وقد حل ربيعك بروحي!

الفصل الثاني عشر (النصف الثاني)

الحياة أقصر من أن نضيعها نادمين!
وجميلة بشكل يسلب أنفاسك.. غامضة ومفاجئة بطريقة غريبة..
💚💚💚 ___________________________

الحياة قاسية لكنها عادلة!
تأخذ شيئا وتمنح آخر.
وفي رحلتنا بها لا أهم من رفيق صادق يشاركنا الدرب ويهون علينا وعورة الطريق..

♥️~~~~~~~~~♥️

اليوم الموالي

استيقظت غيد باكرا واتجهت فورا لغرفة جدتها مثيرة صخبها اليومي تطالب بفطورها.
ناغشتها جدتها بحب وغيرت ثيابها ثم أطعمتها وسرحت شعرها في ضفائر جميلة.

نادت ابنتها للفطور لكنها لم تستجب كما عادتها منذ أيام وتحديدا منذ عودتها من العاصمة حيث انقلب حالها رأسا على عقب من وقتها .

طرقت باب غرفتها وفتحته جزئيا تطالع ابنتها المكومة كجثة فوق سريرها بحسرة وهي تتمنى لو تعرف سر علتها وتساعدها بأي طريقة.

عاودت مناداتها برفق وحين لم تستجب سُكينة سلمت أمرها لله وخرجت باتجاه المطبخ لتعد الغداء.

أمّا سكينة فرفعت الغطاء من فوق رأسها ونهضت من فراشها مترنحة.
واجهت مرآتها بوجه ذابل وعيون محمرة تحيطها هالات سوداء عميقة بشعة...

قلب طفلتها عليل وهي لا تستطيع مساعدتها بشيء.
لا تملك شيئا لتقدمه وحتى روحها لن تنفع ثمنا....
لكنها مع ذلك لن تستسلم!

عليها أن تواجه مصيرها .
كفاها جبنا وفرارا!
لقد هربت منذ أسبوع من تلك الحقيقة القاسية ولزمت الفراش كعادتها منذ الطفولة.
لكن الآن هي ستكون أم غيد القوية!
وستحارب من أجلها.
ستجد حلا!
عليها أن تفعل... لن يتركها الله..

ارتدت جلبابا بيتيا قطنيا ولفت حجابها بحرص واتجهت بعزم لبيت صديقتها سها التي كانت قد طلبت منها زيارتها في وقت قريب حين تتوازن لتخبرها بشيء هام.

يوم عودتها وما أن بلغت قريتها حتى اتجهت لبيت صديقتها وانهارت في حضنها باكية تبثها وجعها وخوفها.
وعبثا حاولت سهى تهدئتها وإخبارها أنها وجدت طريقة يمكن أن تساعدها.
واضطرت في النهاية لأن تطلب منها أن تعيد زيارتها حين تسيطر على مشاعرها.

طرقت الباب بخفة ففتحته غيداء ابنة سهى وعانقتها بدفء ومحبة.
ثم أشارت لها على غرفة الجلوس حيث والدتها.

جلست سكينة جوار رفيقة عمرها ووضعت رأسها على كتفها دون كلمات.
ربتت سهى على حجابها بعفوية وأمسكت بيدها قائلة :" هل أخبرت والدتك؟"