الفصل التاسع

459 42 2
                                    

- رحيم بيه جيه من الشركة؟
- أيوة يا ست هانم
- طيب يا عم فتحي انا رايحة مشوار صغير لو سأل عليا قوله اني جيت
- تحت امرك يا ست هانم

قولت لك يا عزيزي القارئ ان ربما البعض مازالَ ينتظر .. ولكني لم اقول لك عن القدر الذي يأتي دون انتظار ..
• تقود سهير السيارة بسرعة عالية وهي تُدخن وتذهب الي ڤيلا صديقتها
• تدق باب صديقتها
- ايه كل دة نوم، مانتي عارفة اني جاية، لازم مش عايزة تقابليني بقي
- معقولة، لاء يا ستي ابدًا
• قالتها نجاة صديقتها وهي تضحك
- انا فرحانة اوي يا نجاة
- خير
- بصراحة يعني أنا فيه حد باين عليا بقع ..
• قالتها وهي تفرُك اصابع يدها ببعضها البعض ويحمر وجهها
- فعلا! سهير رحيم الي اصلا مالهاش خُلق للعلاقات
• قالتها نجاة وهي تضع يديها علي فمها مستغربة
- هو اللي جميل
- هو مين الي جميل يجميلة
- الدكتور مراد ..
- الدكتور مراد! كتك خيبة يا سهير بتحبي دكتور قد رحيم بيه!
- ايه؟ دكتور مين !
- مش قصدك دكتور مراد دكتور النحت؟
- ايه! أنتِ رجعتي تشربي تاني يا نجاة!
• قالتها سهير وهي تُقهقه عاليا بضحكتها
- اومال مين طيب
• قالتها نجاة وهي تضحك عاليًا أيضا
- يوووه خلاص وقفي ضحك يا سهير متبقيش رخمة اومال
• قالتها نجاة وهي تخبط سهير علي أحدي كتفيها
- طيب طيب
• قالتها سهير وهي تأخذ أنفاسها وتهندم شعرها من علي وجهها، كانت جميلة حقا .. عينيها البُنتين و وجهها ذات البشرة البيضاء وجسمها المتناسق وكأنها عارضة ازياء
- ها مين بقي؟
- دكتور مراد دة طالب في طب يا ذكية
- طب! وأنتِ ايه وداكي قسم الطب
- اتعرفت عليه اول يوم كلية بالصدفة وبعدين بعدها بلاحظ عليه كل شوية يبصلي من بعيد وبيستناني
• قالتها وهي تُحرك وتفرك قماش الوسادة التي بيديها
- سيدي يا سيدي وانتِ طبعا بتعملي نفسك مش واخدة بالك؟
- الصراحة؟ الصراحة يعني .. باخد بالي وبضحك
- الصبر يا مثبت العقل
- في ايه يا نجاة بقي
• قالتها بقليل من العصبية المازحة
- يعني، اعملي نفسك مش واخدة بالك عشان يحاول اكتر
• قالتها نجاة وهي تشرح بيديها الي سهير
- معاكي حق، دة حتي محاولش يكلمني تاني
- ربنا يسعدك يارب يا سهير، انتي جميلة وتستاهلي كل الحب اللي في الدنيا
• قالتها نجاة وهي تنظر بـ حب الي سهير صديقتها، كانت دائما الصديق الوفي الحقيقي إليها منذ الطفولة
- يخبر! مضطرة امشي دلوقتي
                    ________________

(الساعة الثانية ظُهرا .. في الدار)

- الا صح يا امل، هو أنتِ فرحانة بالحصة الجديدة دي الي اضافت للدار بتاعت الطبخ؟
- بصراحة اه، جميل جدا أننا نتعلم الطبخ، فرحانة بجد
- أيوة بس انا معنديش فكرة خالص عن المطبخ
- يستي ما طبيعي، بنقول أول حصة طبخ، انتِ علي طول متوترة كدة يا فريدة بسبب أو من غير سبب!
• لتدخل أبلة نعمة قائلة
- يبنات يلا حصة الطبخ
• قالتها والتفتت بظهرِها لتخرج
- أبلة نعمة
• نادتها فريدة
- انا متوترة جامد
- ليه يا فريدة؟
• قالتها أبلة نعمة وهي تنظر لها بتعجب
- هما كل دول ممكن يكون عندهم فكرة عن الطبخ الا انا؟ يعني حد هيتريق عليا و انا بحاول في الحصة ؟
- لاء طبعا، كلهم زيك مبتدئين
- طيب طيب خلاص مش هتوتر إن شاءالله
- فريدة .. عايزاكي تثقي في نفسك اكتر من كدة
• قالتها أبلة نعمة وهي تضع يديها علي كتف فريدة بحنان
- حاضر حاضر
• دخلت فريدة وبجانبها ضحي وامل يبتسمون سويًا مزاحًا علي أنفسِهم لأنهم ليس لديهم فكرة عن ما سيفعلون
- ايه رايكم تتعلمو تعملو البسكويت؟
- بسكويت؟ انا جعانة
• قالتها ضحي بطريقة جعلت امل وفريدة يقهقهون عاليا
- لاء لاء الصوت يبنات
- اسفين يا أبلة
• قالتها فريدة وهي تحاول كتم ضحكاتها وتمسح ماء وجهها من الضحك
- ما تبس بقي يا ضحي
• قالتها امل
- فكرت هنتعلم أكلة حلوة كدة تشبع
•قالتها ضحي بطريقة ساخرة وهي تحرك يديها بطريقة دائرية علي معدتِها
- مش هنتعلم طريقة طبخ بطن الحوت النهاردة يعني اتلمي بقي
• قالتها فريدة وبين كل كلمة ضحكة
- علي فكرة هناكل كبدة الحوت لما نروح الجنة
- دة الي انتِ فكراه من اخر حصة دين مش كدة؟
• قالتها امل وهي تضحك بشدة
- عايزة اروح الجنة دلوقتي بجد نفسي اجرب الأكلة دي
- الجنة اجمل من كدة بكتير اكيد مش المفروض نركز في بطن الحوت يا ضحي
•قالتها فريدة وهي مبتسمة
- أيوة فيها أشجار فاكهة اجمل
• قالت ذلك بطريقة مضحكة مما جعل فريدة وامل يقهقهون عاليا مرة أخري
- وبعدين يا امل أنتِ وصحابك! ولما اخرجكو من الحصة دلوقتي! مش فيه حاجة اسمها ادب واحترام المكان والوقت!
• نظرت فريدة وامل وضحي الي الأرض يخجلون من ما صدر منهم
- انا اسفة يا أبلة بجد اسفة
- قالتها امل وهي تنظر إلي الارض
- المرة الجاية هزعل منكم بجد
- وعد يا أبلة
                       
                     _________________
(الطقس شديد الحرارة الساخنة) جامعة المنيا) | ماضي|
- لو سمحت ممكن ازازة كولا؟
- اتفضلي يا آنسة في التلاجة اهيه
• وهي تلتفت وترجع بظهرها القليل من الخطوات كادت أن تقع عندما اصطدمت بـ مراد .. تلعثمت في الكلام عندما نظر إليها
- ا.. اهلا سهير
- اه ..انت، ازيك، متشكرة انك لحقتني قبل ما شكلي كان هيبقي مش لطيف خالص
• قالتها والتوتر يأكلُ وجهها، لا تستطيع النظر إلي عينهِ، يقولون عزيزي القارئ عندما قلبك ينبضُ الي شخصٍ بصدق .. لا تستطيع أن تظل ناظر إلي عينهِ، ستخجل.
- يارب تبقي تخلي بالك بعد كدة يا ستي
- صحيح، المفروض اخلي بالي اكتر من كدة، ل.. لكن قولي هو انت كنت هنا بتعمل ايه؟
• صمت لثواني ولم يأتي الي باله رد مناسب .. ماذا يقول لها؟ ايقول لها أنه هنا لكي يُراقبها؟ كيف لهذا أن يحدث عزيزي القارئ؟ حسنا انت شجاع بدرجة كافية اذهب واعترف لمن آتي برأسك الان..لكن مراد لا.
- ابدًا .. كنت جاي اشتري حاجة اشربها
- امممم فعلا؟
• قالتها بصوت خبيث وهي تبتسم بخفة وكأنها تعلم أنه جاء من اجلِها
- ايوة فعلا .. ليه في حاجة؟
- لاء ابدًا
- خلاص خليني انا اللي احاسب
- لاء معلش مش متعودة
- لاء ابدا مش ممكن انا الي هدفع
• ابتسمت له سهير وخجلت
• أخذَ الكولا واعطاها لها
- مُتشكرة، في مكان اهو تعالي نقعد
• تهز قدميها من التوتر وهو يجلس بجانبِها
• عاملة ايه في الرسم يا فنانة
- بخير .. بس الفترة دي شغفي رايح شوية تجاه الهواية المفضلة الوحيدة
• قالتها وهي تنظر إلي الارض بقلة حيلة
- ليه كدة
- مش عارفة بجد، المهم انت عامل ايه
- انا بخير الحمدلله، المواد تقيلة في مجال الطب فعلا ولكن لما الإنسان بيكون بيعمل الحاجة اللي بيحبها بيحس أنها في خفة الفراشة علي قلبه
- صحيح
• صمتو قليلا ونظرو الي بعضهم البعض ثواني ثم قالت
- الا صحيح هو انت ساكن فين يا مراد
- قرية البرجاية
• واحدة في مكانها وطبقتها كانت ستنظر له بالقليلِ من التكبر للفرق الطبقي الشاسع بينها وبينه ولكن .. كل ما جاء بعقلِها أنها وقعت بحبهِ أكثر قائلة برأسِها "بساطتك هذه تُزيدك جمال"
• سرحت لثواني بينما يُنادي عليها
- سهير..
- ا.. أيوة
- روحتي فين
- لاء ابدًا
- وأنتِ منين
- عارف مدينة رحيم؟
- أيوة طبعا وفيه حد ميعرفهاش! ساكنة جمبها؟
- لاء، انا ساكنة جواها
- فعلا! شكلك منهم بارضو
- نعم! منهم ازاي يعني هما مين دول
• قالتها وتعبيرات وجهها عليها التعصب
• رد عليها ضاحكًا من ردةِ فعلها قائلًا
- يستي اهدي انا مش بشتم فيكي، انا اقصد مدينة رحيم دي كلهم طبقاتهم ماشاءالله عالية .. وأنتِ طريقتك اصلا واستايل لبسك تدل علي ده .. ده حتي ملامحك مختلفة
- مختلفة ازاي
- مختلفة وخلاص .. كفاية عيونك بجد
• شعرت سهير بفراشات تُحلق بمعدتها وشعرت بالخجلِ
- قصدي يعني أنتِ مختلفة
- اممم .. وتعرف رحيم بيه؟
- أيوة، راجل الأعمال المشهور طبعا، متقوليش انك قريبته، مش بحبه بصراحة، وبحسه شايف نفسه ...
• لم يُكمل حديثه بعد أن قاطعته قائلة:
- رحيم بيه يبقي بابا

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن