الفصل الأول

3.7K 103 4
                                    

اهلاً بك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة .. أهدي تلك الرواية الى أحلامِ اليقظة التي زارتنا جميعًا دائمًا لتختلط بافكارنا وتنتج العديد من الأسئلةِ ..

في هذا الكونِ الشاسع،الغريب،اللامفهوم.. مهما بلغت معارفك عنهُ، هل وقفتَ ذات يوم للحظاتٍ تتسائلُ "من أنا؟"
"من هؤلاء الذين يدعون أنهُم عائلتي؟"
أو ربما قد جاءَ الشك إليكَ جعلك مُتسائلًا أن رُبما تحلم الأن وهذه اللحظة التي تأخذُ بها النفس تلو الأخر ربما مجرد حُلم عابر، رُبما كل هؤلاء الناس ليسو حقيقيون ..
تتسائل ايضًا
"أين كنتُ قبل ميلادي!"
جميعنا نعلم أن قبل مجيئنا كُنا جميعًا بالعدمِ، ولكن المُزعج في الأمرِ
(كيف يكون العدم؟)
اعلم أن كادَ يَجنُ رأسك من فرطِ التفكير في هذا.. أين كنت قبل ميلادك وكيف لم تكُن شيئًا بهذا الشكل .."يا الهي أين كنت حقًا!!
برغمِ العديد والعديد من الأسئلةِ المُحيرة مثل هذه، الا و يوجد أعمقهم.."هل نعيش وحدِنا؟ أَم...!" .

لَم يُكن بيدينا أن نفتح أعيُننا لنجد أنفُسنا على أذرعِ أُمهاتنا، بل كانَ ذلك من فضلِ الله علينا.
ولَم يكُن بأيديهم أيضًا أن يأتو إلى هُنا، بل بإرادةِ الله كي يكونوا ملائكته على الارضِ.
_دار الفردوس لرعاية الأيتام_
_ القاهرة 1999_

- انتِ جميلة اوي بجد، و وجودك هنا النهاردة هو الأجمل
" قالتها فرح بضحكة عابرة معها بعض ماءِ العين"
- ‏ايه ده ليه بتعيطي؟
- ‏ل.. لاء دي مش دموع دي عيني دخل فيها تراب مش أكتر
- ‏يعني أنتِ كويسة؟
- ‏ايوة ياحبيبتي، يلا تعالي اعرفك على صحابك الجُداد.
• مسكت فرح يد الطفلة وذهبت بها لتُريها المكان.

- في ايه بتجرو ليه يا مروة حد يفهمني؟
• قالتها فرح
- ‏في بنت من البنات وقعت علي راسها
- ‏ايييه!
نزلت الكلمات علي اذنِ الطفلة التي بيدِها كالرعد، فـقبضت علي يدِ ابلة فرح بشدةٍ من الخوفِ
- اسمعي، اقفي هنا و اوعي تتحركي لحد مرجعلك
" قالتها فرح إلى الطفلة
اماءت الطفلة برأسِها بقولِ حاضر.

- ايه ده مين الصغيرة دي
دخلت الصغيرة إلى غرفةٍ واسعة بعد أن قامت بدفعِ بابِها العريض الطويل أبيض اللون بخفة لتُكمل باقي فتحته، لتدخل غرفة واسعة بها العديد من السرائرِ المُبهج منظرها والتي يطلو على حائطِها اللون الوردي.
- ‏ازيك؟ انا نور.
- ‏وانا أمل.
قاطع حديثهم صوت فتاة وسطهم تقول:
- استنو يابنات دي شكلها خايفة اوي
- ‏خايفة! تفتكري!
- ‏افتكر ايه! أنتِ مش شايفة وشها عامل ازاي يا امل
- م..مال.. وشي!! فيه دم؟
• قالتها الطفلة بخوفٍ.
- دم! أنتِ بتقولي ايه!
- ‏اص.. اصل في بنت..
- ‏فيه بنت مالها؟
- ‏بنت برا سمعت إن.. إنها اتعورت في.. راس.. راسها
• قالتها الطفلة بتلعثم
- ‏تفتكرو عشان كدة كانو بيجرو في الطُرقة؟
- ‏احممم ل.. لاء يا بنات، تلاقيكي سمعتي غلط يا..
انا اسمي ضحي
ضحي فتاة سمينة بعض الشيء يزيدها جمال بشرتها الخمراء.
‏ - وانتِ اسمك ايه؟
• لتقول طفلة رحلتنا اسمها قائلة:
- ف.. فريدة

- و ده اسمه كلام يعني! لو كان جالها نزيف داخلي ولا حصلها حاجة! ايه عدم المسؤولية دي!!
• قِيلت بنبرة صوت عالية غاضبة.
- ‏احنا بنتأسف بجد بس..
- ‏مش عايز ولا كلمة! بس ايه! هتكملي تقولي ايه؟
- ‏يافندم حضرتك بتلومني واكيد حضرتك عارف إني دة مش من مهامي هنا في الدار
- ‏مش من مهامك انك تبقي مسؤولة عن الجنينة الخلفية لكن ازاي مكنتيش بتمري ولمحتي الباب مفتوح خلال اليوم كله؟!
- ‏حضرتك عارف إن الجنينة مش مكشوفة اوي غير لما يكون حد رايح يتأكد من غرفة الأوراق أو يكون وقت فتح الجنينة.
- ‏ودة مُبرر؟
- يا فندم ..
• قاطعها صوت يقول:
- يافندم دي من مهامي أنا، وأنا فعلاً اللي غلطانة إني نسيت باب الجنينة مفتوح، انا كنت متأكدة إني قفلاه بس..
- ‏بس ايه يا فاطمة هانم؟ الدار مسكون عفاريت؟
- ‏يافندم اقصد اني الظاهر فكرت اني القفل إتقفل وماخدتش بالي
- ‏انتو مُدركين اني البنات دي بالظبط زي بناتي؟ أنا مش مجرد صاحب دار ايتام ولا الاسم إني صاحب المبني ولا كل ده.
"قالها وصوته يعلو علي أنفاسهِ،، هكذا دائمًا كان، ثم • أكمل بصوتٍ منخفض ومُنطفئ قليلًا:
انا لما عملت الدار ده، عملته عشان أحس إني فعلاً قادر أحمي أرواح من إنها تضيع..
- ‏ أنا بعتذر
- ‏مخصوم منك اسبوع، كل واحد على شغله.
رمشت فاطمة بـعينيها ببطئٍ وتنهدت قليلاٍ كنوع من أنواع قلة الحيلة، ثم خرجت وخرج معها الجميع ليرو عملهم بالدارِ.
أما هو فظلَ ينظُر إلى الساعةِ التي بيديهِ يُراقب الوقت ولكن .. لِمَ امتلأت عينهُ ببعضِ الدموع الطفيفة؟

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن