نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|

الفصل العشرون

متي اخر مرة وضعت راسك علي الوسادةِ وقومت بزيارةِ اماكن وأشخاص عزيزي القارئ؟ .. يقولون الاحلام اغرب شيئ لا احد يعرف لما تأتي للإنسان هكذا لتنقله الي عالمٍ أخر لينسي واقعه.. ليتنا نُكمل في احلامنا دائمًا عزيزي القارئ.. ليت لم تُيقظنا والدتنا منذ أول يوم مدرسة لنا.

مضي شهر،...ارضٍ خضراء واسعة وشخص ضخم عملاق يحمل فريدة وهي صغيرة ويجري بها يمينا ويساراً وفريدة تُقهقه عاليا من الضحك ولكنها سقطت فجأة الي حفرة كبيرة
- فريدة، فريدة
• قالتها امل بعد أن وجدت فريدة تصرخ عاليا وهي نائمة
- هو فين
- صحبك العملاق مش كدة؟ أنتِ كل يوم علي الكابوس دة!
- ببقي فرحانة اوي وهو شايلني بجد، وبقعد اضحك
• قالتها فريدة وهي تفرُك وجهها ثم صمتت لثواني ثم قالت
- بس اكيد كابوس يعني مش عايز يسيبني في حالي بقالو فترة كبيرة، المهم قوليلي هي الساعة كام؟
- الساعة عشرة
- ايه عشرة! دة رحيم بيه قالي امبارح إنه عايزني بكرة الساعة ٩ ضروري
• نهضت فريدة لتذهب الي المرحاض بسرعة تعدل شعرها وملابسها ثم ذهبت الي مكتب رحيم بيه لتطرق الباب
- رحيم بيه.. بتأسف جدا اني جيت متأخرة كدة، حضرتك كنت قايلي اجي تسعة بس كنت نايمة
- تعالي يا فريدة بسرعة اقعدي
• جاءت فريدة لتجلس علي الكرسي، نظرت لرحيم بيه ثم قالت
- هو في ايه يا رحيم بيه؟
- شكل والدتك دعيتلك قبل ما تتوفي
- ليه! خير!
• قالتها وهي تبتسم بشدة
- أنتِ بتعرفي تقرأي مش كدة؟
- طبعا بعرف
- طيب بصي اقرأي الجريدة دي كدة
• قالها وهو يعطي لها الجورنال ويشاور لها باصبعهِ
(((الجريدة)))
تُعلن مدينة باريس عن افتتاح الموسم الرابع والاضخم بها عن برنامج المواهب الشهير "Paris pour vous" لتنضم جميع المواهب من حول العالم، ربما انت الفائز، تعالي لتُحقق حلمك.
• نظرت فريدة وهي تقرأ ثم أصبحت الدهشة والاستغراب علي وجهِها ثم قالت
- هو حضرتك تقصد موهبتي في الرسم يعني؟
- اكيد
• نظرت للجريدة ثم نظرت له مرة أخري بتعجب قائلة
- رحيم بيه، مكتوب باريس! انا اسمع اني باريس دي عاصمة دولة أوروبية اسمها فرنسا.. مش كدة؟
- أيوة انا هسفرك وهاجي معاكي كمان
• نظرت له وكأنها سمعت خطأ ما قاله مما جعلها تقول
- نعم! حضرتك قولت ايه؟
• ضحك رحيم بيه وقال
- أيوة هنسافر باريس
- أيوة بس انا مش قادرة اصدق اني دة هيحصل
- ليه! انتِ بنت موهوبة بالفطرة بطريقة مش طبيعية دة انتِ لو كنتي اتولدتي في باريس كنتِ زمانك من اشهر الرسامين هناك
• قالها ثم أسند ضهره الي الخلف علي الكرسي ثم قالت فريدة
- اقصد مش قادرة اصدق اني بنت زيي بسيطة كدة، في يوم من الايام بكل بساطة هتسافر، لاء ومش اي سفر، دي باريس!
• قالتها وهي تنظر للجريدة وتمشي أصابعها علي الاعلان المكتوب
- أنتِ بنت جميلة وتستاهلي كل خير
• نظرت له وهي تبتسم قائلة
- كنت ساعات بتفرج علي تليفزيون الدار، وبشوف كرتون كأنهم في فرنسا ويبقي في برج كبير كدة
- أيوة دة اسمه برج ايڤيل
- يعني هشوف البرج دة!
• قالتها والإبتسامة تملأ وجهها كالأطفال ولكنها صمتت لثواني تنظر في الارض ثم رفعت رأسها له ونظرت مرة أخري في الأرض مما جعله يقول
- قولي يا فريدة الي عايزة تقوليه، حاسس عايزك تقولي حاجة
- بصراحة ايوة، هو ... هو ليه حضرتك يعني هتعمل كل دة علشان بنت في الدار
• صمت رحيم ثم نظر الي الساعة الصغيرة خاصته بتأمل علي وجه ابنته ثم نظر لفريدة قائلا
- عشان حاسك بنت مختلفة، حاسس حرام موهبتك دي تدفن وتموت هنا .. انا شخص في ايدي اني أوري للعالم موهبتك لاني مُقتدر ماديًا واقدر اسفرك ..وكمان عشان
• صمت قليلا ثم نظر الي الساعة مرة أخري واكمل قائلاً
- حسيتك زي بنتي، معرفش ازاي ولكنه شعور غريب من اول مرة شوفتك فيها تعبانة
• كان قلبها يشعر بالدفأ من حديثهِ وتستمع له وهي تبتسم