الفصل الثالث والعشرون

315 35 4
                                    

• ليأتي الليل
تحتضن فريدة امل ويبتسمون لبعضهم البعض واحتضنت فريدة أبلة نعمة ثم قالت نعمة
- خلي بالك علي نفسك يا فريدة
- متقلقيش يا أبلة
- تسحب فريدة حقيبة السفر الذي أعطاها لها رحيم بيه التي تحتوي علي ملابسها وبعض الطعام وكل شيئ يختص بموهتبها ..وتُقابل بدر بالخارج..
- استني يا بدر..
• أوقفت فريدة بدر لترجع خطوات الي الغرفة وتجد ضحي تبكي في اخر الغرفة
• ذهبت إليها فريدة لتبعد يداها عن وجهها قائلة
- متعيطيش يا ضحي، انا مسمحاكي وبحبك
• نظرت لها ضحي بتعجب من لطفِها
- بج...بجد يا فريدة؟
• قالتها وهي تبكي
- بجد .. محدش عارف ايه ممكن يحصل في كل ثانية بتعدي من حياتنا، انا مسمحاكي يا ضحي، و عاذرة انك عملتي كل ده بدافع حياتنا الي طلعنا لقينا نفسينا فيها ومفروضة علينا ومش عايزينيها.
• لم تُنهي فريدة حديثها حتي وجدت ضحي تُلقي بجسدها في عناق واحتضان فريدة، وضعت فريدة يداها علي ظهر ضحي تُطبطب عليها ثم نهضت.

• خرجت فريدة خارج الغرفة لتجد بدر
- ايه يا بنتي كل دة! يلا عشان ناخد التذاكر من رحيم بيه
• قالها بدر وهو متعصب قليلا ويمتزج مع غضبهِ الفرح
• يطرقو باب رحيم، لتدخل فريدة وهي تبتسم
- اهلا بالفنانة
• قالها رحيم مبتسمًا، ثم اعطي لهم التذاكر
- أمانة في ايدك فريدة يا بدر .. انت اخوها من دلوقتي
- اكيد يا رحيم بيه
• نظرت فريدة لـرحيم بتأمُل ثم قالت
- سلام يا رحيم بيه، متشكرة علي كل دة .. انت اجمل اب
• امتلأت عين رحيم بالقليل من دموعهِ ثم قال بعقلهِ " يا ليتني كنت كذلك، ثم تحدث قائلا
- اشوف وشك بخير يا بنتي

• بـفستانها البسيط جدا الاحمر وعليه وردة خضراء عند الصدر، وشعرها المُنسدل علي كتفِها، كادت أن تطير وهي بجانب بدر.. في طريقهم الي المطار في سيارة سائق خاص بـرحيم بيه.
- بدر..
• نظر لها بدر وهي تُنادي اسمه بينما كان ينظر لها كم جميلة هكذا
- أيوة
- انا فرحانة اوي يا بدر، خايفة في نفس الوقت لا يطلع حلم
• قالتها ثم صمتت لثانية ثم عاودت التحدث قائلة وهي تضحك
- بس لاء لاء، انا احلامي كلها حاجات غريبة دايما
• نظر لها مُبتسما قائلا
- زي ايه؟
- اراضي واسعة وغريبة وراجل عملاق وحاجات غريبة

الساعة الثانية فجرا ((في الطائرة))
- انا الي هقعد جمب الشباك
• قالتها فريدة
- حاضر بس استني بس احط الشُنط دي يا ستي
• قالها بدر وهو يضع الشنط أعلي الكراسي في الرفِ الاعلي ثم انتهي وقال
- اهو خلصت، تعالي يا فريدة
• دخلت فريدة وهي تضحك مما جعله يضحك قائلا
- عاملة زي العيال الصغيرة اوي بجد معرفش انا 19 سنة ايه بس

- لسلامتكم والحفاظ عليها، علي جميع السادة الركاب ارتداء الاحزمة
• ارتدو الأحزمة ثم ظلت فريدة تنظر من نافذة الطائرة وبدأت أن تخاف قليلًا عندما تركت عجلة الطائرة اخر لمسة بها علي الارض، لتمسك بــيد بدر بشدة وتُغلق عينيها وتقول
- الله لا اله الا هو الحي القيوم، لا تأخذه سِنة ولا نوم
- ايه يا فريدة متقلقيش هي كدة بدأت تطير عادي
- تطير!
• قالتها فريدة بقليلا من الخوفِ، مما جعل بدر ينظر لها ساخرا ثم قال
- سبحان الله تصدقي! الطيارة هتطير!!
- يا بدر متتريقش عليا، انا بس متوترة
- لاء متتوتريش، نامي يلا
عزيزي القارئ اهلا بك في بداية رحلة فريدة.. نعم حقا! ستبدأ رحلتنا الان معا .. اربط حزامك انت ايضا واغلق عيناك قليلا.
مضي ساعة، نائمة فريدة و كان يضع بدر الاغاني بداخلِ أذنه ولكن وقعت عيناه علي النافذة لينظر الي السماء ثم أكمل دندنة مغ الأغنية واغلق عيناه، وبعدها بـثانية ظهر رعد في نفس السماء.. مضي وقت لتقلق فريدة من نومها وتقفل الستائر بيديها بينما مُغلقة عينيها وتكمل نومها.

تأتي بدون سابق إنذار عاصفة امطار و رعد، الجميع يغلق نوافذ منزله ويرتدي اثقل ما عندهم من ملابس.
يتحدث مُساعد الطيار الي كابتن الطائرة خائف:
- مفيش ارصاد اتكلمت عن العاصفة دي! مفيش اي اخبار قالت عنها، ازاي و منين حصلت ازاي!!
• نظر له كابتن الطائرة ثم قال
- اكيد عاصفة لشوية وقت و هتروح لأن محدش اتكلم عنها
• صمت الكابتن لثواني ثم قال
- إن شاءالله مش هنفقد الرؤية ولا الطيارة هيحصلها حاجة لو العاصفة انتهت بسرعة
- ينفع نعمل هبوط يـكابتن؟
• قالها المُساعد
- هبوط ازاي يا بني آدم انت مش شايف تحتينا ايه! احنا تحتنيا المُحيط و بس
• نظر المُساعد الي الاسفل لـيجد أسفله المحيط الكاحل المُرعب ليلا، والهياج يملأه من العاصفة
• صمت المُساعد من هول المنظر ثم ابتلع ريقه وكاد أن يرجع برأسهِ ولكنه وجد علي بُعد كبير شيئا ما
- كابتن، دي زي ما يكون جزيرة كبيرة جدا، اعتقد ينفع نهبط عليها؟
• نظر الكابتن ولكنه لم توضح له الرؤية جيدا حتي راي ارض مُسطحة كبيرة المساحة تبدو
- أيوة بس دي بعيدة، عقبال ما نوصل ليها لو العاصفة مخلصتش كدة هيبقي خطر علينا
- ماهو مفيش قدامنا حل تاني، مضطرين نغير المسار والا هيكون مصيرنا الموت، حتي مش هنعرف نهبط علي المحيط لانه مش مستقر اساسا
• قالها المُساعد
• طائرة كبيرة فوقها سماء خلقها الله بحجم المحيط الذي تحت الطائرة .. لتبقي كل هذه الأرواح مُعلقة بين السماء والمحيط أو بين الحياة والموت هكذا.

• نور الطائرة مُنطفئ، ينظر بدر الي وجه فريدة وهي نائمة والموسيقي بأذنيهِ ويبتسم لها، بينما شعرَ بـهزة في الطائرة! مما جعله يعقد حاجبيه ونظر الي الاعلي ثم صمت ثواني وقال
- اكيد تهيوءات من عقلي اللاواعي
• ثم عاود ليضع السماعات داخل اذنهِ واغلق عيناه ولم يُكمل ثواني حتي اهتزت الطائرة بشكلٍ اشد، افتح عيناه بسرعة ونظر حوله ليجد الجميع نائم، فريدة تستيقظ بجانبه خائفة قليلا
- بدر، بدر
• أزال السماعات ونظر لها
- صباح الخير
- هو احنا كدة في الجو طايرين! ايه الرعب دة أنا عايزة انزل
• قالتها فريدة وهي تتأمل الطائرة من سقفها الي الناس حولِها
- تحبي اخلي الكابتن يركن علي الرصيف الي جاي يعني؟ أنتِ هبلة يا فريدة؟
• قالها ساخرا وهو يضحك
- هو انت كل حاجة تقعد تتريق عليا
• قالتها وهي تُعقد حاجبيها
- بس بس مش وقت قمص، خلينا نستمتع بالرحلة، وبعدين مانتي الي بتقولي حاجات غريبة يا فريدة، تنزلي فين، احنا بين السما والأرض
• اقتربت فريدة منه وهي خائفة وتمسك ذراعه ثم قالت بصوتٍ مخفوض
- طب .. يعني الطيارة ممكن تقع بينا! هي ازاي كدة في الهوا واحنا جواها بجد!
• استغل بدر الفرصة ليمزح معها ويُخيفها ثم اقترب منها أكثر وصوته مخفوض يقوم بتقليدها قائلا
- أيوة .. ممكن تقع ويكون اخر يوم في حياتنا
• سمعت فريدة كلماته وعينيها تتسع من الخوف مما جعلها تضرب بكفها علي ذراعه بخفة مُتذمرة
- انا بكرهك يا بدر اوعي متكلمنيش
• يضحك بدر بشدة من خوفِها

عزيزي القارئ .. ربما كل شيئ تستخف بهِ سيستخف بك.. لذا احذر عزيزي القارئ.. ليس كل وقت عليك المزح بهِ.. ليس بجسد فريدة الان صوت مثل صوت الادرينالين الذي يملأها

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن