الفصل الثالث عشر

69 5 1
                                    

"روحي تألف روحك والقلب لم تسكنه سواك!"
"ساقك قدرك لي.. فتجاوزت بحارا ومحطات.. قارات ومدنا وأوطانا لتستقر بفؤادي وتجد السكن!"

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
توقف به الزمن لثوان أو لعلها لحظات امتدت لساعات فقد وقع بكليته غارقا في أمواج عشقها مجددا... غرق حتى بلغ القاع...
وما أجمله من غرق...
يتمنى لو يفنى ويتلاشى مع دموع عينيها.. يتساقط ويداعب وجنتيها..
يتوحد معها لثوان ثم يمضي متبخرا متحررا...
دار به الكون حتى أن الرؤية تشوشت أمام عينيه وابتسم...
بكل جنون وعنفوان اللحظة، ابتسم وقلبه يرتج بداخل صدره..
هي تحبه!

ما رآه بعينيها ليس مجرد إعجاب... إنما هو عشق...
غاية تعشقه كما يذوب هو بها...

لكن منذ متى أحبته ؟
أتراها أحبته منذ وقع سبيا لسحر عينيها؟
أتراها أحبته قبل أن ينغمر في لجة خطاياه ويقع أسير الذنب؟!

ليته اعترف لها وقتها لما كان تحطم ولا مسه هذا الوجع!

لكن هيهات فما حصل قد حصل وهو لا يملك أن يغير شيئا.

أغمض عينيه بحسرة ثم أحنى رأسه يقول بألم :" ابتعدي عني يا غاية! لأنني لو تركت نفسي لهواها واقتربت خطوة ستحترقين!"

وجعه مسّ قلبها... وجع لم تحتمله فاقتربت واقتربت حتى وقفت أمامه وأمسكت كفيه المرتجفين تدفئهما هامسة:"
أساسا أنت تقتلني كل يوم ببعدك!
فلم لا تقترب لمرة نحترق بها فنتلاشى كلانا ويمحى هذا الوجع! "

أحنى رأسه فلامس جبهتها لتغمض عينيها مستسلمة ودمعة حارة تنزلق على وجنتها بينما همس لها :" ليته ينتهي!"

همست بعذاب:" أنهه يا ربيع... دعني أكون جوارك.. لا تترك يدي! لا تجعلنا نموت ونحن بعيدان عن بعضنا.. لا تضع عمرنا.. "

تنهد وصدره يعلو وينخفض باضطراب وردّ:" لا أستطيع يا غاية..أرجوك!"

هزت رأسها بنفي شعر به دون أن يفتح عينيه عند تحرك خصلات غرتها ملامسة جبينه وقالت :" لم أهديتني تلك الرواية يا ربيع؟ أأردت أن تنبهني أن قصتنا ستنتهي كآميلي ويونس؟! لا أصدق هذا... نحن نختلف.. حبنا يختلف... لا تكن مثله... لا تتردد وتكسرني! "

عاد ليهمس بعذاب وهو يشدد على يديها :" لم يكن تردده ما جعله يخسرها بل ذنبه يا غاية... ذنبه الذي أثقل روحه وأنا مثله خاسر بكل الأحوال ولا أريدك أن تهزمي مثلي.. إذن لأخسر أنا وتفوزي أنت! "

وبكل قسوة ترك يديها وابتعد خطوات فشعرت بدفئه ينحسر رويدا رويدا ليغمرها برد قارس نخر عظامها رغم حرارة الصيف المشتعلة!

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن