الفصل الخامس

602 44 2
                                    

عبير ..
• قالها بصوتٍ صارخ بعد ما توقفَ الدم في عروقهِ من المنظرِ

- اتفزعت .. قلبي اتنفض كده من جسمي وقومت ابُص من طرفِ الباب
- ‏وبعدين؟
- ‏ش.. شوفت دمها سايل على الارض و..هو قاعد ماسكها مقربها من علي رجله مش بيتحرك وجسمه كله كأنه مشلول الحركة..و أيده..أيده كانت كلها دم منها ..

• وضعت فريدة حينها يدها على فمِها كي تُحاول الا تصرخ وسكنَ هذا المنظر المُفزِع ذاكرتها وعقلها.

- طب محاولتيش تخرجي؟
- ‏خرجت، فتحت شباك الاوضة وهربت منه.. ودة كان بداية طريق لـمجيئي هنا
- ‏ايه! بس ازاي وده حاصل من تلَت اربع سنين وانتِ جيتي هنا من اسبوع! كنتِ فين كل الفترة دي؟
- ‏كنت من بيت لـبيت بساعد أبلات بـ إني اجيبلهم طلباتهم لحد ما عرفت من وسطهم أبلة فرح وحكيت ليها حكايتي وعيشت معاها قبل متجيبني هنا ..
- ‏أبلات؟
- أنتِ غريبة ليه يا امل، سيبتي كل دة ومركزة ف ابلات؟!
• قالتها ضحى الى امل
- ‏أبلات اه، زي أبلة فرح يعني.. كلمة احترام بس دي جمع
• قالتها فريدة
- ‏جمع بقي ومفرد وكلام من ده بسمع عنه لـبتوع المدارس
- ‏ليه انتو هنا مش بيعلموكو؟
- ‏بيعلمونا بس فين وفين وحاجات بسيطة يعني شوية ضماير كدة واكيد بنتعلم سور من القرآن
- ‏اممم
- ‏انتِ بقي بتاعت مدارس؟
- ‏لاء عمري ما روحتها بس ماما كانت بتقولي فاضل للجميل سنتين ويبقي طالب مدرسي ..
- وبتعرفي تقرأي كويس؟
- ‏اه و شاطرة ف الرسم ..
- تعرفي اني قصتك دي غريبة يا فريدة
قالتها ضحى
- ومخيفة..
قالتها أمل وهي تنظر إلي الأسفل

مازلت تبحث عن أشياء ربما فقدتها أو أشخاص..
ولكن يظل السؤال.. هل ستجدها مرة أخري ام ذهبت بلا رجعة؟

في الغرفة الواسعة التي بجانبِها حديقة الدار يجلسُ علي مكتبهِ رجل الأعمال (رحيم حمدي) ذو الستة والخمسون  عامًا ..
- بتقول ايه! فين وامتى!
- ‏يافندم بقول لحضرتك أنه احتمال شبَه مش اكتر
- ‏مفيش حاجة اسمها أربعين للشبه! انا حاسس اني هي
- ‏يا رحيم بيه كل مرة بيبقي نفس الاحساس
- ‏ازاي فلتت منكم؟
- كانت راكبة عربية وملحقنهاش لما طلعنا وراها بالعربية
انتو اغبية، مشغل معايا اغبية
• قالها بغضبِ وبخبطة علي المكتبِ مما أوقع ساعة يدٍ ما ..
ظل ينظر الى الساعة بكلِ يأس وغضب ..

لا صوت في هذا الممر عدا صوتين باخرِ غرفة بهِ ..
- انت بني آدم جميل وانا سعيد انك بتحب تشرف الدار من فترة لفترة وتسعد قلوبهم الجميلة بقلبك الجميل دة يابني
- ‏تسلم يا استاذ رحيم، انا حقيقي بعمل كدة لربنا، انا بحب اوي اني ازور ديار ومستشفيات ..
- ‏اممم وايه كمان؟
• قالتها فريدة من خارج باب مكتب رحيم بيه بحبٍ حتي قالت امل
- اقولك انا ايه كمان يا سعاد يا حسني؟
- ‏اااه امل خضيتيني
- ‏مش احسن ما حد تاني كان يخضك؟
- ‏مين؟
- ‏والله؟
- ‏يوه بقي انتِ عايزة ايه؟ وانا ايه علاقتي بـ سعاد حسني اصلا؟
- ‏اسمع عنها انها كانت حبيبة زي واحدة كدة..
نظرت فريدة إليها بنظرة ضاحكة محاولة كتم صوت ضحكاتها..
- تسلم يا ابني ..
- ‏العفو يا استاذ رحيم، استأذن انا بقي

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن