الفصل الثاني عشر

402 39 4
                                    

عليك دائمًا أن ترفض كل ما أنت لست راضي عنه .. حتي و إن أجبركَ العالم .. لأنك أنت الذي ستعيش مع ما أُجبرت عليه، وتذكر أنني قولت "ستعيش" ولم أقُل سـتحيا، فرق شاسع هناك بينهما .. أو ربما من وجهة نظري أن "تعيش" فا هي كلمة تعني أنك ستظل حي تتنفس،تأكل ثم تشرب .. ولكن الأمر مختلف للغاية عندما أقول انك سـتحيا .. إن اخذت ما ترضي عنه ستعيش معه بحُب وتطور وسعادة فائقة تجعلك تأخذ جرعات هائلة من الدوبامين، ستتجدد روحك كل يوم وطاقتك كل ثانية..هذا معني كلمة سـتحيا،
ابحث عن ما يبحث عنك عزيزي القارئ، فهو بالفعل ينتظرك.
في المساء تاتي سهير هانم بسيارتِها الي ڤيلا والدِها رحيم بيه ..
• تفتح باب الڤيلا لتجد مدحت يجلس مع أبيها يتناولان العشاء
- مدحت بيه يا سهير، صديق عمري، فاكراه؟
- أيوة طبعا، اهلا اونكل مدحت
• قالتها وهي علي وجهها الابتسامة
- اهلا يا سهير، كبرتي وبقيتي شبه رحيم جدا، انا فاكر لما كنت بشيلك علي أيدي زمان
- كل عصر و أوانه بقي يا اونكل
• قالتها بضحكة ثم قالت
- هسيبكم انا بقي عشان مضطرة انام ورايا جامعة بكرة
- مش هتتعشي يا بنتي؟
• قالها رحيم
- متقلقش يا بابا اكلت برا مع صحباتي

• صعدت سهير الي غرفتها وهي تُدندن قائلة
- ابعتلي سلام قول اي كلام من قلبك، أو من ورا قلبك
• فتحت باب غرفتها ودخلت لتنظر الي المرآة وهي تلف بفستانها الاسود القصير حتي ركبتيها وتضحك ثم نظرت إلي المرآة وهي تخلع اقراطها من اذنِها ثم بدأت تدندن مرة أخري
- مش يبقي حرام، أسهر وتنام، وتفوتني .. آسي نار حبك؟ هااا مش حرام بارضو ولا ايه؟
• قالت اخر كلماتها وهي تنظر إلي نفسها في المرآة تُفكر في أحدهم ثم ضحكت، ثم بدأت أن تغير ملابسها حتي تذهب الي النوم.

الساعة السابعة صباحا .. المنبه علي المنضدة بجانبِ سرير سهير يرن
- خلاص خلاص هقوم اهو
• قالتها سهير وهي تغلقه
- يا خبر! الساعة سابعة معقول انا كدة متأخرة نص ساعة
• قامت بسرعة لتأخذ حمامها سريعًا وترتدي اي فستانًا من خزانة فساتينها العديدة ثم أخذت حقيبة من حقائبها ونزلت راكبة سياراتها بسرعة.
                                   ______________

علي باب قاعة المحاضرة تطرق سهير الباب
- انا قولت محدش مسموح ليه أنه يدخل بعدي
- مُتأسفة جدا ولكنها اول مرة ليا أتأخر بالشكل دا
- انا كلمتي واحدة وتعليماتي لازم تتحفظ
- ولكني بحب محاضرات حضرتك جدا
- قولت اقفلي الباب من فضلك
- حتي لما برجع من الكلية بقعد اشرح لـنفسي بطريقة حضرتك
• نظر يمينا ويسارا ثم رفع رأسه الي الاعلي وكأنه يريد أن يغير كلامه
- كدة؟ يعني مفيش فايدة يا دكتور .. خسارة، دة أنا حتي ..
• لم تُكمل حديثها حتي قال
- يووه اتفضلي ادخلي المحاضرة، مش مسموح أنها تتكرر مرة تانية والكلام للكل مش ليها وبس
• دخلت سهير وهي تبتسم بـخباثة ومكر أنها استطاعت أن تلعب علي عواطفِه ليسمح لها بالدخول لتنظُر الي نجاة وتبتسم لها من اعلي المُدرج.

• تنتهي المحاضرة

تقف سهير مع صديقاتها في فناء الجامعة يضحكون سويا ويتحدثون
- اهو شايفة بيبصلي ازاي، شايفة
• قالتها سهير وهي تبتسم لـنجاة
- دة واضح أنه ولهان علي الاخر
• ردت عليها سهير وهي تضحك وتضع يديها علي فمها قائلة
- مش كدة؟

•مضي الوقت، ودعت سهير صديقاتها لتأخذ سيارتها وتعود الي الڤيلا ولكنه أوقفها قبل أن تخرج من بوابة الجامعة مُنادي عليها قائلاً
- سهير، سهير
• التفتت وراءها لتري مراد الذي كان يرتدي قميص بسيط اسود اللون وبنطال رمادي
- اخبارك ايه يا مراد
- عال العال، أنتِ اخبارك ايه؟
- بخير، عايشة يعني
• قالتها وهي تحرك يديها وتضحك
- لاء بس انتِ طلعتي أستاذة في تثبيت الناس
• قالها وهو يغمز لها بعيناه مما جعلها تنظر له بعدم وضوح قائلة
- تقصد ايه؟
- لاء ابدا .. بتحبي تشرحي لنفسك بطريقة دكتور صادق فعلا ولا دة كان لزوم انك تحضري محاضرة التصميم؟
•شعرت بالدهشة مما سمعت مما جعلها تحدق بعينيها وتسأل مرة أخري
- تقصد ايه؟ قصدي ازاي عرفت دة اصلا !
- انا بصراحة كنت معاكي في المحاضرة
- ايه!
- أيوة زي ما سمعتي كدة ..
- طب وليه، ايه السبب يخليك تسيب محاضرتك عشان تيجي محاضرة مش مجالك اصلا
- حسيت اني عايز اشوفك من غير ما تكوني شايفاني وافضل اشوفك
• ااه عزيزي القارئ هُنا بدأت سهير تتلعثم بالحديت وتحمر وچنتيها وتتسع حدقة عينيها ثم نظرت إلي حقيبتها والي الاسفل ثم قالت
- يا خبر! انا مضطرة امشي فعلا، اتاخرت
• ثم ذهبت وهي تُسرع بخطواتها لتركب سيارتها

             _______________________________

لا تثق عزيزي القارئ في من حولك .. لا تثق، ستعرف كلامي لاحقًا .. الشخص الوحيد الذي يجيب أن تثق بهِ هو انت .. فقط انت، لن تخذلك نفسك إن كنت خير صديق معها ولم تخذلها.
ذهبت مسرعة فريدة وبعينيها دموع .. ولكن تقف من بعيد ضحي تراقبهُم كانت، وعينيها بها الكثير من الشر.. ولكن أثارتها الدهشة عندما رأت فريدة تبكي وهي مسرعة، ذهبت وراءها الي المرحاض كي تعرف ما بها
تنظر فريدة الي جسدها في المرأة وهي تبكي قائلة
- انا بكره جسمي، انا بكره جسمي، بكره كل مكان أنثوي فيا
• ثم تأملت في جسدها مرة أخري قائلة
- وبكره اكتافي وايدي ورجلي انا بكرهني.. انا مستحقش اني اتحب، جسمي عمره ما هينسي أنه كان بيتقتل كل يوم بايدك يا بابا وانت بتلمسني،
•نظرت إلي أعينها التي أصبحت حمراء من دموعها ثم أكملت قائلة وهي تُقطع في حديثها مع نفسها
- اكيد مكنش عايز يديني الكيكة، اكيد كان بيفكر يبدأ بإيدي
• رفعت كفها لتنظر له ثم تقول
-.. ب.. بس ازاي ..از.. ازاي بدر يعمل كدة! انا حساه شخص كويس
• ثم ضحكت ضحكة هزلية وكأنها تسخر من حالِها قائلة
- إذا كان ابوكي مكنش شخص كويس
• خطت ضحي من خلفها قائلة
- مالك يا فريدة كنت داخلة الحمام سمعت صوتك
• قالتها ضحي بخوفٍ زائف
- انا خايفة من العالم، خايفة أواجه اي ولد واي راجل
• قالتها فريدة بعد أن أسقطت رأسها وجسدها بداخل حضن ضحي
- هو عملك ايه بس بدر دة، انا اصلا مش مستريحاله من بدري
• افتحت فريدة عينيها ببطيئٍ واوقفت بكاء استعجابًا مما سمعته ثم رفعت رأسها من حضنها
- وأنتِ ايه عرفك اني كنت مع بدر يا ضحي!

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن