الفصل الرابع 💕

138 6 0
                                    

حبّك بحر عميق غامض
وأنا أخشى الغرق
**--***-****--****-*****--
مال هذا القلب المتمرد؟
أما آن له أن يتوب؟
أما آن له أن يطيع فيرحمها من الوجع؟
لماذا يأبى منحها الراحة؟
لقد سقط في هواه بسبب نظرة وحين رحل بعيدا ظنّت بقلبها النّسيان وصدّقت ...
لكنّ نظرة أخرى زلزلت دنياها ودكّتها دكّا....
~~~~~~~

دخلت غاية لغرفتها مسرعة وأغلقت الباب خلفها بعنف ثمّ اتّجهت للحمّام...
فتحت صنبور المياه وظلّت تضرب وجهها بدفقات من الماء حتّى تبلّل صدر قميصها وجزء من شعرها...
انحنت على حافة الحوض لاهثة بقوّة وهمهمت بحنق :" يال الغباء...يال الغباء ..يا إلهي...ما الذي سيظنّه بي الآن...هل فهم ما أخفيته؟ ما الذي قصده بتلك الغمزة الغبيّة ؟ بالتّأكيد عرف بمشاعري التافهة وسيسخر منّي لآخر عمري...(رفعت كفّيها لشعرها تشدّ مقدّمته بغيظ وهي توشك على البكاء) ما الذي أعادك يا ربيع؟ لماذا عدت لتخرّب حياتي؟ كنت قد نسيتك"

وبعد أن هدأت قليلا، خرجت من الحمّام وأبدلت ثيابها قبل أن تلفّ شعرها بمنشفة طويلة...
وجلست على فراشها لتمسك بهاتفها وتفتح حسابها السّريَّ الذّي لا يعلم أحد بوجوده
سوى ليليا رفيقتها وصندوق أسرارها.
وكتبت بانفعال:
{ في طريقي إليك
تعثّر قلبي بعينيك
فسقط هاويا
ليتك تدرك مدى سحر هاتين العينين
اليوم عدت للغرق بك من جديد...بسببهما
كما كنت دائما
اكتشفت أنني ما تخلّصت من قيد عشقك يوما
وبأنّني لا زلت مكبّلة بك
حلّ الرّبيع بقلبي اليوم أخيرا
بعد طول جدب وجفاف...
واشتعل نفس الشّوق المؤذي الذّي واريته ثرى قلبي..
ولذلك سأعلن لنفسي وبنفسي
أنّني أسيرة حبّك
أيّها البعيد عن العين
الأقرب للقلب}
سمعت طرقا على باب غرفتها فأطفأت الهاتف وأذنت للطّارق بالدّخول.
وقد كانت بشائر التّي اندفعت نحوها لتجلس على حافة السرير تمسك يديها بتلهّف هاتفة :" غاية، ما الذّي أصابك يا ابنتي؟
"
قالت غاية تطمأنها :" اهدئي ماما .. أنا بخير. ألم يخبرك أسامة؟"

"أجل لقد فعل. لكنّني ما زلت غير مطمئنّة."

تدخّل رضوان الذي كان واقفا بإطار الباب ولم يدخل ليمنح ابنته الخصوصيّة:" دعيها وشأنها يا بشائر. أسامة قال أنّها ستكون بخير. أتشككين في كفاءة ابن أخيك؟"

هتفت بشائر :" لا يا رضوان . أنا أثق بأسامة تمام الثّقة لكنّني أمّ والأمّ لا تفكّر بالمنطق والعقل حين يتأذى صغارها"

مالت غاية لتلثم خدّ أمّها بحبّ وهمست:" أنا بخير ماما. أقسم لك لكنّني لن أرتدي أحذية بكعب عال مجدّدا"

ربّتت بشائر على كتفها ونهضت قائلة:" حسنا، ابقي هنا وأنا سأجهّز لك مشروب الشكولاتة الذي تحبّينه"
خرج والداها فعادت برأسها للخلف تسنده على ظهر السرير مفكّرة
.
*--**--**----**--**---**--*

ما أحلى وجع لقائها وما أمرّ راحة بعدها.
ما أحلى وجودها وما أمرّ رحيلها .

ما هذا الشّعور الذّي يكتنفه؟
أهو النّدم؟
ندم بسبب عودته ربّما..
.
فقد تحقّق ما خاف منه وعاد ليسقط صريع هواها.
وأدرك أنّ تلك الصّلة السّحريّة الدّافئة التّي تربطه بها متينة ...
متينة لحدّ يجعلها غير قابلة للكسر .
وهذا خطر عظيم على شخص مثله.
خطر على قلبه الذي يحفظ قسماتها وروحه المقفرة التي لم تسكنها سواها
قبض يده -التّي كانت تمسكها طوال الوقت- بعنف..
دفئها لا يزال يحاوطه ورائحة الفلّ الهادئة عالقة براحته.
يمكنه أن يتشمّم عبيرها مهما حاول التجاهل
.
رنّ هاتف أسامة فأخرجه من شروده. وراقب أخاه يفتح الخطّ هاتفا بحنق:" تسنييييييم .....ارحميني من اتصالاتك ...كدت أتسبب في حادث للتو. ماذا تريدين منّي؟"
وصلهما صوت تسنيم الغاضب :" لا تصرخ عليّ يا أسامة. لا تصرخ. وناولني ربيع ذلك الخائن فورا"
مدّ له أسامة الهاتف بعنف فتسلّمه منه وقال بحذر:» مرحبا تسنيم"
"
"ستكونين أوّل من يراني يا تسو ..سأحضر لك الكثير من الهدايا وسأدلّلك. ألم يكن هذا ما وعدتني به؟ أيها الخائن الشرير المؤذي. ألم تجد غير وقت امتحاناتي لتعود؟
"
صمت ربيع لدقائق ثمّ ردّ يحاول امتصاص غضبها:" تسّوو...هل ستغضبين منّي الآن لأنّني سمعت كلامك وأتيت قبل الزّفاف؟. لم تخبريني بمواعيد امتحاناتك. لذا أنا عمليّا لم أخلف بوعدي وقد أحضرت لك هديّة بالمناسبة"

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن