الفصل الثالث عشر

378 32 6
                                    

- وأنتِ ايه عرفك اني كنت مع بدر يا ضحي!
• تلعثمت ضحي في كلماتها قائلة
- ها؟ ابدا.. لمحتكو وانا داخلة الحمام
• لم تُصدقها هذه المرة فريدة، شعرت بشيئٍ ما
                      _____________________

في مساء المنيا القمر يُنير السماء والنجوم تُجملها ..
يجلس مراد بجانب النار الموقدة علي الخشب لتُدفئه في هذا الوقت المتاخر في الليلِ بجانبِ الريف، والزرع يُحركه الهواء يمينا ويساراً..
ظل ينظر إلي النار ويُفكر في رحيم بيه مُحدثًا نفسه قائلاً ..
- معقولة احس بمشاعر ناحية بنت رحيم بيه بنفسه
• تنهد قليلا ثم قال
- بس بنته مختلفة عنه بجد، بنته مش مغرورة كدة، وبعدين يعني أنا مانا مش قليل بارضو، مانا في الطب
• نظر الي القمر والسماء ثم نهض ليدخل بيته
ليأتي صباح جديد ويستيقظ بعد ما نادت عليه والدته وهي تفتح الستائر
- مش هتفطر يا مراد يبني؟
- صباح الخير يا امي
• قالها وهو يضع يديه علي عينيه من نور الشمس
- صباح الخير يا ولدي، يظهر كنت سهران امبارح
- وعرفتي منين
• قالها وهو يفرك وجهه بيديه ويعتدل بظهره علي السرير
- واضح انك مش قادر تقوم وحتي صاحي متأخر النهاردة
- في الحقيقة أيوة .. دماغي كانت مشغولة
- مش دي كلية الطب الي كنت هتموت عليها يا دكتور، استحمل بقي
- لاء، في الحقيقة مش الكلية هي السبب
• قدمت خطوات بقدميها لتأتي وتجلس علي طرف السرير قائلة بقليلٍ من القلق
- اومال مالك يا ولدي كفالنا الشر
-  انا بخير، لكن في حوار شاغل تفكيري، مسيري هحكيلك عليه
-  ما تحكيلي دلوقتي يا ولدي و ريح قلبي
-  سلامة قلبك يا ست الكل، كل حاجة في وقتها بس
-  ماشي يا ولدي، ربنا يفرح قلبك وينور طريقك قادر يا كريم يارب، طيب هحضرلك الفطار
-  أيوة بالظبط كدة، افضلي بس انتي ادعيلي كدة وانا مفيش حاجة هتبقي اهدي من دماغي
• قالها وهو يقبل يد والدته ثم ابتسم لها ونهض من علي السرير

                  _______________________

في ڤيلا رحيم يجلس رحيم يقرأ الجريدة الساعة الثالثة عصرًا و يتناول قهوته، لتأتي من خلفه سهير تضع يديها الاثنان علي اكتافهِ وتقبل خده قائلة
- انا خارجة زي ما قولتلك يا بابا
• طبطب علي يديها الاثنان برفق بعد أن وضع الجريدة علي المنضدة التي أمامه
- بس مش عايزك تتأخري عشان ورانا عزومة النهاردة
- وعزومة مين يا تري!
- عزومة مدحت بيه وابنه
- كدة!
- متتأخريش اهم حاجة
- اتفقنا يا بابا، اُرڤوار
- أُرڤوار يحبيبتي

•في معرض الملابس الكبير سهير مع نجاة
- ها يا سهير لقيتي الفستان الي بدوري عليه؟
- للاسف لاء، يظهر أنه كان اخر واحد ..
- فيه مليون فستان يا سهير، انتي اصلا ماشاءالله بيليق عليكي كل الفساتين، وبعدين دة أقل سعر فيهم اصلا، حاجة مش من مستواكي يعني
- أيوة بس شكله عاجبني ولايق عليا، اتعلمي أنه مش بالفلوس والطبقات ..
أتتفق مع من فيهم عزيزي القارئ؟
ارادت سهير ربما أن تظهر بالبساطة لأحدهم البسيط ربما
- طيب، يا ستي هبقي اتعلم، بس ممكن تشوفي لو هتشتري حاجة بداله دلوقتي أو تشتريلي رجل بدل رجلي الي اتكسرت من اللف معاكي دي
• ضحكت سهير ونظرت اليها وكانت ستحدثها حتي وقعت عينيها الي فستان ازرق اللون قصير وعلي صدره زهور صغيرة و وسطه مُحدد
- بصي يا نجاة لقيته
• قالتها وهي تبتسم بشدة، ثم ذهبت تنظر إليه من خارج الزجاج وهي تلمع عيناها .. بعد ذلك دخلت كي تشتريه، وحينما كانت تُعطي الرجل المال تحدث مُتسائلًا
- مُتأسف اني بدخل، ولكن هو مش حضرتك بنت رحيم بيه بارضو
- أيوة انا
• قالتها وهي تعدلُ شعرها الي الوراء
- ازاي انتي وازاي اشتريتي فستان بالسعر البسيط دا!
- يؤسفني اني اقولك اني شغلتك هنا انك تحاسب وبس يا استاذ، مش كدة؟
- أ ..أنا ..مقص...مقصدش يا هانم
• قالها وهو يتلعثم، وضعت المال علي مكينة الدفع ثم سحبت حقيبة الفستان من يديه وخرجت وخلفها نجاة.
• خارج المعرض نزلت سهير لتركب سيارتها وبجانبها نجاة قائلة
- مكنش مستاهل تحرجيه يا سهير
- لاء كان مستاهل، لو كل انسان يركز في حياته، ممكن ينتج انجازات بدل ما ينتج بدل المناخير الف عشان يدخل في حياة الناس
• قالتها وهي ترفع حاجبها بقليل من الغضب
- طيب .. قوليلي هتلبسي ايه النهاردة للعزومة
- مش مهم، اهي عزومة وخلاص
• وصلت منزلها نجاة وأشارت بيديها تُعطي السلام الي سهير
• سحبت سهير علبة سجائرها ثم وضعت السيجارة بـفمِها ولكن لثواني لم تجد قَدّاحت السجائر ظلت تبحث لثواني حتي لم تنتبه وهي تقود لتسمع صوت غاضب بصوت عالي يقول
- حاسبي!!!!
                            __________________

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن