الفصل السادس

578 46 4
                                    

استيقظ رحيم من نومهِ مفزوعا بعد أن راي هذا الحلم..
يمسح وجهيه بـيدهِ ثم اعتدلَ وأخذَ البعض من الماء ليأخذ أنفاسه، نظر الي الاعلى لثواني ثم تنهدَ بـقلةِ حيلة قائلًا
- يارب، انا هقوم اصلي الفجر
بدأ ينهض من على سريرهِ ولكن سقطت صورة من علي المنضدةِ التي بجانبهِ بالخطأ..
ظلَ ينظر الي الصورة والحزن والغضب يملأ ملامح وجهه قائلًا
- وحشتيني يا بنتي
نهض وتوضأ ثم وضع سجادة الصلاة علي الارض وبدأ يدعو ربه..
- يارب، انت عالم اكيد أ..نا عامل ازاي، أنا حقيقي مُفتقد بنتي، ارجوك رجعهالي باي طريقة، طب هي فين، بتعمل ايه، عايشة لسا ولا لاء، يارب أنا تعبت كل يوم من كوابيسي، أنا م..مكنش قصدي اخليها تضيع من ايدي انا بس كنت عايز احافظ عليها من اللي حسيته نحية الشخص دة..
نزلت قطرة ماء علي احدي وجنتيه، ثم أصدر صوت بكاء طفيف ثم أكمل حديثه مع الله ..
- مكنش هينفعها، كان واخدها عشان هي سهير رحيم حمدي، بنت رجل الأعمال المشهور مش اكتر، انا عارف دة، كان باين من عينيه
سكت قليلاً ثم نهض ليذهب لنومه مرة أخري..



تطلع الشمس اليوم علي الجميع ولكن الليل مازال يعُم قلب فريدة..
- وطي الصوت شوية يا ضحي
- ‏يوه بقي للمرة الكام هوطي، عمالة اوطيلك من الصبح، ايه مسمعش الفيلم؟
- ‏عشان خاطري وطي شوية كمان يا ضحي، انا حزينة كفاية ومش حِمل مُناكشة وخناقات.. وطي عشان اعرف اركز ف الرسمة..
- ‏وريني كدة بترسمي ايه
قالتها ضحي وهي ترجع بجسدها للخلف لتري الرسمة، ولكن جذبت فريدة الرسمة إليها لتخفي ما بها..
- يوه بقي! ما توريني يا فريدة..
قالت ضحي هذه الكلمات الاخيرة قبل أن تنقسم رسمة فريدة الي نصفين وتنقطع..
- أنتِ مريضة؟ أنتِ قاصدة تعملي كدة عشان افضل زعلانة يعني؟ بتقطعي تعبي بعد ما رسمت؟
بينما كانت تقول ذلك فريدة، كانت ضحي تنظُر الي نصف الرسمة الي بيديها وتشعر بالرعب الذي هزَ جسدها..
- ه.. هو مين دة؟
- ‏ا..د..
- دا بدر!!!!
اقتربت فريدة من أذن ضحي قائلة بصوت طفيف ثم قالت
- وطي صوتك طيب وهفهمك، ت...
قطعت حديثهم أبلة نعمة المسؤولة الجديدة عن غرفتهم بدلا من أبلة فرح قائلة:
- يلا يا بنات وقت الفطار

التاسعة صباحاً
فارغة الغُرف من أصحابها والجميع يأخذ فطاره وهناك من بداخلِ المرحاض..
تقف نور التي تبلغ من العمر الثامن عشر عاما وهي تُمشط شعرها أمام المرأة وبجانبها احدي صديقاتها..
- هو مجاش النهاردة؟
قالتها نور وهي تلعب بخصلةِ شعرها علي كتفيها
- لاء ياختي مجاش، واتلمي بقي كله بقي يلاحظ عليكي تصرفاتك دي
- ‏ما يلاحظو، يارب هو يكون اولهم الي يلاحظ بقي
- طب يلا نروح ناكل انا جعانة ومكلتش حلو قبل ما انام امبارح
- يلا

علي سُفرة الطعام تجلس فريدة وبجانبها ضحي
- فهميني يا فريدة.. بترسمي بدر ليه؟
- ‏عادي يعني، اصل لما بشوف ملامح مميزة بتشد انتباهي، بس كدة، فقررت ارسمه
- ‏فريدة.. ‏انتِ حسا بحاجة من نحيته؟
بينما كانت فريدة تضع الملعقة بداخل فمها أوقفت طريقها ثم وضعتها بداخل طبق الشُربة مرة اخري.
- حاجة زي ايه؟
- زي الي أنتِ فهماها
- ‏انا مش فاهمة وضحي يا ضحي
- ‏هو ايه الي مش فاهمة!
- ‏انتِ بتعلي صوتك ليه البنات بدأت تبصلنا وطي صوتك
- ارجوكي
- ‏في ايه يا ضح..
- انتِ بتحبي بدر؟
قالتها ضحي بعد ما أوقفت كلمات فريدة، تلعثم لسان فريدة بعدها ثم صمتت ثواني ثم قالت:
- ايه الكلام الفارغ دة؟
- ‏طبعا كلام فارغ، مانا لو امل كنتي حكيتيلي لكن أنا ضحي، الي دايما مش بتثقي فيها، انتِ علي طول كدة هتفضلي تفضلي غيري عليا، علي طول وحشة
قالتها ضحي مما جعل أعين الفتيات تنظر إليهما بشدة، شعرت فريدة بالإحراج حينها نهضت من علي كرسيها مسرعة الي الخارج محاولة امساك دموعها..


- مدي شوية يا نور عايزة اكل بقي، شايفة السُفرة من بعيد اهيه مسم شامة ريحة الفطار؟
- الحقي.. دي فريدة خارجة بتعيط
- ‏و ريحة البطاطس مسم
- ‏ما تبطلي غباء بقي بقولك فريدة خارجة تعيط
- ‏يستي عايزة اكل طيب الاول واعرف هي بتعيط ليه.. استني، أنتِ قولتي فريدة؟
- ‏اه، فريدة الي دايما في حالها ومحدش بيقربلها عشان يزعلها حتي، عرفتي متفاجئة ليه؟
- ‏يمكن عملت مشكلة مع امل أو ضحي مثلا؟
- ‏مش عارفة، يلا ندخل نعرف

______________________

الممر لديه الكثير والكثير من السكون فقط السكون..
الفتيات والاطفال الان يا في وقت الفطار ام فى المرحاض، ام الاطفال في الحديقة يتناولون المرح ..
والان تجري فريدة بسرعة وهي تضع يديها علي وجهها وتبكي كي تذهب الي المرحاض تُكمل بكائها

- أ.. أنا أسفة
قالتها بعد اصطدامها بأحدهم في الممر بعد أن وقعت مفاتيح علي الارض.. نزلت تتأسف لتأخذ المفاتيح وهي تنظر للأرض.
- حد يجري بالسرعة دي! ايه يبنتي فايتك طيارة!
تجمدت مكانها قبل أن يكمل حديثه عندما سمعت صوته
- ايه يا بنتي مش ناوية تجيبي المفاتيح، أنتِ نمتي في الارض؟
بصوت ضربات عالية مع أنفاس تجري كـموج البحر نهضت ثم أعطت له المفاتيح بيدهِا وبدأت ترفع عينيها طُرفة بـطُرفة، الي أن نظرت إلي عينيهِ ..
نظر الى الوانِ عيناها المختلفتان عن بعضهم البعض ثم قالَ
- لو مكنتيش قولتي أنا اسفة من خمس دقايق كنت قولت انك خارسة أو فيكي حاجة.. أنتِ كويسة طيب؟
- ‏ايوة.. كويسة
- ‏غريبة، مع إن وشك كله دموع
سمعت اخر كلماته ثم ركضت مسرعة الى المرحاض ..

نُسخة مُتناقضة |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن