الفصل الرابع عشر

359 32 0
                                    

- مراد!!
- سهير!!
• نظرت له والتعجب علي وجهِها وتحدثت قائلة
- غريبة اني مركزتش أنه انت
- يمكن عشان الطريق ضلمة شوية
• قالها وهو يمسك ذراعه
- طب انت كويس؟ انا اسفة جدا
- لاء يا ستي مفيش حاجة انا كويس هي مجرد خبطة بس
• رفع رأسه إليها بعد ما كان ينظر إلي ذراعيه ثم تحدث قائلا
- هي صدفة غريبة بصراحة
- الغريب فعلا انك بعيد عن هنا، ايه جابك
- لاء يا ستي المرة دي مش زي حوار المحاضرة متقلقيش
• قالها وهو يضحك في وجهِها مما جعلها تضحك مُتسائلة
- اومال انت هنا بتعمل ايه
- عندي صحاب في الكلية من هنا، كنت جاي لواحد صاحبي عادي
•  تنهد ثم قال
- بس احلي حاجة الصدفة الي حصلت دلوقت دي
• نظرت الي الارض ثم نظرت له مُبتسمة وهي تحرك راسها بخفة وجعلت يديها في وضع التكتف (يديها اليمني علي اليد اليسري) وامالت بظهرها علي سيارتها وقالت
- انت ايه حكايتك في كلامك دة، لاحظ اني بنت وبـخجل
- بصراحة بـبقي قاصد اشوفك وانتي بتخجلي كدة،بتبقي اجمل
• خجلت أكثر مما جعلها تعطي له ظهرها وتضع يديها علي سياراتها قائلة
- بقي كدة؟
- ترسميني يا سهير؟
- اشمعني
- حابب اشوف ايدك هتطلعني ازاي علي الورق
• التفتت له بوجهها قائلة
- مش هتركب اوصلك؟
• صعدو الاثنان الي السيارةِ
- بتحب عبد الحليم اكتر ولا ام كلثوم يا مراد
- مفيش مقارنة، كل واحد فيهم ليه إحساسه و فنه، هما الاتنين ناس عظمية بالتأكيد
- تفتكر فعلا هما كانوا مؤمنين بـكل الكلمات الي غنوها؟
- معتقدش، مش كل حاجة ممكن تتفرض علينا ممكن نكون مؤمنين بيها ونصدقها
- دة انت طلعت ليك في الفلسفة اهو
• قالتها وهي تقود ثم ضحكت
- لاء ابدا يا ستي دا رايي بس
- لكن قولي، لو فعلا الحاجة مفروضة عليهم ايه اصلا الي خلاهم يوافقو عليها من الاول
- لو هنتكلم عن عبد الحليم وام كلثوم، فا اكيد عشان المقابل وأنهم يسعدو الجماهير، فا اي كلمات توصف أحوال الجماهير واكيد وراها مكسب فا لازم يتفرض عليهم يغنو الكلمات حتي لو مش مؤمنين بيها
- طب لو مش مشاهير؟
- لو مش مشاهير فا لازم يكون هو الي قرر يحبس نفسه جوا سجن الي حواليه هما الي بنوه ليه بأيديهم
• قالها وهو يسند بذراعيهِ علي نافذة السيارة
- تقصد المفروض يرفض ويكون حر
- بالظبط كدة
- اتفق معاك جدا، الإنسان اتولد بكامل حريته و اول حق من حقوقه هي الحياة، لازم كل واحد فينا يعيش حياته بالطريقة الي يتمناها، حتي لو دة هيكلفه، هيكلفه تفتكر؟
- هيكلفه في حالة واحدة، لو الي حواليه مكانوش راضيين عن دة بس هو قرر ياخد حق من حقوقه
• ضحكت ثم قالت
- بقيت فيلسوف خلاص يا دكتور مراد
- البركة فيكي يا ستي
• قالها وهو يضحك

احقًا يمضي الوقت هكذا مع من نُحب؟ يبدو أنها تأخرت علي معادٍا ما .. اتأخرت علي معادٍا ما انت ايضا يا عزيزي؟
إن تأخرت فا انت مع الشخص الصحيح الذي يتلاشي معه الوقت عندما تتحدثون.
(((الساعة التاسعة ونصف، في ڤيلا رحيم)))
، يرتدي رحيم بدلتهُ الكلاسيكية ومازال يجلس علي الأريكة ينتظرها ولكنها تأخرت ولم تأتي بعد!

ينزل مراد من سيارتها يودعها قائلا
- هشوفك في الكلية
- اكيد
- مقولتليش بتحبي مين فيهم اكتر
- عبد الحليم
• ابتسمو لبعضهم البعض ونزل أمام قريته

ولدان صغيران يُحدثان بعضهم البعض بلهجتهم الصعيدية ويجلسون أمام الزرع علي الارض
- الحق الحق، العربيات الي بنشوفها في التليفزيون
كانت سيارة سهير بدون سقف ولونها سماوي
- أيوة فعلا زي الي بتاچي في افلام شادية وعبد الحليم
- تفتكر مين الي چوا العربية دي، شادية؟
- شادية ايه الي هتاچي هنا انت اتچننت!
- الحق فستانها وشعرها، يمكن جات بالعربية بالغلط في المنطقة هنا
• لم تتحرك بسيارتها بعد أن أوصلت مراد وبعينيها البُنتين نظرت إلي السماء وارجعت رأسها الي الخلف وبدأت أن تتذكر مغازلته لها وتبتسم وتضع يديها الاثنان علي وجهها خاجلة حتي انتفضت عندما تذكرت العزومة!
- يا خبر!! الساعة بقت عشرة!
• اخذت سيارتها وبسرعة فائقة ذهبت الي ڤيلا رحيم لتُقابل والدها يجلس وعينيه بها الكثير من الغضب
- انا اسفة أني اتأخرت يا بابا بس ...
• قاطع حديثها قائلاً بغضب
- أنتِ كنتِ فين كل دة!
- نجاة بس تعبت و داخت فا فضلت معاها شوية عند بيتها
- انا ميهمنيش كل دا، رحيم بيه حاجة وكوني ابوكي حاجة، و رحيم بيه ميتكسرلوش كلمة
- انا اسفة يا بابا مش هتتكرر
- غيري هدومك بسرعة واجهزي
• كانت من داخلها مُجهدة ولكنها لم تستطيع أن ترفض

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن