وظننتني شُفيت... لأكتشف في لحظة مقدار شتاتي!
*****
"لأنّني أهتمّ جدّا يا يارا.. أهتم بطريقة تجاوزت كل الحدود الطبيعية!"
تجمّدت يارا بحقّ بين ذراعيه المحيطتين بها وقد بدت مصدومة.. متجمدة و... متباعدة!
عيناها متسعتان تناظران عينيه بذهول وكأنها تبحث فيهما عن نفي... تلاعب.. مشاكسة معتادة أو.. أو تأكيد!لم تعرف ما كانت تريد أن تراه حقّا... لا بل عرفت وإدراكها حاجتها الشديدة للعثور على تأكيد منه بإعجابه بها... بها هي دون غيرها جعل الرعب يزحف ليسكن أطرافها...
فارتجفت منتفضة وكأنها تصحو من حلم أسود فتبعد ذراعيه عنها بعنف وتتحرك بهدوء لملمته بقبضة من حديد مسيطرة على نفسها كي تسير مبتعدة عنه دون لفت انتباه الناس إليها.
وما أن اجتازت باب القاعة الخلفي حتى كانت تنحني بخفة تنزع عنها حذاءها عالي الكعبين وتركض... تركض دون وجهة...
حتّى أوقفها الحاجز الحديدي للشرفة الواسعة والتي كانت ملاصقة للقاعة التي تقام بها خطوبة حبيبته حاليا!
يا إلهي!
صفعتها الحقيقة بقسوة... بقبضة حديدية غاشمة كانت لتسقطها سقطة لا قيام بعدها لو لم تكن يارا.. يارا الصادق التي لن تهتزّ مطلقا.
سيمرّ هذا الألم... ستطوّعه فتجعله نقطة قوة ولبنة تضيفها لدرعها الصّلد..
لكنّها الآن.. الآن وفي هذه اللحظة ستترك لنفسها مساحة الإنهيار... لن تكون مجحفة فتحرم نفسها من ذلك..
"البكاء ليس ضعفا والاعتراف بالهزيمة ليس انكسارا إنّما هو خلاصة القوّة أن نرفق بأنفسنا فنعطيها حقّها في التنفيس عن صرخاتها الملتاعة.. لا تخفي شيئا يارا. لا تتظاهري من أجل الناس فتخسري روحك... أصرخي وانهاري واضعفي.. دعي روحك تمرّ بمراحلها الطبيعية لتشفى... لا تتجاهلي الجرح فتقضي على نفسك... ابكي.. ابكي! "
تفاجأت بقطرة ناعمة من المياه تلامس راحة كفها حيث وقفت مستندة لحافة الشرفة لتتبعها أخرى فأخرى...
وصوت شهقتها المختنقة نبّهها بأن بحيرات جليدها قد تصدّعت بشكل خطر جدا هذه المرّة..وبرز السؤال متحديا إيّاها : لماذا تبكين يارا الصادق؟!
تبّا..
لماذا تبكي؟
ليس سوى مجرد رجل عادي.. رجل من الرجال الذين أقسمت ألّا تخضعي أبدا لأحدهم فلماذا؟!
أنت تقرأ
وقد حل ربيعك بروحي!
Romanceالأخطاء لا تُطمس والذنوب لا تُمحى! نحن نتوب عنها... نتقبلها.. نتعايش معها... ثم نسعى لإصلاحها ما استطعنا... فإن أخطأت يوما كن قويا.. قل فعلت ولكن... وما بعد ال..لكن يكون تحملا للمسؤولية أو إصلاحا للخطأ... الحياة مجموعة من رحلات قصيرة جدا أقصر من أ...