الفصل الأول

668 13 2
                                    

الذكريات!
سلاح سحريٌّ قاتل شاف...قد تكون أحيانا دواءً لكل جراحنا... تهدئ الأوجاع وتشفي الكلوم.. وقد تكون أحيانا أخرى لعنة أبدية تلاحقنا ولا تسمح لنا بالفرار....

بين الحقيقة والكذب ... الوهم والواقع... الأسود والأبيض... خيط
خيط رفيع جدا يفصلهما فاحذر قبل أن تتعلق به ...
لأنك ان فعلت فستنسى الطمأنينة .... ستكون كمن خاف الوقوع في بئر سحيقة مظلمة فتعلق بحبال مهترئة ذائبة تحاوطها حمم لاهبة يرجو منها مساعدة..

~~~~~~~~~~

نهاية الربيع

تبدأ الحكاية بطقس ربيعي معتدل...سماء صافية تزينها شمس دافئة تداعب بأشعتها الأرض التي تزينت بأبهى حللها الخضراء فبدت كبساط أخضر ممتد نحو اللانهاية تتناثر عليه ورود مختلفة الأحجام والألوان

" لقد رفضت أي تواصل أو مجرد علاقة بك...آسف جدا سيدي.. لقد حاولت "

ابتلع غصة مسننة حارقة وأردف :" لا بأس ...شكرا جزيلا عم شعبان"

أغلق الهاتف ورماه على مقعد بجواره قائلا بحسرة :" لن تسامحني...أعلم بأنها لن تفعل "

كان يقف وراء حاجز شرفته ..أو الأصح يجلس! .... ابتسم بمرارة وهو يصحح الخطأ لنفسه ثم عادت عيناه لتشردا بعيدا غافلتين عن البهاء الموجود على بعد نظرة منهما...

أرجع رأسه ليسنده على ظهر الكرسي مغمض العينين بهم ...متى الخلاص من هذا الصقيع.؟. متى تتحرر روحه من حبسها الجليدي.؟.. متى تذوب قيوده ويتنفس مرتاحا لمرة.؟

.. أغمض عينيه وهو يبتلع الغصة المسننة المألوفة... لن ينسى هذا اليوم ما حيا وليته يموت سريعا عله يتخلص من عذابه...

لقد مرّت سنتان ...سنتان لا يذكر منهما سوى الوجع الصافي ...

وجع فتك بجسده ..وآخر نخر روحه ...وكلاهما لم يتركاه ....

تراجع لغرفته ببطء ثم اتجه نحو حاسوبه المحمول يرد على رسائل أخته الشقية ويتمم على عروض للعمل كان والده قد أرسلها في محاولة لإعادته للاستقرار ببلده ولكن ذلك مستحيل ... اليوم بالذات، عليه أن ينهك نفسه لأقصى حد وإلا لن يستطيع النوم كما هي عادته منذ أن أصابته تلك اللعنة السوداء.....

************************

الطقس كان رائعا بحق.. جمع ما بين الصيفي المنعش والربيعي الدافئ....أغلق ربيع باب شقته ووقف أمام المصعد ينتظر فتح بابه حين سمع صوت باب ينغلق خلفه وشعر بشخص يقف بجواره ...

استدار عفويا فوقعت عيناه على جاره توماس ..فابتسم له بتحفظ يحييه قبل أن يدخل كلاهما الى المصعد ..راقب ربيع الأرقام المضيئة تتغير كل فترة والمصعد يفتح بابه حين يقف بكل طابق فينضم المزيد والمزيد من الناس يشاركونه رحلة نزوله اليومية...

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن