الفصل الثامن عشر

309 34 3
                                    

مرَ عام.. أصبحت فريدة الان 19 عام.
• في مرحاض الدار تقف فريدة تقوم بتمشيط شعرها وتُدندن بفمها مُرتديا بنطالا وقميص بسيط حتي انتهت ثم خرجت ولكن سمعت صوت رحيم بيه يعلو من مكتبه، تسحبت علي اطراف أصابعها لتسمع ماذا يحدث بالداخل، اقتربت من الباب ثم وضعت أذنيها، ربما ظنت أن هذا بدر الذي بالداخل.
يجلس رحيم والغضب يَعُم وجهه في واحداٍ من رجالتهِ
- يعني مطلعتش هي؟
• قالها بصوتٍ عالي غاضب
- للأسف لاء يا بيه، فضلت وراها اسبوع عشان بس المح ملامح وشها، مش هي الي في الصورة خالص
- ما يمكن هي وملامحها اتغيرت يا بني آدم، انت عارف دول كام سنة
- بس يا رحيم بيه دي صغيرة خالص الست دي، وملامحها مختلفة تماما
- ازاي، اومال ازاي جوزها اسمه نفس الاسم
- صُدفة يا رحيم بيه ما ياما بيحصل صُدف، هي اسمها فاطمة اصلا
• خبط رحيم بكفهِ علي مكتبه بشدة مما افزع الرجل الذي امامهِ ثم قال
- روح انت دلوقتي خلاص
• سمعت فريدة صوت الباب يُفتح مما جعلها تتنحي وتُخبئ نفسها وراء الحائط، نظرت إلي الرجل، كانت تظن أنه بدر ولكنها تعجبت أكثر عندما رأته ليس بدر .. وقفت تُفكر فريدة في كلام رحيم يُشغل عقلها عن مَن كانَ يتحدث ولما غاضب هكذا.. حتي بعد ثواني جاءت أبلة نعمة مُسرعة من اخر ُطرقة الدار و رأت فريدة، لم تُركز فريدة معها وهي آتية حتي فوجِئت بها وبدأت أن تقول وهي تتلعثم
- أبل...أبلة نعمة!
- ايه الي موقفك هنا يا فريدة
- اصل... اصل
• قاطعتها نعمة وهي تقول لها
- طيب بصي، هدخل لـرحيم بيه وأخرج تكملي كلامك، عشان هو طلبني معرفش في ايه، روحي انتِ علي الاوضة
• اماءت فريدة برأسِها بقول حاضر وهي تُفكر في ماذا كان يريدها رحيم بيه! في ماذا يا عزيزي القارئ؟

في داخل غرفة الدار الخاصة بالفتيات البالغات تجلس ضحي وهي تلعب بخُصلاتِ شعرها وتتحدث الي امل قائلة
- امل قوليلي..
- ها
- هو أنتِ شوفتي بدر الفترة دي في الدار؟
- بدر!! اه كان من يومين مع فريدة تقريبا، انا فرحانة ليها اوي بجد دول بقو صحاب وبقت فرحانة كدة
• قالتها امل وهي تبتسم بصوت مُبهج مما أثار غضب ضحي
- اه... طب.. طب هي فريدة فين دلوقتي
- مش عارفة، اكيد في الحمام ولا حاجة
- طيب انا هقوم اشوفها
• نهضت ضحي وبـقلبها الغيرة علي بدر

• بداخلِ مكتب رحيم
- أيوة يا رحيم بيه
• اشعلَ سيجارته ثم نظر لها
- فين فريدة الي شوفتها من سنة
• نظرت له باستغراب وهي تقول
- فريدة بنت الدار بتاعنا يا رحيم بيه؟
- أيوة
- موجودة، بس خير هي عملت حاجة تدايق حضرتك؟
- لاء ابدا.. بس عايز اعرف عنها معلومات اكتر..
- معلومات زي ايه
- مين فريدة، جات للدار هنا ازاي
- الي تعرف قصتها أبلة فرح اكيد، فريدة بتقولي هي اكتر حد كانت متعلقة بيه بعد والدتها
• اعتدل بجسده للامام بعد أن كان يسند للوراء علي الكرسي ثم قال والسيجارة بيدهِ
- والدتها؟ هي مين والدتها وايه حكايتها بالظبط؟
- معرفش يا رحيم بيه بصراحة، كل الي اعرفه عنها انها كانت مع عيلتها وبعدين بقت في الشوارع ومعرفش السبب بارضو، وبعدين أبلة فرح اخدتها لحد ما جابتها هنا
• اطفأ سيجارته ثم قال
- اندهيلي فريدة يا نعمة
• كانت نعمة تُفكر بشدة والفضول يأكل رأسها لما يريد فريدة هكذا
- بس انا اسفة يعني يا رحيم بيه، هو في حاجة؟
- قولت مفيش يا نعمة، انا حر اعمل الي عايزه
- انا مقصدش يا بيه اسفة
• قالتها نعمة بعد أن رفعَ صوته عليها
- طيب يلا اندهيها
• خرجت نعمة تبحث عن فريدة، لتجدها واقفة مع ضحي في الحديقة

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن