الفصل التاسع عشر

93 5 0
                                    

الحب مثل الموت وعد لايرد ولايزول!
محمود درويش

~~~~~~~~~~

أب البنات!
هذا اللقب الذي يمقته العديد.. هذا اللقب الذي يحاول التخلص منه آخرون... ويعتز به من يدرك فعلا قيمة النعمة التي يملك..
وهو كان فخورا دوما كونه "أب البنات"..

منحه الله بنتين كقطعتين من الجنة... جميلتين... ناعمتين... حنونتين..
أحسن تربيتهما - كما يتمنى-ونال برّهما..

كانت حياته هادئة سعيدة لا يعكرها سوى بضع مشاحنات مشاكسة مع زوجته أو ربما مرض والدته وانتكاساتها.

حتى كسر ظهره.. حين وقعت ابنته في حب المحظور..
وقعت في فخ خطر التف حول عنقها فكبلها ومهما حاول هو فك العقدة حولها لم يفلح بل اكتشف أخيرا أنه كان يزيد في خنقها..

ولذلك اتخذ قراره اليوم بأن يترك لها حريتها..
فلتجرب وتتوجع..
ورغم قسوة التجربة التي يعلم أنها ستمر بها فإن جزءا قاسيا بداخله يريد لها أن تتعلم.
ربما رغم كل شيء بالغ في تدليلها حتى باتت عاطفية ساذجة..

والقلب الضعيف يحتاج ضربة تقويه!

جلس صالح بوقار مخفيا توتره مقابلا لصهره المستند على ظهر الأريكة بغرفة الجلوس الواسعة في استرخاء تام استغربه...

تنحنح يخلي أفكاره ثم قال بهدوء :" منذ فترة تقدمت بطلب غاية لابني ربيع يا رضوان... وطلبتم مهلة للتفكير... وأنا اليوم قد عدت لأعرف رأيكم.. وتأكد يا صهري أنه مهما كانت الإجابة فلا شيء سيتغير.."

استقام رضوان في جلسته وقال ببرود مقاطعا:" ظننتك عرفت إجابتي يومها يا صالح!"

رد صالح بهدوء مستفز :" إجابتك... امم.. . نعم... أظنني عرفتها وهي لا تهمني صدقا... لكنني هنا.. لمعرفة رأي ابنتنا غاية.. "

" ابنتي! "
قالها رضوان بقسوة وصلابة مشددا على كل حرف :" هي ابنتي فقط... والفارق عظيم... ورأيها من رأيي أي أن الأمر من بدايته في يدي... المهم.. قد فكرت وقررت.. أنا موافق على طلبكم يا صالح لكن بشروط! "

تحول استرخاء صالح اللحظي لتشنج لكنه رغم ذلك قال بمهادنة :" وما هي شروطك يا صديقي ؟"

تجاهل رضوان لفظ الصداقة الذي حاول صالح تذكيره به ثم قال بغرور لم يكن من شيمه يوما :" غاية مراد... لن تتزوج سوى بعد إتمام سني دراستها كاملة وبعد عملها لسنتين على الأقل (حاول صالح مقاطعته باستنكار لكنه رفع يده يوقفه متابعا) : وحتى ذلك الوقت... لا خروج ولا زيارات لكم سوى بإذني... غاية ستستقر بتونس حتى الممات... ستجهز بأغلى وأثمن جهاز وسيكون حفلها من أضخم الحفلات... "

وقد حل ربيعك بروحي! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن