نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|

الفصل العاشر

- اممم .. وتعرف رحيم بيه؟
- أيوة، راجل الأعمال المشهور طبعا، متقوليش انك قريبته، مش بحبه بصراحة، وبحسه شايف نفسه ...
• لم يُكمل حديثه بعد أن قاطعته قائلة:
- رحيم بيه يبقي بابا
• كان يتناول الكولا ويرفعها بيدهِ الي فمهِ ولكنه ادارَ عيناه نحوها وصمد مكانه قائلا
- وبحسه شايف نفسه راجل قد مركزه ويستحقه فعلا، بحبه جدا بصراحة من غير ما اعرفه
- فعلا؟
• قالتها وهي تبتسم بخباثة وتضحك
- مُتأسف .. بس انا مش قادر اصدق اني قاعد مع بنت اكبر حد ف البلد كدة .. طب وايه جابك هنا ما كنتي دخلتي كلية لغات أو حتي سافرتي
- لاء طبعا، انا بؤمن اني الإنسان لازم يعمل الحاجة الي هو عايز يعملها من نفسه من غير ما اي قيود تتفرض عليه، مش معني اني بابا بالثروة دي اني اخلي الفلوس تتحكم في احلامي، انا حلمي الكلية دي من و انا طفلة
• كانت متعصبة قليلا
- خلاص اهدي اهدي انتِ ليه عصبية كدة
• قالها وهو ينظر إلي ملامح وجهها بتأمل ويضحك ضحكة صغيرة
- انا مش عصبية علي فكرة يا دكتور
- واضحة جدا مش محتاجة تقولي
• قالها وهو يقهقه عاليا
- بقي كدة؟
- خلاص، واضح اني دمي تقيل
- لاء لا، مش اتقل من موادك
• ضحك الاثنان سويا
                          ___________________
المجهول أكثر شيئ يؤلم عزيزي القارئ ويُرهق العقل .. مثلما قولت لك في بداية رحلتنا " هل تساءلت ذات يوم من انا؟" .. عليك انا تسأل نفسك عزيزي القارئ.. ربما تجد الإجابة.. وربما ليس .. لأن الإجابة ليست فقط ان تقول انا فُلان .. بل اعمق من ذلك بكثير .. من انت؟ من انت يا عزيزي القارئ ومن هؤلاء الذين يدعون أنهم عائلتك! ..
في اخر ممر الدار الغرفة الواسعة ذات الباب البُني المكتوب عليه "مكتب رحيم بيه"، يسكن الهدوء الدار و الممر ماعدا راس رحيم .. مازال يُفكر في المجهول.. ويؤلمه الفقد .. اعلم انك أيضا جربت ذلك يا عزيزي .. لا تقلق انا هنا لمشاركتك ما تشعر بهِ.

• الساعة السابعة مساءً، صوت دقات عقرب ساعة صغيرة دائمًا يضعُها رحيم علي مكتبهِ تملأ المكتب
• يجلس رحيم بيه علي كرسي مكتبهِ ويضعُ في فمهِ سيجارتهُ وينظر الي الساعة.
• لم يكتمل تأمله هذا وجاء صوت صراخ من داخل غرفة البنات البالغات.
• انتفضَ رحيم عندما سمع صوت الصراخ من علي كرسيه وخرج خارج مكتبه ليري أبلة نعمة وعدد من الابلات يسرعون علي ممر الغرف .
• عقد حاجبيه الاثنين ومازال ينظر باستغراب مُتسائلاً ماذا يحدث .. ولأول مرة أراد أن يذهب بنفسه ليري ماذا يحدث ..اعلم عزيزي القارئ انك تقول الان وماذا بها! أن يتحرك ويذهب بنفسه! ولكن دعني اقول لك عزيزي القارئ ان هذا الذي يُسمي بـ رحيم بيه فهو ليس شخص بسيط بل شخص الكبرياء خلق لهُ والهيبة بأكملها تقف احتراما لهُ.. حتي بناء هذا الدار كان نتيجة الي صدمة حدثت له، أراد أن يشعر بأنه يمتلك فتياته عزيزي القارئ وليس حبا في الأطفال.. لا بأس عزيزي القارئ ستفهم لاحقاً
- في ايه يا بنات
• قالتها أبلة نعمة بعد أن فتحت باب الغرفة ثم وجدت فريدة علي الارض مُلقاة تبكي بصوت شديد وتصرخ وجسدها يتعرق ويلتف حولها امل وضحي وباقي فتيات الغرفة
- فريدة، مالك يفريدة، حصل ايه يا بنات
- معرفش حصلها ايه فجأة
• قالتها ضحي وهي تنظر إلي فريدة خوفا عليها
- نايمة من امتي هي
- من ساعة ما جينا من حصة الطبخ يا أبلة
• قالتها امل وهي ترتجف قلقا علي حالة فريدة هذه
- ايه! من ساعة حصة الطبخ! وليه كل النوم دة
- معرفش مش متعودة تنام كل دا فعلا
• صرخت فريدة بشدة أكثر مما أثار الرعب في أصدقائها
- امل، قومي بسرعة اندهي الحكيمة بتاعت الدار
• قالتها أبلة نعمة بخوفِ وهي تضع جسد فريدة علي قدميها بينما تضم رأسها الي صدرِها
•بصوت كعب جزمته يأتي رحيم ويطرقُ الباب
- رحيم بيه ..
• توترت وتلعثمت أبلة نعمة عندما رأتهُ، الكل يخشاه ..
- في الحقيقة أنا متعودتش اني اجي بنفسي و اشوف في ايه لما بيحصل مشكلة في الدار.. بس صراخ لا يُحتمل الحقيقة
- فريدة يا استاذ رحيم مش عارفين مالها
•قالتها نعمة، مما جعل عيناه تقع علي فريدة وهي ملقاة بين يداي أبلة نعمة، نظر الي وجهِها يتأمله .. شعر أن شيئًا ما بداخلهِ يتحرك ..
•بدأ ينظر إليهم فتاة فتاة، يتبادلون الفتيات النظر إلي بعضهم البعض، فا هم أيضا يخشوه.
- فريدة، فريدة ..قومي
• قالتها أبلة نعمة وهي تضرب بكفِها بخفة علي وجه فريدة عندما فقدت الوعي
• جاءت امل تلهث وهي تجري قائلة
- اوضة الحكيمة مقفولة يا أبلة نع...
• لم تُكمل حديثها عندما رأت رحيم يقف بداخل الغرفة ثم قالت
- مش موجودة
- طيب وهنعمل ايه دلوقت
• قالتها نعمة
- انا هكلم دكتور
• قالها رحيم
                         ________________

في ڤيلا رحيم في المنيا 1982 |ماضي|
يجلس رحيم علي مكتبه بداخل ڤلته يقرأ جريدة..
تأتي مكالمة من هاتف البيت، ثم يرفع السماعة قائلا
- الو
- الو، رحيم وحشتني يا راجل
- اهلا اهلا، لسا فاكر تسأل يا مدحت والله زمان
- عرفتني من صوتي يعني، اصيل
- صوتك طول عمره مميز يا مدحت
- ايه الاخبار وازي شغلك دلوقت وحياتك
- اهو، الدنيا بخير الحمدلله الا صحيح انت قولي عامل ايه في حوار الشركة الي كانت مكتوبة باسم اخوك والموضوع الكبير دا
- لا، دا حوار كبير فعلا عايز يبقي يتحكي لما نبقي نتقابل
- خلاص أسمع، انا عازمك النهاردة علي العشا
- كدة!
- أيوة وهستناك، واهو فرصة نشوف بعض، وحشتني يا راجل مشوفتكش بقالي سنة تقريبا، دة انت عشرة عمري
- خلاص يبقي النهاردة هاجي
- إن شاءالله، مع السلامة
- مع السلامة
• قفل سماعة الهاتف ونظر الي الارض يبتسم وهو يتذكر ذكريات شبابه مع صديقه مدحت

                        ____________________

في الدار الجميع مازال قلق علي فريدة ..
- هي كلت ايه اخر حاجة؟
• قالها الدكتور الي أبلة نعمة
• تتحدث امل قائلة
- كلت بسكوت الصبح وعيش في جبنة بعدها
- البنت حد حطلها تركيبة اكل عملت تلوث في المعدة وحُمي ولقدر الله تسبب وفاة كمان
• ضربت أبلة نعمة بكفِها علي صدرها بخوفِ قائلة
- وفاة!
- اهدو اهدو انا بقول لقدر الله
- هي تركيبة ايه دي الي تسبب وفاة
• قالتها ضحي
- اي شيئ مسكر مع شيئ حراق دة يسبب الأعراض دي كلها
- غريبة بس هي مأكلتش شئ حراق دي بالعكس كلت بسكوت
• قاطعتها أبلة نعمة وهي تقول
- طيب يا دكتور حرارتها السخنة دي هتنزل امتي
- متقلقوش انا اديتها حقنة هتهدي كل دا بما فيه الحرارة والتقلصات
- ربنا يباركلك يا دكتور ويجدرك علي الخير دايما
• قالتها أبلة بلهجتها الصعيدية
- تسلمي يا امي، اهم حاجة تسيبوها ترتاح دلوقت وتكمل نومها وهي هتفوق وتبقي بخير إن شاءالله لما تصحي