• نظر العملاق الي الطائرةِ يتسآل كيف يُخرِج كل هؤلاء الاجساد الضئيلة ثم ضغط بصباعٍ واحد من اصابعهِ بشدة علي النوافذ وبدأ بإخراج الأجساد ..
- بدر يا بدر
• قالتها فريدة وهي تضغط بكفِها علي ذراع بدر لينتبه لها ويرتعش جسدها خوفا، ولكنه مازال يشعر أنه يحلم ويُهلوس حتي أخرجت زجاجة ماء من الحقيبة لتُلقي بالماءِ علي وجهِ كي يُعيد تركيزه، أخذ نفسا عميقا وبدأ ينظر لها بقليلٍ من التركيز ثم بدأ أن ينتبه وتحدث
- احنا فين!
- بدر، قوم يا بدر انا خايفة، انا مش عارفة احنا فين ومش عارفة ازاي العملاق الي في كوابيسي دايما، قدامنا حقيقي
- اكيد كابوس من كوابيسك
• قالها بدر وهو خائف صوته مخفوض
- حتي لو كابوس، اعتقد هنصحي منه دلوقتي لما الدور ييجي علينا وهو بياخد الناس دي من شباك الطيارة
• قالتها فريدة وهي ترتعش
• ليأتي العملاق علي نافذة فريدة ويسحبها بيدهِ، مما جعل فريدة تصرخ عاليا عندما نظرت إلي وجههِ وجدته يمضغ أجساد الركاب بفمهِ وقدم بشري ساقطة أسفل شفاههِ، ظلت تصرخ فريدة بشدة حتي غابت عن الوعي ..• مضي يوم، يجلس رحيم بيه يحاول الاتصال عليهم مرة ثم مرة أخري والهواتف مُغلقة.. ليفتح التلفاز ويري الإعلام يتحدث ..
((الإعلام))
" وصلَ اليوم لنا اخبارا غير سارة، مما تُعلن هذه الأخبار عن طائرة مطار القاهرة التي كانت مُتجهة بالركابِ الي الدولة الأوروبية فرنسا، ولكنها فُقِدت ولا يوجد لا أثار بداخل المحيط أو حتي علي اي ارض، ولا صوتِ انفجار، ترجيحات تقول رُبما غُرِقَت بداخل المحيط بسبب العاصفة القوية منذ أمس التي جاءت دون سابق إنذار دون معرفة أي ارصاد بقدومها، ولكن الشيئ المؤكد وبكل اسفٍ أننا نُقدم خالص التعازي لأهالي الرُكاب".
• الكثير من الناس في منازلهم جالسون يستمعون الي هذا الخبر وهناك من لا يهتم وهناك من يهتم مثل ابلة نعمة التي فُزِعت من ما سمعت.
- لاء، لاء اكيد دة كدب
• قالها رحيم وبدأ ينهار من ما سمع ليتحدث بصوتٍ عالي
- يعني أنا وديتهم للموت بإيدي!• في الأرض التي يملأها الزرع الاخضر نائمة فريدة علي ظهرها غائبة عن الوعي ولكنها بدأت أن تستيقظ وفتحت عينيها ببطيئ لتجد العملاق ينظر لها بعينيهِ السوداء الكبيرة، صرخت بشدة ثم قالت
- بدر، يا بدر
• ليُقلدها العملاق وهي تُنادي ثم يضحك، صمت ثواني يتأمل بها مرة أخري مُتسائلا ما هذا الشيئ الصغير الذي يُصدر صوت هكذا، نادت مرة أخري علي بدر وبدأت تنظر من حولها يمينا ويسارا حتي فهمَ العملاق أنها تبحث عن الذي كان معها.. ليفتح قبضة يده بعد أن سمع صوت ضئيل يخرج من هذا الجسد أيضا يُنادي
- فريدة، فريدة
• فتح العملاق يده وانزل بدر ثم وضعه بجانب فريدة وبدأ ينظر لهم مرة أخري
• احتضن بدر فريدة بأكملها داخل زراعيه ..
• ثم حملهم العملاق سويا علي كفٍ واحد وبدأ يمشي بهم
- بدر، انا مش بحلم يا بدر .. احنا هنا علي أرض كنت بشوفها دايما مع نفس العملاق
- انا مش فاهم حاجة يا فريدة، مش فاهم ايه دة! و رايح بينا فين واحنا قد حبة الرز في ايده كدة!
- تفتكر هياكلنا؟
- و اشمعني ما كلناش اول ما مسكنا زي كل الركاب الي كانت معانا! اشمعنا احنا الي اتمسك بينا لحد دلوقتي!
• وقف حديثه ثم قال وهو يصرخ خائف
- انا حاسس اننا اتجننا!! هو احنا فين بجد
- انا مش عارفة، المفروض كنا رايحين رحلة باريس! حصل ايه ودانا للبلد دي! يمكن تكون بلد أوروبية بارضو! طيب تكون دي باريس بس اتغيرت!
- يعني أنا بقولك حاسس اني بهلوس و اتجننت تقومي عايزة تجننيني اكتر! ها كملي! وشالو برج إيڤيل وجابو بدالو البرج المتحرك الي ماشي بينا دة؟
• قالها وصوته عالي ومُتعرق وجهه من الخوف والغضب وعدم الإدراك
• نظرت فريدة له ثم صمتت ونظرت فوقها لتنظر أسفل ذقن العملاق ومُستمر في المشي حتي بدأت تتدرج ارض هذه البلدة حتي نزلت فريدة لتجد نفسها علي ارضٍ بها الكثير من الكائنات الغريبة احجامهم بأحجام أجساد بني آدم ولكن مختلفين .. لونهم مائل الي الازرق وعينيهم مثل أعين البشر ولكن رؤوسهم اكبر من جسدِهم، يعيشون مثلنا، منهم من بداخل طائرته يطير ومنهم من بسيارتهِ، ومنازلهم جميعها لونها ذهبي.
• لتنظر فريدة الي بدر وتتفاجأ أنها جالسة علي الصخر
- ايه دة! فين العملاق
• قالتها فريدة وعينيها متسعة
- أنتِ الي شغلك دلوقتي فين العملاق ومشغلكيش ايه الي ماشيين قدامنا دول!
• ابتلع بدر ريقه ثم أكمل قائلا بتلعثم
- لاء ..لاء بقي .. انا باين عليا فقدت عقلي فعلا
- أيوة بس... العملاق اختفي! ده .. ده كان شايلنا علي ايده!
• قالتها وهي تتلعثم ثم نظرت إلي الاعلي لتجد السماء ثم قالت
- انا عرفت احنا فين
• نظر لها بدر متلهفا قال
- عرفتي ايه!
- احنا اكيد موتنا في الطيارة، اصل مالهاش حل تاني ..
- و لو دة حقيقي زي ما بتقولي، احنا دلوقتي في الجنة ولا النار
- جنة ولا نار، جنة ولا نار
• قالتها فريدة مُتسألة ومازالت تنظر إلي السماء ثم تنظر إلي الي هذه المخلوقات ثم أكملت
- اصل لو نار، مفيش نار ومفيش حاجة بتعذبنا .. ولو جنة، اعتقد هيكون فيها مخلوقات شكلها جميل ومُريح عن كدة
- تخمينك غلط يا فريدة، احنا ماموتناش
- اومال احنا فين لو ماموتناش! تفتكر انا نايمة في الطيارة مثلا وهصحي احكي ليك كل دة!
- و ليه مبقاش انا الي نايم وهصحي احكي ليكي كل دة!
- احنا هنتعازم يعني يا بدر علي حلم مهبب زي دة!
• قالتها فريدة والغضب والقلق يملأ جسدها
• نظر بدر لها وأخذ نفسا عميقا يحاول السيطرة علي خوفهِ ثم قال
- ايه رايك نواجه الي احنا فيه وخلاص ونستسلم للي احنا فيه ايا يكن احنا فين وايه دا .. لحد ما نلاقي نهاية، يمكن حد فينا فعلا بيحلم ونصحي .. تعالي نعيش الحلم وخلاص
- لاء ماهو انا مثلا ميقربش مني كائن زي دة ويفتح بوقه عشان يبلعني وانا افتكر كلامك وانفذه وبكل بساطة اقول " اتفضل اتغدي اصل بدر قالي " تعالي نعيش الحلم وخلاص"
• قالتها ساخرة مما جعل بدر يغلق عيناه ويدب يده بالصخر الذي جالس عليه بشدة ثم قال بصوتٍ مخفوض
- كفاية توتري فينا يا فريدة، مين قالك أنه فيه حد هياكلنا، دول احجامهم مش زي العملاق الي اختفي دة! دول قد جسمنا، استحالة ياكلونا ..
• صمت قليلا ونظر لها بتأمل ثم قال
- تعالي يا فريدة معايا نخرج من الصخر الي مستخبيين فيه دا ونعيش الحلم ..
• أعطت فريدة يداها له ثم نهضو واقدمو خطوات ليُنادي بدر علي واحداٍ منهم
أنت تقرأ
نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|
Fantasíaرواية فانتازيا عاطفية.. فتاة وجدت نفسها بعد اول فتحة عين لها بدار ايتام وظلت تعيش بوصمة عار على قلبها تظنها حقيقية ولكن سرعان ما ستجد أن كل هذا كذب عندما ستغامر مع بدر بالصدفة في اكوان متوازية بدلاً من السفر إلى موهبتها لتكتشف سرًا سيُغير حياتها.