• اغلقَ بدر الباب ثم أكملو النظر، حتي وجدو شيئ كبير مُغطي بقماشة مُطربة، ابتلعت فريدة ريقها ثم قالت
- بدر، شيل انت القُماشة
• نظر لها بدر ونظر الي هذا الشيئ المُغطي ثم قال
- ما .. تحاولي تشيليها معايا
- بقي كدة يا بدر؟
- يا عبيطة عشان لو حصلنا حاجة يحصلنا سوا، يرضيكي يعني اسيبك لوحدك تواجهي كل دة؟
• نظرت له فريدة تُضيق عيناها وتبتسم له بمكر
- كدة؟ طيب هعمل نفسي مصدقاك
• بدأو الاثنان بسحب القماشة سويا حتي وقعت لـيرو خزانة كبيرة لونها بُني أجزائها مُكسرة
- هو دة مش شبه الدولاب يا فريدة؟
- اه، شبه الدولاب الي كان عندنا زمان في بيتنا فعلا
• صمتت ثم نظرت له تُضيق عيناها مرة أخري قائلة
- انت يعني بـتغير الموضوع عشان مش عايز تفتحه انت يا بدر؟ يلا اتفضل افتح الدولاب دة
• نظر لها بدر يبتلع ريقه وكأن كلامها صحيح ثم قال
- متأكدة افتحه انا؟ ما يمكن فيه تعبان ولا عقربة و اتسم و اموت واسيبك تواجهي كل ...
• قاطعت فريدة حديثه قائلة وهي مُتعصبة ساخرة بمزاح تقوم بتقليده
- بقولك ايه، مش كل حاجة تقعد تقولي هتواجهي كل دة لوحدك، هسيبك تواجهي كل دة لوحدك، خلص يا بدر فيلمك دة اتكشف
• اصدر بدر ضحكة عالية على طريقتها
- طيب خلاص خلاص اهدي متقعدش تتنططي كدة زي الاراجوز وانتي بتقلديني
- انا اراجوز يا بدر؟
- يالهوي عليا، ياستي انا اللي اراجوز، اسكتي بقي خلينا نشوف في ايه جوا ام الدولاب دة، استر يارب
• بدأ بدر بفتح باب الخزانة من مقبض بابها ليصدر الباب صوته، ثم عُقدَت حواجبهم عندما رأو ملابس حقا! الخزانة مليئة بالملابس، نظرو الي بعضهم البعض وقال بدر
- دي طلعت فيها هدوم!
- لاء ماحنا متفقين أنها شبه الدولاب، فا اكيد مكنش هيكون جواها شيكولاته مثلا
• ابتسم لها بدر وهو مُمسِك بـباب الخزانة وقال
- أنتِ بقيتي عصبية زيي كدة ليه
- الصاحب ساحب يا عم بدر
• قالتها فريدة وهي تنظر إلي الخزانة، ثم انحنت بركبتيها ونزلت قليلا لتسحب قميص رُمادي من هذه الملابس وتتأمل به ثم تسآلت
- بدر .. القميص دة قميص بني آدم!
• نظر بدر للقميص وتأمله وبدأ بالتفكير وقال
- أيوة، ودة مش كوكب بني آدمين زيينا! يبقي ايه جاب قميص زي دة هنا!
• سمعت فريدة كلمات بدر ثم نظرت له وبسرعة اخذت تبحث مرة أخري في هذه الملابس لتجد الكثير من ملابس مخلوقات هذا الكوكب
- اكيد كل دي ملابس نوڤيل يا فريدة
• قالها بدر وهو يتفحص كل هذه الملابس معها، حتي تراجعت فريدة وعينيها اتسعت بشدة مُشارة بيديها علي ما رأته داخل الخزانة، نظر بدر لما رأته مما جعل قلبه ينبض بسرعة ثم نهض و وضع كفه علي فم فريدة قبل أن تصرخ من ما رآت! .. فُستان لفتاة من جنس بني آدم لونه وردي تُغرقه دماء رائحتها كريهة، حاول بدر أن يُهديئ فريدة
- اهدي، لو صوتي هنتفضح، انا معاكي متخافيش، هنعرف ايه حكاية الفستان دة سوا بس اهدي عشان خاطري
• لم تشعر فريدة سوي بعد ألقت بجسدها بداخل حضن بدر وهي تبكي بشدة خائفة، احمر وجه بدر قبل أن يضع كفه علي شعرِها ويُملس عليه كي تهدأ وظلو هكذا لثواني حتي تراجعت فريدة بسرعة الي الوراء وبدأت بمسح دموعها
- انا اسفة، مكنش قصدي دة يحصل، بس انا خايفة يا بدر وكلامك هو الامان بالنسبالي في وسط العالم دة
- عالم الكوكب الازرق؟
- عالم كوكب الارض والازرق واي كون موازي، اعتقد انت اماني
• كانت تتحدث بصوتٍ مبحوح وبعد أن أنهت حديثها احمر وجهها و وجه بدر وبدأت بالاعتذار مرة أخري
- انا اسفة، حسا اني سخيفة اوي في كلامي
- بالعكس، كلامك في منتهي اللطافة
• ابتسم لها بدر مما جعلها تبتسم له في المقابل حتي وقعت عيناها علي الفستان في الخذانة مما جعلها تتوتر مرة أخري وتقول
- طب وبعدين، عايزين نعرف ايه حكاية الفستان دة
• اقترب بدر ليأخذ الفستان بيدهِ وبدأ يتفحصه ليري الدماء تغرقه من اول الصدر لآخره، سمعو صوت اقدام تقترب من الباب فـدب في قلوبِهم الرعب، مما جعلهم يختبأون داخل الخزانة ويغلقو علي انفسهِم بابها، عدت ثواني وحصل ما لم يتوقعو بدر وفريدة قبلك عزيزي القارئ!! سقطت فريدة وهي تسند بظهرها علي غرفة!!
الخزانة وراءها باب ليطُل علي غرفة!! تأوهت فريدة من الوقعة مما جعل بدر يُنادي باسمها خوفا عليها ولكنه ذُهل معها عندما راي نفسه في غرفة واسعة لا يوجد بها شيئ سوا شيئ كبير مُغطي بقماشة بيضاء كبيرة ولكنه اكبر من الخزانة بكثير!
- بدر، هو ايه الاوضة دي بجد، أنت مش شايف شكلها مخيف ازاي وايه الي هناك الكبيرة دي
• ذهب بدر لينظر ويتأمل ذلك الشئ خلف القماشة البيضاء وبجانبه فريدة بعد ما نهضت من علي الارض
- وااااو تفتكري ايه دي يا فريدة؟
- هو ايه الي واو؟ انت تعرف ايه دي اصلا؟ ما يمكن وحش ولا حاجة شبه نوڤيل، انت مش شايف حجمها
- هو نوڤيل بقي وحش؟ نوڤيل مخلوق عادي
- مش مرتحاله اصلا من ساعة اخر مرة سمعناه بيتكلم مصري
• قاطعها بدر وهو يضع يده علي القماشة وكاد يسحبها حتي أوقفته فريدة قائلة
- ايه يا بدر استني، مش خايف؟
- مش خايف .. خلينا نعيش التجربة وخلاص
- يبقي استني اشيل القماشة معاك، يمكن يحصل شيئ ليك، هواجه كل دة لوحدي؟
• قالتها فريدة وهي تبتسم لبدر ثم بدأو بسحب القماشة حتي انفتحَ فمهم من ما رأو! .. آلة كبيرة جدا ضخمة يوجد بها مُحرك كبير ومقعدين والكثير من الزرائر والانوار وهم لا يفقهون شيئ
- هو ايه دة يا بدر
• قالتها فريدة وهي تنظر للآلة
- مش عارف .. تفتكري انتِ ايه ده
• لم تنتبه فريدة لما قاله حتي وقعت عينيها علي قطعة من الذهب بداخل الآلة مكتوب عليها " انا من صنعت هذا! انا انسانٍ عظيم!
- بدر بص مكتوب ايه
•قرأ بدر هذه الكلمات وبدأو يُفكران سويًا حتي قال
- الكلام دة مكتوب باللغة العربية!! احنا بنفكر في ايه!
- تقصد أنه نوڤيل؟
- اكيد نوڤيل
- طب واحنا دلوقتي المفروض نعمل ايه ولا نشغل الآلة دي ازاي!
• قالتها فريدة مما جعل بدر يضع يده علي راسهِ ثم قال
-لاء، مش هنيجي جمب اي حاجة غير لما ندور علي اوضة نوڤيل في القصر! ونعرف عنده ايه، اكيد في حاجة هدلنا علي الآلة دي
• نظر بدر بشكلٍ عشوائي حتي وقعت عيناه الي مكان يبدو مكان مفتاح الآلة
- حتي بصي يا فريدة، في مكان مفتاح عشان الألة دي تشتغل، تقدري تقوليلي المُفتاح هيكون فين؟
- يمكن في الاوضة هنا
• قالتها فريدة وبدأت بالنظرِ حولها وبدأت تبحث تحت الآلة عن مُفتاح ولكنها لم تجد
- اكيد لاء مش هنا، مش بكل بساطة هيسيب الدليل كدة، احنا لازم نتحرك من هنا دلوقتي قبل ما حد يشوفنا ونحاول نروح اوضة نوڤيل
• قالها بدر ثم خرجو بسرعة، وقفلو الباب السري لهذه الخزانة، ثم خرج بدر اولا من الغرفة يلتفت يمينّا ويسارًا ثم أشار لفريدة بيدهِ ان تاتي خلفه، وبدأ بطلوع السلم الثاني ولكن رأي اثنان حُراس علي غرفة مُزينة باللون الذهبي وتبدو ضخمة مما جعل بدر يتراجع بالقليل من الخطوات وقال الي فريدة بصوتٍ مُنخفض جدا
- في حُراس علي اوضة شكلها فخم اوي، اعتقد دي اوضة نوڤيل
- طيب وهنخشها ازاي؟
• قالتها فريدة بصوتٍ منخفض أيضًا، وقف بدر يُفكر في حلٍ ما حتي نظر الي النوافذ التي علي جدران السلالم ثم نظرَ لها وهو صامت لثواني حتي سألته فريدة فيما يُفكر حتي تحدث قائلًا
- شايفة اول شُباك تحت دة؟
- ماله؟
- لو فيه حديد او اي حاجة نتمسك بيها ونطلع الاوضة من برا القصر
• اتسعت عين فريدة ثم قالت مفزوعة
- ايه! عايزني اتشبت كدة برا القصر! افرض وقعنا موتنا، ولا افرض حد شافنا اصلا، هيبقي مصيرنا زي صاحبة الفستان المجهولة دي؟
• نظر لها بدر ثم مسح عرق وجنتيه وقال
- فريدة متخافيش قولتلك طالاما سوا هنعرف نعدي كل حاجة، بس المشكلة دلوقتي ازاي نلهي الحُراس الي تحت القصر
• نظرت فريدة له وكأنها شبه موافقة علي قراره، وسرحت قليلا حتي قالت
- علي فكرة صعب يشوفونا، احنا فوق عنهم وهما واقفين بضهرهم
• قالتها فريدة بعد ما ذهبت هي وبدر مُتجهون الي النافذة التي سيخرجون منها، بدأ بدر بالنظر الي فريدة وقال ..
- متخافيش، بصي عليا وقلديني
• صعد بدر اعلي النافذة و وجد حديد خارج الجدران وبدأ بالتشبت بهِ خطوة بـخطوة، بينما فريدة ترتعش يدها خوفا من ان يحدث شيئًا، ظلت تراقبه وكل خطوة يتحركها تزيد ضربات قلبها خوفا، حتي وصل الي نافذة غرفة نوڤيل وبدأ بفتح مقبضها بهدوء حتي لا يسمعه الحراس الذي بالخارج علي الباب ثم نظر الي فريدة وشاور لها بيدهِ ان تاتي، نظرات عينه جعلتها تطمئن قليلًا، بدات فريدة تضع قدمها أعلي النافذة وتُغمض عيناها مرار وتكرارًا من الهلع الذي بها، وبدأت بالتشبت بالحديد وبدأت تزحف بقدميها ويديها وكلما وقعت عينيها الي الاسفل كانت ستبكي ولكنها اغمضت عينيها وظلت تنظر الي بدر حتي وصلت اليه، سحب بدر ذراعها بسرعة و وقعت عليه قليلًا مما جعلها تخجل وتبتعد .. بدأ بدر يتحدث بصوتٍ مُنخفض جدا جدا لان عزيزي القارئ مثلما قولت لك هناك حراس خلف الباب!
- اوعي تعلي صوتك، هنفضل نتكلم بالهمس كدة
• قالها بدر واماءت فريدة برأسها بقولِ حاضر ثم بدأو يتفحصون الغرفة، غرفة ضخمة حقا تبدو للأثرياء فقط، اول شيئ وقعت عليه عين بدر هو مكتب نوڤيل، بأكملهِ مُطرز باللون الذهبي وعليه يضع العطور الخاصة بهِ والكثير من العصيان الذهبية التي كان يعمل بها في عبادة الاله اوغنتوس ربما، نظرت فريدة خلفها لتجد خزانة كبيرة مُزخرفة، وضعت صابعها علي كتف بدر مُشارة له أن ينظر، حتي نظر الي الخزانة، وبدأو باخذ خطوات علي طراطيف اصابعهم ليقوم بدر بمد يده وفتحها دون ان يسمع صوت بابها احد، وهنا كانت صدمتهم..
أنت تقرأ
نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|
Fantasyرواية فانتازيا عاطفية.. فتاة وجدت نفسها بعد اول فتحة عين لها بدار ايتام وظلت تعيش بوصمة عار على قلبها تظنها حقيقية ولكن سرعان ما ستجد أن كل هذا كذب عندما ستغامر مع بدر بالصدفة في اكوان متوازية بدلاً من السفر إلى موهبتها لتكتشف سرًا سيُغير حياتها.