الفصل الواحد والعشرون

296 33 6
                                    

- أنتِ بتتكلمي بجد بقي!
- وهو هيسافر معايا
- تسافري فين يا فريدة! رحيم بيه بقي قريب منك أه ولكن مش لدرجة تسافرو!
• قالها بدر وهو مازال التعجب علي وجههِ
- انا عارفة انها حاجة متتصدقش، بس زي ما يكون ربنا عايز يفرحني
- انا مكرهش انك تكوني فرحانة، بس ..
• قالها بدر بنبرة صوت مخفوضة وينظر الي الارض
- بس ايه يا بدر؟
- ازاي اسيبك تسافري وانا مش معاكي .. اقصد يعني ازاي اطمن عليكي
- تتمني لو انت الي كنت معايا يا بدر؟
• قالتها وهي تبتسم وتفرك يديها في بعضِها البعضِ وتنظر له مما جعله ينظر لها قائلاً
- كنت اتمني يا فريدة ..
• قالها بصوت مخفوض ثم أكمل قائلا
- هو قالك امتي مسافرين؟
- بعد اسبوعين
• نظر بدر الي الارض ثم نظر لها
- انتِ تستحقي كل السعادة الي في الدنيا يا فريدة، أنتِ شخصية جميلة، بجد شخصية جميلة وبنت جميلة، و دي فرصتك إن العالم يشوف رسمك وموهبتك
- انت كمان جميل يا بدر
• نظر لها بطريقة ساخرة ليُخجلها فا وضع يديه أسفل دقنه ونظر لها قائلا
- أنتِ شايفة بدر جميل يا فريدة؟
• تلعثمت في الحديث قائلة وهي تضحك
- ا...انت.. انت بتبصلي وتتكلم كدة ليه
- عايزك تتكسفي عشان خدوك تحمر وتبقي زي لون رسوماتك كدة
- خفيف
• قالتها وهي تُخرج لسانها بخفة بطريقة مازحة
- هتنسيني يا فريدة لما تسافري؟
- ايه يا بدر انت ليه بتبالغ كدة، دة هو شهر و هرجع
- شهر بحاله يا فريدة!
• قالها وهو مصدوم
- متقلقش يا بدر، هيعدي بسرعة
• طيب انا مضطر امشي دلوقتي، هجيلك بكرة
- سلام يا بدر
__________________

في منزل مراد البسيط يضع مراد سماعة الهاتف علي اذنهِ وقلبه ينتفض خوفا علي سهير
- الووو
• قال اخر كلماته علي السماعة ثم ترك السماعة ودخل يرتدي بسرعة ملابس خروجه وفتح شنطة سوادء ليأخذ ما بها من مالهِ، وفتح حقيبة صغيرة ليأخذ بها ملابسه واخبأها بين ذراعيه بالچاكيت
- في ايه يا بدر
- ابوها بيعذبها يا ولاء
- رحيم!
• قالتها ولاء وبجسدها الرهبة
- أيوة هو، انا مش هسيبها يا ولاء لو حتي هخسر نفسي، لازم اروح اشوف في ايه ومالها
- لاء يا مراد، ابعد عنهم يخويا وحياة النبي
• قالتها ولاء وهي تمسك في ملابس مراد تترجاه أن لا يذهب
- لاء هروح يا ولاء، لو محاربتش عشان واحدة حبيتها يبقي مش هعرف احارب لنفسي في يوم
• قال اخر كلماته ثم وضع عليه چاكيت وخرج بسرعة في البرد القاسي ليلاً
•ذهب مراد و وقف أمام ڤيلا رحيم ليجد البوابة مُغلقة والمكان يعُمه رياح الشتاء والاشجار تطير مع الهواء ..نظر الي سور الڤيلا من الخلف وذهب ليتسحب كي لا يراه البواب و قفز من أعلي السور لينزل إلي الڤيلا ثم نظر الي الاعلي لـنافذة سهير ثم بدأ بالتشبت في الحديد ثم بدأ يصعد الي النافذة خطوة بـخطوة.. حينما انتهي و وصل قام برفع زجاج النافذة من الاسفل وحاول أن يدخل نظر يمينا و يسارا حتي وجدها أسفل الباب في حالةِ اغماء علي الارض، جري إليها مُسرعا وبدأ أن يجعلها تستيقظ
- سهير، سهير قومي، فوقي يا سهير حصلك ايه
• سحب زجاجة مُعطر خاصتها من علي تسرحيتها وبدأ برش القليل منه علي أنفها كي تستيقظ
• فتحت سهير عينيها ببطيئٍ ونظرت له
- سهير، أنتِ كويسة؟
• قالها مراد وهو بجانبها علي الارضِ
- مُ.. مُرا....مُراد
- أيوة مراد، انا مراد وجمبك اهو
- مراد انا خايفة يا مراد، انت جيت هنا ازاي
• قالتها وهي ترتعش، مما جعله يقترب منها ليحتضنها بين اذرعهِ ويمسح بيديه علي شعرِها
- طلعت ع الڤيلا وفتحت شباك اوضتك دخلت منه
• بدأت بالبكاء أكثر
- قومي يا سهير جهزي هدومك في شنطة سفر
• رفعت وجهها له بتعجب لم تفهم شيئ
- هاخدك ونسافر ونتجوز بعيد
- انت بتقول ايه يا مراد
- لو مش عجبك الحل دة، يبقي انتِ بكل بساطة بتوافقي علي توفيق
- و ده ... يبقي الحل؟
• قالتها وهي حزينة
- مفيش اي حل تاني غير الحل دة، أنتِ شايفة حل تاني؟
• قالها بنبرة غضب
- انا مش شايفة حاجة يا مراد، انا خايفة وبس، متعليش صوتك انا خايفة من الصوت العالي
• احتضنها اكثر ثم قال
- يلا قومي بسرعة طيب مفيش وقت لا يفتح الاوضة
• نهضت سهير وأخذت حقيبة ملابسها ثم قالت
- هنخرج ازاي دلوقت؟
- هتعرفي تنزلي زي مانا طلعت من علي الشباك
- ايه! لاء انا بخاف من الأماكن العالية
- عالية ايه يا سهير انتِ يدوبك دور تاني
- طيب هحاول
• بدأ أن ينزل مراد اولا وعلي ظهره حقيبة السفر ثم نزل الي الارض، و أشار لها بيده أن تُسرِع مثله، بدأت أن تنزل سهير وعلي ظهرها حقيبة سفرها أيضا وبدأت أن تُقلد ما فعل خطوة بخطوة حتي نزلت.. و بدأ المطر أن يُغرقهم، إنها الشتاء والبرد المؤلم عزيزي القارئ، بل ليس الشتاء وحدها المؤلمة، بل الحُب أيضًا.
- دلوقتي حاولي تقلديني بارضو ونُطي من علي السور زي ما هعمل
- ايه؟ بس دة عالي يا مراد
- حاولي معلش خلينا نلحق نخرج لا البواب يصحي
• صعد مراد يتشبت بيديه علي حديد السور حتي قفز، بدأت فريدة تقلد خطواته أيضا ثم قفزت.
- دلوقتي هنروح فين يا مراد
• قالتها وهي تبكي
- متعيطيش ارجوكي أنتِ كدة بتوتريني انا
• قالها مراد ثم صمت قليلا ثم عاود حديثه
- هنسافر القاهرة
- القاهرة!! انا اصلي منها! انت كدة بتسهل فرصة أنه يلاقينا
- يلاقينا، ساعتها هتكوني مراتي ومحدش هيغلطنا
- طب اشمعني القاهرة، ما نروح حتة ابعد
- القاهرة دلوقتي هي أقرب مكان لينا في ظروف زي دي وفي وقت زي دة، واعتقد مش هتيجي في باله القاهرة لأن هيقول انك هتخافي عشان اصلكو منها
___________________

يجلس رحيم علي مكتبهِ في الدار يأخذ حبوب الدواء، يبدو أنه مُرهق جدا عزيزي القارئ، لتدخل فريدة.
- أيوة يا رحيم بيه، أبلة نعمة قالتلي حضرتك عايزني
- انا مش عارف اقولك ايه يا فريدة
• قالها بصوتٍ مبحوح مُرهق
- الف سلامة علي حضرتك يا رحيم بيه، شكلك تعبان جدا
- للاسف يا يبنتي، ودة السبب الي جيبتك عشانه، كدة الرحلة لباريس هتتلغي
• شعرت و أن آمالها واحلامها سقطت علي رأسِها كأحجار
- انا عارف انك زعلتي جدا، بس الدكتور قالي اني حالتي صعبة جدا ومضطر اقعد في البيت، حتي الاسبوع الجاي كله مش هروح اي شركة ولا هاجي الدار
• نظرت فريدة الي الارض حزينة ثم قالت
- لاء عادي يا رحيم بيه، انا بارضو مكنتش مصدقة اني فريدة ممكن تفرح في يوم بالشكل دة
• نظر لها وقال
- طب تعرفي تسافري لوحدك؟ اكيد لاء يا فريدة، عشان كدة مضطر الغي التذكرتين الي حجزتهم للأسف
• اشتعل نور القليل من الامل بقلب فريدة عندما قال ذلك ثم قالت بصوتٍ مخفوض
- يعني حضرتك لسا ملغتش التذاكر؟
- لسا
- والمشكلة الي حضرتك عايز تلغي الرحلة بسببها هي اني حضرتك مش هتعرف تيجي معايا؟
- اكيد
• ابتسمت بشدة فريدة ثم اقتربت منه بلهفة وقالت
- بسيطة، ايه راي حضرتك لو عرفت اجيب حد معايا؟
- زي مين! ماهو مش اي حد هستأمنه عليكي يا فريدة في رحلة زي دي، دي سفر!
- بس فيه حد حضرتك بتحبه جدا وهو كمان، وشخص تستأمنه عليا جدا كمان
• تحدث لها بلهفة قائلاً
- مين بسرعة!
• نظرت له وحدقة عينيها تتسع ثم قالت
- بدر
- أنتِ تعرفي بدر!!
• احمر وجهها ثم قالت
- ه..هو... هو صح..صحبي يعني هنا زي اخويا واخونا كلنا وشخص كويس جدا وقريبين زي الاخوات
- حقيقي!
• قالها رحيم بصيغة سؤال وهو سعيد ثم أكمل
- طبعا موافق يا فريدة، وفرحان كمان انك كدة لسا قادرة تحققي حلمك، بدر كلية لغات وكان قايلي أنه بيعرف يتكلم انجليزي واسباني وفرنساوي لغة تالتة تقريبا، المهم أنه بيعرف انجليزي، هيتفهم
- فعلا موافق يا رحيم بيه! دة اجمل شيئ أنه فعلا الصدفة أنه بيعرف لغات
• قالتها وهي تقفز من الفرحة وتضحك بصوتٍ عالي مما جعله يُقهقه عاليا قائلا
- ربنا يفرح قلبك يا يبنتي، طريقتك ضحكتني، وكمان فرحت بعد ما كنت فقدت الامل في رحلتك
- انت اجمل اب في الدنيا يا ... يا بابا
• شعر بوجع في قلبهِ عندما سمعَ هذه الكلمة ثم نظر لها
- اوعي تخلي حد يفرض عليكي حاجة يا فريدة.. عيشي حُرة يا بنتي..

ينتهي اليوم وظل باقي علي الرحلة يوم واحد وهو اليوم!
- فريدة، فريدة اصحي ورانا حصة طبخ
• قالتها ضحي، لتنهض فريدة وكالعادة الروتين المُمل في الدار لتذهب الي المرحاض ويقومون بتناول الفطار..
• في مطبخ الدار تقف فريدة تُقطع البصل والطماطم بينما الناحية الأخري تضع امل الموز في الخلاط لتعصُره
• وحينما انتهو.. طلبت فريدة من ضحي أن تضع لها بعض العصير
- ضحي بعد اذنك حطيلي معاكي كوباية عصير موز
- من عيوني
• كادت أن تخرج فريدة مع امل
- استني يا امل نسيت طبق الاكل بتاعي جوا المطبخ، روحي انتِ وانا هاجي وراكي
• لتعود فريدة الي المطبخ وتقترب حتي تجد ما لا تتوقعه
- ضحي!!!
• فُزِعَت ضحي عندما رأتها
- انتِ .. أنتِ بتحطيلي شطة جوا عصير الموز!!

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن