صغيرة للطوارئ
فأتي حازم وقفل الباب خلفه
نظر له عمر/ حازم في ايه
حارم/ في حاجة لازم تعرفها قبل متعطي لريم أي دوا،  وتوحة قاعدة جنبها فا مش هعرف أقولك
عمر باستغراب / تقولي إيه
بعد لحظات
عمر/ نعم،  انت بتقول ايه وعرفت ازاى
حازم/ هي مكنتش عاوزة حد يعرف، وطلبت من دكتورة منال متقولش لحد ولا ليك، أنا روحت لها وضغط عليها عشان تقولي
عمر/ العلاج اللي بتاخده للقلب معاها
حازم/ أيوا هحاول أجيبهولك من غير توحة ما تاخد بالها
عمر/ تمام يالا بينا
********************
بعد بعض الوقت، في الممر الفاصل بين الغرف وبعضها وبالتحديد امام غرفة حازم وريم
مديحة / طمني عليها ياعمر
عمر/ متقلقيش هي كويسة، الضغط كان عالي جدا، ركبت لها محلول وباذن الله بكرا الصبح هتكون كويسة
وفاء/ والبيبي حصله حاجة
عمر/ لا بخير الحمد لله،  بس لازم الضغط ينزل للمعدل الطبيعي
مديحة/ نزيف الأنف نتيجة علو الضغط
عمر/ للاسف
تقدمت مديحة باتجاه ملك، الواقفة كالتمثال،وتحدثت معها بعصبيه و حزم لأول مرة
_ ليه تفتحي الموضوع دا وتتكلمي فيه دلوقت، اعطيني سبب واحد، عجبك حالتها دي، موضوع اتقفل من زمان ،ليه
وقف بينهم حازم موجه نظره لمديحة
_ توحة من فضلك، خلاص
مديحة/ خلاص ايه، ملك لازم تعرف غلطها
حسام/ حازم
وأشار له، فهم حازم اشارته وأخذ ملك وذهب الي غرفتها
حسام/ توحة ملك صغيرة واندفعت وهي في حالة صدمة  من وقت ريم ما اغمي عليها 
مديحة/ من بداية الامر وأنا بقول الكلام دا كذب ومستحيل يكون حقيقي،  ليه فضلت فكراه ومتأكدة منه، ليه تصدق كلام جليلة قلته
اقترب منها هشام ،وأحاط كتفها بيده
_ طيب اهدي عشان متتعبيش انت كمان، وارتاحي بس وبكرا كل حاجة هتكون أحسن باذن الله
نظرت الي عمر/ طيب ما نرجع ونوديها مستشفي أفضل
رفض عمر بناء علي تنبيهات حازم له، لان فى  المستشفي هيتعرف حالة ريم
_ أنا عملت لها كل اللازم، وهي هتفوق علي الصبح روحي انت بس ارتاحي
مديحة/ هفضل جنبها
عمر/ حازم صمم ان هو اللي هيفضل معاها
وفاء/ تعالي يامديحة والصبح باذن الله هنطمن عليها
ذهبت مديحة ووفاء الي غرفتهم،  وروزا وهشام جلسوا في ركن وخدهم وكذلك عمر وفرح
**********************
في غرفة ملك
جلس حازم مقابلها، كانت تنظر الي الأسفل وتبكي بانهيار، معتقدة ان حازم سيعنفها ويوبخها لما فعلته في زوجته ولكن الذي حدث فاق توقعاتها
مسك حازم طرف ذقنها ورفع وجهها عالياً لتنظر له
حازم/ ايه كل الدموع دي
أخذ منديل من علي الكمود بجانب السرير واكمل حديثة وهو يقوم بمسح وجهها
_ مش عارفة انى مقدرش أشوفك بتبكي ولا أقدر أشوف دموعك
نظرت له باستغراب
_ عشان أكيد زعلان مني
كانت تضم كفوف يدها معاً حاوطهم بكفوف يده
_ أنا عمري ما أزعل منك،  انت بنتي قبل متكوني اختي، من اول ما اتولدي وأنا أخد عهد علي نفسي انك هتكوني مسؤلة مني وخصوصا بعد الحادثة، مهما حصل هتفضلي طفلتي وأقرب واحدة لقلبي
صمت قليلا ثم أكمل
لما أشوف بنوتي كبرت وبدأت تغير عليا حتي من اقرب الناس ليا دا شئ يفرحني ميزعلنيش، لازم تعرفي مفيش وجهه مقارنة بين حبي ليكي وحبي لريم، انت حاجة وهي حاجة، وهي مستحيل تاخد مكانك في قلبي ولا مكانتك عندي تتغير مهما حصل، ملاحظ من زمان غيرتك عليا وفاهم احساسك كان إيه وقتها، اللي شغلني ان أقعد معاكي وأوضح لك بعض الامور إن كان ورايا شغل وسفر فأهملتك سامحيني
ملك/ انا اللي اسامحك،  المفروض انا اللي أطلب دا
حازم/ لاء ياقلبي، حبيبة قلبي ملوكة لما اكون انا كل حياتها واهتمامتها وفجأة تلاقيني ببدأ اهتم بشخص تاني معاها وأشاركه بعض تفاصيل حياته اكيد هتحسي انها بتاخدني منك واكيد هيبدأ عندك نوع غيره، لما كنت بهتم بأكلها كنت بلمحك ويوم مشكلة صحبتك في البيت شوفت نظراتك وفهمتها ، بس انا مكنتش بدافع عن ريم بدون وجهه حق، الكاميرات صوت وصورة ولو كانت ريم السبب في أي حاجة مكنتش سكت، عاوزك تفهمي انك اهم شخص في حياتي ومينفعش حد ياخد مكانك مهما حصل
ملك ببكاء/ أنا مش عارفة عملت كدا ازاي ولا قولت ليه كدا
حازم بابتسامة حنون وكأنه يحلل لها شخصيتها
_ أقولك أنا،  استفزك انها بدأت تتكلم عن حبها وذكريات حبنا بشكل شبه علنى ، اديقتي واعتبرتي ان حبي دا حاجة من حقك ومينفعش حد يشاركك فيها
ملك / انا مش بكرهها والله، أنا
قاطعها حازم / ملوكة متعرفش تكرهه ، انت اتلخبطي بس وانشغالي عنك السبب في سوء التفاهم دا وهنحله سوا صح
حركت ملك رأسها بالايجاب/ صح،  بس كلهم اكيد زعلوا مني واولهم ريم
حازم/ كلهم عارفين ان ملوكة قلبها أبيض وميتزعلش منها وان كان علي ريم فأكيد انت هتعرفي تصالحيها ولا ايه
حركت رأسها بالايجاب
حازم/ يالا نامي والصبح باذن الله نحل سوء التفاهم
وقف وقبل رأسها
_ تصبحي علي خير ياقلبي
_ وانت من أهله
***********************
عند هشام وروزا
روزا/ ينفع أسألك سؤال
هشام/ اتفضلي ياقلبي
روزا/ هي مامت ريم وباباها فين
هشام/ متوفين من وهي صغيرة
روزا/ ياحبيبتي وهي كانت عايشة مع مين
هشام/ عمتها جليلة
روزا بزهول / نعم،  مش عمتها جليلة دي اللي ملك قالت انها اللي قالت الكلام دا علي ريم
هشام/ أه هي
روزا/ ازاي، ازاي ربت بنت أخوها وعايشة معاها وهي طفلة وتقول كلام زي دا عليها
هشام/ جليلة دي شخص مش كويس وكلنا عارفينها، قالت الكلام دا عشان تاخد فلوس من حازم
روزا/ حازم صدق عنها كدا
هشام/ في الاول شك بس بعدين اتأكد وغير معاملته معاها، وأديكي شايفة حامل منه وهيجيلهم بيبي قريب
روزا/ طيب وملك
هشام/ مالها ملك، لو تقصدى انها اندفعت وقالت الكلام دا،  فا ملك طيبة جدا وقلبها أبيض ممكن يكون كان في حاجة مديقاها
روزا/ مقصدش،  أقصد حازم مممكن يعاملها بقسوة
هشام/ حازم أه في أغلب الاوقات بنقول عنه بيتصرف بدون ميفكر ومندفع، بس حازم شخصيته قوية ويقدر يوزن الامور وخصوصاً لو حاجة تخص ملك، ملك روحه لايمكن يجرحها بكلمة مهما غلطت هيعاملها بلين
روزا/ جميلة أوي علاقتهم ببعض، كنت أتمني أبقي كدا مع أخويا، ربنا يخليهم لبعض وريم تقوم بالسلامة
هشام/ مفيش حد كامل، القيراط اللي ناقص عندك هتلقيه بيكمل من حاجة تانية، واللي كامل عندك ناقص عند غيرك وهكذا
روزا/ الحمد لله علي كل حال
*********************
عند ملك وعمر
وجدها شاردة
_ الجميل سرحان في ايه
كانت فرح تنظر أمامها علي البحر وتكلمت بنفس وضعها وسرحانها
_ احساس الظلم وحش أوي، واحساس الخيانة خصوصا لما تيجي من حد قريب بتوجع أوي
عمر محاول جذب اكبر قدر من الكلام بداخلها
_ تقصدي أي خيانة ومن مين
نظرت له قليلا/ الخيانة مش بس راجل لست او العكس الخيانة بتبقي صاحب خان صحبه بسر بينهم وقاله وبحاجة عملها ممكن تزعل صحبه او يتكلم عليه، الخيانة الاكبر لما بتيجي من الاهل
ابن عمك بيتكلم عليك،اخوك او اختك،  خالك بيقول عليك كلام وحش، عمتك زي حال ريم كدا، او عم زي حالي
عمر/ بس دايما ربنا بيعوض الانسان عن اي ابتلاء مر بيه مهما كان عمق جرحنا بس بيداوي ولا ايه
فرح/ أيوا بس لحظتها بتبقي صعبة، حتي لو ريم فاقت وتخطت اللي حصل واللي اتقال عارف مش هتبقي حابة تجتمع معانا ولا تتكلم ولا تشوف حد، فكرة ان مش هعرف أبص في عيون حد لمجرد اتقال عليا كلام، احساس مهلك للاعصاب، بيخليك توصل لحالة انك ممكن تفكر في الانتحار، أنا كنت في موقف مشابه وحاسة بيها وعارفة هتكون ازاي ، طيب انا كان عندي بابا وماما بيهونوا عليا كتير، هي ملهاش حد
عمر/ ليها احنا، أول ما اتجوزت حازم انا قولت لها اعتبريني أخ ليكي، وكلنا بنحبها فأكيد كلنا هنساعدها تمر من الازمة دي ولا ايه
ابتسمت له فرح / أكيد طبعا
******************
كانت نور تقف وحدها تفكر في كيف وصلت الامور لهذا الحد
فليس البعد عن الحبيب سبباً لوجع القلب، فا من الممكن أن  يكون الحبيب والقريب سبب جرح قلوبنا
تحدثت مع ذاتها
_ كنت ببكي علي نفسي وعلي الجرح اللي حسام سببهولي ولسه بيسببهولي، طلع ان في مجروحين أكتر مني، ومن كله حبيب واهل
قاطع أفكارها حسام
وقف بجانبها وتحدث/ نور
نظرت له ثم ذهبت، اعترض طريقها بالوقوف أمامها
_لو سمحتِ اسمعيني، كل دا غصب عني، حاجة تخص شغل ومش هينفع أتكلم فيها
تركته وذهبت ولم تجيب عليه
******************
ذهبت الي ملك وجدتها تبكي فاحتضنتها، وجدت أن ملك اخذت مايكفيها من الكلام وتحتاج الأن الاحتواء، وهي خير من يحتوي
******************
دخل حازم الغرفة واقترب من ريم وجلس بجانبها
كانت تتمدت علي السرير ويتصل بيدها محلول
مسك ايدها وقبل باطن كفها وأخذ ينظر اليها ويتأمل ملامحها، وجد وجهها يتغير وكأنها تري حلم مفزع، بدأت تحرك رأسها يمين ويسار وتتحدث بكلام،  في البداية لم يكن مفهوم بالنسبة له ولكن فهمه
_ لا لا مستحيل، ماما بابا خدوني معاكم
صمتت قليلا
_ كررررررريم لا كريم حرام عليكي رجعيه
كانت هذه ثاني مرة تذكر اسم شخص يدعي كريم وهي في اللاوعي، قرر أن يكون هذا اول أمر يبحث عنه عند رجوعه
أخذ يهديها بكلماته ولمساته الحنونة علي يدها ووجهها
_ اهدي ياقلبي، أنا معاكي متخافيش، نامي أنا جنبك
هدأت بعد قليل وظل بجانبها طوال الليل يراقبها ويفكر في أن واحد
*******************
عدي الليل وكأنه فترة من الزمن، باتت قلوب تتمزق وباتت قلوب تبكي قهراً، وباتت قلوب تداوي ذاتها من أنين الأخرين
في الصباح ذهبت ملك الي مديحة لتعتذر منها
طرقت الباب وعند سماعها بإذن الدخول، دخلت وجدت مديحة تجلس اعلي التخت نظرت اليها لدقائق ثم جرت وارتمت في حضنها تبكي وعلي لسانها كلمة واحدة وسط بكائها
_ أنا أسفة
ضمتها مديحة الي صدرها وربتت بكف يدها علي ظهرها
_ مش أنا اللي المفروض تتأسفي منها  ياملك
ملك بنفس بكائها/ عارفة مستنية تفوق وهعتذر لها بس أنا والله ما عرفت انام عشانها وعشان زعلتك مني
مديحة/ اانا زعلت ان ملوكة الطفلة البريئة ام قلب صافي تعمل كدا وتصدق كلام زي دا وخصوصا انه كلام جليلة، معقول ياملك تجرحيها بالشكل دا إدامنا كلنا، هي من يوم ما اتجوزت حازم لا شوفنا منها حاجة تدل علي الكلام دا، ولا تصرف غلط  ودايما في حالها ومنعزلة، ليه كدا ياملك
ملك/ انا مش عارفة قولت كدا ازاي انا أسفة
مديحة/ خلاص حصل خير متعيطيش،  بس حاولي تصلحي الموقف معاها وحاولي تكوني دايما اخت ليها ، هي ملهاش حد غيرنا ياملك
ارتمت ملك في حضنها باكية
*******************
لم يحيد نظره عنها منذ المساء، كان ينظر اليها ولا يلفت نظره غيرها
قرر ان يدخل يستحم، وبعد انتهاءه خرج اليهم وتركها
وفاء/ حازم ، ريم عاملة ايه فاقت
حازم/ لاء، لسه زي ماهي نايمة
مديحة/ هنزل أشوفها
بعد نزولها، همس عمر الي حازم
_ علي حسب جرعة المهدأ اللي عطيهالها المفروض تفوق من ساعة
حرك حازم رأسه
عارف، وتعتبر فاقت
عمر/ ولما هي فاقت قولت لفوفا ليه انها مفاقتش
حازم/ عشان هي مش عاوزة حد يعرف انها فاقت، أنا عرفت من حركت بؤبؤ عنيها، هي فضلت مغمضة وانا سيبتها علي راحتها وخرجت من الاوضة
عمر/ الموقف صعب مش سهل ياحازم
حرك حازم رأسه ايجاباً
******************
دخلت مديحة الغرفة وجلست علي طرف السرير وصمتت قليلا
مديحة/ عارفة انك مش نايمة،  مش عاوزة أضغط عليكي بس لو ليا غلاوة عندك وبتعتبريني زي ماما قومي كلميني
فتحت عيناه وعدلت من وضعها للجلوس، ولكن كانت تنظر الي الأسفل
وضعت مديحة كف يدها أسفل ذقنها ورفعت وجهها لتنظر إليها
_ عاملة إيه دلوقت
حركت رأسها بالايجاب بدون كلمة
_ عيطي، خرجي اللي جواكي، متكتميش الحزن علي الاقل عشان اللي في بطنك
ثم اخذتها في حضنها،  هنا شعرت ريم وكأنها في إحضان والدتها فنهارت حصونها وبكت بانهيار
ريم ببكاء شديد/ أااانا مش كدا والله العظيم أنا مش وحشة 😭😭😭😭😭😭😭😭
مديحة/ عارفة ومتاكدة ياقلبي ومصدقتش ولا حرف
ريم بنفس وضعها قالت كلام مش مترتب وكأنها مش واعية بتقول ايه، يمكن من صدمتها ،صدمتها مش من كلام جليلة الأخص اكتر ما هي من حازم وتصرفاته معاها في بداية جوازهم
_ أنا ك كنت بستغرب معااملته، بس بس كلمته شغلتني إكتر ماهي وجعتني، بس انا دلوقتي فهمت كان يقصد إيه
مديحة باستغراب / كلمة إيه
ريم بنفس انهيارها، كانت دموعها اقل وصف لها شلالات مياه
_ اني عملت عملية عشان أكون بنت
توقفت لحظات ،كانت بتاخد نفسها بصعوبة
_أاانا والله العظيم ما حد لمسني غيره، صدقيني
أحكمت مديحة يدها حولها بشدة وضمتها بقوة وبدأت تبكي هي الأخري
_هششه، اهدى ياروحي عشان متتعبيش زيادة اهدي
بعد وقت
خرجت مديحة وجلست جانباً، وكانت شاردة، راتها وفاء وذهبت اليها
وفاء/ مالك يامديحة، ريم فاقت
لم تجد رد فنادت مرة اخري
_مديحة ،مديحة
مديحة/ ها أيوا ياوفاء
وفاء/ مالك، مش طبيعية حصل ايه
نظرت اليها مديحة/ معرفتش اربي ياوفاء، سنين عدت وفاتت واكتشفت اني معرفتش أربيهم
بدأت البكاء واكملت
هقول ايه لاهلهم لما اقابلهم، معرفتش اربي معرفتش اطلعهم زي ما كنتم بتتمنوا
وفاء/ ايه لازمة الكلام دا، حصل إيه فهميني
مديحة/ فين حازم
وفاء/ فوق مع الشباب
مديحة/ بعد اذنك ناديهولي
بعد قليل في غرفت مديحة
مديحة بغضب / عمري ما مديت ايدي عليكم ابدا من وانتم صغيرين، همدها وانت كبير
لم يظهر حازم اي رد فعل لانه يعلم سبب حديثها فانه سمع ما دار بينها وبين ريم، كما أنه يعلم أنها معها حق في كل كلمة سوف تقولها
_ طول عمري بقول عليك متهور، وايدك سابقه مخك، بس مش لدرجة دي ، مش هقولك حب عمرك مش هقول المفروض يبقي بينكم ثقة وان انت اللي مربيها، بس تفتكر تربية عمك عاطف تعمل كدا، تصدق عليها كدا، لا وتتهمها وتجرحها كمان ليه
بدأت تتحدث بعصبية
_ قولي سبب واحد يخليك تشك فيها لدرجة دي معندكش مخ يفكر، صدقت كلام جليلة وختمت عليه ومرجعتش، والبت الغلبانة فضلت ساكته ومتنطقش، ليه الظلم انا ربيتك كدا
ياخسارة أنا معرفتش اربي، ياخسارة تربيتي وتعبي السنين دي
دخلت وفاء عليهم، وحاولت أن تهدأها
_ حازم اخرج انت ياحبيبي، وانا ههديها
حرك رأسه بالايجاب وخرج، جلس في الدور العلوي، أتي له عمر وحسام وهشام
حسام/ ايه اللي عرفته لما روحت دبى
نظر له حازم ولم يتحدث
عمر/ حسام مش وقت كلام في الشغل، استني أما الموضوع دا يتحل الاول، شكل الدنيا بتبوظ
هشام/ توحة كانت عوزاك ليه ياحازم ،بتعتبك علي ايه
نظر لهم جميعاً ،ثم اخذ نفس عميق
_ حادثة عمي عاطف بفعل فاعل
عمر/ نعم، عرفت ازاي الموضوع عدي عليه سنين
حازم/ سجلات الحادثة وتقرير الطب الشرعي اختفوا من الارشيف، بس لما سافرت دبي حطيت ايدي علي اول الخيط ولما رجعت وصلت للباقي
حسام/ وصلت لايه
حازم/ تفسر بإيه ،إن حادثة عمي نفس يوم حادثة بابا
هشام/ ما يمكن صدفة
حازم/ ونفس التوقيت صدفة، وفرامل العربية مقطوعة صدفة، مع انها عربية تبع جليلة، والسواق اللي انضرب رصاصة وهو سايق صدفة
عمر/ دي مرتباها من كل ناحية، لو منفعش الفرامل يضربوا السواق بالنار فتنقلب
حسام/ وعملت ايه في دبي
حازم/ قابلت أهل والدت ريم،  هيموتوا عليها
هشام/ ومأخدوهاش ليه
حازم/ جليلة بعتت لهم ناس هددوهم فخافوا
عمر/ وهي جليلة كانت عاوزة ريم معاها ليه
حازم/ مش عوزاها معاها، خطتها كانوا كلهم يموتوا، بس للحظ ريم الوحيدة اللي عاشت فعشان تستولي علي الاملاك، لما وصلها خبر ان انا كمان عايش هددتها وحبستها السنين دي عندها عشان تبقي كارد تلعب بيه معايا لو انضطرت
حسام/ هددتها بإيه
حازم/ لسه هعرف
هشام/ مرتبة كل حاجة في نفس اللحظة عشان تخلص مننا كلنا ياجبروتك
حازم/ ورحمة امي وأبويا ما هرحمها، حسابها تقل معايا
********************
بعد وقت طلب عمر من ملك الذهاب لريم لتقيس لها الضغط فذهبت معها مديحة ووفاء
&&&&&&&&
وفاء/ حبيبة فلبي عاملة ايه دلوقتي
ريم بصوت خفيف بعض الشئ/ الحمد لله
وفاء/ دايما ياقلبي في احسن حال
مديحة/ طيب يالا قومي غيري هدومك وتعالي عشان نقعد مع بعض
نظرت ريم الي الاسفل ولم تتكلم
فأكملت مديحة/ عشان خاطر ماما توحة لو ليا غلاوة عندك
ريم/ حاضر
وفاء/ خلاص هنسيب بقي ملك تقيس الضغط وهنستناكم
خرجوا، وجلست ملك امامها اعلي التخت، وبدأت تلف جهاز الضغط حولين ذراع ريم
كانت ريم تنظر الي الاسفل،  نظرت لها ملك للحظة ثم نظرت الي الجهاز، كانت لا تعرف من اين ستبدأ حديثها، فكان واضح التوتر مع بداية كلامها
ملك/ أ أنا أنا أسفة مش عارفة عملت كدا وقولت الكلام دا ازاي،  مش عارفة ممكن تفهمي احساسي ولا لاء
رفعت نظرها لريم وجدتها بدأت تنظر اليها هي الاخري،  فأكملت
من وقت وفاة بابا وماما وانا مش حاسة بغيابهم، حازم عوضني عن دا كان دايماً محاوطني هو بالنسبة ليا كل دنيتي، مكنتش اعرف اعمل حاجة من غيره، وجوده أمانى ،، أنا كبرت علي صورتك جنب سريره،دايما مغبتيش عن باله، بس لما جليلة اجت وقالت له انك اتجوزتي وطلبت منه الفلوس مش هقدر اوصف لك حالته كانت ازاي، اول مرة اشوفه كدا، كنت بتقطع من جوايا عليه، من غير معرفك بدأت أكرهك لانك سبب حالته،  ولما جليلة رجعت بعد سنين وحكت الحكاية دي، ولقيت ان جوازكم امر واقع، اضيقت عشانه هو كان عصبي جدا ومخنوق، ولما شفت معاملته معاكي كنت بزعل عشانك بس مقدرتش ألومه، علي اللي نعرفه انت كسرتيه كتير، بس لما عرفت بحملك استغربت جدا، حازم بعد معاملته وكرهه ليكي دا قرب منك ازاي، علي طول خطر علي بالي كلام جليلة وان ممكن يكون صح وصدقت كلامها عنك انك تقدري تعملي اي حاجة انت عوزاها ، بس لقيت معاملته متغيرتش،  استغربت، بس بعد مدة لقيت معاملته اتغيرت جدا وصلت لانه لاول مرة يعدي يوم من غير ميسأل عني بكل تفاصيل يومي، لقيت جوايا حاجة بتأكد لي الفكرة اللي أخدتها عنك ولقيتني بكرهك
بدأت ملك تعيط وهي بتكمل
كنت حاسة انك نجحتي في اللي بتعمليه، واخدتيه مني، بس انت اخدتي روحي، لما كنت بتحكي انهاردا عن حبكم كان هو واقف فوق وسمعك، حسيت انك بتتودي له أكتر محستش بنفسي غير وانا بقول الكلام دا، انا اسفة والله مكنت اقصد انك تزعلي وتتعبي بسببي
بكت ريم هي الاخري ومسكت ايد ملك بايدها وضمتهم
_ فاهمة احساسك ايه، لانى عشته بكل تفاصيله، بس الفرق بينا ان انت كان في حد جنبك بيمسك ايدك وبيعوضك عن اللي راح، انما أنا لقيت نفسي لوحدي وسط غابة مليانة وحوش وكان المسطر عليها جليلة
ملك/ أهل مامتك ما اخدوكيش عندهم ليه
نظرت لها ريم قليلاً ، كانت بين حيرة من أن تخبرها او لاء،  بس لقت ان لازم تقول جزء ولو صغير من الحقيقة عشان تبرأ نفسها
_ جليلة فهمتهم ان أنا مت مع بابا وماما في الحادثة وبعدين لما اكتشفوا الحقيقة من السفارة عشان يستلموا جثة أمي ،هي بعتت ناس تهددهم خافوا وسكتوا
ملك/ انت عرفتي ازاي
ريم/ سمعتها وهي بتتكلم مع ابنها فزاع
ملك/ وانت ليه سكتي كل السنين دي كان ممكن تهربي تلجأي لحد
ريم/ مش كل حاجة بنعرف نحكيها ، اوقات بننجبر علي حاجة عشان حد تاني وبنضطر نعملها
ملك باستغراب / حد تاني مين، وليه سكتي وبتسكتي عن اي حاجة تحصلك، حتي لما سمعتي الكلام اللي قالته عليكي محاولتيش تدفعي عن نفسك وسكتي
ريم/ في أوقات لازم نسكت فيها، أنا فجأة لقيت نفسي لوحدي بواجهه طوفان أعمي، كنت بتكسر في اليوم ألف مرة ومقدرش أتكلم
ملك/ ليه
ريم بابتسامة حزينة/ قولتلك مش كل حاجة بنعرف نحكيها، سيبي الايام تداوي جرح الزمن
ملك محبتش تضغط عليها عشان تعبها فغيرت الموضوع
_ يعني انت مش زعلانة مني
ريم بابتسامة حنونة / أبداً والله، انت أختي، انا فاكرة لما اتولدي وروحنا البلد حازم مسك ايدي وجري علي الاوضة وقعدنا حواليك كان بيعملك كأنك قطعة ألماس نادرة وممنوع ان حد يمسكك، كان فرحان جداً بوجودك، لما اتجوزت ولقيت العلاقة بينكم كدا كنت فرحانة جدا بجد ان في حب. استمر بالشكل دا حتي لو بين الاخوات ،علاقتكم جميلة جدا كنت اتمني تبقي علاقتي كدا مع أخويا
ملك باستغراب/ انت ليكي اخوات
ريم بزعر/ لا لا كنت اتمني يبقالي أخ
ملك بابتسامة / ما أنا أهو ممكن تعتبريني اخت ليكي ونبقي لبعض ضهر وسند
حضنتها ريم بقوة
_ أكيد ياقلبي، انت اختي من اول يوم شوفتك فيه
ملك/ يعني مش زعلانة مني
ريم/ مقدرش ازعل منك،  انت معملتيش حاجة تزعلني، انت فوقتيني وعرفتيني حقيقة كانت مستخبية عني
ملك/ كل حاجة هتكون احلي باذن الله
ريم/ اكيد
ملك/ يالا بينا نطلع لهم لتوحة تزعل
صمتت ريم قليلا/ مش حابة اطلع
ملك/ وتوحة تزعل وتكسفيني، لو بجد مش زعلانة مني وبتعتبريني اخت ليكي ونسيتي اي زعل تطلعي معايا، كلهم هيتجننوا عشانك والله
حركت ريم رأسها بالقبول
كان هناك من يقف وراء الباب وسمع كل كلمة دارت بينهم والشخص دا كان حازم ولكن مبينش نفسه نهائي
*******************
طلعت ريم مع ملك استقبلها الجميع وجلست مع مديحة ووفاء بينما نور وملك وروزا وفرح يحضرون الغذا
بعد وقت
كانت فرح وتقف وتنظر الي البحر ،وقف بجانبها عمر
_ القمر واقف لوحده وسرحان
وجدها تبكي بصمت ومازالت تنظر الي البحر
_ ريم من وقت ما خرجت من اوضتها وهي تبص في الارض ،اي حد بيكلمها بترد من غير متبص له، أنا حاسة بيها مجربة احساسها دا، ليه كل اللي بيوجعنا وبيجرحنا القريبين مننا
وضع عمر يده عي كتفيها ولف وجهها له، حاوك وجهاا بكفوف يده ومسح دموعها
عمر/ أولا مبحبش أشوف دموعك، ثانيا أوقات كتير بيبقي الابتلاء علي هيئة أشخاص حتي لو أأقرب ناس لينا، ثالثاً بقي قولتلك ان احنا جنبها وهنطلعها من الحالة دي صح
حركت فرح رأسها بالايجاب، ثم تذكرت شيئاً
_ صحيحي ياعمر، نسيت أسألك عن حاجة كانت شاغلة بالي من فترة بس بنسي أقولك
عمر/ هي ايه ياقلبي
فرح/ سمير ابن عمي عملت فيه ايه يوم ما اتهجم عليا قي المستشفي
عمر/ يا الله منك يافرح، افتكري لنا حاجة حلوة، قوليلي بحبك، اعطيني حضن مثلا ثم غمز باحدي عيناه
فرح بتحذير / عمرررر
عمر بابتسامة/ قلبه وعيونه وروحه
فرح/ جاوب علي السؤال مبهزرش
تنهد عمر / حاضر ياستس،  مفيش بعته لناس صحابي في اسكندرية
فرح/وضح، بعته لصحابك ليه
عمر/ عشان يتعالج
فرح/ عمر هسحب الكلام أنا
عمر/ بعته لدكاترة صحابي شغالين في مستشفي في اسكندرية بس وصيت عليه متقلقيش
فرح/ بعته ليهم ليه،انت عملت فيه ايه
عمر/ ملحقتش اعمل حاجة،  البشوات دول
وأشار بيده علي هشام وحسام وحازم
لحقوه من ايدي، يالا حظه
فرح/ عملت فيه ايه،  متخوفنيش منك
عمر/ حاجة بسيطة شرايح ومسامير في ايده بس وكسر رجل قعد تقريبا شهر يتعالج
فرح/ نعم
اقترب عمر من وجهها/ اللي يلمس مراتي ويخوفها أقتله، نظرة الخوف اللي شوفتها في عيونك وخوفك دا غير جرح ايدك دا واشار علي يدها، كانه جرح قلبي مش ايدك، يحمد ربنا ان لحقوه من ايدي
فرح كانت بين دموع وابتسامة
_ ربنا يخليك ليا يارب
عمر/ ويخليكي ليا ياروحي،  مفيش حضن بقي
ضربته بكف يدها أعلي كتفه
فرح/ بس بقي اتلم
ضحك عمر ومسك ايدها وقعد معاها يضحك ويهزر، جاء هشام ومعاه روزا جلسوا امامهم وكان مكان جلوسهم قريب من مكان جلوس مديحة ووفاء وريم
هشام/ الناس حظوظ والله، وانت حظ ايه نار
عمر/ استغفر الله ياقعدين تكفيكم شر عين ناس
هشام/ عين ايه هو انت هيفرق معاك حاجة واحد راح يقرا الفاتحة كتب الكتاب وانا ريقي نشف عشان اكتبه
عمر/ الناس مقامات يابابا
هشام/ اتفضلي ياستي، بيقولك مقامات طعا ما واحد قاعد يمسك ايد ويضحك ويهزر وانا مش طايل حضن حتي
روزا/ شوفتي ياتوحة عاوز يكتب كتابه ليه
مديحة بضحك/ تعالي هنا ياروزا
ذهبت اليها روزا
هشام/ شوفت نادت عليها انما انت مش هتنده لفرح مراتك محدش يقول حاجة
مديحة/ فرح تعالي هنا
فرح/ حاضر
وذهبت اليها
عمر/ الله يخربيتك ياشيخة طلعتلي منين.
هشام بضحك/ كدا الروس اتساوت يابابا
كان الجميع يضحك علي مشاكستهم
جاءت نور وملك يضعوا البيتزا والسمبوسك علي الطاولة واتي حسام وحازم
هشاموهو يتناول قطعة/ ايه دا بيتزا الغذا
نور/ مش عجبك اننا عملنا بيتزا
هشام/ هو انت بتعرفي تطبخي اتلهي
ملك/ بقي كدا وبتاكلها ليه
هشام/ من الجوع يابنتي والله هعمل ايه
روزا/ هشام هي البيتزا وحشة
هشام/ تقرف اوعي تكلي منها تجبلك تلبك معوي، ريم عليها طبيخ انما ايه مش دول
روزا/ يعني هي مش عجباك
هشام/ اي حاجة الاتنين دول يعملوا مبتعجبنيش
روزا/ بس انا اللي عملة البيتزا وهما عملوا الحلو والسمبوسك
عمر بضحك/ اوباااااا لبسوك في حيطة ياحلو
هشام/ ياروحي دا هي توحفة بس بغيظهم مش اكتر
روزا/ والله ،طب كلي يالا
كان الجميع يضحك عليهم ومن بينهم ريم وكان سعادة الجميع بالاخص انهم استطاعوا ان يضحكوها قليلا
******************
عدي اليوم سريعا بين مرح وضحك بينهم وأسدل الليل ستائره
بعد منتصف الليل وعندما تأكدت أن الجميع قد خلد الي النوم وخصوصا حازم
ارتدت ريم ملابسها وخرجت من الغرفة صعدت الدور العلللوي وجلست في ركن، وذلت تنظر الي مياه البحر، ظلت علي هذا الحال مدة كافية وكانت تحدث ذاتها
كانت بتفتكر حادثة والديها وكأنه موقف حدث الأن، كانت مشاهد بتظهر ادام عيونها وكانه فيلم سينمائي
عندما رأت العربة تنقلب بيهم وعند جنازة والدها وعند تهديد جليلة وتذكرت جيداً كلامها كأنه شريط مسجل
[[ بصي يابت انت أخوكي معايا، هتسمعي كلامي وتنفذيه بالحرف الواحد هيكون في الحفظ والصون غير كدا هقتله انت سامعة ]]
وماكان لها إلا أن ظلت أسيرة لجبروتها سنين
سنين تحملت فيهم القهر والظلم وأقسي أنواع العذاب تضحية منها لانقاذ أخر أمل ليها في الحياة
ظلت تبحث وتسأل لعلها تصل الي مكانه ولكن كل مرة بائت بالفشل
تذكرت كيف كانت تعمل في الاراضي الزراعية وتخدم وتهان، تذكرت تعذيب جليلة لها علي لتوافق علي الزواج منه وعدم البوح له بأي شئ
هنا بكت قهراً بكت بحرقة أبعد كل هذا لم يكفيها بل كانت تقول هذا الكلام في حقها، لماذا؟ سؤال مكون من كلمة واحدة يراودها من سنين ولم تجد له إجابة لماذا تفعل ذلك معها؟ 
ثم ضحكت من وسط بكائها،  ضحكت علي القدر
أهذه الدنيا لم تستكفي بها ذلك، بل أكمل عليها حازم بمعاملته لها واسلوبه الجاف في بداية زواجهم،  أحقاً من اعتبرته حمايتي قد صدق عني ذلك
فاقت من شرودها وحالة التوهان كوب عصير يوضع أمامها،  ووجدت حازم يجلس بجانبها
لم يعرفوا كم من الوقت دام صمتهم ولكن كان لغة العيون هي السايدة
مسح حازم دموعها من علي وجنتها
_ دموعك دي غالية عليا أوي
لم يجب منها رد فأكمل
_ وحياتك عندي أي كلب قال عنك حرف لهدفعه التمن غالي
ريم بيأس/ مش فارقة
حازم/ ايه اللي مش فارقة
ريم/ اللي اتقال، هيفرق في ايه اللي انت هتعمله هي قالتله من سنين
حازم/ هي لسه مدفعتش تمن حاجة من اللي عملتهم ودي القشاية اللي ههدم صبر السنين
ريم/ صبر السنين ،ثم بدأت تبكي واكملت
أنا صبرت كتير ومعنديش مشكلة أصبر كمان بس بفايدة
حازم/ ليه مش عاوزة تتكلمي، ليه سكوتك دا
ريم/ اتكلم اقول ايه
حازم/ قولي اللي مخبياه ياريم
نظرت ريم الي الاسفل/ مش مخبية حاجة
وضع حازم يده اسفل ذقنها ورفع وجهها
_ متأكدة انك مش مخبية عن حاجة
انا مش حابب أضغط عليكي،  عاوز أقولك اني موجود وسامعك في اي وقت ومهما كان ايه اللي هتحكيه انت أهم حد عندي ، وخليكي واثقة ان هاخد حقنا منها وقريب
ريم باستغراب وخوف من حديثة/ حقنا
حازم/ أه حقنا أنا وانت وأهلنا،  ومش هوضح لك اكتر من كدا،  اللي اعرفه حروف عشان توضح لازم النقط اللي عندك عشان الكلمة تكمل فقرري انت حابة تحكيلي هي مهدداكي بإيه
ريم / اانت تعرف إيه
تنهد حازم / نبدأ بدا
وازاح سريعا حجابها من اعلي رأسها
شقت ريم بفزع لم تتوقع حركته تماما حاولت تغطيته مرة اخري ولكن هو منعها
حازم/ مين قص لك شعرك بالمنظر دا
نظرت ريم الي الاسفل وبكت ولم تتحدث
كان شعرها مقصوص الي بداية رقبتها من تحت الاذن ولكن بشكل غير مساوي دليل علي ان حد متعمد ذلك
حازم/ سكوتك دا غلط ،اتكلمي ولا تحبي اقولك انا
ريم/ هقولك كل حاجة بس
حازم/ بس ايه
ريم/ مش دلوقت لما نرجع
حازم/ ليه مش دلوقت
ريم/ معلش هكون مرتاحة اكتر
حازم/ عملت كدا في شعرك ليه
ريم/ عشان اوافق علي الجواز منك
حازم / ليه هو انت كنت رافضة
حركت ريم رأسها
حازم/ نعم ياروح امك،  وايه وجه الاعتراض عليا مش عاجبك ولا حاجة
ابتسمت ريم/ رفضت لما عرفت ان الجواز فيه مصلحة لها وضرر ليك
حازم/ ضرر ايه
ارددت ريم ان تخبره فصمتت قليلا ثم
ريم/ ك كانت عاوزاني اعطيها ورق من مكتبك
حازم/ ورق ايه
ريم/ قالت شحنه معرفش غير كدا
حازم/ وبعدين
ريم بخوف من رد فعله بدأت تبكي/ هددتني والله غصب عني أهون عندي اموت ولا أأذيك
حارم/ هددتك بايه
ريم/ ينفع لما نرجع
حازم/ تمام مع ان دي مش حاجة جديدة، عارفها بس هعديها
ريم باستغراب / عارف إيه
حازم/ عارف حاجات كتير، بس قولياي في حاجة عاوزة تقوليها 
ريم / بصراحة اه
حازم/ ايه
ريم بتردد/ بس متتعصبش أنا مقصدش أخبي عنك أأنا بس ملقتش وقت مناسب
حازم/ أممم، كملي
وجدت ريم أن أنسب طريقة لامتصاص غضبه هي تنفيذ الفكرة التي أتتها، فمسك كف ايده ووضعتها علي بطنها المنتفخة ونظرت ف عيونه
ريم/ سألتني كتير عن النوع،  أنا لسه معرفش بس
صمتت قليلا
بس اللي عرفته من بداية حملي انهم توأم
حازم/ عارف
ريم بشبه صدمة/ عارف ! عارف ايه وازاي
حازم/ قولت لك هارف كل حاجة بس حابب اسمع منك انت
ريم/ عارف ايه
حازم/ اللي يخليني أعرف بموضوع التوأم فا أكيد هعرف بالباقي
ريم/ مين قالك
حازم/  كل مرة كنت بتروحي للزكتورة كنت بروح بعدك أطمن عليكي وضغط عليها عشان اعرف حالتك، بس السؤال بقي خبيتي ليه ولسه بتخبي
ريم/ قسوتك عليا،  بعد ما كنت مقررة اني أحكيلك معاملتك وقسوتك كانت بتمنعني، كنت بخاف تفهمني غلط او متصدقنيش، وكنت مفكرة اني هموت وانا بولد فكتفيت بدا وان انت اكيد هتحبهم وتحافظ عليهم، استنتجت دا من معاملتك لملك مهما غلطت حنيتك عليها خليتني اتأكد انك هتكون حنين عليهم ، بس دكتورة منال قالتلي ان مفهومي غلط، فكملت سكوت لقيت ان ممكن ميفرقش معاك وكمان مفيش مناسبة عشان أقولك
نظر لها حازم قليلا
_ انت معتقدة ان مش هيفرق معايا وجودك، ماهما حصل ومهما اتقال كان فارق معايا حتي لو مببينش. انت مش عارفة انت بالنسبالي ايه وبعدين ملك غلطت أه بس هي متقصدش هي بس
قاطعته ريم/ ملك اختي وانا بحبها جداً، وفاهمة اللي هي كانت بتمر بيه انا مش زعلانة منها،  انا خفت لحد منكم يزعلها بسببي
حازم/ بتحبي ملك بس
ابتسمت ولم تجيب ،فأكمل
_ عموما، هسيبك براحتك ولما نرجع مستنيكي تحكيلي علي كل شئ بس خليكي عارفة حاجة
انت عشقي وعمر حبك في قلبي ماقل نهائي
ريم/ ولا انت عمري نسيتك
********************
مرت أيام الاجازة سريعاً كان الجو هادئ مليئ بالسعادة واستقرار النفوس الي حداً ما وقرروا الرجوع
فذهبت ملك الي مديحة
ملك/ توحة بقولك ايه رايك أسيب ريم تركب مع أبيه لوحدها وانا ونور مع عم حسن وانت وفوفا مع حسام
مديحة بابتسامة/ فكرة جميلة جدا
وبالفعل فعلت ذلك ورجعوا الي القاهرة
ذهب هشام لتوصيل روزا،  وصعد عمر مع فرح لتوصيلها وليلقي التحية علي والدها وصعدت نور وملك مع مديحة ووفاء وحازم مع ريم
ولكن حازم وجد نيڤين تنتظره أمام العمارة بدون كان انتبه لها الجميع وتجاهلوها الا مديحة ووفاء اقترحوا عليها الصعود ولكنها رفضت
حسام/ نيڤين ، ايه جابك هنا
نيڤين / مقولتليش ليه علي سفرك كنت جيت معاك
حسام/ هي رحلة عائلية صغيرة
نيڤين/ والله،  ما أنا جيت وحراسة القرية رفضت اني اطلع باليخت وقالوا ممنوع
حسام/ عرفت، وصاحب القرية يبقي صاحبي بيمنع حد يطلع غير المتجوزين او العائلات
نيڤين بدلع اقتربت منه ووضعت يدها ممسكة مقدمة قميصه
_ ينفع تعزمني علي حاجة اشربها
حسام/ اتفضلي اركبي نروح اي مكان
نيڤين/ تؤ فوق في شقتك
حسام/ مينفعش، وهشام
نيڤين/ عشان خاطري عاوزة اتكلم معاك لوجحدنا
***********************
عند حازم وريم
كانت هتدخل غرفتها ولكنه منعها وحملها فجأة بدون أن تنتبه
_ مش أنا قولتلك لما نرجع هتنامي في اوضتي
ابتسمت له، دخل غرفته
*****************
في الصباح
استيقظ حازم مبكراً أخذ شاور ثم خرج وجد ريم استيقظت اقترب منها وقبل جبينها
حازم/ صباح الفل ياقمري
ريم بابتسامة / صباح النور ، ثواني وحضر الفطار
حازم/ لا افطري انت مع ملك ورايا شغل مهم لازم أنزل، وكمان احتمال أتأخر في الشغل متستنينيش
ريم/ ربنا معاك يارب خلي بالك من نفسك
حازم/ وانت كمان وكلي كويس
ريم/ حاضر
ارتدي ملابسه وخرج اتجه الي غرفة ملك
طرق الباب، سمع صوتها تأذن بالدخول فدخل
حازم/ صباح الياسمين علي اجمل ياسمينة
ملك/ صباح الفل يا أبيه
حازم/ عاملة ايه
ملك/ الحمد لله تمام
حازم/ انا هتأخر في الشغل انهاردا، خلي بالك من نفسك ومن ريم ممكن
ملك/ في عنيا يا أبيه
حازم/ مقصدي انك تخلي بالك منها مش عشان هي مراتي ولا عشان حامل بس عشان هي تعبانة
وقص حالة ريم الصحية كاملة لها
ملك/ انت بتقول ايه يا أبيه، من امتي وعرفت ازاي
حازم/ هي تعبانة من وهي صغيرة وعرفت من دكتورة منال ضغط عليها وكمان اللي هيزود تعبها انها حامل في توأم فالازم الراحة التامة، عشان كدا بقولك خلي بالك منها في غيابي
ملك بفرحة/ ايه دا بجد الله توأم مبروك يا ابيه ومتقلقش هي في عنيا
احتضنها حازم وقبل جبينها/ يسلملي عيونك ياقلبي، لسه محقولناش لحد لما ارجع باذن الله هنقولهم،  يالا هروح الشغل عاوزة حاجة
ملك/ شكراً
*****************
كانت نور ترتدي ملابسها ثم خرجت
مديحة/ رايحة فين
نور/ هروح اقدم اللوحة دي وارجع بسرعة مش هتأخر
مديحة/ تمام ياقلبي مع السلامة
خرجت نور وقفلت باب الشقة والتفت وجدت باب شقة حسام بيتفتح وبتخرج منه نيڤين لابسة فستان حمالة قصير جدا وحسام يرتدي بنطلون وقميص مفتوح ازراره الامامية ويظهر جزعه العلوي ،وكانت نيڤين توضع يدها عليه بشكل مقزز بالنسبة لنور
والكلمة اللي زادت صدمة نور
نيڤين/ كانت ليلة عمري مهنساها يابيبى
وقعت اللوحة من يد نور فأصدرت صوت، نظر كلا من حسام ونيڤين اليها وكانت الصدمة الاخري من نصيب حسام
كانت دموع نور تسقط بدون أن تشعر، وفي أقل من لحظة التقطت اللوحة ونزلت مسرعة علي السلالم
نيڤين/ باي ياحبيبي
ركبت الاسانسير ونزلت
نزلت نور بسرعة وهي منهارة في البكاء، قررت تعدي الطريق وتتمشي علي البحر
كانت حسام يقف في البراندا ليراها
وأثناء ما كانت بتعدي الطريق ظهرت عربية مسرعة من العدم وخبطتها فصرخ حسام باسمها
_نووووووووووررررررررر

#يتبع
#عشقى وقدرى
#بقلمي منار جمال

 عشقى وقدرى (بقلم منار جمال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن