الفصل السابع عشر

57 3 0
                                    

خلال خفقة قلب...
انهزام وانتصار..
دمع وانصهار...
****

كان موعدا مع القدر...

لا أحد عرف ولا فهم ما حدث...

في ليلة ممطرة... تمزقت الأوراق واشتعلت دفّتا كتابهما..

بعد أشهر أخر...

بداية الربيع...

حل الربيع أخيرا بالأراضي... قبّل سحره الورود فتفتحت والأشجار فأينعت...

وقلب سكينة فتضخم...

كيف لا؟
وحبيب الروح عائد لتمضية العطلة ببيته.
وستراه أخيرا..

رغم أن لا أحد منهما قد أعلن لكن الأعين باحت واتفقت...

وكان لقاءهما كل عشية في بستان الزيتون مفروغا منه فيتحدثان قليلا وكثيرا يصمتان...

وقفت سكينة بنافذة غرفتها مساء تسترق السمع نحو الخارج ففي قرية كقريتهم لا يُخبأ حدث...

كانت تشعر بالقلق منذ الصباح وقد تأخرت عودة عزيز لكنها أرجأت ذلك لصعوبة التنقل خصوصا والأمطار تنهمر منذ الصباح وكأن الشتاء يأبى أن ي دعهم...
وحين سمعت طرقا على بابهم ازداد هلعها لسبب لم تفهمه..

فتسللت خلف والدها تقف خلف جدار الرواق لتسمع ابن عمها يقول بفزع:" لا أظنه قد مات... فريق الإسعاف على وصول.. لكننا لم نخبر الحاج عاشور بعد."

شعرت بالبرد يغزو أطرافها والدنيا تزيغ من حولها فتمسكت بالجدار وهي تصيغ السمع..
فقال والدها :" ألطف بنا يا رب... ما زال شابا... فليحفظه الله... انتظر يا محفوظ سأرتدي البرنس وأرافقك.."

ركضت سكينة بسرعة نحو غرفتها ولبست معطفا ثقيلا ليقيها برد المساء القارس ثم حملت مطاريتها وبعد أن خرج والدها تبعته ...

كانت تسير بقدمين مرتعشتين تتخبط برعب حتى وصلت لمكان الحادث...

وحين لمحت منظر السيارة المهشمة بطريقة مرعبة، شعرت وكأن رصاصة قاتلة أصابت قلبها فترنحت بانهيار وجسدها يرتجف بردا لم يكن سببه الطقس أبدا!

حاولت الاقتراب أكثر لتكتشف ما حدث بالتفصيل..
فرأت رجال الإسعاف الذين كانوا قد حضروا منذ وقت قريب يحملون جسدا لم تتبينه في الظلام.. ثم يضعونه في السيارة التي انطلقت بأقصى سرعة وقد علا صوت جرسها..

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن