الفصل الخامس والثلاثون

292 34 1
                                    

لتُغلَق عيناها ببطئٍ وتسقط راسها علي الارض ..
بينما تُنادي سهير بصوتٍ عالي صارخ باسم فريدة مُتسائلة ماذا يحدث حتي نهضت من على سريرِها ومازال آلم الولاد يؤلمها، لتري اولئك الرِجال يقتربون إليها بينما فريدة مُلقاة على الأرض، وكأنها فقدت عقلها فزعًا من ما رآت وبدأت بالصراخِ عاليًا ثم حاولت غلق باب الغرفة ولكن دون جدوى عزيزي القارئ .. كانت بلا طاقة لتُغلِق باب الغرفة حتى .. اطاحو بـالبابِ ودخلو بكلِ قوة ليمسكو بايدِ سهير ثم بالقماشةِ المُخدِرة أيضًا تُضَع على انفِ سهير لتذهب أيضًا في عالمٍ آخر.. ليبدأ رجُلًا بحملِها على احدى كتفيه ويده علي قدميها بينما شعرها مُتدلى الى الأسفل هو و رأسِها .. و كادو يذهبون ولكن اوقفهم صوت بُكاء الطفلة .. لينظرو الي بعضهم البعض مُتعجبين ولا يعرفون ماذا يفعلون بها! ايأخذوها معهُم ام يَتركوها .. ظلو يخمنو لثواني حتي حملها الرجل الآخر وبينما خارجون من الغرفةِ ينظُر أحدهم الى فريدة المُلقاة وعلي عينيهِ الاستغراب، ليخرجو ويغلقو الباب مرة أخري حتي لا يراها احد هكذا على الارض .. تسحبو ونزلو ليضعو سهير داخل سيارتهُم واحدهم يحمل طفلتها ولكنه قال
- خلي معاك الطفلة دي على ايدك ثواني، كابينة تليفون اهيه
• نزلَ من السيارة وذهب ليرفع سماعة الهاتف بعد أن طلبَ رقم أحدهم، ليكون أحدهم هو ..
- خلصتو يا رجالة؟
- كله تمام يا رحيم بيه
- عفارم عليكم
• ولكن ليتحدث ذلك الرجل قائًلا
- ولكن يا رحيم بيه احنا لقينا معاها بنت تاني عندها ييجي 19سنة كده
• اضاقَ رحيم عينه وصمت ثواني ولكنه ظنَ رُبما جيرانها
• ليُكمل ذلك الرجل
- والغريب انها شبه سهير هانم اوي يا رحيم بيه
• صمت الرجل لثواني معدودة ثم أكمل
- وكمان سهير هانم معاها طفلة
• لتنزل الصدمة علي رأس رحيم والغضب يملأ وجهه ويقول بصوتٍ غاضب
- بنتها؟ بنت سهير من مراد .. مش كده؟
- اكيد يا رحيم بيه
• كانَ يضع السيجارة في فمهِ بينما يُحدثه وظل صامت لثواني حتي عاود النداء الرجل باسم رحيم حتي تحدث رحيم بعد أن أفرغَ دُخان سيجارته في الهواءِ
- ارموها
- ايه؟ نرمي الطفلة؟ ازاي يا رحيم بيه دي حفيدتك وكمان كده ممكن نروح في داهية
• ليضرب رحيم بيه بيدهِ علي مكتبهِ وصوتهِ يعلو
- انت اتجننت هتقولي اعمل ايه ومعملش ايه؟ دي مش حفيدتي ولا عمرها هتكون حفيدتي .. احفاد رحيم بيه ميستاهلوش يكونو من نسل طبقة زي دي ..
• توتر الرجل حتي قال بتلعثم
- ام ..امرك يا رحيم بيه
• أغلقَ سماعة الهاتف وذهبَ ليُجلِب الطفلة ويضعها على الرصيف في مكانٍ خفي وقام بتغطيتها بقماش ابيض حتي لا تُرى الا بعد وقت من رحيلهِم من هُنا .. ثم صعدَ السيارة
- اطلع بالعربية بسرعة يلا

• بينما تتحرك السيارة يأتي مراد وبدر في منتصف الشارع يتحدثون
- طب يعني خلاص قررت تستقر معايا في الشغل ده؟
• قالها مراد إلي بدر
- هو جميل، بس مينفعش ده مش مكاني
- مش مكانك ازاي يا بدر، بُص يا بدر .. انا على فكرة قادر اديك حق التذكرة انت و اختك وترجعو بلدكم .. بس انا حبيتكم وحاسس اني هيبقي عندي عيلة وصحاب بيكم هنا في القاهرة، و انت قولتلي اني اصلا والدتكم و ابوكم متوفيين وانتو قاعدين كنتو لوحدكم وبتصرف على فريدة، يبقي ايه اصلا ممكن يخليك تبقي عايز ترجع، ايه؟ حبيت الوحدة؟
• يشعر بدر من داخلهِ بالذنب علي كل ذلك الكذب الذي أخبره الي مراد ولكنه لم يملك أي وسيلة أخري حينها، كيف كان سيُصدقه إن قال تلك الخُرافات التي حدثت معهم وحتي الآن مازالت تحدث، ولكنها ليسَ بـتخاريف عزيزي القارئ .. كيف له أن يُخبره حتي الآن، اسيُعطيه الامان مرة أخري إن أخبره أنه كانَ كاذب!
• وصلَ مراد وبدر، اخرَج مراد مُفتاح منزله ليضعه وقبل أن يفتح تجرأ بدر وقالَ
- مراد انا عايز اقولك حاجة  ..
• ومع اول فتحة بالمفتاح قبل أن يُفتح الباب كُليًا
- حاجة ا ...
• لم يُكمل كلماته المُتسألة حتي وجدو فريدة مُلقاة على الارض، ليصرخ بدر باسمها عاليًا بينما نادي مراد معه باسمها ثم اتسعت عيناه عندما تذكر عائلته .. جرى مُسرعًا الى الغرفة ليجدها فارغة مما جعل دمعته تنزل من عينهِ بينما عينه مُتسعة بشدة فـ صاحَ بقول لا
- خدها مني، نفذ الي في دماغه، ازاي قدر يوصلنا ازاي
• يحاول بدر أن تفتح فريدة عينيها بدأ بالقاء الماء علي وجهِها بعد أن تعرق وجهه خوفًا عليها يقول بصوتٍ خائف مُرتعِش
- فريدة قومي، حصلك ايه مين اذاكي
• بدأت تفتح فريدة عينيها ببطئٍ حتي ابتسم بدر بشدة وصاحَ باسمها فرحًا
- أنتِ كويسة يا فريدة؟ أنتِ فتحتي عنيكي اهو
• يقترب منهم مراد والغضب علي وجهِ ويقول
- انا كنت ممكن اشُك فيكم، وساعتها كنت استاهل القتل اني وثقت فيكم .. لكن وقوع فريدة بالمنظر ده اعتقد يدُل انكم ملكُمش دخل ..
• تنظر له فريدة وهي بين يدي بدر بعد أن جعلها تشرب بعض الماء من الكوبِ بيدهِ حتي عاود الحديث
- بس ده مش دليل كافي، ما يمكن انت و فريده تبعهُ وعاملين الفيلم ده كله عشان اصدقكم، مش كده؟
• نظرَ بدر بعدم فهم له ليقول
- تبعه؟ تبع مين؟!
• لتتحدث فريدة بصوتٍ مبحوح مُرهق
- تبع رحيم بيه يقصُد
• فوجيئ مراد أنها تعرف القصة، ولكن مازالَ بدر لا يفهم شيئًا حتي تحدث مراد قائًلا بغضب وعلي وجهه الشك
- انتِ تعرفي رحيم بيه فعلا!!
- سهير حكيتلي جزء من قصتكو قبل ما افتح الباب ويحصل اللي حصل ده
• ليتحدث بلهفة وخوف
- احكي حصل ايه، شوفتي ايه
• تنهدت فريدة واعتدلت بجسدِها لتقول
- اتنين رجالة كانو مغطيين وشوشهم بقماش اسود و ..
• ابتلعت ريقها وبدأت تنظر إلي بدر وتبكي، حاول تهدئتها قائلًا
- اهدي يا فريدة، من غير عياط عشان نعرف نلاقي حل، كملي
• مسحت دموعها وشربت من كوب الماء مرة أخري بينما مراد يقف مُستمعًا لها وبدر بجانبها علي الارض
- حاولت اصرخ لما لقيتهم بيقربو عليا وبعدها حطو قماشة علي وشي محسيتش بحاجة
• يظهر العضب بصورة مخيفة علي وجه بدر قائلًا لفظ بذيئ تعبيرًا عن غضبهِ
• ينظر مراد لها قائلًا
- وبكده دخلو وخدو مراتي وبنتي
• ليتحدث بدر بصوتٍ عالي
- انا مش فاهم طيب، ايه علاقة رحيم بـ أنه هيخطف سهير انتِ مش قولتيلي أنها قالتلك أنه يبقي ابوها؟
- ايوة، بس هو رفض جوازها من مراد، وهما هربو واتجوزو هنا، وانت عارف شخصية رحيم بيه
• انا لازم اعمل حاجة، لازم اروحله المنيا حتي لو هتقف علي روحي، انا وعدتك يا سهير اني هفضل حمايتك وللاسف اتاذيتي، بس هفضل احاول في اخر نفس ليا

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن